سلام على قبر ....

سلام على قبر قد ضم بين جنباته سهاد
واشباه سهاد

سهاد .. يا شعرا قد انسدلت خصلاته
على وجنتين
اطفأت حرقة الشمس احمرارهما

سهاد .. يا عينان قد غارتا وسط
وجوم البؤس والشقاء

سهاد .. يا ابنة الثمانية
وفي خديك تجاعيد ابنة الثمانين

اه .. والف اه ..
منك يا سهاد
يا من اغمضت عينيك عنا
في لحظة خاطفة منا
ودون ميعاد

اغمضت عينيك يا سهاد
وما زالت يديك ممدودة
لتناول لقمة من هذا
او
قرشا من ذاك

لم ترحمك تلك العجلات
لم ترحم براءتك
لان براءتك قد ضاعت
وسط زحمة الطريق وعناء الايام

ما عاد لك وجودا يا سهاد
فقد داستك تلك العجلات
وتابعت سيرها
وكأن شيئا لم يكن

وكيف يكن
ومن تكونين انت يا سهاد
حتى يكن

انت من لم تجدي للحياة لذة ولا طعما
انت من لم تجدي فيها حنانا
ولا لقمة

فلقمتك كانت تأتي
من وقفات اشارات المرور
وتعثرات الطريق

هذا قدرك يا صغيرتي
ستعرفين معنى القدر عندما تكبرين
اه ..
لقد نسيت بانك
لن تكبري
ولكنه قدرك
ولله حكمة
فله الحمد
وبقدره القبول والرضا

سهاد
اراك اليوم قد اثرت الرحيل
وكأنك باذن كل من تهمسين
ذاهبة انا
ذاهبة الى هناك
الى رب كريم
يرحمني من العناء

لقد اسدل الستار يا سهاد
على حلم برؤية النور والهناء
حلمك برؤية السعادة والثراء
قد تلاشى
حلمك ببراءة الطفولة
اسدلت استاره

فسلام عليك يا سهاد
سلام على كلمات مخنوقة
قد همست بها شفتاك قبل الفراق

سلام عليك عندما قلت
انا مسلمة
وهناك الى الجنان ورب الجنان
انا ذاهبة

فسلام عليك وعلى قبرك
الذي انبعثت من حوله
رياحين الامنيات
وفاح منه شذى عطرك الفواح

فهنيئا لك
وقري عينا

وسلام عليك
وسلام على قبر قد ضمك بين جنباته
وانت عن لقمة العيش باحثة

سهاد ..
سهاد .. في اعلى الجنان
عساك يا سهاد ...