قصيدة بلا عنوان!!!!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
نجابه الأيام ونسمع صدى صرخات السنين ونحاول أن نحفر مكانا لذاتنا لعل وعسى أن نعرف ذاتنا لو يوم فما أن نرى تلك الذات حتى تهب رياح الألم مخلفة عقلا لا يعرف إلا الذكريات عنوان تسافر به الآلام من جهة وتلتفت إليه الأمنيات العذبة من جهة أخرى وشتات بين قسوة الآلام وجفاف الأمنيات .
بلا عنوان ..
نهيم في الحياة على أمل أن نجد قلبا يدواي جراحنا أو صدرا حنونا نلقي عليه أنفسنا وهمومنا فما يلبث حلمنا إلا وقد أحرقه الواقع كي نعيش على سراب مؤلم وأمل كاذب تظلله سحابة هم قاسية لا تعرف الحب ولا تعترف بالعطف مميزة بقسوتها ومتميزة بعذابها .
بلا عنوان ..
فنعجب لقسوة قلوبهم وكيف هم يعيشون ولم نعجب أو ننظر ولو لمرة واحدة لقسوة الأيام علينا وحرارة لهيب السنين على جوانحنا فلمن نذهب ! ولمن نلقي أجنحتنا فقد أتعبتنا الحياة .. ومع ذلك لم نجد صدرا يضمنا وحنانا يدفئنا من برد المحن وشدة الألم .
بلا عنوان ..
نعيش عمرنا بلا شباب وكأننا حياة بلا ربيع أو زهرة في صحراء قاحلة فلا احد ينشد عنها ولا من سبيل لإقتلاعها من صحرائها كم تحلم تلك الزهرة بالعيش في الحديقة الجميلة ولكن هيهات .. فلا أمل يسليها وإنما ألم يجرحها كلما تذكرت أزهار الحدائق البعيدة عنها .. فلا تعرف إلا الصبر عنوان والموت أمنية لتدفن في صحراءها تحت الرمال .
بلا عنوان ..
نفكر في الأيام فيقتل أحلامنا الدهر ونفكر في علاج الأسباب فنعلم أنها جاءت من كيد السنين فلا نستمع بقراءة أيامنا ولكننا نخشى ليلنا أن يمطر علينا نهارنا بأمطار المصائب وباقات من النوائب بلا أسباب وبلا مناسبات .
بلا عنوان ..
نشغل أنفسنا لأجل أن نعيش حياتنا كما نريدها فيتدخل الزمن .. ليرمي بأمنياتنا بعيدا في أقصى الحدود لنغرق في همنا فقد ضاعت هويتنا ولن نجدها إلا هناك بعد كل الحدود وأي حدود نصل وأي طريق مسلك فما نحن إلا نفوس مشرقة سقطت على هذه الحياة بلا إسم ولا عنوان .
بلا عنوان ..
نرسم الكلمة بأبهى ريشة رسام لنصوغ الحروف سحرا ومن الجمل نهرا لنهدي الزمن باقات من الكلمات الثائرة لعلها أن تحرك لنا القلوب الخامدة فما نملك إلا موائد من المعاني الآسرة فلا نعرف الذلة في كياننا ولكننا نتوق إلى اللذة في إنسانيتنا ونشتاق إلى شمس تظللنا .
بلا عنوان ..
نسافر مع الكلمة الشاردة لتكون فريدة في قلوبنا فنسكنها عقول البشر بجملة ناصعة مشرقة في قولها علها أن تجتاح هويتنا وتترجم عما تخفيه قلوبنا من حب مفقود وحنان بعيد نتمناه في كل وقت وننشده في أي زمان ولكن .. تبقى الأمنية .. ملاذها السقوط المر .
بلا عنوان ..
لم نظلم أحدا في حياتنا ولن نهضم حق إنسان في ذاتنا نحب ولا نكره لأننا خلقنا من الحب وأي حب .. إنه الحب الخالد الساكن هناك في سماء الصدور وداخل القلوب لا نعرف الحقد على احد
ولكن ما أكثر حساد النجاح وقتلة الأمنيات
والأحلام .
بلا عنوان ..
باقة ورد نهديها إلى كل قلب حنون وصدر عطوف نريده أن يضمنا إليه لأنه من الصعب أن تجد ذاك القلب إلا على صفحات الدفاتر ومجلدات الأيام أما في قاموس الحياة .. فالسراب هو الجواب .
بلا عنوان ..
نعم كتبت الألم عنوان لحياتي ومكانا لمأساتي فأنا ساكن هناك على ضفاف الخيال في واقع الأحلام وبالتحديد وراء تلك الحدود تحت سماء الآلام فلا ظل ولا ظلال وإنما قسوة تحرق كل الأحلام مع باقة متوجة بلهيب الحرمان ولكن .. هل سيأتي يوم ويتغير ذلك العنوان !
أم سأرتحل هناك حاملا حقيبة الأحزان لأسكن هناك في معاقل الذكريات .
فأحمل بطاقة هويتي في هذا الزمن ..
مرسوم عليها هوية بلا عنوان .