أفيقوا من مسببات الغفلة فإن الأمر جلل

في كل يوم نشيع غادياً ورائحاً ... نودعه في التراب .. غير ممهد ولا موسد ، قد فارق الأحباب .. وواجه الحساب ... أوليس في ذلك عبرة لمن اعتبر .. وذكر لمن ذكر ؟!
أخي .. أختي : أفيقوا من سبات الغفلة فإن الأمر جلل .. وتأملوا واعتبر بمن رحل .. وكونوا على وجل .. فإن الموت قد فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً ...
تذكر أخي : تذكري أختي :
سكرات الموت .. ولحظات الفوت .. ووحشة القبر .. وهول السؤال .. وطول الحساب .. فعجباً منكم إن كنتم تذكرون ذلك ولا تخشعون ! وتأمرون وتسمعون !
أخي أختي : هل تفكر توا يوماً في مجيء الممات ؟ وهل تدبر توا مايصحبه من سكرات ؟! فالموت حق ويقين .. لا يرده حرص حريص .. ولا تمنعه قوة !
يأتي على الصغير والكبير .. والضعيف والقوي .. والشريف والوضيع .. كم قص من أعناق وكم قلع من أعراق ! وفرق الأهل والأحباب !
فلا يسهو عنه إلا من طال في الدنيا أمله .. وغره فيها عمله .. كيف وفي كل يوم يودع إخوانه وخلانه .. وأصحابه وأقرانه ! ثم يمني نفسه بالأماني .. وينام على نغمات التسويف !
فتصور ياعباد الله – وقد طرحكم داعي الموت فوق الفراش ..
واجتمع عليكم الأهل والأحباب .. والأقارب والأصحاب .. يبكونك الفراق .. وقد أجهشت دموعهم .. وتعالت أصواتهم وحفتك جموعهم ينادونك فلا تجيب .. يسألونك فلا ترد .. وقد انقطعت بكم الآمال واختفت أصواتكم وانهمكت أجسادكم .. فلا الله إلا الله .. ما أصعب تلك اللحظات .. وما أضعف الإنسان عند السكرات .. هنالك تهمس فلا تسمع .. وقد أسكرك الموت بشدته .. وأهالك الفراق بمرارته .. [وجاءت سكرت الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ] (ق : 19 ) .
أخي : أختي : تذكروا لحظات الاحتضار ... وقد شخصت أبصاركم .. وأشفقت قلوبكم .. وخشعت جوارحك واستهلت الملائكة نزع أرواحكم بين جنبك ! ولم يقو الأهل والأحباب على شيء ليردوكم أو يؤخروكم [ وإذا جاء أجلهم فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون ] ( يونس : 49) .
أخي : أختي : تفكروا في الذين رحلوا ! أين نزلوا .. ؟ وماذا بقي للغني من غناه ؟! وللفقر من فقره ؟!
أين الجلود الرقيقة ، والوجوه الحسنة ، والأجسام الناعمة ، ما صنع بها الديدان تحت التراب والأكفان .. أكلت اللسان ، وعفرت الوجوه ومحت المحاسن ، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء فما الذي غركم بربكم .. حتى نسيتو لقائه ؟.. وما الذي أنساكم القبر وظلماءه ؟!
أحي : أختي : تذكروا الاحتضار ولحظاته .. والموت وسكراته . وهول القبر وسؤالا ته . فأنتم _ ولا بد سترحلون . وفي قبوركم تنزلون .. وفيه عن الأعمال ستساءلون !
أخي : أخي : تذكروا حين تغسلون .. وفوق الأكتاف تحملون .. وفي حفرة مظلمة تطرحون .. لا عشيرة ولا أحباب .. ولا خلان ولا أصحاب .. قد تخلوا عنكم أهليكم .. وأقبلتم على الحساب ..
أخي : أختي : تذكروا الحشر والميعاد .. وحين تقوم الأشهاد .. فإن القيامة لحسرات وإن الحشر لزفرات .. وإن الصراط لعثرات ..وإن الظلم يومئذ لظلمات .. والكتب تحوي حتى النظرات .. فريق في الجنة يرتقون الدرجات .. وفريق في السعير يهبطون الدركات .. وما بينكم وبين هذا إلا أن يقال : فلان مات فيقول : رب ارجعون فيقال فات !! [ يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه (11) وصاحبته وآخيه (12) وفصيلته التي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ] (المعا رج : 11-14) .
أخي : أختي : تذكروا مشهد الوقوف للحساب .. وما فيه من نصيب .. وعذاب .. وتعب .. وقد ألجم الناس العرق .. فعن أبي هريرة رضي الله عنه : قال (( يعرق الناس يوم القيامة حتى يبلغ عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ثم يؤتي فيجعل بين ظهراني جهنم فقيل يا رسول الله وما لجسر ؟ قال : مدحضة ومنزلة عليه خطا طيف وكلاليب وحسك ، المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، فتاج مسلم ،وتاج مخدوش حتى يمر آخرهم يحسب سحباً )) [ رواه البخاري ومسلم ]
أخي : أختي : تذكروا يوم يجيء الملائكة بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها (وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى) [ الفجر 23: ]
فيا خسارة من كبكب في الهاوية (وما أدراك ما هيه *نار حامية) [ القارعة : 10:11] وقد سعرت فصارت سواداًً وملئت أغلالاً وأصفاداً ، أرضها النار .. وظلها النار .. وثيابها النار ( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير )[فاطر 37] ويصرخون ويستغيثون ولا مجيب ولا نصير .. ولا معين ولا ظهير (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ) [المؤمنون : 108 ]
أخي : أختي : أترو أجسادكم الناعمة تقوى على هذا العذاب ..
أم تراكم ناجينا بالأماني من الحساب .. فاعملوا وشمروا السموم وعذاب الجحيم ( ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجز ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) [ النحل :97 ]
وتذكر أخي : أختي : أن العاقبة للمتقين .. فالجنة دارهم .. والنعيم نصيبهم .. ورضوان الله نورهم .. (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ) [ الزخرف : 70 ]
فكونوا على طريقهم سائرين .. واتركوا طرق الغي والضلال .. فإنها حسرة في المال .. وخيبة للآمال .. وتزودوا للرحيل بما ستزاد الصالحون .

جزاك الله خيرا

دمتى فى امان الله

جزاك الله خير

» الغفلة
» لقطات من عدسة الغفلة !!
» حتى لا تلتهم الغفلة أعمارنا
» الأمر بيد الله
» لا تغتر بنفسك لله الأمر كله