[size=16][size=16][size=21][size=21]كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] الآية*****
.
[/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=21][size=21][size=16][size=16][size=16][size=16]
[center][size=21][size=21]كتاب التوحيد .. 7 .. حديث معاذ بن جبل
وعن
معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم-
على **** فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد
على الله؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به
شيئاً" قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا"
أخرجاه في الصحيحين
*****
.
معاذ:
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن كعب بن عمرو الخزرجي الأنصاري صحابيٌّ
جليل مشهور من أعيان الصحابة، وكان متبحراً في العلم والأحكام والقرآن،
شهد غزوة بدر وما بعدها واستخلفه النبي –صلى الله عليه وسلم- على أهل مكة
يوم الفتح يعلمهم دينهم ثم بعثه إلى اليمن قاضياً ومعلماً مات بالشام
سنة 18هـ وله 38 عاماً.
رديف: الرديف هو الذي تحمله خلفك على ظهر الدابة.
أتدري؟: هل تعرف؟
حق الله: ما يستحقه ويجعله متحتماً على العباد.
حق العباد على الله: ما كتبه على نفسه تفضلاً منه وإحساناً.
أبشر الناس: أخبرهم بذلك ليُسروا به.
يتّكلوا: يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس في الأعمال الصالحة.
المعنى الإجمالي للحديث:
أن
النبي –صلى الله عليه وسلم- أرد أن يبين وجوب التوحيد على العباد وفضله،
فألقى ذلك بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفس وأبلغ في فهم المتعلم،
فلما بيّن لمعاذ فضل التوحيد، استأذنه معاذ أن يخبر بذلك الناس ليستبشروا،
فمنعه النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك خوفاً من أن يعتمد الناس على
ذلك فيقلِّلوا من الأعمال الصالحة.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه تفسير التوحيد بأنه عبادة الله وحده لا شريك له.
ما يستفاد من الحديث:
1- تواضع النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث ركب ال**** وأردف عليه. خلافَ ما عليه أهل الكبر.
2- جواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك.
3- التعليم بطريقة السؤال والجواب.
4- أن من سُئل عما لا يعلم فينبغي له أن يقول: الله أعلم.
5- معرفة حق الله على العباد وهو أن يعبدوه وحده لا شريك له.
6- أن من لم يتجنب الشرك لم يكن آتياً بعبادة الله حقيقة ولو عبده في الصورة.
7- فضل التوحيد وفضل من تمسك به.
8- تفسير التوحيد وأنه عبادة الله وحده وترك الشرك.
9- استحباب بشارة المسلم بما يسره.
10- جواز كتمان العلم للمصلحة.
11- تأدب المتعلم مع معلمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
***** أخرجه البخاري برقم (2856) ومسلم برقم (30).
وفي رواية: "وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً" عند البخاري برقم (128) ومسلم رقم (32).
وجاء في فتح المجيد (ص289) قال الوزير أبو المظفر: لم يكن يكتمها إلا عن جاهل يحمله جهله على سوء الأدب بترك الخدمة في الطاعة
[/size][/size][/size][/size]
قضى: أمر ووصّى, والمراد بالقضاء هنا القضاء الشرعيّ الدينيّ، لا القضاء القدريّ الكونيّ.
ربك: الرب هو المالك المتصرف، الذي ربى جميع العالمين بنعمته.
ألا تعبدوا إلا إياه: أي أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره.
وبالوالدين إحساناً: أي وقضى أن تحسنوا بالوالدين إحساناً، كما قضى أن تعبدوه، ولا تعبدوا غيره.
المعنى الإجمالي للآية: الإخبار أن الله –سبحانه وتعالى- أمر ووصّى على ألسُن رسله أن يُعبد وحده
دون ما سواه، وأن يحسن الولد إلى والديه إحساناً بالقول والفعل، ولا يسيء
إليهما؛ لأنهما اللذان قاما بتربيته في حال صِغره وضعفه، حتى قوِي واشتد.
مناسبة الآية للباب: أن التوحيد هو آكد الحقوق وأوجب الواجبات؛ لأن الله بدأ به في الآية، ولا يبتدأ إلا بالأهم فالأهم.
... ما يستفاد من الآية: 1- أن التوحيد هو أول ما أمر الله به من الواجبات، وهو أول الحقوق الواجبة على العبد.
2- ما في كلمة (لا إله إلا الله) من النفي والإثبات، ففيها دليلٌ على أن
التوحيد لا يقوم إلا على النفي والإثبات: (نفي العبادة عما سوى الله
وإثباتها لله)، كما سبق.
3- عظمة حق الوالدين حيث عطف حقهما على حقه، وجاء في المرتبة الثانية.
4- وجوب الإحسان إلى الوالدين بجميع أنواع الإحسان، لأنه لم يخص نوعاً دون نوع.
5- تحريم عقوق الوالدين.
.......................
( 1 ) فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ألا
أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك
بالله وعقوق الوالدين" وجلس وكان متكئاً، فقال: "ألا وقول الزور" قال: فما
زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
أخرجه البخاري برقم (2654) ومسلم برقم (87).
يتبع كتاب التوحيد 4 ... :
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
[/size][/size][/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16]
[size=21][size=21]كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
وقوله: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...} الآية [النساء: 36].
لا تشركوا: اتركوا الشرك، وهو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
شيئاً: نكرةٌ في سياق النهي، فتعم الشرك: كبيرَه وصغيره.
المعنى الإجمالي للآية:
يأمر
الله –سبحانه- عباده بعبادته وحده لا شريك له، وينهاهم عن الشرك، ولم
يخصّ نوعاً من أنواع العبادة، لا دعاءً ولا صلاةً ولا غيرهما، ليعمّ الأمر
جميع أنواع العبادة، ولم يخص نوعاً من أنواع الشرك، ليعم النهي جميع
أنواع الشرك.
مناسبة الآية للباب:
أنها ابتدأت الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ففيها تفسير التوحيد بأنه عبادة الله وحده وترك الشرك.
ما يستفاد من الآية:
1- وجوب إفراد الله بالعبادة، لأن الله أمر بذلك أولاً، فهو آكد الواجبات.
2- تحريم الشرك، لأن الله نهى عنه، فهو أشد المحرمات.
3- أن اجتناب الشرك شرطٌ في صحة العبادة، لأن الله قرن الأمر بالعبادة بالنهي عن الشرك.
4- أن الشرك حرامٌ قليله وكثيره، كبيره وصغيره، لأن كلمة شيئاً نكرةٌ في سياق النهي، فتعم كل ذلك.
5- أنه لا يجوز أن يشرك مع الله أحدٌ في عبادته، لا ملكٌ ولا نبيٌ ولا صالحٌ من الأولياء ولا صنمٌ؛ لأن كلمة (شيئاً) عامة.
يتبع كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
[/size][/size][/size][/size]