ام ابراهيم عضوه ذهبيه
بلد الإقامه : العراق علم بلادي : عدد المساهمات : 336 نقاط : 772 التقييم : 12 تاريخ التسجيل : 17/03/2012 العمر : 50 العمل/الترفيه : ربت بيت المزاج : الحمدلله
| موضوع: قصة امرأة من أهل الجنة الأحد أبريل 15, 2012 8:07 pm | |
| لحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، له الحمد - جل وعلا - بالإيمان ، وله الحمد بالإسلام ، وله الحمد بالقرآن ، وله الحمد بالمعافاة ، له الحمد - سبحانه - بكل نعمة أنعم بها علينا في قديم أو حديث أو سر أو علانية أو خاصة أو عامة ، له الحمد - سبحانه - حمداً كثيرا حتى يرضى جل وعلا ، وله الحمد بعد الرضا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه جل وعلا مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه .
أيها المؤمنون عباد الله ، ويا أيتها الأخوات المؤمنات : إليكم قصةً عجيبةً عظيمة فيها عبرة وعظة ؛ إنها قصة امرأة من أهل الجنة : روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ بَلَى ، قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ؛ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي ، قَالَ : (( إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ ، فَقَالَتْ أَصْبِرُ ، فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا )) .
أيها المؤمنون ويا أيتها الأخوات المؤمنات لنتأمل في قصة هذه المرأة العظيمة ؛ فهذه المرأة معها إيمانٌ وصدق، ونقاء وصفاء ، ودين وحياء ، وبها هذه الشدة والبلاء ألا وهو ما أصابها من صرْع فكان يؤرِّقها ويقلقها ، ويؤذيها ويضجرها ، فجاءت طالبةً من النبي - عليه الصلاة والسلام - أن يدعو الله لها أن يكشف ما بها من ضر وأن يرفع عنها ما أصابها من بلاء ، فأرشدها - عليه الصلاة والسلام - إلى ما هو أعظم لها من ذلك ألا وهو أن تصبر على الشدة والبلاء واللأواء وتكون العاقبة الجنة فاختارت حسن العاقبة وجميل المآل وأن تكون من أهل الجنة بضمانة رسول الله إن صبرت ، فاختارت الصبر - رضي الله عنها وأرضاها - إلا أن ما كان يصيبها من تكشف بعض عورتها وتكشف بعض أعضاءها وجسمها حال صرعها ؛ مع أنها بتكشفها في هذه الحال معذورة لمرضها لأنها ليست مختارةً لذلك ولا قابلةً له ولا راضيةً به ، ومع ذلك شدة حياءها وقوة إيمانها ونقاء قلبها وحسن زكاءها جعلها تقلق أشد القلق من هذا الانكشاف فاختارت الصبر - رضي الله عنها- ولها الجنة إلا أنها قالت (( إِنِّي أَتَكَشَّفُ )) أي أن هذا أمر لا أتمكن من الصبر عليه وإن كان واقعاً عن غير اختيارٍ مني ، فدعا لها رسول الله فكانت بعد ذلك تصرع ولا تتكشف بدعوة النبي - عليه الصلاة والسلام - .
ما أحوج المرأة المسلمة إلى دعوة صادقة تلتجئ بها إلى الله - سبحانه - أن يعيذها من أن تتكشف ، وفي الدعاء : اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا .
أيتها الأخوات المؤمنات : إن قصة هذه المرأة قصة عظيمة تروى في مكارم الأخلاق وجميل الصفات ومحاسن القيَم وجمال الحياء ونقاء القلب وصفاءه ، نعم !! قالت (( - يا رسول الله - إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ )) فكان هذا التكشف الذي يقع عن غير طوعٍ واختيار وعلى وضع لا ملامة عليه فيه كان تكشفا يؤرقها ويقلقها ، إذا كانت هذه حالها - وما أكرمها من حال وما أعظمه من وصف - فكيف الحال بامرأة تتكشف مبديةً محاسنها مظهِرةً مفاتنها مبرزة جمالها مع طوعها واختيارها غير مبالية ولا مكترثة لا بحياء ولا إيمان !! تسمع آيات الله وتسمع أحاديث رسول الله وتسمع ما في التبرج والسفور من وعيدٍ وتهديد فلا تبالي بشيء من ذلك ولا تكترث بهذا الأمر .
أيها المؤمنون هذه المرأة التي هي من أهل الجنة كان تكشفها بسبب الصرْع وكانت تكره ذلك التكشف أشد الكراهة ، لكن ما يقع في عدد من النساء من تكشف وتبرج وسفور سببه - أيها المؤمنون - صرع أصيب به هؤلاء النساء ولكنه من نوع آخر ؛ صرْعٌ شديد على من يصاب به وسببه ضعف الإيمان وقلة الدين وذهاب الحياء ، إنه - أيها المؤمنون - صرع الشهوات ؛ أن يكون الإنسان صريع شهواته وصريع تتبع ملذاته فيكون بهذا الصرع ليس مبالياً ولا مكترثاً بما يفعله أهو من رضا الله أم من سخطه ؟ وبسبب كثرة الفتن وكثرة دواعي الشهوات وبروز أصناف المغريات في حياة الناس في هذا الزمن وما استجدَّ فيه من وسائل حديثة كثير منها تؤجِّج الفتن وتثير في النفوس الشهوات من خلال قنوات آثمة ومواقع موبوءة لا هدف لها ولا غاية إلا إيقاع الناس في صرع الشهوات وأن يكونوا طريحي الملذات فعظُم البلاء واشتد الخطب .
تحدَّث الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم زاد المعاد عن هذا النوع من الصرع وعن حال الناس معه وما أصيب به كثير من الناس بسبب ذلك من فتنٍ وعواصف شديدة تعصف بالإيمان واليقين وتزلزل الأخلاق والحياء متحدثاً عن حال الناس في زمانه فكيف به لو رأى حال الناس في أزمان متأخرة مع فتن متكاثرة !! يقول - رحمه الله تعالى - : " وَأَكْثَرُ تَسَلّطِ الْأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ عَلَى أَهْلِهِ تَكُونُ مِنْ جِهَةِ قِلّةِ دِينِهِمْ وَخَرَابِ قُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ مِنْ حَقَائِقِ الذّكْرِ وَالتّعَاوِيذِ وَالتّحَصّنَاتِ النّبَوِيّةِ وَالْإِيمَانِيّةِ فَتَلْقَى الرّوحُ الْخَبِيثَةُ الرّجُلَ أَعْزَلَ لَا سِلَاحَ مَعَهُ وَرُبّمَا كَانَ عُرْيَانًا فَيُؤَثّرُ فِيهِ هَذَا ، وَلَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَرَأَيْت أَكْثَرَ النّفُوسِ الْبَشَرِيّةِ صَرْعَى هَذِهِ الْأَرْوَاحُ الْخَبِيثَةُ ، وَهِيَ فِي أَسْرِهَا وَقَبْضَتِهَا تَسُوقُهَا حَيْثُ شَاءَتْ وَلَا يُمْكِنُهَا الِامْتِنَاعُ عَنْهَا وَلَا مُخَالَفَتُهَا وَبِهَا الصّرْعُ الْأَعْظَمُ الّذِي لَا يُفِيقُ صَاحِبُهُ إلّا عِنْدَ الْمُفَارَقَةِ وَالْمُعَايَنَةِ ؛ فَهُنَاكَ يَتَحَقّقُ أَنّهُ كَانَ هُوَ الْمَصْرُوعَ حَقِيقَةً وَبِاَللّهِ الْمُسْتَعَانُ ". قال: " وَعِلَاجُ هَذَا الصَّرْع بِاقْتِرَانِ الْعَقْلِ الصَّحِيحِ إِلَى الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الرّسُلُ وَأَنْ تَكُونَ الْجَنّةُ وَالنّارُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ وَقِبْلَةَ قَلْبِهِ ،وَيَسْتَحْضِرُ أَهْلَ الدّنْيَا وَحُلُولَ الْمَثُلَاتِ وَالْآفَاتِ بِهِمْ وَوُقُوعَهَا خِلَالَ دِيَارِهِمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ وَهُمْ صَرْعَى لَا يُفِيقُونَ ، وَمَا أَشَدَّ دَاءَ هَذَا الصّرْعِ وَلَكِنْ لَمّا عَمّتْ الْبَلِيّةُ بِهِ بِحَيْثُ لَا يَرَى إلّا مَصْرُوعًا لَمْ يَصِرْ مُسْتَغْرَبًا وَلَا مُسْتَنْكَرًا ؛بَلْ صَارَ لِكَثْرَةِ الْمَصْرُوعِينَ عَيْنَ الْمُسْتَنْكَرِ الْمُسْتَغْرَبِ خِلَافَهُ . فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا أَفَاقَ مِنْ هَذِهِ الصّرْعَةِ وَنَظَرَ إلَى أَبْنَاءِ الدّنْيَا مَصْرُوعِينَ حَوْلَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا عَلَى اخْتِلَافِ طَبَقَاتِهِمْ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ أَطْبَقَ بِهِ الْجُنُونُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُفِيقُ أَحْيَانًا قَلِيلَةً وَيَعُودُ إلَى جُنُونِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُفِيقُ مَرّةً وَيُجَنّ أُخْرَى فَإِذَا أَفَاقَ عَمِلَ عَمَلَ أَهْلِ الْإِفَاقَةِ وَالْعَقْلِ ثُمّ يُعَاوِدُهُ الصّرْعُ فَيَقَعُ فِي التّخَبّطِ ".
يقول ذلكم - رحمه الله تعالى - ولم يرَ دواعي الفتن وما استجد على الناس في مثل هذا الزمان مما يعصف بالإيمان ويخلخل الأخلاق ويُذهب المروءة والحياء ، ومن لم يأخذ نفسه بزمام الشرع ويزمَّها بزمام هدي نبينا -عليه الصلاة والسلام - وإلا كان من صرعى هذه الآفات وقتلى هذه الفتن وطريحي هذه الشهوات .
أيتها المرأة المؤمنة : تأملي في حياة هذه المرأة السوداء المرأة صادقة الإيمان عظيمة الحياء وهي تخاطب النبي -عليه الصلاة والسلام - صابرةً على الشدة واللأواء قائلة (( إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ )) إذا كانت هذه حالها خوفاً من التكشف فكيف حالك أنت أيتها المؤمنة ؟! إن بعض النساء - أيتها المؤمنات- ابتلين في هذا الزمان بانهزامية عظيمة وتحوّل شنيع بسبب انبهار بحضارات زائفة وتقدم قاتل فأصبحت المرأة لا تقلد من هي معجبة بحضارتها إلا بتوافه الأمور وخسيس الأشياء وحقير الأخلاق فجنت على نفسها أعظم جناية وجرت على إيمانها أعظم بلاء .
ألا فلتتق الله كل أمَةٍ مسلمة وكل امرأة مؤمنة ولتتذكر وقوفها بين يدي الله ، وأن الله رب العالمين سائلها يوم القيامة عن حيائها وعن سترها وعن حشمتها وعن كل ما جاء في كتاب ربها وسنة نبيها - صلوات الله وسلامه عليه - . اللهم يا ربنا ، اللهم يا إلهنا اللهم يا سيدنا ويا مولانا ، اللهم يا من بيده هداية القلوب وصلاح النفوس ارزق نساءنا أجمعين الحياء والحشمة ، اللهم ارزق نساءنا أجمعين الحياء والحشمة ، اللهم منّ عليهن بالحياء والحشمة يا وهاب يا عظيم .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
| |
|
نقابى عزتى وزواله مصيبتى عضوه vib
بلد الإقامه : مصر علم بلادي : عدد المساهمات : 1460 نقاط : 1959 التقييم : 27 تاريخ التسجيل : 01/05/2011 العمر : 28 العمل/الترفيه : الدعوه المزاج : الحمد لله فى نعمه جنسيتكِ : مصريه
| موضوع: رد: قصة امرأة من أهل الجنة الإثنين أبريل 16, 2012 12:04 pm | |
| اللهم اجعلنا من اهل الجنه جزاكم الله كل خير مقيم | |
|
ام علي نائبة المديره
بلد الإقامه : مصر علم بلادي : عدد المساهمات : 7341 نقاط : 9788 التقييم : 140 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 42 المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: قصة امرأة من أهل الجنة الإثنين أبريل 16, 2012 4:16 pm | |
| بارك الله فيكي اختي ام ابراهيم سلمت يداكي نفع الله بك الاسلام والمسلمين | |
|