[size=25]الايثار وحب الخير
من اخلاق المسلم التي اكتسبها من تعاليم دينه ومحاسن اسلامه الايثارعلى النفس وحب الخير للغير وان يجود بالمال عند الحاجة اليه وليس بعد الايثار درجة في السخاء والمسلم في ايثاره وحبه للخير ناهج نهج الصالحين السابقين قال تعالى (ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) ان كل خلائق المسلم الفاضلة وكل خصائله الحميدة انما هي مستقاه من ينابيع الحكمة المحمدية او مستوحاه من فيوضات الرحمة الالهية، فعن انس قال (اهدى لبعض الصحابة رأس شاه مشوي، وكان مجهودا فبعث به الى رجل له فوجة الى بيت آخر فتداولته سبع بيوت حتى رجع الى الاول)، ان عبد اكالمسلم يعيش موصولا بالله.
[size=21]وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال (ايما رجل اشتهى شهوة واثر على نفسه اخاه غفر له) وعن عائشة رضى الله عنها انها قالت (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة ايام متواليات حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا ولكنا كنا نؤثر انفسنا).
وهذه بعض من آيات ايثار المسلم وحبه للخير:
عن بعض الصوفية قال : كنا بطروسوس فاجتمعنا جماعة وخرجنا الى باب الجهاد فاتبعنا كلب من البلد فلما بلغنا باب الجهاد اذ بدابة ميته فصعدنا الى موضع خال فلما نظر الكلب الى الميته رجع الى البلد ثم رجع بعد ساعة ومعه مقدار عشرين كلبا فجاء الى تلك الميتة فقعد ناحيه ووقعت الكلاب بالميتة حتى اكلتها وذلك الكلب ينظر ثم رجعت الكلاب الى البلد فقام ذلك الكلب الى تلك العظام فأكل ما بقى من العظم قليلا ثم انصرف.
روى انه اجتمع عند ابى الحسن الانطاكي نيف وثلاثون رجلا لهم ارغفه معدوده لا تكفيهم شبعا، فكسروها واطفأوا السراج، وجلسوا للأكل فلما رفعت السفرة فاذا الارغفه محلها لم ينقص منهاشئ لان احدا منهم لم يأكل ايثارا للآخرين على نفسه حتى يأكلوا جميعا، وهكذا آثر كل مسلم جائع منهم غيره.
نزل ضيف برسول الله فلم يجد عند اهله شيئا، فذهب به رجل من الانصار الى اهله فوضع بين يديه الطعام وامر امرأته باطفاء السراج وجعل يمد يده الى الطعام كأنه بأكل ولا يأكل حتي أكل الضيف الطعام فلما اصبح قال له رسول الله .. (لقد عجب الله من ضيعكم الى ضيفكم).
في دار الندوة عندما اتفق شيوخ قريش على قتل رسول الله واغتياله في منزله وقد بلغ رسول الله ذلك القرار فيعرض عليه علي بن ابي طالب ان يقدم نفسه فداء للنبى لينام في فراشه ونام وآثر رسول الله عليه الصلاة والسلام بالحياة فضرب بذلك على حداثه سنة اروع مثل في التضحية والغذاء.
المسلم لا يرى التوكل على الله تعالى في جميع أعماله واجبا اخلاقيا فحسب بل يراه فريضة دينية وعقيدة اسلامية وذلك لأمر الله تعالى به في قوله.. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين لهذا كان التوكل المطلق على الله سبحانه جزءا من عقيدة المؤمن بالله والمسلم يفهم التوكل الذي هو جزء من ايمانه وعقيدته وانه طاعة لله باحضار كافة الاسباب المطلوبة لأي عمل من الاعمال التي يريد مزاولتها والدخول فيها فلا يطمع في ثمرة بدون ان يقدم اسبابها والمسلم اذ يؤمن بسنن الله في الكون فيعد للاعمال اسبابها المطلوبه لها، ومن هنا كانت نظرة المسلم الى الاسباب ان الاعتماد عليها وحدها واعتبارها هي كل شئ في تحقيق المطلوب كفر وشرك، فقال النبى عليه الصلاة والسلام في التوكل.. (لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا من توكل عليه كفاه كل مؤنه ورزقة من حيث لا يحتسب، ومن انقطع الى الدنيا وكله الله تعالى اليها).. وقد اثر عنه عليه السلام انه كان لا يشن غاره في الحر الا بعد ان يبرد الجو ويتلطف الهواء من آخر النهار بعد ان يكون قد رسم خطته ونظم صفوفه واذا فرغ من كل الاسباب المادية المطلوبة لنجاح المعركة رفع يدبه سائلا الله عزوجل.. (اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم).. وكذلك كان هديه صلى الله عليه وسلم في الجمع بين الاسباب المادية والروحية ثم يعلق امر نجاحه على ربه وعن ابراهيم بن أدهم انه قال : سئل بعض الحكماء من اين تأكل ؟ فقال : ليس هذا العلم عندي، ولكن سل ربي من اين يطعمني.
وعن سعيد بن جبير انه قال (التوكل جماع الايمان)
وقال رجل لاعرابي في فلاة.. من اين عيشتك ؟ فقال لوكنا لا نعيش الا من حيث نعلم لطال جوعنا.
والتوكل محله القلب وحصن التوكل الباحث عليه فهو ذكر ضمان الله تعالى وكان يقال (متى رضيت بالله وكيلا وجدت الى كل خير سبيلا).
وقال بعض العلماء (التوكل بالقلب والاكتساب بالبدن فاذا اكتسبت ببدنك واتكلت على الله بقلبك فأنت متوكل).
وعن اويس القرني رحمه الله قال : لو عبدت الله تعالى بعبادة ملء السموات والارض لما تقبل منك حتى تصدقه قيل فكيف تصدقه ؟ قال تكون آمنا بما تكفل الله به من امر رزقك ويرى جسمك فارغا لعبادته.
[/size]
[/size]