ولا تنسوا .. الفضل بينكم

يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية..

وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو انه يزداد انتشاراً

في مجتمعاتنا في الازمنة الحديثة والطلاق يترتب عليه

اثار سلبية في تفكك الاسرة وازدياد العداوة والبغضاء

والاثار السلبية على الاطفال ومن ثم الاثار الاجتماعية والنفسية العديدة

بدءا من الاضطرابات النفسية الى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك،

الا اذا تفهم الابوان رسالتهما في تربية الابناء سواء قبل حدوث الطلاق او بعده

وتذكروا قول الله تعالى: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة من الآية 237]

ان موقف الابناء من طلاب ابويهما يتوقف على عوامل كثيرة

منها تكوينهم النفسي، وردود افعال اصدقائهم واقربائهم،

وتصرف الابوين معه، وكيفية تعاملهم معه بعد الطلاق،

ومدى استيعابه لاسباب الطلاق تمهيداً لتقبله

ووصولاً الى اعتباره الحل الافضل للمشاكل القائمة فعلاً

بين الزوجين والتي كانت ستهدد فرصته الجيدة في حياة طيبة.

ومن الاخطاء الشائعة في تعامل المطلقين مع ابنائهم

بعد وقوع الطلاق بانهم ضحايا وقد فقدوا الاستقرار والتماسك الاسري

فيجب ان نفهمهم بانهم ليسوا اقل من الاخرين،

وان الطلاق امر مشروع من الخالق،

وكان يمكن تحريمه في حالة وجود ابناء،

وان هذا الطلاق في صالحهم حتى لا يعيشوا في جو نزاعات مستمر،

وان الاختلاف هو عدم اقامة الاب معهم،

او الام معهم وهذا يمكن مواجهته بامكانية محادثتهم

او التوجه اليهم متى ارادوا ذلك..

وتذكيرهم بانهم افضل حالاً ممن مات ابوهم،

او ماتت امهم وان الطلاق ليس عاراً نتخفى منه،

ولكن العار يكمن في القيام بالامور المخلة بامور الدين او الشرع وبالآداب او النظام..

وان كلاً من والدهم ووالدتهم لم يفعلوا ذلك بل قدر قدره الله وكتبه لهم كالحياة والموت..

فليرفعوا رؤوسهم اذن..

ويستمتعوا بايام عمرهم ويفرحوا بكل النعم التي ينعمون بها.

ايضاً.. يجب التنبيه الى انهم لم يفقدوا التماسك الاسري،

لانه ببساطة لو كان موجوداً لما حدث الطلاق..

وان الطلاق كان لتصحيح موقف خاطئ وحياة غير جميلة للجميع..

سواء للابوين او للابناء، ولذا فالجميع اصحاب مصلحة في حدوثه،

وانه لولا حدوثه لعاشوا في مشاكل متصلة،

ولعجزت الام عن توفير اهتماماتهم المختلفة وتحقيق رعايتهم بالصورة التي يحبونها،

ومتى احس الابناء بان الطلاق قد عاد عليهم ببعض الفائدة فانهم سيتقبلونه بصورة افضل..

وتؤكد الدراسات النفسية ان معاناة الابناء من الطلاق تكون في

اشد صورها في السنة الاولى من الطلاق حيث يكون بمثابة صدمة لهم،

كما يشعرون بقلة الرعاية الممنوحة لهم ويحاولون التمرد على سلطة الوالدين،

ويشعرون بالقلق على مستقبلهم المادي والاجتماعي ايضاً

ولابد من التنبه الى ذلك واخبارهم بان امورهم لن تتأثر بالسلب،

ومحاولة تحقيق ذلك الى اقصى درجة ممكنة،

كما ان هناك حقيقة نفسية هامة،

وهي ان الاطفال حتى سن الخامسة تقريباً يكون تأثرهم

باثار الطلاق النفسية والصحية اقل من نظرائهم

ممن وصلوا لسن العاشرة او تجاوزوها حيث يزداد ادراكهم للامور

ويفهمون اسباب النزاع بين الابوين.

واحذر هنا من تقمص دور الاتهام عندما يسألون عن اسباب الطلاق..

فلابد من الابتعاد عن العصبية والتحدث بهدوء - قدر الاستطاعة -

ومعالجة الموقف بلباقة فائقة مع عدم التوسع في ذكر التفاصيل التي تؤيد وجهة النظر الخاصة،

فهم ليس في حالة لاثبات التقصير او عدم الاهلية المطلوبة

في الزوجين لاستمرار الحياة بينهما اي من الطرفين (الابوين)

لكي ينال حبهم او تعاطفهم،

وعليهم ان يذكروهم انهم يحبونهما فعلاً لانهما والداهما،

وسيحترمونهما اكثر كلما ابتعدوا عن النيل من بعضهما

حتى لو فعل احدهما ذلك..

فستكون صورتهما افضل لديهم..

ولكل ابوين مطلقين اقول:

اذا كان احد الابوين يسيء معاملة الابناء انتقاماً من

الاخر فلا يبالغ الطرف الاخر في استنكار ذلك

حتى لا يشعر الابناء بسوء الحال التي وصلوا اليها،

ومن الطبيعي ان يحملوكما بدورهم - بعض المسؤولية -

لانكما من وافقتما على الزواج من بعضكما من قبل بل وانجبتم من بعضكم ايضاً.

او ان تسارعوا بالسب او التقليل من بعضكما بعد طلاقكما مع ابنائكما،

ثم تسمحون لهم بالتقليل على حساب طلاقكما فهذا خطأ تربوي،

ليس وراءه سوى الخسارة،

ولا تظهرا سعادة باخطاء اي طرف منكما معهم،

حتى لا تضعوا انفسكما في صورة الاب الاناني او الام الانانية

التي تسعدها اخطاء طليقها مع ابنائها لانها تؤكد احقيتها في الانفصال عنه او العكس من الاب،

وتعاملوا مع الموقف بترفع جميل..

وتذكروا دائماً انكما كلما وجهتما الشتائم لبعضكما

امامهم ازداد تعاطف الابناء مع الطرف الاخر،

والمتأمل في كثير من حالات العقوق والقطيعة والاختلاف،

يجد ان السبب الاكبر في وقوعها هو حصول الظلم

لهؤلاء الابناء بسبب تعنت المطلق والحقد والكراهية لمطلقته

ولا يجد الا ان يمارس الظلم على الابناء انتقاما من مطلقته

واستمراره في الظلم عليهم لانه منح حق الولاية

بعد انهاء الحضانة اما ببلوغ السن او بزواج مطلقته.

فمن الحكمة حسن التعامل معهم

فالقاعدة تقول:

ان كل ممنوع مرغوب

وسيحيطون بامهم لانه لا يوجد ابدا ما يعوض حنان الام وحضنها الدافئ..

يجب
عدم محاولة جذب الابناء من احد الطرفين ضد الاخر حتى لا يعاني الابناء من
الصراعات مما يضاعف من معاناتهم الحقيقية مع عدم المبالغة في الخوف عليهم
من الانهيار امام الطلاق،

فالكثيرون من الابناء تحملوا ويتحملون توابع الطلاق

متى وجدوا الرعاية والحنان من الابوين او من احدهما فقط

مع عدم التركيز على نقائص الطرف الاخر..

فانهم يكونوا اسوياء وطبيعيين جداً فكم وجدنا

من الابناء لوالدين مطلقين وهم متفوقون دراسياً بل واكثر جداً واجتهاداً!!

لماذا؟

لان التوتر والاجواء الاسرية المشحونة بالخلافات زالت بقضاء وقدر

وبامر احله الله وهو بغيض عند الله وعند خلقه ولكن عندما يحدث ويكون الهدف والرسالة هم الابناء فكيف؟

بعد الطلاق نتولى تربيتهم ورعايتهم بما ينعكس ذلك

على حياتهم ايجابياً ويصبحوا اعضاء صالحين ونافعين لدينهم ومجتمعهم باعتباره الحل الافضل..

ويتحقق قول الله تعالى: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

لعل الفضل هؤلاء الابناء الذين رزقتموهم.

جميل ما سطرتيه لنا يا غالية

ارجوا من الله ان يصلح ذات بين كل زوجين

وان يديم علينا رحمتة وكرمه وان يبارك لنا فى ازواجنا وذرياتنا

تسلم يدك يا غالية

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

الله يعطيكـِ العافيه يارب

خالص مودتى لكـِ

وتقبلي ودي واحترامي

سلمت يداكي جوهرتنا الغاليه *موضوع رائع كعادتك

من ابداع لابداع ومن تميز لتميز

وفقك الله دائما

» لا تنسوا صيام التسع الاوائل من ذي الحجة
» هل أجد لي مكانا بينكم ؟
» عابرة حلت هنا بينكم
» اخت جديدة بينكم
» الصحابيه الجليله أم الفضل رضى الله عنها