لي فيكِ يا أرضَ الحجازِ حبيبْ ..نورَ العيونِ وللقلوبِ طبيب ..في الأرض أحمد و في السماء مُحَمدًا ..عِندَ الإلهِ مُقربٌ محْبوبْ ..صلى الإله الحقُ عليهِ وآلهِ ؛ والصحبُ ومن إقتفى الأثرُ ..وإستنَ بالسنةِ الغراء و الذِكرُ قولَ الإلهِ الواحدِ الأحدُ ..كيف تقتل أمة وتهدم دين ؟؟؟دروس مستفادة مما مرت به أمتنا الإسلاميةلم يستنكف العالم ولا عُبادِ الصليبِ جهدًا ..في حربهم ضد الإسلامِ العظيم ..بل وعدوا ما يفعلونه لهزيمة المسلمين من آجل القُرُباتِ لربهم ..و اسبغوا على الفاعلين صِفات القُدسية ..والطُهرَ و عدوه من أخلص أتباع رب البرية ..وهنا أحاول تفنيد ما فعلوه في حربهم على الإسلام والمسلمين ..فتابعوناوما كان من فضلٍ فمن الله ..ومن نقصٍ وخطأ ونسيان فمني والشيطان ..والله المستعان ..استغفرُ الله َ من ذنبي ومن كلمي *** فاقبلْ إلهي فهذا الدمْـــعُ من ندميواجمعْ شتات الورى من أهلِ ملّتنا *** يا واسع َ الجود والإحسان والنّعم ِواكسُ الذنوب َ بعفو ٍ منك يشملنا *** فكلنا فـُقـَـرا للعفو والكَــــرم ِسُبْحانَ ربُكَ رَبُ الْعِزَةِ عما يَصِفُون وسلامٌ على الْمُرْسَلِينوأخِرُ دعوانا أنْ الحَمْدُ للهِ ربْ الْعَالَمِينْلا شك أن أول صور الحرب ضد الإسلام هي الحرب المُعْلَنة المباشرة ..
حيثُ تصطف الآلة المقاتلة أمام الآلة ..
والمِدفع أمام المِدفع ..
والمُقاتل أمام المُقاتل ..
وتبدأ الملحمة بهجوم الغزاة ..
ودِفاع المدافعين ..
ولنا في الحروب الصليبية القديمة والحديثة دليل ..وتميز المقاتل المُسلم دومًا بالفدائية والحمية للدين والعِرض ..فكان حجر عثرة أمام المُهاجمين ..ولقمةٌ غيرَ سائغةٍ للآكلين ..وأدرك أعداء الدين إن تلك الحرب غير مأمونة العواقب ..
لإشتعال جذوة الشهادة عند المسلمين ..
يُذكيها القرآن الكريم ..
وسُنة النبي الآمين ..
كما أنهم قد تكبدوا بها الكثير من الخسائر ..
وحتى ما إحتلوه من بُلدانْ ليسوا فيها بآمنين ..
وأدْرَكَ المعتدين ..أنهم لا يُحارِبون أفرادًا بل يُحارِبون الدين ..الذي تشكلت منهُ تِلكَ الأمة ..
وتشربت بهِ النفوس ..
فكانت محاولات سرقة الجُثمان الطاهر للنبي الكريم
..
في أيام الملك
عمادالدين زنكي وأبنه
نور الدين زنكي ..
والمحاولة التي تصدى لها معروفة للجميع ..
وتلا ذَلِكَ مُحاولة إقتحام مكة والمدينة من قبل شراذم الصليبيين ..
عن طريق البحر بقيادة المدعو
إرناط عليه من الله ما يستحق ..
فكان ذَلِكَ تحولاً في مسار الحرب ومحاولة منهم لضرب قلب الإسلام ..
مُباشرةً ليتحقق لهم النصر ..
وتستمر الحروب والمواجهات حتى العصر الحديث ..
وإن تغيرت النظرة للعدو فإتسعت وصارت نظرة أشمل ذات فهمٍ دقيق ..
ساعد في ذلك الإحتكاك والتواصل المستمر بين الغرب والشرق ..
عن طريق الأندلس والحروب الصليبية ..
فكانوا في بداية الأمر يقولون ويدعون أنهم مسلمين ..
وما لهم من غاية إلا خدمة الدين العظيم ..
{ كما فعل نابليون في بداية حملته على مصر }
وإستدارَ الزمانُ دورته ..
ودارت الدائرة على المعتدين ..
ففطن الدُهاةُ الماكرين لِما فطِنَ إليهِ أسلافهم ..
أن الحرب ضِد الإسلام ..
حربٌ ضِدَ دينٍ وليس أفرادٍ عاديين ..
فبدأ البحث عن مصدر قوة الدين ..
فكانت المفاجأة لهم أنهُ ..
القرآن الكريم
وأن الإسلام يستمد قوته من الكِتابِ الخالد..
الا وهو القرآن الكريم ..
ويتمثل هذا واضحًا في قولِ ..
غلادستون - وزير المستعمرات البريطاني سنة 1895 ، ثم رئيس الوزراء - :
( لن تحقق بريطانيا شيئا من غاياتها في العرب ، إلا إذا سلبتهم سلطان هذا الكتاب ، أخرجوا سر هذا الكتاب - القرآن - مما بينهم تتحطم أمامكم جميع السدود.
وقال أيضا : ( ما دام هذا القران موجودا في أيدي المسلمين ، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ، ولا تكون هي نفسها في أمان .
فتدرجت الحرب ضِدَ الإسلام ..
إلى حربٍ ضِدَ القُرآن ..
فإن كان ولابد لإفناء شجرة ..
إقتلاعها من جذورِها ..
فكان لا بد لقتل الإسلام من ..
إقتلاع القرآن ..
وبدأ التخطيطُ لحربِ القُرآن ..
فبدات الحربُ ضِدَ اللُغَةِ العربية ..
التي يُتلى بها القرآن أناء الليلِِ وأطرافَ النهارِ ..
{ ولنا بما مرت بهِ الجزائرُ عِبرة }
لما حاول الفرنسيين محو العربية ..
وبدأ الأمر بمصادرة المصاحف ..
وإلغاء التدريس بالعربية ..
بل وإلغاء التعامل بها وتعليمها ..
ومحاولة فرنسة { تنشئة جيل فرنسي الطابع جزائري الأصل } الجيل بأكمله ..
وجذبهم لفرنسا بما فيها من مُفسِدات وشهوات ..
تَخْلُب العقول والألباب ..
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر :{1} ( إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ، ويتكلمون العربية )
فإنساق منهم من إنساق ..
وشاء الله أن يسخر للجزائر المُخلصين من أبنائها وعلمائها ..
فأحيوا اللغة العربية ذِكرًا ودراسةً ..
والقرآن ترتيلاً وعِبادةً ..
فكانوا هُم السند ..
للشعب الجزائري ولولاهم لأندثرت العربية ..
ولمات القرآنُ في الصدور ..
وإن نسي هؤلاء معجزة القرآن الخالدة ..
فكثيرًا ممن لا يتحدث العربية ..
من حملة وحفظة القرآن الكريم ..
فمُخَطَطهم حُكِمَ عليه بالفشل قبل أن يبدأ ..
وكان الغرض الأول من قِتال اللغة العربية ..
هو :
إحداث اللحن في تلاوة القرآن .
وصرف الكثيرين عن حِفظ القرآن لما يجدونه من صعوبة ومشقة ..
وخلق فهم قاصر وعدم إستيعاب لتعاليم الدين والقرآن الكريم ..
نتيجة الجهل باللغة ..
وما من شيء أسرع لخذلان وسقوط الأمم من تركِ أبنائها للسانها ..
وفي العصر الحديث ..
سار الخُلَفاءِ على النهج ..
وإن تغير المنطق العسكري الإستعماري قليلاً ..
فأفسح المجالُ للغزو الحضاري ..
وسار المُخطط بصورة أسرع تتمشى مع ما يشهده العصر من
تطورٍ غير مسبوق ..
فبدأ صرف إنتباه الناس عن الدين ..
وشغلهم بالحضارة ومواكبة التطورات الحاصلة ..
وتبِع ذلك الكثير من تغيير المفاهيم والقيم المتأصلة في العرب ..
فكان التطبيق العملي لمبدأ نابليون { غانية وكأس } تفعل في أمة محمد عمل ألف مدفع ..
وصدق الخبيث فراقِصة وكأس خمر تُشعِل من الشهوات والفتن والشرور ما لا يُعدُ ولا يُحصى ..
ونرى ذلِك في القفزة الإعلامية غير المسبوقة ..
وتأثيرها الواضح على بيوتات وبنات وأبناء المسلمين ..
وبدأ ضرب اللغة { أعجمة اللسان }
فحاول هؤلاء في تفكيك اللغة وزيادة هشاشتها بإدخال الكثير من الألفاظ الأجنبية ..
التي نرى الكثيرون يتشدقون بها في كافة المجالات ويُعدُنْهَا نوعًا من الرقي ..
كما بدأ إدخال الكثير من الألفاظ لتحريف العربية مثل { روش ؛ روشنة } وغيرها كثير من
الألفاظ الغريبة المتداولة بين الشباب ..
وبدأ تهميش الدين
في التعليم كمادة غير أساسية ..
وفي الحياة بدعوى إعمال العقل وعدم التقليد ..
وتميز وتطور الفكر ..
وخلق الجدل في آساسيات وثوابت العقيدة ..
وإحياء ما مات من الفتن مثل مالا يُرجى منهُ النفع في كثير من القضايا المطروحة ..
علمٌ لا ينفع وجهلٌ لا يضر ..
وصرف أنظار الناس إليه ..
فيكثر اللغط والجدال وما لا يُرجى منه النفع إلا إشعال الفتن و إبراز الاهواء على السطح ..
المشي المعكوس { صرف نظر الأمة للماضي } لشغلها عن النظر في المستقبل
فتتشدق الأمة بماضيها ناسيةً للحاضر وقانعةً من الحياة بما مضى ..
ملكنا هذه الدنيا القرون َ *** وأخضعها جدودٌ خالدونَ
وسطرنا صحائف من ضياءِ *** فما نسي الزمانُ ولا نسينا
ولا شك أن أمةٌ بلا ماضٍ هي أمةٌ بلا مُستقبل ..
ولكِن هل نقنع من الماضِ المجيد بالأناشيد ومطالعة التاريخ ؟؟؟؟
ولا نسعى لإحياء الماضِ في الحاضر ..
ليعود للإسلامِ رونقهُ كما كان في عهد الراشدين ..
****
إباحة المحرمات بتغيير المسميات
فنجد العُري صار رُقِيًا والإختلاط تحضر والتهتك حرية
والإدمان سعادة والزنا متعة و حُب ْ
* &&&&& *
تنشئة النزعة الشخصية وتفكيك الترابط والأواصر بين الأمة ..
فتجد من يفعل السوء يتشدق بحريته
ومن يراه يلجأ للسلبية { يقول أنا مالي }
ويتم بث الوهن والخوف في قلوب أفرادها ويرتضون بتغيير المنكر بالقلب
وأكثرهم لهُ فاعلين ..