معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المسلمون في بريطانيا Support

 

 المسلمون في بريطانيا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أميرة الورد
مشرفة قسم
مشرفة قسم
أميرة الورد


بلد الإقامه : عمان
علم بلادي : المسلمون في بريطانيا Female54 عدد المساهمات : 2654
نقاط : 4080
التقييم : 62
تاريخ التسجيل : 06/11/2011
المزاج : ✿احساس الورد✿

المسلمون في بريطانيا Empty
مُساهمةموضوع: المسلمون في بريطانيا   المسلمون في بريطانيا I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:49 pm

اتخذ البريطانيون دائماً موقفاً غامضاً من العرب المسلمين نتيجة الحروب الصليبية، سيئة الصيت.. ولم يمنع هذا الموقف البريطاني الغامض، أن تقدم بريطانيا عدداً من الرحالة والمستكشفين الذين كتبوا عن (العربي المرح) بتعاطف واضح، أمثال دوتي بيرتون ولورنس وغيرهم..

لمحة تاريخية
يمكن أن نلمس مرحلتين للاهتمام البريطاني بالعرب والمسلمين..

المرحلة الأولى:
بدأ احتكاك بريطانيا بالعالم الإسلامي بشكل وثيق منذ بدايات القرن السادس عشر الميلادي رغم وجود المسلمين في بريطانيا خلال حكم سلالتي تيودور وستيوارت..
وقد امتازت هذه الفترة بتوسع الامبراطورية العثمانية تجاه الغرب عبر وسط أوربا والبحر المتوسط، وتوسع شبكة التجارة البريطانية نحو الشرق لملاقاة هذا التوسع العثماني..
وجرت معظم حالات الاحتكاك الأولية على شكل مناوشات بحرية، حيث كان التفوق التكنولوجي الإسلامي في البحر يقود إلى إغراق وأسر أعداد كبيرة من السفن البريطانية.
وتفيد الروايات أن الفترة ما بين العامين 1609 و1616 شهدت تعرض 466 سفينة بريطانية للهجوم من قبل سفن عثمانية أو بربرية حيث أدى الهجوم إلى أسر طواقم هذه السفن..
بحلول العام 1626، كان هناك ما يزيد على (5000) أسير بريطاني في مدينة الجزائر و(1500) آخرين في مدينة سالي، وقد كانت السلطات تبذل البريطانية جهوداً جبارة لإطلاق سراحهم ما لم يفتد هؤلاء الأسرى الذين اعتنقوا الإسلام بغيرهم من البريطانيين.
وبحلول العشرينات من القرن السابع عشر، لم يعد الوجود البحري التركي محصوراً على البحر المتوسط وإنما امتد ليصل إلى مياه الجزر البريطانية.. ففي آب من العام 1625 أخرج العثمانيون حوالي 60 شخصاً بين رجل وامرأة وطفل من كنيسة (مونينجيسكا) في كورنويل وساقوهم أسرى على متن سفنهم..
وفي العام 1670 قدمت عريضة التماس للملك نيابة عن 140 رجلاً من (ستيبني) تم أسرهم من 22 سفينة تجارية على يد الجزائريين. والأمر الذي أقلق البريطانيين هو أن بعض هذه الغزوات كان يقودها انجليز اعتنقوا الإسلام..
وبالفعل كانت الأخبار تصل تباعاً إلى السلطات الملكية البريطانية تخبر عن اعتناق أعداد كبيرة من الأسرى للإسلام معظمهم بمحض إرادتهم، ومنهم من تبوأ مناصب قيادية مثل (حسن آغا) الذي يحمل في الأصل اسم (سامسون رولي).
وعندما أرسل الملك تشارلز الثاني الكابتن هاميلتون لافتداء بعض الأسرى البريطانيين في الجزائر، باءت مهمته بالفشل حيث رفض الأسرى جميعهم العودة وفضلوا البقاء بعد اعتناقهم الدين الإسلامي، فما كان من المبعوث البريطاني المحبط إلا أن كتب في تقريره يقول: (لقد تم إغراؤهم للتضحية بربهم من أجل حب النساء التركيات)..
وفي معظم الحالات لم يكن الانجليز الذين اعتنقوا الإسلام عبيداً وإنما تجاراً أحراراً أو خدماً للملك سرّهم ما كانوا يتمتعون به من رعاية ومميزات خاصة.
وبعد فترة وجيزة من الصدامات، بدأت التجارة البريطانية مع الامبراطورية العثمانية تزدهر، ومع نهاية القرن السابع عشر استحوذت التجارة مع تركيا على ربع النشاط التجاري الخارجي لبريطانيا..
وقد حدا هذا الوضع ببعض الساسة البريطانيين إلى التحذير من مغبة هذا الانفتاح، ومنهم السير (توماس شيرلي) الذي حذر من أن الحديث مع المسلمين يحدث فساداً كبيراً، وأن إقامة الانجليزي في العالم الإسلامي تقربه كلما طالت من اعتناق مبادئ الإسلام وتبتّي أخلاق المسلمين..
لقد سيطر الإسلام على الانجليز بقوة جذبه لا بقوة سيفه، لدرجة دفعت بالقنصل البريطاني ـ لدى مصر في ذلك الوقت ـ إلى اعتناق الإسلام..
أما في بريطانيا فقد كانت ردة الفعل كبيرة على ما يجري من زحف للإسلام على هذا البلد وأبنائه، حيث تم بحث هذا الموضوع في جلسة برلمانية خاصة تتناول ما أسماهم بالمرتدين عن الدين المسيحي إلى الإسلام..
وأغرب ردود فعل البريطانيين حيال اعتناق أعداد كبيرة منهم للإسلام، هو أن بعض الانجليز نشروا إشاعة مفادها أن مشروب القهوة الذي انتشر في بريطانيا ما هو إلا مؤامرة تحيكها الدولة العثمانية ضد المسيحية حيث تهيئ الانجليز للارتداد عن دينهم

المرحلة الثانية:
اهتمت بريطانيا ـ أكثر من بقية الشعوب الأوربية ـ بالعالمين العربي والإسلامي بسبب استعمارها لجزء هام من العالم العربي والإسلامي بدءاً مـــن مصر ومروراً بـــشبه القارة الـــهندية (الهند ـ الباكستان ـ بنغلادش) والخليج العربي
وفي نهاية القرن التاسع عشر، عرف الانجليز الإسلام بطريقة تختلف عما عرفوه في بدايات الاحتكاك، وذلك بدخول سفيرهم اللورد (ستانلي أوف الدرلي) الدين الإسلامي، حيث اعتنقه وهو سفير لبلاده في تركيا..
وقد أطلق السفير الانجليزي على نفسه اسم عبد الرحمن.. وتبعه في اعتناق الإسلام السير (كويليام) أحد الشخصيات الهامة في ليفربول، وأسمى نفسه (عبد الله)..
وأصبح هذا الرجل داعية للإسلام في ليفربول، إذ حوّل قسماً من قصره إلى مسجد وأصدر جريدتين إسلاميتين، كان يقصد منهما نشر الدين الإسلامي والدعوة له في بلاده

هجرة المسلمين إلى بريطانيا
بعد خروج الاستعمار البريطاني من الدول العربية والإسلامية التي استعمرها، ربط شعوب شبه القارة الهندية بـ (كومنولث) معه، وقد منحت بريطانيا لرعايا (الكومنولث) حقوقاً خاصة تتعلق بحصولهم على الجنسية بصورة طبيعية، ومنحتهم تسهيلات في الإقامة والعمل في بريطانيا، وقد شجعت هذه العوامل شعوب شبه القارة الهندية للهجرة إلى بريطانيا، وقد بدأت الطلائع الأولى من المهاجرين المسلمين من شبه القارة الهندية في مطلع الخمسينات..
يقول الباحث يورغنمن نيلسون الأستاذ في معهد الدراسات الإسلامية في بيرمينغهام في دراسة له حول المسلمين في بريطانيا وتحمل هذه الدراسة عنوان (المهاجرون وتمركز المسلمين في بريطانيا):
(كانت هجرة المسلمين إلى بريطانيا بادئ الأمر هجرة اقتصادية، أي البحث عن العيش، ثم تطورت هذه الهجرة مع مرور الزمان وأخذت طابعاً آخر، فأصبحت هذه الهجرة تبحث عن هويتها الدينية والثقافية وتعمل من أجل صيانة شخصيتها وشخصية أبنائها خوفاً عليهم من الذوبان والانصهار في المجتمع البريطاني المسيحي)

عدد المسلمين البريطانيين
تعد بريطانيا الآن مجتمعاً متعدد الأعراق والثقافات والديانات، حيث يحتوي المجتمع البرطاني على عدة مجموعات عنصرية وقومية ودينية، من بينها نحو مليون مسلم..
ويعتبر المسلمون من أكبر المجموعات بين الأقليات الدينية في بريطانيا وفي أوربا بكاملها، وغالبية هؤلاء المسلمين التي تقدر بنحو 404.000 نسمة أصلها من الباكستان، وهناك مجموعات لا بأس بها من بنغلادش والهند وقبرص وماليزيا ومن البلاد العربية ومن بعض أجزاء أفريقيا.
وهناك عدد متزايد من المسلمين الذين ولدوا في بريطانيا بالإضافة إلى أعداد قليلة من المسلمين البريطانيين الأصليين معظمهم من الذين اعتنقوا الإسلام في السنوات الأخيرة

المساجد والجمعيات الإسلامية
شيد أول مسجد في انكلترا عام 1761 في بلدة (سرى) حيث أقامه المعماري الانجليزي سير (وليام تشامبرز) على نظام المساجد ذات الفن المعماري العثماني، لكنه نسي أن يقيم المحراب في المسجد.. ويعتبر هذا المسجد أول مسجد أقيم في أوربا..
وتوالت المساجد بعد ذلك، حيث اهتم المسلمون الهنود ببنائها، باعتبارهم أغلبية السكان.. وأشهر هذه المساجد وأهمها مسجد (شاه جيهان بوكنغ)
وتذكر بعض الدراسات أنه في سنة 1912 افتتح مسجد للمسلمين في مدينة كارديف. وحتى نهاية عام 1961 لم يكن في بريطانيا سوى تسعة مساجد، وبعد خمس سنوات من هذا التاريخ ظهرت أربعة مساجد أخرى..
حسب دراسة بريطانية أنه منذ سنة 1966 وحتى نهاية 1974 بلغ عدد المساجد في بريطانيا 81 مسجداً وتضاعف العدد سنة 1981 إلى 203 مسجداً..
وقد أنشئت أول جمعية إسلامية في بريطانيا عام 1886
وفي العام 1935 تألفت في الحي الشرقي من لندن جمعية تدعى (جمعية المسلمين) هدفها الأساسي هو جمع التبرعات لتسهيل أمور المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في بلد مسيحي..

أماكن تواجد المسلمين في بريطانيا
يتوزع المسلمون اليوم على المدن الصناعية الكبرى مثل : لندن ـ مانشستر ـ بيرمينغهام ـ برادفورد، حيث يوجد في لندن وضواحيها 52192 باكستاني، و28888 من بنغلادش. وفي برادفورد والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة منهم 60 ألف مسلم، في حين إن إحصاءً آخر يتحدث عن ألف مسلم و38 مسجداً ومركزاً إسلامياً ومدارس لأبناء المسلمين المقيمين في هذه المدينة..
ومن أبرز المدن البريطانية نجد مدينة بيرمنغهام تحتضن أكبر جالية إسلامية لا في بريطانيا بل في مختلف مدن أوربا الغربية، ويعيش في هذه المدينة 54819 باكستاني و8248 من بنغلادش، وتضم مدينة مانشستر 25572 باكستاني مقابل 5431 من بنغلادش، وفي ويست يوركشاير 5556 من باكستان و3187 من بنغلادش

الشيعة في بريطانيا
أقيم أول مجلس عزاء حسيني في بريطانيا في العام 1962 وذلك في (ريجنت موسك) القديم قبل أن يهدم ويبنى من جديد، وكان قبل ذلك قصراً لأحد اللوردات.. وكان عدد الشيعة قليلاً في تلك الفترة..
يذكر السيد الشهرستاني أن أول من قرأ واقعة عاشوراء هو البريطاني (عبد الله بنس هوبت) ولهذا الرجل قصة، حيث كان كولونيلاً في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات.
وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية.. ولاحظ أن كثيراً من الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، مما أثار حب الاستطلاع لديه الأمر الذي دفعه لدراسة الإسلام، وانتهى إلى اعتناق الدين الإسلامي على المذهب الإمامي الاثني عشري وهو ما جعله محط اهتمامه فيما بعد، ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص أن تقام هذه المجالس وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين في العاصمة البريطانية.
في العام 1969 تأسست الإدارة الجعفرية على يد (جمعية الشباب المسلم)، تلاه المجمع الإسلامي الذي أسسه المرجع الكلبايكاني وكان مركزاً لتجمع الجالية الإيرانية.
وبسبب هجرة الكثير من أبناء المسلمين كالعراقيين والباكستانيين والهنود (الخوجة) والإيرانيين واللبنانيين في أواخر الستينات وبداية السبعينات، فقد أدى ذلك إلى تزايد أعدادهم بحيث لم يعد ممكناً معه أن يضمهم مركز واحد..
لذلك أخذت كل جالية بإنشاء مركز خاص بها. ومع نمو العدد وتوزع المهاجرين على معظم المدن البريطانية، فقد تزايدت أعداد المراكز الإسلامية والحسينيات. ومن هذه المدن بيرمنغهام ومانشستر وليدز وليفربول وادنبره وكلاسكو وكارديف وسوانزي وغيرها من المدن الأخرى..
ومن هذه المراكز المعروفة : المركز الإسلامي ـ ودار الإسلام ـ ومركز أهل البيت ـ وموكب أهل النجف ـ والمجلس الحسيني ـ وحسينية الرسول الأعظم ـ ومركز ستانمور ـ ومحفل علي ـ ورابطة أهل البيت ـ والمعهد الإسلامي..
وتقام في لندن سنوياً مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم، وتنطلق من الهايدبارك وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة.

مسيرة إقامة المساجد في بريطانيا
بدأت مسيرة إقامة المساجد في بريطانيا مع حلول العام 1860 على الأرجح، عندما تم تأسيس مسجد في مدينة كاردف، عاصمة مقاطعة ويلز، وذلك في شارع "غلين روندا". وأقيم مسجد آخر باسم "مسجد شاه جيهان" في وكينغ في عام 1889، وكان يتبعه سكن للطلبة.
وفي تطوّر آخر، تم في عام 1891 استئجار بيت في بلدة "براوتون تيراس" الواقعة غربي ديربي وتحويله إلى مصلّى، وذلك بمبادرة من مجموعة من المسلمين في المنطقة، كان على رأسهم "ويليام هنري كيليام"، الذي اعتنق الإسلام في عام 1887، وتَسمّى بـ"الشيخ عبد الله كيليام".
أما على صعيد عاصمة الإمبراطورية لندن، فكانت الخطوة الأهم بعد تشكيل أول جمعية إسلامية فيها في عام 1886، تتمثل في دعوة الناشط الهندي المسلم "سيد أمير علي" إلى تأسيس مسجد فيها؛ إذ عقد "أمير علي" لقاء عامًا في فندق "ريتز" بلندن؛ للدعوة إلى إنشاء صندوق مالي؛ لإقامة أول مسجد في المدينة.
واستغرق الأمر أربع سنوات (بداية من عام 1914)؛ حتى تمّ الشروع في إقامة صلاة الجمعة في الصالات والأفنية المستأجرة بأموال صندوق إقامة المسجد. وفي عام 1916 كتب البريطاني المسلم اللورد "هيدلي" المعروف بـ"الحاج الفاروق" إلى وزارة السير "جوزيف أوستين شمبرلين"، يلتمس إليه تخصيص ميزانية رسمية؛ لتشييد مسجد في لندن؛ تكريماً "لذكرى الجنود المسلمين الذين ماتوا في القتال من أجل الإمبراطورية"، وكان "شمبرلين" قد تولى وزارة الخارجية لاحقاً.
لكن لندن بقيت طوال عقود لاحقة بدون مسجد بارز. وكان "ونستون تشرتشل" قد أقرّ في اجتماع حكومي عقده في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1940، في ظل الحرب العالمية الثانية- فكرة تغطية جانب من نفقات تشييد مسجد في العاصمة بالأموال الرسمية.
وفي العام التالي افتتح السفير المصري الدكتور "حسن نهجت باشا" مسجد شرق لندن والمركز الثقافي الإسلامي، الذي أدارته "جمعية المسلمين"، وأُعيد بناء مسجد شرق لندن الكائن في شارع "دايتشابل" في عام 1975، وهو يتميز بالطراز المعماري الإسلامي، وترتفع منه مئذنة عالية ومئذنتان قصيرتان إلى جانب القبة.
وفي عام 1944 كان الملك "جورج السادس" يزور مسجد لندن المركزي والمركز الثقافي الإسلامي المشيد في "ريجنت بارك"؛ لافتتاحه رسميًا. وجاءت الموافقة على بناء هذا المسجد مقابل بناء كنيسة في القاهرة؛ إذ كان للحكومة المصرية دور فاعل في دفع طلب قيام المسجد في العاصمة البريطانية. وكان أن تبرّعت بريطانيا بثمن الأرض، وباشرت تهيئتها، فيما تشكّل مجلس لأمنائه يضم في عضويته سفراء الدول الإسلامية.
وبعد تزايد الوجود الإسلامي في لندن، تم في عام 1973 هدم مسجد لندن المركزي القديم، ليُعاد بناؤه مجدداً، حسب مخططات المهندس المعماري الإنجليزي "فريدريك جيبرد"، وقد افتُتح بشكله الحالي المتميز بالقبة الذهبية في عام 1977، وهو يتسع لنحو أربعة آلاف مصلٍّ.
وبعد مرور قرابة قرن ونصف القرن على إنشاء أول مسجد في بريطانيا، لا تكاد تخلو مدينة بريطانية اليوم من المساجد التي يزيد عددها في أرجاء البلاد على الألف.

المؤسسات الاسلامية في بريطانيا
اتجهت اهتمامات مسلمي بريطانيا حتى سبعينيات القرن العشرين إلى افتتاح المساجد والمصليات؛ ليتمكنوا من إقامة الشعائر الإسلامية فيها. وإلى جانب المئات منها كان يجري إقامة مدارس إسلامية صغيرة لاستيعاب أبناء المسلمين، وإن كان كثيراً منها اتصف بالبدائية؛ نظراً للافتقار إلى الإمكانات المادية، وغياب الفرق التعليمية المؤهلة للقيام بالدور المنشود في احتضان النشء المسلم.
وازدهرت "المدارس القرآنية" التي يلتحق بها التلاميذ المسلمون في عطلة نهاية الأسبوع، التي تلبي في العادة طموح أولياء أمورهم في توفير الحد الأدنى من تعليمهم مبادئ الإسلام واللغة العربية في مجتمع مغاير دينًا وثقافة ولغة.
ومع الثمانينيات، أخذت الخارطة المؤسسية لمسلمي بريطانيا في النمو الملحوظ؛ فمئات الجمعيات الإسلامية العاملة في بريطانيا بدأت في إلقاء نظرة أبعد إلى المستقبل، وعرفت تلك المرحلة تطورًا ملموسًا للاهتمامات، وهذا ما انعكس بوضوح على قيام مؤسسات متخصصة في مجالات الرعاية الاجتماعية، والأعمال الخيرية، والتأهيل الثقافي، والنشاط الإعلامي.
ولم يعد الجهد التعليمي مُنصبًّا على المراحل المدرسية الأولى؛ إذ ازدهر عدد من الكليات الجامعية والمعاهد العليا الإسلامية في بريطانيا؛ لتستوعب أفواجًا متزايدة من المسلمين المولودين في الجزر البريطانية غالبًا.
وعندما أصبحت الشبكة المؤسسية الإسلامية تتسم بالتوسع والتخصص، كان لا بد من بروز تجارب تتولى التعريف بها، مثل: "مسلم دايركتوري"، وهو دليل إسلامي يتضمن عرضاً لمؤسسات المسلمين في بريطانيا في مختلف المجالات. واتضح من الدليل- الذي بدأ في الصدور في نهاية التسعينيات، ليحوز منذ ذلك الحين على تقدير كبير- أنّ الاتحادات والجمعيات الإسلامية في بريطانيا تُعد بالآلاف، وتتسم بالتكامل والتنوع إلى حدٍّ مشجع.

قيام المجلس الإسلامي البريطاني
ورغم تنامي أعداد المساجد والمدارس الإسلامية والمؤسسات المتخصصة في صفوف مسلمي بريطانيا، فقد كان غياب إطار تنسيقي شامل يعبِّر عن ثلاثة ملايين مسلم في البلاد نقطة ضعف يصعب تجاهلها.
وفي خطوة غير مسبوقة، تداعى ممثلون عن معظم تجمعات المسلمين إلى تشكيل إطار يجمعهم خلال اجتماع تاريخي عقدوه في مدينة "برادفورد" يوم الثامن من محرّم 1417هـ، وهو ما وافق 25 أيار (مايو) 1996. واتفق المؤتمرون على تشكيل مظلة مؤسسية تنضوي الأقلية المسلمة بكاملها تحتها؛ لتتولى تمثيلها في الحياة العامة البريطانية، وتحقيق مصالحها بالشكل الأمثل.
وهكذا ظهر المجلس الإسلامي البريطاني إلى الوجود؛ ليتمكن في سنواته الأولى من الحصول على مصداقية عالية، وتقدير واضح في صفوف المسلمين، رغم الإمكانات المادية المتواضعة التي وُضعت بين يديه.
ولقي المجلس اهتمامًا كبيرًا من جانب الطبقة السياسية البريطانية، وخاصة من قيادات الأحزاب الثلاثة الكبرى: العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار. ويضم المجلس الإسلامي البريطاني في عضويته 22 منظمة كبرى عاملة على مستوى بريطانيا ككل، وسبع منظمات على مستوى الأقاليم، بالإضافة إلى 293 منظمة محلية وقطاعية.
لقد جاء تأسيس هذا المجلس بمثابة مؤشر على حالة جديدة من الوعي والتنظيم الذاتي، بدأت تعرفها الساحة الإسلامية في المملكة المتحدة. وبتعبير أدق؛ فقد كان ذلك إسدالاً للستار على مرحلة انحصر فيها الاهتمام بإقامة المساجد، والمصليات، وتوفير اللحم الحلال وحسب.

الاعتراف بالمدارس الإسلامية في الطريق
تُعدّ "المدرسة الإسلامية" الواقعة في شارع "سالزبوري" بشمال غرب لندن، من أبرز المدارس التي أنشأها المسلمون في بريطانيا، وكان الناشط المسلم "يوسف إسلام" قد شرع في إقامة هذه المدرسة في عام 1983؛ لترعى أبناء المسلمين وبناتهم، بعد اعتناق مغنِّي البوب العالمي الأسبق للدين الإسلامي، وتخليه عن اسمه الأصلي "كات ستيفنز"، واختياره لاسم "يوسف إسلام".
وقد كافحت هذه المدرسة لسنوات طويلة في سبيل الحصول على دعم رسمي؛ أسوة بالمدارس المسيحية واليهودية، وكان عليها أن تشعر بالغبن قبل أن تقرر حكومة "توني بلير" الوفاء بوعودها الانتخابية للمسلمين، والشروع في منح بعض مدارسهم مساعدات مالية، كان على رأسها "المدرسة الإسلامية" الشهيرة.
وجاءت الخطوة مؤشرًا عمليًّا على التوجه الرسمي؛ للتجاوب مع مطالب المسلمين، الذين أصبحوا محطًّا لاهتمام الأحزاب السياسية أكثر من أي وقت مضى، بالنظر لحضورهم المتزايد في الحياة العامة، وثقلهم التصويتي المشجِّع.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد؛ فقد جاء قرار شرطة لندن الصادر في عام 2001، والقاضي بإفساح المجال أمام النساء المسلمات للالتحاق بسلك الشرطة وهنّ يرتدين الحجاب - مثارًا لارتياح الأقلية الإسلامية، بقدر ما عبَّر عن نضوج التعددية في داخل المجتمع البريطاني مع مطلع القرن الحادي والعشرين.
ويعبِّر القبول المتزايد للمسلمين في الحياة العامة البريطانية عن سياسة "الخيمة الكبيرة" التي تستوعب الجميع. وكانت هذه السياسة قد برزت مع صعود العمال بزعامة "توني بلير" في انتخابات عام 1997، وتعزّزت من خلال المواقف الودية التي أبداها ولي العهد البريطاني الأمير "تشارلز" نحو المسلمين ودينهم.
وكان بلير قد أشاد بمسلمي بريطانيا في خطاب ألقاه على مسامع مسئولي المؤسسات الإسلامية في عام 1999، وأكّد أنهم "جزء ثمين من المجتمع الذي تنوي هذه الحكومة بناءه.. مجتمع حديث، متمدن، ومتحرِّر من أيِّ تحامل. مجتمع محكوم بالضوابط"، مشيرًا إلى أنّ المسلمين "جزء ثابت من أمتنا متعددة الأعراق".

مسلمو بريطانيا اليوم
تتباين التقديرات لعدد المسلمين في بريطانيا، لعدم وجود إحصاء رسمي دقيق يكشف عن ذلك. وتدل المؤشرات على وجود نحو ثلاثة ملايين مسلم حاليًا في الجزر البريطانية، يتركزون أساسًا في العاصمة لندن والمدن الصناعية الكبرى، مثل: برمنغهام، ومانشستر، وبرادفورد، وجلاسكو. إلاّ أنّ مؤسسة "رانيميد" تذهب إلى القول بأنّ عدد مسلمي بريطانيا بلغ في أواخر القرن العشرين المليون ونصف المليون نسمة، منهم 610 آلاف من أصول باكستانية، و350 ألفاً ينحدرون أساسًا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و200 ألف من خلفية بنغالية، و160 ألفاً من أصول هندية، علاوة على 180 ألفاً تعود أصولهم إلى بلدان أخرى، منها: ماليزيا، ونيجيريا.
وتتميز بريطانيا بأنّ الأقلية المسلمة التي تعيش فيها ذات طابع هندوباكستاني. وبالإضافة إلى المسلمين الذين تعود أصولهم إلى باكستان وبنغلادش والهند، هناك مسلمون أتراك ونيجيريون وآخرون من أفارقة الكاريبي، علاوة على مهاجرين من مختلف أرجاء العالم العربي، وخاصة من العراق وبلاد الشام ومصر.
كما حقّق الوجود المغاربي في بريطانيا نمواً ملحوظاً منذ مطلع التسعينيات، بالإضافة إلى أفواج اللاجئين المسلمين من مناطق الأزمات في البلقان والشرق الأوسط والمناطق الكردية والصومال.
ويمثِّل المسلمون نسبة ملحوظة من المتقدمين بطلبات اللجوء في بريطانيا؛ ففي سنة 1999 مثلاً تقدم بهذه الطلبات قرابة ستة آلاف صومالي، وأكثر من ألفي وخمسمائة أفغاني، علاوة على آلاف الباكستانيين والأتراك والأكراد والعرب. وتخضع هذه المعدلات لتضخم كبير في المنعطفات الحادة التي تجتاح البؤر المأزومة والمنكوبة في العالم الإسلامي.
لم يكن ما خرجت به مؤسسة "رانيميد" البريطانية من نتائج في عام 1997 مفاجئًا للمسلمين، بقدر ما كان إلقاءً لحجر ضخم في البركة الراكدة، فالمؤسسة المذكورة أصدرت في تلك السنة تقريرًا في غاية الأهمية صدّرته بعنوان "الإسلاموفوبيا"، أي الرّهاب الإسلامي، أو (التخويف من الإسلام)؛ لتتحدث فيه ببيانات موثقة عن رصدها لاستهداف المسلمين في الحياة العامة، ووسائل الإعلام بالتناول السلبي المجحف والتصوير المشوّه والعرض المثير للمخاوف.
وجاءت نتائج التقرير لتقرِّر حقيقة تشعر بها الأقلية المسلمة على أرض الواقع، لكنها كانت كفيلة بلفت اهتمام الرأي العام وصانعي القرار إلى جوانب لم يكونوا قد ألقوا لها اعتبارًا. ويبدي الناشطون المسلمون أسفهم؛ لأن تشريعات مكافحة التمييز المعمول بها محليًّا تبدو كأنها تستثني الأقلية الإسلامية، وهو ما يجعل الأخيرة بمعزل عن الحماية القانونية لمكانتها الاعتبارية.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالظاهرة العنصرية التي أخذت تنال من أطراف المجتمع البريطاني تلقي بظلالها الكئيبة على المسلمين، وتشكّل عامل ضغط يؤرق الأجيال الناشئة في بريطانيا.
ومن المؤكد أنّ المسلمين هم الضحية الأولى في العادة للنزعة العنصرية، فالدراسة الموسعة التي نشرتها وزارة الداخلية مطلع آذار (مارس) 2001 عن "التمييز الديني في إنجلترا وويلز"- تبرهن على هذه الحقيقة. ولاحظت الدراسة، التي أجرتها جامعة "ديربي" بالتعاون مع جامعة "كمبردج"، أنّ المسلمين ضحية للتمييز أكثر من أي مجموعة دينية أخرى في المجتمع البريطاني، وتستنتج الدراسة أنّ التفرقة بحق المسلمين تتم في الأصل بخلفية دينية، ثم يتحول الأمر إلى مبرِّر للتمييز في كافة مناحي الحياة.
وجاء اندلاع اضطرابات عرقية في بعض المدن البريطانية في عام 2001، قبيل جولة الانتخابات العامة، بمثابة إطلاق لصفارات التحذير من حقيقة ما يدور تحت السطح في بؤر التوتر العرقي.
وإلى جانب النزعة العنصرية، فإنه من الواضح أنّ أزمة البطالة التي تفترس أبناء المهاجرين الآسيويين لا تدعو إلى التفاؤل بالنسبة للمربين المسلمين، خاصة مع ضآلة مستوى التعليم في بعض الفئات المسلمة ببريطانيا...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : المسلمون في بريطانيا Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 69
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

المسلمون في بريطانيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسلمون في بريطانيا   المسلمون في بريطانيا I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 9:59 pm

ما شاء الله
غاليتى ملاك الحب
معلومات قيمه
جزاك الله خيرا
دمتى فى طاعه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المسلمون في بريطانيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسلم من سلم المسلمون من لسانه
» خمس آيات غفل عنها المسلمون في فك الكرب‎
» المرأة انصفها الاسلام وظلمها المسلمون
» حديقة الضياع في بريطانيا
» مدينة الالوان فى بريطانيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **المنتديـات الدينيــه** :: إسلامي عام-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only