السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى فى كتابه " بدائع الفوائد "
ما يجرى صفه او خبرا على الرب تبارك وتعالى اقسام
احدها : ما يرجع نفس الذات كقولك : ذات وموجود وشىء .
الثانى : مايرجع الى صفات معنويه , كالعليم والقدير والسميع
الثالث : ما يرجع الى افعاله نحو الخالق والرزاق
الرابع : ما يرجع الى التنزيه المحض , ولا بد من تضمنه ثيوتا , اذ لا كمال فى
العدم المحض, كالقدوس والسلام
الخامس: ولم يذكره اكثر الناس وهو الاسم الدال على جمله اوصاف عديدة تختص
بصفه معينه , بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد , نحو المجيد
العظيم الصمد , فان المجيد من اتصف بصفات متعدده من صفات الكمال
ولفظه يدل على هذا , فانه موضوع للسعه والكثره والزياده , ومنه
( ذوالعرش المجيد) صفهللعرش وعظمه وشرفه.
ونامل كيف جاء هذا الاسم مقترنا بطلب الصلاة من الله ورسوله كما علمناه صلى الله
عليه وسلم لانه مقام طلب المزيد والتعرض لسعه العطاء وكثرته ودوامه, فاتى فى
هذا المطلوب باسم تقتضيه كما تقول: اغفر لىوارحمنى انك انت الغفور الرحيم ولا
يحسن : انك انت السميع البصير , فهو راجع الى المتوسل اليه باسمائه وصفاته وهو
اقرب الوسائل واحبها اليه.
ومنه الحديث: ( اللهم انى اسالك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السموات
والارض يا ذا الجلال والاكرام) فهذا سؤال له توسل اليه بحمده وانه الذى لا اله الا هو
المنان , فهو توسل اليه باسمائه وصفاته وما احق ذلك بالاجابه واعظمه
موقعا عند المسئول , وهذا باب عظيم من ابواب التوحيد اشرنا اليه اشاره وفتح لمن بصره
الله.
ولنرجع الى المقصود وهوصفه تعالى بالاسم المتضمن لصفات عدبده , فالعظيم من
اتصف بصفات كثيره من صفات الكمال وكذلك الصمد قال ابن عباس: هو السيد الذى
كمل فى سؤدده وقال وائل: هو السيد الذى انتهى سؤدده وقال: عكرمه: الذى ليس فوقه
احد وكذلك قال الزجاج: الذى لا ينتهى اليه سؤدده فقد حمد له كل شىء وقال ابن الانبارى:
لا خلاف بين اهل اللغه ان الصمد: السيد الذى ليس فوقه احد الذى يصمد اليه الناس فى حوائجهم
وامورهم واشتيافه يدل على هذا فانه من الجمع والقصد الذى اجتمع القصد نحوه, واجتمعت
فيه صفات السؤدد وهذا اصله فى اللغه كما قال:
ا الا بكر الناعى بخير بنى اسد بعمرو بن يربوع وبالسيد الصمد
والعرب تسمى اشرافها بالصمد لاجتماع قصد القاصدين اليه واجتماع السياده فيه.
السادس : صفه تحصيل من اقتران احد الاسمين والوصفين بالاخر وذلك قدر زائد على
مفرديهما نحو, الغنى الحميد, العفو القدير, الحميد المجيد وهكذا عامه الصفات
المقترنه والاسماء المزدوجه فى القرءان فان الغنى صفه كمال والحمد صفه
كذلك واجتماع الغنى مع الحمد كمال اخر فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء
من اجتماعهما وكذلك العفو القدير , والحميد المجيد, والعزيز الحكيم
فتامله فانه من اشرف المعارف
واما صفات السلب المحض فلا تدخل فى اوصافه تعالى الا ان تكون متضمنه لثبوت
كالاحد المتضمن لانفراده بالربوبيه والالهيه والسلام المتضمن لبراءته من نقص يضاد كماله
وكذلك الاخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتا كقوله تعالى (لا تاخذه سنة ولا نوم) فانه
متضمن لكمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعالى ( وما مسنا من لغوب) متضمن لكمال قدرته
وكذلك قوله:( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة) متضمن لكمال علمه وكذلك قوله
( لم يلد ولم يولد) متضمن لكمال صمديته وغناه وكذلك قوله:( ولم يكن له كفوا احد)
متضمن لتفرده بكماله وانه لا نظير له وكذلك قوله:(لاتدركه الابصار) متضمن لعظمته
وانه جل عن ان يدرك بحيث يحاط به. وهذا مطرد فى كلماوصف به نفسه من السلوب.