السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظل ثلاثة عشر عاماً يدعو و يربي ، و الشرك ضارب أطنابه عن يمينه و شماله .... الكعبة تحيط بها الأصنام التي بلغت 360 صنماً و هو عليه الصلاة و السلام يصلي عند الكعبة و يطوف بها ... و تلك الأصنام حوله ... لم يفكر أن يقوم هو و أصحابه بهجمة لتحطيمها و الخلاص منها ، لأنه لو فعل لعرّض نفسه و أصحابه للهلاك ، لعدم تكافؤ القوى أو تقاربها . و لَمَا انتهت بذلك عبادة الأصنام ، بل إن عابديها سيقيمون بديلاً لها في اليوم التالي ، لأن الوثنية قائمة في عقولهم ، فما لم تتحرر عقولهم من هذا الاعتقاد فإنهم سيظلون عابدين لها . لذلك ترك صلى الله عليه و سلم هؤلاء و اشتغل بتحرير العقول بالتوحيد و إعداد الصف المؤمن الذي يتحلى بالصبر الجميل ، و النفس الطويل ....
كان يأتيه بعض الصحابة ما بين مضروب و مشجوج و مجروح ، يلتمسون أن يأذن لهم أن يدافعوا عن أنفسهم ، فلا يأذن لهم ، بل يأمرهم بالصبر و كف الأذى حتى يأذن الله لهم ....