كفارة الوطئ واحكام الاستحاضة

ان
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن
لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد : لا خلاف أنه يحرم على
الزوج وطء زوجته في حال حيضها ويحرم عليها هي أن تمكنه من نفسها وان وطئها
وجبت عليه كفاره ،وهذا من مفردات الحنابله وهو اختيار شيخ الاسلام ابن
تيميه وابن القيم ودليل ذلك حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" في الذي يأتي امرأته وهي حائض يتصدق بدينار أو نصف دينار " وقد ثبت هذا
عن ابن عباس موقوفا لا مرفوعا ومقدار الكفارة : دينار أو نصف دينار يخير
بينهما والدينار يساوي مثقالا والمثقال يساوي الآن بالغرامات (5 2 ، 4 )
غرامات فيخرج هذه الغرامات أو نصفها أو قيمة ما سبق ..........
س_ ماشروط ايجاب الكفاره في وطء الحائض
؟ ج_ شروط ايجاب الكفاره هي
: 1
_ أن يكون مختارا فان كان مكرها فلا كفارة عليه ولا اثم لقوله تعالى " الا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) فلو أكره الزوج زوجته على الجماع حال
الحيض ولم تطاوعه فلا شئ عليها وكذا لو أكرهته هي
، 2
_ أن يكون ذاكرا فان كان ناسيا فلاشئ عليه لقوله صلى الله عليه وسلم ( ان
الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ،
3
_ أن يكون عالما فان كان جاهلا للحال أي لم يعلم أنها حائض أو كان جاهلا
للحكم الشرعي أي أنه لا يعلم أن وطء الحائض حرام فلا كفارة عليه ، أما ان
كان جاهلا أن عليه كفاره أي يعلم أنها حائض ويعلم أن وطء الحائض حرام ولكن
يجهل أن عليه كفاره فهنا لا يعذر وتجب عليه الكفاره والمرأه عليها كفاره
مستقله أيضا اذا توفرت فيها الشروط السابقه بأن كانت ذاكره مطاوعه للزوج
وعالمه بأنها حائض وأن وطء الحائض محرم .........
س_ ماتعريف الا. ستحاضه ؟

ج_ الاستحاضه : استفعال من الحيض وهو دم يخرج من عرق يقال له العاذل ،
والمذهب : أن الاستحاضه هي من جاوز دمها خمسة عشر يوما ، والقول الثاني
للحجاوي : أن المستحاضه هي من رأت دما لا يصلح أن يكون دم حيض ولا نفاس
وهذا هو الأقرب فيشمل من استمر عليها الدم فلم ينقطع عنها أبدا أو انقطع
مدة يسيره ويشمل من ترى دما في غير أيام عادتها لايصلح أن يكون حيضا والله
أعلم ......... س_ ما الفرق بين دم الحيض وبين دم الاستحاضه
؟ ج_ ذكر العلماء فروقا بين دم الحيض والاستحاضه كما يلي
: 1 _ الفرق الأول في صفة الدم : فدم الحيض يميل الى السواد وأما دم الاستحاضه فهو أحمر يميل الى الصفره
، 2 _ دم الحيض ثخين وأما دم الاستحاضه فهو رقيق
, 3 _ دم الحيض له رائحه كريهه بخلاف دم الاستحاضه فلا رائحه له ،
4 _ دم الحيض يخرج من أقصى الرحم وأما دم الاستحاضه فهو يخرج من أدنى الرحم من عرق يقال له العاذل ،
5_ دم الحيض دم طبيعي وجبله يخرج في أوقات معلومه وأما دم الاستحاضه فهو دم علة وفساد ليس له وقت محدد
، 6 _ دم الحيض لا يتجمد اذا ظهر لأنه تجمد في الرحم ثم انفجر وأما دم الاستحاضه فيتجمد اذا ظهر ............
س_ ما أحوال المستحاضه ؟ وما أحكامها ؟ وما أدلة ذلك
؟ ج_ المستحاضة لها أحوال وهي
:
(الأولى ) : أن تكون معتاده ، مثال ذلك : امرأه لها حيض معتاد أول الشهر
الى اليوم السادس ثم أطبق عليها الدم بعد ذلك واستمر معها فهذه ترجع الى
عادتها أي تجلس من ( 1 _ 6 ) ثم تغتسل ويصبح حكمها حكم الطاهرات الا في بعض
المسائل كما سيأتي بيانه ولو كان الدم مازال مستمرا معها ودليل هذا القسم :
حديث عائشه رضي الله عنها وفي قوله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبه ( امكثي
قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي وصلي ) ،

(الثانيه) : أن تكون المرأة لها عادة ولها تمييز صالح ، بمعنى أن لها عادة
في أول الشهر مثلا وترى دما متميزا صالحا لكونه حيضا وسط الشهر أو آخره
فهذه ترجع الى عادتها أو الى تميزها ؟ في المسأله خلاف بين أهل العلم
فالمذهب أنها ترجع الى عادتها حتى لو كانت تميز الدم فعلى هذا تجلس عادتها ،
فلو كانت عادتها مثلا ما بين ( 1 _ 5 ) فانها تجلس هذه الفتره ثم تغتسل
بعد ذلك وتأخذ حكم الطاهرات الا في بعض المسائل كما سيأتي بيانه ان شاء
الله ، والدليل على ذلك : حديث عائشه رضي الله عنها المتقدم ولأنه أضبط لها
لأن التمييز قد يضطرب عليها
،
(الثالثه) : أن تكون لها عادتها وتمييز لكنها نسيت عادتها بمعنى لا تدري
متى عادتها هل هي في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره ولكنها ترى دما
متميزا فمثلا مل بين (0 2 _ 5 2 ) ترى دما أسودا ثخينا فهذه ترجع للتمييز
وتجعله عادة لها ثم تغتسل بعد هذا الدم المتميز وان لم يكن لها تمييز وقد
نسيت زمن عادتها فلا تدري هي في أول الشهر أو وسطه أو آخره فهذه تجلس كعادة
قريباتها من أول يوم رأت الدم ثم بعد ذلك تغتسل
،
(الرابعه) : ألا تكون لها عاده ، أي جاء معها الدم أول مره واستمر معها فلم
يكن لها عادة سابقه وتسمى المبتدأه فان كان لها تمييز صالح رجعت اليه
واخذت به وان لم يكن لها تمييز صالح أخذت بعادة نسائها أي من تشابهها من
أقاربها في السن والخلقه فاذا كانت قريبتها عادتها ستة أيام مثلا أخذت بذلك
وجلست ستة أيام من حين رأت الدم ودليل ذلك : حديث عائشه رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لأوم حبيبه ( امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك
ثم اغتسلي وصلي ) فالنبي صلى الله عليه وسلم أرجع المستحاضه لعادتها وهذه
لا عادة لها فتأخذ بعادة قريباتها ..........
س_ هل المستحاضه تأخذ حكم
الطاهرات في كل الأحكام أم لا

؟
ج_ المستحاضه حكمها حكم الطاهرات الا أنها تخالفها في أحكام هي : ( الحكم
الأول) : وقت وضوء المستحاضه : في المسألة خلاف ؟ فالمذهب أنها تتوضأ في
وقت كل صلاة لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عروه عن عائشة قالت ( جاءت
فاطمة بنت أبي حبيش الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت خبرها قال : اغتسلي
ثم توضئي لكل صلاة ) أي لوقت كل صلاة ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم
فاطمه بنت أبي حبيش بغسل دم الاستحاضه عنها مع الصلاة وهي في الصحيحين
،
(الحكم الثاني ) : وطء المستحاضه : جماع المستحاضه مباح وهو قول أكثر
الفقهاء للأدله الآتيه : 1 _ قوله تعالى ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) وهذا
يشمل المستحاضه
، 2 _ أن سبع عشرة امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم استحضن ومع ذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أزواجهن باعتزالهن ،
3 _ ما رواه عكرمه أن حمنه بنت جحش كانت تستحاض وكان زوجها يجامعها
، 4 _ أن الأصل براءة الذمه وحل الاستمتاع بين الزوجين
،
(الحكم الثالث ) : أن المستحاضه اذا ارادت أن تتوضأ فانها تغسل عنها أثر
الدم لأنه نجس لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمه بنت حبيش رضي الله
عنها لما قالت له ( اني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لا ، انما ذلك عرق وليس بحيض فاذا أقبلت حيضتك
فدعي الصلاة واذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ) فالنبي صلى الله عليه حكم
بأن هذا الخارج من الفرج دم عرق ، ثم أمر بغسل هذا الدم عند الصلاة ، عند
ادبار الحيضه أي زمنها لوجود الصلاة مع حكمه صلى الله عليه وسلم أولا على
جميع الدم أنه دم عرق والله أعلم وتتحفظ لقول النبي صلى الله عليه وسلم
لأسماء بنت عميس لما ولدت ( اغتسلي واستثفري واحرمي ) ويعضد ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم لحمنه بنت جحش ( أنعت لك الكرسف ) والكرسف : هو القطن ولئلا
تتلوث بهذا الدم الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسله واستعمال المرأة
للماء في كل وقت صلاة فيه فائده طبيه وهو
أن ينشف العروق فيؤدي ذلك الى توقف الدم ولكن بعض النساء قد يضرها غسل
فرجها لكل صلاة فهذه يقال لها تنشفه بالقطن ولا يلزمها غسله مع الضرر
(الحكم الرابع ) : أن المستحاضه يستحب لها أن تغتسل لكل صلاة عند بعض
العلماء لفعل أم حبيبه لما استحيضت (الحكم الخامس) : يجوز للمستحاضه الجمع
بين الصلاتين الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء لأن الاستحاضه نوع من أنواع
مرض فأبيح لها أن تجمع بين الصلاتين لمشقة وضوئها لكل صلاة والله تعالى
اعلم .......المصدر مذكرة القول الراجح للشيخ خالد الصقعبي

جزاك الله خيرا حبيبتي
مشششششششششششكورة على الطرح المميز
ننتصر جديدك بكل شوق
لك خالص احترامي وتقديري
تحياتي

جزاك الله خير
ربى لا يحرمنى من طلتك الحلوة

» كفارة الزنى للمتزوجه
» عشر ذي الحجه (فضائلها والأعمال المستحبه فيها)