تعود للبيت ..وتسرع نحو شبكة الانترنت لتضع على محرك البحث
اسم " الشقيقة " ، وتطالعك مقالات ..وموضوعات ، وتجارب لأشخاص تعرضوا للشقيقة في
لحظات حرجة من حياتهم ..فما هي هذه الشقيقة ؟..
أنها ذلك الصداع النصفي الذي
يتميز بصداع شديد يصيب جانباً واحداً من الرأس ويترافق في كثير من الأحيان بالإقياء
والغثيان ، وتستمر نوبة الصداع النصفي من ثلاث ساعات إلى ثلاثة أيام ، ثم تختفي
الأعراض ليعاود المصاب حياته الطبيعية .
تصيب الشقيقة حوالي 10% من سكان
العالم وحتى الآن لم تعرف الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الشقيقة ، وتتميز الشقيقة
بأنها تصيب النساء أكثر من الرجال وقد تحدث الإصابة بالشقيقة في أي عمر ،فيصاب بها
من هم في عمر العشرينات أو حتى الأربعينات وقد تحدث في سن الخمسين.
دراسات
كثيرة أجريت لمعرفة محرضات نوبات الشقيقة عند المريض ووجد أنها ترتبط بعدة عوامل
منها غذائية ونفسية و اجتماعية.
فقد تبين أن هنالك الكثير من الأغذية التي
تحرض على النوبات مثل الجبنة ومشتقاتها والشوكولا والمنبهات وبعض أنواع من الحلويات
وغيرها وأن تحديد مجموعة الأغذية التي تحرض النوبة أمر صعب ، فهي تختلف من شخص إلى
آخر لهذا على الشخص أن يكون حكيم نفسه ويحدد ما المأكولات التي تكون مرتبطة عنده مع
النوبة.
أيضاً هناك العوامل النفسية والتي تلعب دوراً في تحريض النوبة
فالشدة النفسية
- خصوصاً لدى الأشخاص المصابين بالأرق والقلق- تحرض نوبات
الشقيقة.
أيضاً هناك ضغط العمل والإرهاق الشديد والتأخر في تناول الطعام أو
تناول وجبات خفيفة كل هذا يحرض على النوبات.
النساء
والشقيقة:تدل الدراسات والإحصائيات أن الشقيقة مرتبطة بالهرمونات فحوالي
15% من النساء يصبن بنوبات شقيقة خلال فترة الطمث أو اليومين اللذين يسبقان الطمث
وتبين أيضاً أن تناول بعض حبوب منع الحمل تحرض نوبات الشقيقة لديهن كما أن المعالجة
بالهرمونات البديلة أي المعالجة المعاوضة(HRT) أيضاً تحرض على الشقيقة.
على
هؤلاء السيدات أن يسجلن مواعيد الحيض لديهن.
بالرغم من أن معرفة أسباب
الشقيقة حتى الآن غير معروفة لكن تبين أن عند الألم الشديد الذي يصاب به المريض
يحدث توسعاً بالأوعية الدموية التي في الرأس ولاحظ بعض العلماء أيضاً أنه عند
الإصابة بالشقيقة جزء من المرضى يحدث لديهم تفريغات عصبية من الدماغ ،وأعطت هذه
الدراسات أهمية لمركب السيروتونين أو ما يسمى Hydroxy triptamine.5 (5Ht )وتبين أن
إعطائه أثناء النوبات يخفف الألم.
كيف نتعامل مع
الشقيقة؟يمكن أن تشكل الشقيقة مشكلة في حياة من يصاب بها إذا لم
يتعايشوا معها ويتعاملوا معها بشكل طبيعي لأنها تجعلهم غير قادرين على تحمل الضوضاء
والأضواء وصريخ الأطفال وضجة العمل لذلك على مرضى الشقيقة أن يراقبوا أنفسهم
ويسجلوا الحالات التي تحرض لديهم النوبات من ضغوطات نفسية إلى أطعمة إلى أحداث
معينة.
وعليهم تسجيل كل هذه الأشياء في سجل والاحتفاظ به للابتعاد عن هذه
المحرضات واعتماد أسلوب غذائي مختلف وتناول ما يخفف الغثيان و الإقياء كتناول
النشويات ومن ثم محاولة الاسترخاء والنوم.
التعامل مع
الصداع الهرموني:
كما ذكرنا سابقاً ، السيدات أكثر عرضة لذا عليهن أيضاً تسجيل
مواعيد الإصابة بالشقيقة المرتبطة بالدورة الطمثية وتناول المسكنات والأدوية خلال
هذه الفترة أيضاً عليهن أن يستشرن الطبيب عند إصابتهن بالشقيقة مع المعالجات
الهرمونية ، وقد ينصح الطبيب إما بإيقاف الدواء أو استبداله.
العلاج الدوائي للشقيقة:
أول علاج يتبع مع مرضى الشقيقة هو الوقاية بتجنب -كما ذكرنا-
العوامل المحرضة للنوبات ، وفي الحالات الصعبة لابد من اللجوء إلى الدواء ويوجد عدة
خطط لمعالجة الشقيقة منها ما يعتمد على إعطاء المسكنات لتخفيف الألم عند النوبة
فتريح المريض وتعطيه الإحساس بالرغبة بالنوم مثل تناول الكوبروكسيمول(بروبوكسيفين +
باراسيتامول)أو مشاركة بين الكودئين (مسكن مورفيني معتدل) مع الباراسيتامول ومشكلة
هذه المسكنات أنها تسبب التعود.
أو إعطاء المريض ما يسمى مضادات الالتهاب
غير الستيروئيدية كإعطاء الايبوبروفين والديكلوفيناك والنابروكسين ولكن هنالك بعض
المرضى الذين لا يستجيبون لهذا العلاج وإذا ترافقت النوبة مع الإقياء والغثيان يعطى
المريض مضاد إقياء (ميتو كلوبراميد)وأحياناً مضاد هيستاميني لتخفيف
الغثيان.
الأدوية النوعية لعلاج
الشقيقة:
بما أن مرض الشقيقة يمر بمراحل الألم الشديد ، حيث يكون هنالك
توسع بالأوعية الدموية الدماغية ، فإن العلماء يعتمدون على إيجاد أدوية قابضة
للأوعية لتخفيف الألم.
وأكثر هذه الأدوية شهرة هو مركب الايرغوتامين وهو
مركب مضيق للأوعية الدموية ولكن يفضل إعطاؤه بجرعات ليست كبيرة كي لا يزيد من
الاقياء المرافق للشقيقة، ويفضل تناوله عند بدء الشعور بالألم وقد تم مشاركته مع
بعض المركبات المسكنة كالكودئين ووضع كلاهما في مستحضر واحد الايرغوتامين مقبض
أوعية والكودئين مسكن للألم ولكن يجب
الانتباه إلى عدم إعطاء
هذا الدواء لمرضى الضغط ومرضى القلب لأنه يرفع لديهم الضغط.وبما أن
مركب الايرغوتامين مركب يقبض كل أوعية الجسم اتجه العلماء إلى إيجاد أدوية تقبض فقط
أوعية الرأس وقاموا بإنتاج مجموعة أدوية تسمى التريبتينات Tryptanes: تتميز هذه
المجموعة بأنها تضيق فقط أوعية الرأس وكان أحد أهم هذه المركبات السوماتريبتان
والذي استخدم بشكل واسع لمعالجة الشقيقة وكان أحد مشاكله أن المريض لا يستطيع أن
يأخذ إلا جرعة واحدة عند الألم ومن ثم تم تطوير هذه المركبات حتى تم الوصول إلى
مركب يمكن أخذ أكثر من جرعة منه سمي هذا المركب بـ الزولميترييتان
zolmitriptan.
وأيضاً لا يسمح للمريض أن يأخذ هذه
الأدوية مع الايرغوتامين ويمنع استخدامها أيضاً لمرضى الضغط
والقلب.وتتجه الآن محاولات كثيرة إلى العلاج الطبيعي عن طريق جلسات
معالجة فيزيائية أو استخدام الإبر الصينية أو استخدام بعض
الأعشاب(كالبابونج,الزنجبيل والنعناع وزيت الخزامى)وغيرها من المعالجات التي يحاول
من يطبقها شفاء المريض من دون تناول أدوية.
هل يصاب
الأطفال بالشقيقة؟