السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول سبحانه و تعالى : { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } الطلاق :3:
أذكر أني سمعت عن " التوكل " في إحدى حلقات البرنامج الرائع كيف نتعامل مع الله
بصراحة تأثرت كثيرا من كلام الشيخ حفظه الله و حرم وجهه عن النار
و بيني و بين نفسي عزمت على العمل بما تعلمته من هذه الحلقة ، و ربما طبقته مرتين أو ثلاثة لا أذكر !
و يا للأسف ، مع مرور الأيام بما تحمله من مشاغل و واجبات و الكثير من الملهيات الأخرى ، خف حماسي و تأثري ، ثم تدريجيا اختفى !
و نسيت كل ما يتعلق بـالتوكل على الله ..
ثم في فترة من فترات حياتي لا أعلم متى وكيف ، لكن الله منَّ علي و ذكرني بما نسيته
و لله الحمد .. صرت أتخذ هذه الآية منهاجا لي في حياتي ، و بتوفيق من الله وحده أعانني على العمل بها
فإني أتوكل و أعتمد على الله في أداء أموري كلها
ما سهل منها و ما صعب ، و ما صغر و ما كبر
و أذكر لكم أبسط مثال على ذلك .. كنت أعاني سابقا من فتح علب المياه ، و بعض أنواع العصير التي يكون غطائها محكم الغلق
أحاول فتحها بكل طاقتي ، لكن الأمر لا يفلح معي ، و في الأخير أعطيها من أقابله في المنزل ، أو الجامعة و أطلب منه المساعدة
و ذات مرة قلت لنفسي و لم لا أتوكل على الله أثناء فتحي للغطاء بدلا من الاعتماد على الناس ؟
فعلت ذلك ، و ذهلت عندما انفتح الغطاء بكل يُسر و سهولة ..
ففكرت قليلا .. إذا ساعدني ربي في اداء هذا العمل البسيط و لم يخذلني ، فكيف إذا اعتمدت عليه ليعينني في أداء أمور أكبر ، و هو سبحانه لا يعجزه شيء
هل سيخيبني ؟ لا و الله لا اظن ذلك
و فعلا و صدقا و الله شهيد على ما أكتبه .. " ما توكلت على الله كي يساعدني في أداء أي عمل دنيوي أو أخروي ، و ردني إليه خائبة "
و الله إن الحياة مع التوكل على الله تكون مختلفة جدا ، فعلا احساس رائع لا أستطيع وصفه بالكلمات
أتمنى من كل قلبي أن تعملوا بمقتضى هذه الآية الكريمة ، و الأهم من ذلك عندما تتوكلون عليه سبحانه كونوا واثقين بأن الله سيحقق مبتغاكم
لا يقل أحدكم : " أجرب , أو أشوف ، أو يمكن " و غيرها من الكلمات المترددة ، فالله سبحانه و تعالى يُتعامل معه باليقين لا بالتجربة