في الشروط الطبيعية، وعقب الولادة بقليل، تصدر عن الوليد بعض التثاؤبات المؤثرة,ونظراً للتعب الذي ينطوي عليه مجيئه إلى هذا
العالم, فإنه يخيل إلينا بأنه يتثاءب لأنه متعب, ولكن الأمر ليس كذلك على الأرجح، فهذه التثاؤبات العريضة هي منعكسات من شأنها أن
تتيح تدفق الأكسجين إلى رئتيه, وإن لهذه المنعكسات أهمية حاسمة عندما تصبح حياة الوليد مستقلة عن حياة الأم. يمر هذا التثاؤب عند الكثير من الولدان الحاليين، دون أن يلحظه أحد، بسبب اقتصار حضور الولادة على الطاقم الطبي, وفي الواقع،
إذا ما سارت عملية الولادة بوتائر متسارعة، وكان صراخ الوليد قوياً جداً بسبب قسوة الأيدي التي تتعامل معه, فإن هذه التثاؤبات لن تحدث.
بالمقابل إذا ما تمت الولادة بهدوء وارتياح، وإذا لم يقطع الحبل السري إلا بعد مرور بعض الوقت، فسيشرع الوليد حينها بالتنفس وفق
إيقاعاته هو, وبذلك يسير التنفس و التثاؤبات وفق الأداء الطبيعي والمعتاد، قبل توقف الحبل السري عن نقل دم الأم بوقت طويل.
وكثيراً ما يدفع الخوف من ألا يتنفس الطفل إلى أن يسير النشاط والتدابير المرافقة للولادة بوتائر سريع، فيبدو وكأن على الوليد تشغيل
رئتيه على نحو أسرع مما وهبته الطبيعة من القدرة في ذلك.
عندما نوفر للوليد مساعفة أكثر وداً ولطفاً، أو عند حدوث الوضع في شروط أكثر بدائية وأقل طبية، يمكننا أن نراه متثائباً, وقد أفرزت
واقعة التثاؤب هذه الظاهرة ملفتة للانتباه يحترمها معظم الأشخاص الكبار.