كيف أحافظ على الصلاة في وقتها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


قال تعالى في محكم التنزيل : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا "
هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، و هي عماد الدين .
تنهى عن الفحشاء و المنكر و تطهر الإنسان من خطاياه لقوله صلى الله عليه و سلم : " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء " قالوا لا يبقى من درنه شيء ، فقال صلى الله عليه و سلم : " فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " .

في زمن كثرت فيه الملهيات التي تدفع الكثير من شبان هذه الأيام إلى هجر هذا النبع من الحسنات الذي لا ينضب ، لا بد لنا أخواتي الغاليات أن نقول كلمة حق و صدق ، لنساعد و لو بالقليل في انتشال غيرنا من هذه المأساة الحقيقية ، علّ الله ينفع بنا غيرنا ... و لنستذكر دائماً أن الدال على الخير كفاعله .

أخواتي ، أردت لهذا الموضوع أن يكون مجالاً لنتعاون سوية على التقوى ، و سأبدأ بنفسي مقدمة لكن و لكل قراء هذا الموضوع خطة عملية للحفاظ على الصلاة في وقتها ، و أرجو أن تشاركنني بخطوات قد ترونها مفيدة في هذا المجال .

* أمسك ورقة و قلماً و دون ما تراه معيقاً لأداء الصلاة في وقتها

* ثم إبدأ بدراسة كل معوق على حده محاولاً معرفة أسبابه ، و استنتاج الوسائل التي تعينك على تجاوزه

* ابدأ بعلاج كل معوق على مستوى مرتفع من الجدية

* دون على ورقة ما تراه دافعاً نحو الصلاة و أكثر من القيام به

* طالع الكتب التي تعرفك بالجزاء الذي ستناله في الآخرة إن أنت حافظت على الصلاة و كذلك عقاب مؤجلها و تاركها .

* تذكر دائماً أنك في الصلاة واقف بين يدي الله تناجيه و تشكره على ما أنعم به عليك ، و استشعر عظمة هذا الموقف ، فكل حركة تقوم بها ما هي إلا خطاب تتوجه به إلى خالقك . فعندما ترفع يديك مكبراً فكما لو كنت رميت الدنيا كلها خلف ظهرك و لجأت إلى الحي الذي لا يموت . و عندما تقرأ الفاتحة فإنك حينها تكون في خطاب حقيقي مع رب العالمين وفي ذلك يقول الله تعالى " قسمت الصلاة بيني و بين عبدي قسمين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى حمدني عبدي ، فإذا قال العبد ، الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى أثنى علي عبدي ، فإذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي ، فإذا قال العبد إياك نعبد و إياك نستعين قال الله هذا بيني و بين عبدي ، فإذا قال العبد إهدنا الصراط المستقيم الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين ، قال الله هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل " .

* الزم الدعاء في أوقات الإجابة كأن تقول " رب ثبتني على الصلاة " ، " اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك " . و تذكر دائماً قول الله تعالى : أدعوني أستجب لكم " و كن على يقين من الإجابة ... و لا تنس الحديث القدسي : " ... و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعا .. " و كأنك تقول يا رب إنني أريد أن أكون قريباً ، أن أتمسك بدينك لكنني محتاج لمساعدتك فها تتوقع بعد ما قرأت أن يتركك تتوه بعيداً عن هذا الدين ، يكفيك فقط أن تكون صادقاً .

* إلزم قراءة الفاتحة و آية الكرسي و آخر آيتين من سورة البقرة .

إن طريق الجنة محفوف بالمكاره ، قد يكون الوضوء في الأيام الباردة صعباً عليك لكن تذكر أناساً خسروا الروح حباً بالدين و عشقاً للجنة ، و قد يكون ارتداء ثوب الصلاة في أيام الصيف الحارة أمراً قاسياً عليك أختي ، لكن تذكري أن طريق الجنة لا تفرشه الورود بل هو مليء بالأفخاخ التي تحاول إبعادك عن دينك .


و أخيراً ، تذكر يوم لا ينفعك مال و لا بنون ، ماذا تقول لخالقك إن كنت ممن أضاعوا الصلاة ، ماذا تقول لربك الذي أكرمك بنعم لا تحصى و لم يطلب منك سوى الطاعة و قد تركتها ، و كيف ستقابل الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و هو مستح أنك من أمته . و هل سترضى أن تكون في الركب الأخير ؟ و لِم لا تكون ممن يفاخر بهم رسول الله ؟