الحمد لله رب العالمين على نعمه فهو ذو الانعام والنّعم
الحمد لله رب الكون أجمعه...حمداً جزيلاً من الأعماق منبعه
وهذا وبعد فآلاف الصلاة على محمد سيد العربان والعجم
صلى الله عليه وسلم
..{ مرحبا بالضيف الحبيب رمضان }..
تفطرت القلوب بوداعك عامنا الذي مضى
وكم هي متشوقة أفئدتنا للقائك هذا العام
ياخير الشهور ياشهر الرحمة ..هلا هلا...ففيك تغفر ذنوبنا...وترق قلوبنا ..وتستسلم لخالقها...
ويتوب عليها بارئها بصدقها..
فكيف لا ووعد ربنا بأن يعتقنا من النار هو أملنا
سبحانه الودود ما أحلمه..ما ألطفه ..ما أرحمه..
"
لقد اقبل شهر الرحمات والغفران والعتق من النيران ، لقد أقبل شهر الصيام و القرآان والقيام
يا قادما بالتقي في عينك الحب *** طال اشتياقي فكم يهفو لكم قلب
صبرت عاماً أُمني قرب عودتكم *** نفسي فهل يدنو لكم بها سِرب
قل هل لقيتكموا تخضر عامرنا *** والله أكرمنا إذ جاءنا الخصب
ففيكم يرتقي الأبرار منزلة *** والخاملون كسالى زرعهم جذب
يامن إليه القلب يهفو وبه تسعد النفس ..
ليت كل الشهور رمضان
ليت كل الشهور رمضان
ليت كل الشهور رمضان
قال النووي - رحمه الله - في كتاب الأذكار:
(اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله - تعالى - أو يثني بما هو أهله)
قال صلى الله عليه وسلم :
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
رمضان هو موسم الطاعات :
فلنجعل العبادة فيه أول وآخر همنا
"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" الآية [المطففين: 26]
علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟!
قال الله - تعالى -: "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" [النور: 31]
إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الهلال قال:
{اللهم أهله علينا باليمن و الإيمان و السلامة و الإسلام ربي و ربك الله }
قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 4726 في صحيح الجامع
رَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
«أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال : لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه»
الخسران كل الخسران أن تفوتنا هذه الفرص جميعها، هذا والله هو الحرمان، وفي الحديث:
(رغم أنف من أدركه رمضان ولم يغفر له)..
فلنتق الله ونجعل شهر الرحمة حجة لنا لا علينا
ولنحرص على الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه
نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة
قال الله تعالى :
[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التوابين وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ]قال الله تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
قال الله تعالى :إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
... النساء 17(27)
قال تعالى : وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إني لأتوب في اليوم سبعين مرة"وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال :
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ثلاثا غفرت له ذنوبه و إن كان فارا من الزحف..........*فتح صفحة بيضاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.* فتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.
*فتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدا صالحا ونافعا قال صلى الله عليه وسلم : خير الناس أنفعهم للناس
عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن..ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة.فكيف حالنا مع القرآن؟رمضان يوقض القلوب الغافلة عن كتاب الله ...فرحماك ربي كم هجرناه في سائر الأيام...ردنا إليك يارحيم ردا جميلا ولاتجعلنا ممن هجر القرآن وعرفه فقط في رمضان..!واجعلنا من أهل القرآن وخاصتهفكم أتأمل وأتمنى وأرجو برحمتك ، أن يُقال لي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا» "الصيام" هو "التقوى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) كم من الناس يخرج رمضان ولم يفز بفرصة واحدة والعياذ بالله؟!وقد يحيون ليلة القدر ويوافقونها ولكنهم لا يقومونها إيمانا واحتساباً.
وفي المقابل هناك من ستمر عليه ليلة القدر وهو نقي الثوب طاهر الأردان، قد غفرت ذنوبه، بسبب صيامه إيماناً واحتساباً، أو بسبب قيامه، ولن يضيع الله أجره، في ليلة القدر، بل يباعد الله بينه وبين عذابه، ويرفع درجته، ويزيد من كرامته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والأدهى الأمر أن بعضهم يصوم ويقوم وربما أدرك ليلة القدر!
ومع ذلك فقد لا يغفر له والعياذ بالله؛ لأنه يصوم لكن لا يصوم إيمانا واحتسابا، بل عادة وجريا على سنن الناس! أو إيماناً لكنه ضجر يتسخط ما يجده فيه لأدنى سبب! وتأمل أحوال بعضهم في الطرقات آخر اليوم تألم!
كذلك قد يقوم الليل لكن لا يقومه إيماناً واحتسابا، بل موافقة للناس، وإن قام إيماناً فربما أفسد الاحتساب بتذمره من تطويل الإمام في السجود مثلاً، وتسخطه حر المسجد وضعف المكيفات! أو بتعامل مع أهله في البيت: استعجلوا وراءنا صلاة فعل الله بكم وترك!
في رمضان ..تتحول البيوت إلى جنان ورياحين تفوح منها طبائع جديدة جميلة تتمنى الدنيا كلها أن تعمُر هذه الطبائع وتلكم الروح البيوت على الدوام طول العام , فترقّ المشاعر وتتآلف القلوب وتكثر البسمات ويلين الجانب ويحسن التعامل بين أفراد منظومة هامة تنطلق منها حياة جديدة برونق ذو مذاق ربما يكون غير مألوف من ذى قبل .. فتَحُلُ السعادة .في رمضان ...لذة التراويح تُمتعنا وكثرة الركعات تُريحنا ومزيد السجدات يرفعنا وطول الوقوف بين يدى الله يُنسينا دنيانا ومشاغلنا .في رمضان ...يحرص الجميع أن يكمل التراويح حتى دعاء الإمام ليختم بها فيدعو والناس تؤمّن ويرجو والناس من الله تطلب , والأيادى تُرفع والأكف تتعانق , وما أن ينتهى من الدعاء حتى يستشعر المصلون أن دعواتهم قاب قوسين أو أدنى من الإستجابة , وأن السماء قد إنفتحت على مصراعيها .في رمضان ....تستجمع البيوت روحها وطاقتها وتتفجر منها ينابيع الخير بعدما كانت من قبل صخبا وبُركانفي رمضان ...
تستلهم البيوت ذكر ربها وقراءة القرآن فتتحول إلى خلايا تنبعث منها شعاعات السكينة على الدوام .. فتنصرف منها الشياطين وتسكن بدلا منها الملائكة السماويين فتتغير النفوس وتلين .في رمضان ....تعانق البيوت كتاب ربها تقرأ وتتنافس فيما بينها فتحل البركة ويزداد الشعور بشهر عظيم كريم جميل .. شعورا قد لا يتواجد في وقت غير رمضان إلا مارحم ربنا الرحمن . اللهم بلغنا شهر رمضان .. اللهم بلغنا شهر رمضان .. اللهم بلغنا شهر رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام .. واجعلنا فيه ووالدينا من عتقائك من النار"منقووووووووووول