لا أعلم لماذا يتحرج كثير من الناس من قول :لا أعلم أو لا أدري إذا لم يكن لديه علم في أمر من الأمور 0
((لا أعلم )) كلمة كانت معروفة ومتداولة كثيراً في عهد السلف يحجزهم عن تجاوزها مخافة الله سبحانه وإتباع أوامره ،فقد قال سبحانه وتعالى
ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )0
فمن كان منهم ليس من أهل العلم بادر بسؤال من يعلم اعترافاً بعدم علمه ومن ملك منهم علماً في تخصص معين لم يدفعه ذلك إلى إدعاء الإحاطة الكاملة بهذا التخصص فضلاً عن إدعاء العلم بغيره من التخصصات ؛فكان أحدهم يجيب بلا أدري ولا أعلم كما يجيب على أي مسألة أخرى بدون حرج أو خجل 0
قال الهيثم بن جميل :شهدت مالك بن أنس رضي الله عنه سئل عن ثمانٍ وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري.
وسئل الشعبي عن مسألةٍ فقال: لا علم لي بها، فقيل: ألا تستحيي ؟
فقال: ولِم أستحيي مما لم تستحي منه الملائكة حين قالت ( لا علم لنا إلا ما علمتنا )0قال عبد الله بن العباس رضي الله عنهما
إذا ترك العالم لا أدري أُصيبت مقاتله )0
أما اليوم فقد هجر الناس (لا أعلم )فأصبح العامة فضلاً عن العلماء يتكلمون في كل شيء فيحللون ويستنتجون ويصوبون ويخطئون ولم يقتصروا على تخصص واحد ؛بل إن بعضهم يتكلم في الدين والتربية والسياسة التاريخ والجغرافيا وفي كل علم 0
وإذا أجاب عالم رباني أو متخصص صادق في مسألة معينة (بلا أعلم)وصف بالجهل 0وتسائل الجهلاء كيف لا يعلم حكم هذه المسألة اليسيرة ؟؟
وتأمل ورع أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين قال كلمته المشهورة:أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم)0
ومن قال (لا أعلم) دفعه ذلك للتزود من العلم حتى (يعلم) في يوم من الأيام ومن تجاهل (لا أعلم) ظن أنه يعلم فعلاً ؛فصار جاهلاً مركباً ؛فهو لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم ولا شك أن من لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم خير منه0
من بريدي
لا أعلم بقلم
مصلح العتيبي