(و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )
[1] جاء عند ابن الجوزي في التبصرة في كلامه عن أمنا عائشة رضي الله عنها :
هي اختيار
العظيم العلي للنبي صلى الله عليه و سلم , و منذ طفولتها تعرف بالعز الأبي, و لها
عقل الكبار في سن الصبا, و هل يضرها قول الجهول الغبي, أو يقدح في ريح
المسك الذكي إلا بهيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
ما
تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم بكرا سواها, و لا أحب زوجة كحبه إياها,
جاء بها الملك في سرقة فجلاها, و تكلم الله ببراءتها سبحان من أعطاها, و
ما يرمي الأصحاء بالسقم إلا سقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
واعجبا لمبغضيها من هم ؟ إن فهمت قولي قلت: إن هم, ضرهم و الله ما
صدر عنهم, خفت و الله عقولهم, و الآفة تهيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب
عظيم ).
ما
خفي على حسادها طهارة ذيلها, غير أن الطباع الردية في ميلها هجمت عليها
الأحزان برجلها و خيلها, فكانت طول نهرها وليلها تبكي بكاء اليتيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
مدوا
أبواعهم إلى عرضها فمما نالوا, و أكثروا القول ظاهرا و باطنا و احتالوا, و
نوعوا أسباب القذف تكلموا و أطالوا,و هي على طهارتها مما قالوا, في مقعد
مقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
تكلموا فيها بترهات , و راموا ذم السماء و هيهات , يا عائبها إن
عرفت عيبا فهات, كفانا الله شر عقوق الأمهات, فإنه قبيح ذميم(والذي تولى
كبره منهم له عذاب عظيم ) .
ما
كان سوى غيم ثم تجلى , و انصرف الحزن و تولى , بالفرح الذي تولى , و لبس
الممدوح أحسن الحلي و تحلى , و حمل القاذف إثما و كلآ , أيقدح العقلاء في
أمهاتهم , القادحون, كلا هي منهم عقيم(والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
حوشيت
من ريب أو فجور , إنما زيدت بما جرى في الأجور , تنزهت أم العدول أن تجور
, إنما وقعت في أغباش ليل ديجور ، ثم بان النور في سورة النور , فنزل في
الكلام العظيم(والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) .
[2] سورة النور الآية 11[1]
التبصرة /لابن الجوزي (1/553-554 )[2]