ام نبيل نجمة المنتدى
بلد الإقامه : مصر علم بلادي : عدد المساهمات : 14863 نقاط : 21669 التقييم : 186 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 العمر : 69 العمل/الترفيه : ربه منزل المزاج : الحمدلله جنسيتكِ : مصريه
| موضوع: وضاعت منى جوهرتى الأربعاء ديسمبر 29, 2010 2:57 am | |
| وضاعت مني جوهرتي
وضاعت مني جوهرتي
طلقني .. طلب أصبح لا يفارق لسانها منذ فترة طويلة .. طفلنا الصغير لم يتجاوز الرابعة إلا منذ شهر فقط .. يتشبث بثيابها كلما غضبت مني وحزمت حقائبها للذهاب إلى منزل والدها .. الأبناء ينتابهم صخب وهرج كلما رحلت .. لا أعرف كيف أمسك بزمام أمورهم .. أظطر في نهاية الأمر الخضوع لأعيدها مره أخرى .. ولكنني ما عدت أحتمل ذلك .. لا بد أن أضع حلاً للأمر ... صرخت في وجهي ذات ليلة : طلقني .. ما عدت أطيق كل هذه الأعباء .. فجاء ردي سريعاً : أنت طالق ..
وحالي يقول : أي أعباء تتحملين ؟! منزل مريح وأبناء يضيفون على حياتك بهجة, ووظيفة ليس بها سوى أعباء التدريس, أين أنت من مهامي وأعبائي ؟!!
حزمت حقائبها .. دعوتها لتظل في البيت وأخرج أنا .. رفضت, أخذت الصغير معها ..
وما هي سوى أيام وأعادت والدتها الصغير إلي ..
استعنت بالخادمة في أول الأيام لتدبير شؤون الأبناء لحين عودتي من عملي .. اعتقدت أن الخادمة المدبرة الأولى والأخيرة لشؤون البيت فإذا بي أجد أنها من غير إرشادات زوجتي لا تعمل شيئاً .. استدعيت أختي الوحيدة .. أتت وأولادها الأربعة إلى حين عودة زوجها من سفرة .. زاد البيت هرجاً وفوضى .. مضى شهر وعقلي مشتت بين البيت والعمل, تمنيت لو لم أتعجل باستدعاء أختي .. مضت الأيام العصيبة, وحان موعد رحيلها .. شكرتها على حسن صنيعها .. المسكينة لم ينبها من الأمر كله سوى علة ارتفاع ضغط الدم.
عدت لحياتي من ابن الرابعة والثامنة وابنة التاسعة والسادسة .. جمعتهم أمامي لأصدر الأوامر الصارمة .. شعرت حينها أنني أراهم أول مرة ..
الشحوب قد بدأ واضحاً على أبنتي .. منذ أن عافتا الطعام بعد رحيل أمهما .. ولكم سمعت نحيب الصغرة حتى تقطع قلبي ألما عليها ..
أما الكبرى فالصمت يخيم عليها كلما تحدثت معها ..
وابن الرابعه غدا عليلاً لا يكاد ينهي زجاجة الدواء إلا ويبدأ بأخرى .. حفظ الطبيب ملامحه لكثرة تردده عليه ولا يعرف سبباً لاعتلال صحته بهذه الطريقة .. أصمت عندما يسألني : هل يتغذى أبنك جيداً ؟!
ابن الثامنة .. آه من ابن الثامنة أصبحت لا أعود من عملي إلا وأجده في الطرقات يلعب مع الصبية حافي القدمين .. أسحبه كل يوم لألقي عليه دروساً .. وأستغرب لم يكن يخرج عندما كانت أمه موجودة .. ما سر إلتزامه بأوامرها .. ولم يعاندني في هذا الأمر بالذات ؟!
يا الله كم هي رثه ثيابهم, لم أرهم قط بهذا الشكل المزري .. العيون مغبرة والشعر لم يتخلله مشط. جاء وقت العشاء دخلت إلى المطبخ .. أحترق الخبز .. وشاط الشواء .. وانتهينا إلى الحليب ورقائق الذرة, منذ مدة ونحن على هذه الحال منذ رحلت أختي ..
تركتهم ينامون بعد أن نال الجهد مني ومنهم, جلست على كرسي أمام مكتبها الخاص أفكر في كل هذه المسؤوليات .. أيعقل أنها كانت جميعاً على كاهل زوجتي .. طهي الطعام وإعداده وترتيب البيت وتنسيقه, انتقاء ملابس الأطفال واستحمامهم وإلباسهم, ومتابعة إطعامهم وقضاء احتياجاتهم, أخذهم للتنزه وللمكتبة, صلة رحمها ورحمي, كل ذلك من جهة والجمع بين عملها في المدرسة وتدريس الأبناء من جهة أخرى.
ها هي أوراق طالباتها كيف استطاعت أن تقوم بتدريس 30 طالبة في 6 فصول أي 180 طالبة وقمت بعملية حسابية أحسست بدوار .. كل هذا الكم من الأوراق الإمتحانية 600 ورقة في الشهر تقوم بتصحيحها والورقة الواحدة تحوي 5 أسئله أي ثلاثة آلاف سؤال ما أدقها !! تصحح الخطأ بقلم أحمر ثم تدون الصواب بجانبه لأول مره أدرك كم هي دقيقة .. ألهذه الدرجة ؟!
دفتر تحضيرها منظم جميل قلبت صفحاته, تحضيرها للدروس منجز بترتيب متقن, فتحت أدراج مكتبها الدرج الأول يحوي رسائل دونت على ظروفها كلمات رقيقة .. مدرستي الحبيبة .. ياأغلى المعلمات .. مدرستي وأختي الحنونه .. وعبارات أخرى ..
في الدرج الثاني بطاقات تهان لمناسبات مختلفة من أشخاص عدة .. طالباتها .. زميلاتها في العمل .. حتى مديرة المدرسة .. عبارات تقدير حب واحترام, أكل هذا العدد من الناس يحبونها ؟!
تنسيق مكتبتها الخاصة انتقااؤها للكتب شيء يفوق تصوري كيف كانت تجد وقتاً للقراءة وسط كل هذا الجهد المضني ؟! إنني حتى هذه اللحظه لم أكن أجد في نفسي عيباً يجعلها تطلب الطلاق بكل هذا الإصرار فأنا هادئ الطبع لا أحب الحديث كثيراً, تركت لها سيادة البيت وتدبيره وكيفما تشاء ..
أحب كثيراً الخروج للرحلات بصحبة أصدقائي, عيبي الوحيد أني لا أحب الجلوس في البيت كثيراً وسط صخب الأطفال فأنا أحب الهدوء ..
لا لست أنانياً ولكني كنت أعتقد دائماً أن ذلك ليس من أختصاصي وها أنا أجبر قسراً على أن أطعم هذا وأرتب هندام ذاك أهدهد هذه وأدرس تلك وبالتناوب يتجاذبني الأبناء, أشعر أني مرهق وعاجز عن التفكير, أدركني الصباح وحان موعد ذهاب الأبناء إلى مدارسهم ..
أين كنت من كل هذا ؟!!
أخرج إلى عملي منذ الساعة الثامنة صباحاً لأعود في الثانية ظهراً منهكاً فأجد طعامي معداً أنام بعد تناول الغداء إلى ما بعد العصر أختلي بعدها لتحضير بعض الأوراق الخاصة بالعمل ولا أرغب بأي تدخل أو إزعاج.
أشعر بعد ذلك أنه من حقي أن أخرج أرفه عن نفسي قليلاً برفقة الأصدقاء. أراها منكبة وسط الأبناء تضع اللقمة في فم الصغير .. وباليد اليسرى تصلح هندام الكبير .. وبأذنيها تستمع لقصيدة الحفظ المدرسية للبنت الكبرى .. وبعينيها تلاحظ هل تكتب الصغرى وظيفتها المدرسية أم أنها انتهزت فرصة انشغالها عنها.
أكتفي حينئذ بإلقاء التحية وتقبيل الصغار والرثاء لحالي ..
جعلت من نفسي ضحية ..
وها هي تتركني وتترك الأعباء كلها علي حتى أني لا أجد فرصة لترتيب هندامي كما ينبغي. لا أنكر أنها رغم كل ذلك كانت أنيقة تهتم بي وبنفسها.
حتى أصحابي ما عدت أجد فرصة للقائهم أو حتى الإتصال بهم ..
والذي حيرني في كل أمري كيف أمكنها أن تفارق الأبناء طوال هذه المدة الطويلة, مضت الأيام وتوالت دون أن أشعر أن أشهر العدة قد انقضت منذ أسبوع أحسست بألم يتعصر قلبي ما أصغر تفكيري, جهزت الأبناء, ذهبت إلى منزل أهلها ووجدت عندهم ضيوفاً أصابني الحرج, استقبلتني والدتها ببرود وقالت : ما الذي أتى بك ؟! اليوم عقد قيران ( أمل ) صعقت, وعدت حزيناً أحمل خيبتي ضاعت مني جوهرتي.
وإذ بي أهب من نومي فزعاً على صوت الأبناء وهم يحيطون بي يقبلونني كعادتهم قبل الإلتحاق بمدارسهم يوقظونني للإلتحاق بعملي كما عودتهم هي ونظرت إليهم بكامل نظافتهم وأناقتهم حتى ابن الروضه متأنق كأمه, اتجهت مسرعاً إلى حيث مكتبها فتحت الدرج الأول يحوي ظروفاً عليها كلمات رقيقة والدرج الثاني بطاقات وتهاني دفتر التحضير في مكانه تماماً كما كان في الحلم قلبت صفحاته ذات التنسيق والدقة, مجموعة الأوراق الإمتحانية على الرفوف العليا من مكتبتها الخاصة تصويب الخطأ بدقة باللون الأحمر الكتب متنوعة قصص قصيرة, مجلدات فقه السنه, الأساس في التفسير, موسوعات علمية سين جيم, ابتسمت وأنا أرى مجلات ميكي ضمن كتبها الخاصة, لحقت بي ونظرات الاستغراب تحيطني قلت : أمل اليوم الخميس ما رأيك برحلة ليوم وليلة بصحبة الأولاد, أجابت غير مصدقة : بل أتمنى ذلك.
وختاماً .....
لك أيها الزوج الكريم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر "
وعنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وخياركم خياركم لنسائكم, وأنا خيركم لأهلى " | |
|
الجوهرةالمكنونة إداريه سابقه
بلد الإقامه : السعوديه علم بلادي : عدد المساهمات : 16547 نقاط : 21019 التقييم : 121 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمل/الترفيه : ربة بيت المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك جنسيتكِ : سعوديه
| موضوع: رد: وضاعت منى جوهرتى الأربعاء ديسمبر 29, 2010 5:04 am | |
| | |
|
بنت الاسلام عضوه vib
بلد الإقامه : السعودية علم بلادي : عدد المساهمات : 3796 نقاط : 4603 التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 12/11/2010 العمل/الترفيه : ربة منزل المزاج : متفائلة
| موضوع: رد: وضاعت منى جوهرتى الأربعاء ديسمبر 29, 2010 11:15 am | |
| | |
|
ام نبيل نجمة المنتدى
بلد الإقامه : مصر علم بلادي : عدد المساهمات : 14863 نقاط : 21669 التقييم : 186 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 العمر : 69 العمل/الترفيه : ربه منزل المزاج : الحمدلله جنسيتكِ : مصريه
| موضوع: رد: وضاعت منى جوهرتى الأربعاء ديسمبر 29, 2010 3:07 pm | |
| جزاكن الله خيرا اخواتى فى الله الجوهرة بنت الاسلام فى امان الله | |
|
εïз رفـــه εïз نائبة المديره
بلد الإقامه : السعودية علم بلادي : عدد المساهمات : 3066 نقاط : 4478 التقييم : 105 تاريخ التسجيل : 22/12/2010 العمر : 42 العمل/الترفيه : ربة منزل المزاج : رضى والحمدلله
| |