معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Support

 

  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:23 pm



[center]بسم الله الرحمن الرحيـم



إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،

ومن سيئات أعمالنا ، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هادِيَ له ،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله ،

أرسله بالهُدى ودِين الحق ليُظهِره على الدِّين كُلِّه ، وكَفَى بالله شهيدًا .

أرسله بين يَدَي الساعة بشيرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا ،

فهَدَى به مِن الضلالةِ ، وبَصَّرَ به مِن العَمَى ، وأرشد به مِنَ الغَيِّ ، وفَتَحَ به أعيُناً عُميً ،

وآذانًا صُمًّا ، وقُلوبًا غُلفًا ، فبَلَّغَ الرسالةَ ، وأدَّى الأمانة ، ونَصَحَ الأمة ،

وجاهَدَ في الله حَقَّ جِهاده ، وعَبَدَ رَبَّهُ حتى أتاه اليقينُ مِن رَبِّهِ ،

صلَّى عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا .

هَدْي خَيـر العِبَــــــاد : سنطرح هَنا هَدْيُهُ علية الصـلاة والسـلام

فأرجو أن نَكونَ قد وُفِقنا في عرض هذا الموضوع , ونَقلِة بالشَكل المَطلوب .

























[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:25 pm


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الْعِلاَجِ بِالأَدْوِيَةِ الإْلَهِيَّةِ


1ـ كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان، وأمر بالرقية من العين، وقال: ((العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسل أحدكم فليغتسل)) [م].
2ـ ورأى جارية في وجهها سفعة فقال: ((استرقوا لها؛ فإن بها النظرة)) [ق].
والسفعة؛ أي: النظرة من الجن.
3ـ وقال لبعض أصحابه لما رقى اللديغ بالفاتحة فبرأ: ((وما يدريك أنها رقية)) [ق].
4ـ وجاءه رجل فقال: لدغتني عقرب البارحة، فقال: ((أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك)) [م].
5ـ وكان إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح، وضع سبابته على الأرض، ثم رفعها وقال: ((بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا، بإذن ربنا))[ق].
6ـ وشكى له بعض صحابته وجعًا، فقال له: ((ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر))[م].
7ـ وكان يُعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: ((اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا)) [ق].
وكان إذا دخل على المريض يقول: ((لا بأس، طهور إن شاء الله)) [خ].











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:27 pm


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في السَّلامِ والاِسْتِئْذَانِ


1ـ كان من هَديه السلام عند المجيء إلى القوم، والسلام عند الانصراف عنهم، وأمر بإفشاء السلام.
2ـ وقال: ((يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير)) [ق].
3ـ وكان يبدأ من لقيه بالسلام، وإذا سَلَّمَ عليه أحدٌ رَدَّ عليه مثلَها أو أحسن على الفور إلا لعذر؛ مثل: الصلاة أو قضاء الحاجة.
4ـ وكان يقول في الابتداء: ((السلام عليكم ورحمة الله))،
ويكره أن يقول المبتدئ: عليك السلام، وكان يرد على الْمُسَلِّمِ: ((وعليك السلام)) بالواو.
5ـ وكان من هَديه انتهاء السلام إلى وبركاته.
6ـ وكان من هَديه في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلام واحد أن يسلم ثلاثًا.
7ـ وكان من هَديه أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد ثم يجيء فيسلم على القوم.
8ـ ولم يكن يرد السلام بيده ولا برأسه ولا بإصبعه إلا في الصلاة؛ فإنه رد فيها بالإشارة.
9ـ ومر
بصبيان فسلم عليهم، ومر بنسوة فسلَّم عليهن [صحيح الترمذي]، وكان الصحابة
ينصرفون من الجمعة فيمرون على عجوز في طريقهم، فيسلمون عليها
(1).

10ـ وكان يُحَمِّل السلام للغائب ويتحمل السلام، وإذا بلغه أحدٌ السلام عن غيره أن يرد عليه وعلى المبلِّغ.
11ـ وكان يترك السلام ابتداءً وَرَدًّا على من أحدث حتى يتوب.
12ـ وكان لا يبتدئ اليهود والنصارى بالسلام، وإذا سلموا عليه رد بـ: ((وعليكم))، وَمَرَّ على مجلس فيه أخلاط من المسلمين، والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، فسلم عليهم [م]، وكتب إلى هرقل وغيره: ((والسلام على من اتبع الهدى)) [صحيح الترمذي].
13ـ وقيل له: الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال: ((لا))، قيل: أيلتزمه ويقبله؟ قال: ((لا))، قيل: أيصافحه؟ قال: ((نعم)) [صحيح الترمذي].
14ـ ولم
يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم
بدخوله، وكان يسلم عليهم، وكان إذا دخل بدأ بالسؤال، أو سأل عنهم.

15ـ وكان إذا دخل على أهله بالليل سَلَّمَ تسليمًا يُسمع اليقظان ولا يُوقظ النائم [م].
16ـ وكان من هَدْيُهُ أن المستأذن إذا قيل له: من أنت؟ يقول: فلان بن فلان، أو يذكر كنيته أو لقبه، ولا يقول: أنا.
17ـ وكان إذا استأذن يستأذن ثلاثًا؛ فإن لم يؤذن له ينصرف.
18ـ وكان يعلم أصحابه التسليم قبل الاستئذان.
20ـ وكان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من رُكْنِهِ الأيمنِ أو الأيسرِ.
وقال: ((إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)) [ق].








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:29 pm




[center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


نبي الرحمة أم نبي الرعب؟!!!



أسامة طه حمودة**

لا شك أننا أبصرنا
طلائع هجوم جديد وشديد على نبي الإسلام ونحن على مشارف القرن الحادي
والعشرين، وفحوى هذا الهجوم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء بدين
يبعث على الكراهية، ويحض على العنف، ويدعو إلى الإرهاب.

فهل هذا القول حق أم أنه اعتساف يراد فرضه على الصراط المستقيم؟

حرب دفاعية

إن الإنسان السوي يكره
أصحاب الغلظة والشراسة، فلو كان أحدهم تاجرًا ما ذهبنا إلى دكانه، ولو كان
موظفًا ما ذهبنا إلى ديوانه، والمصيبة أن يُنسب هذا الاتهام إلى إمام مسجد
أو داعية إلى إيمان، لكن المصيبة العظمى أن تُنسب الغلظة والشراسة إلى نبي
من أنبياء الله تعالى.

إن المتتبع لسيرة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ يجد الرحمة تنضح منها من غير تكلف ولا
اعتساف، أما الحديث الذي يروّجه البعض ويتهم الإسلام به فله شرح تجب
معرفته؛ يقول المستشرقون إن محمدًا يقول بصريح العبارة
: "نُصرت بالرعب"؛ إشارة إلى حديث "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا... الحديث" رواه البخاري.

وهذا حديث صحيح، لكن
الرعب المقصود هنا ليس إرهابًا ولا عدوانًا، إنما المقصود به أن الله ناصره
رغم كثرة أعدائه، ومن عوامل نصر الله له أنه سبحانه يقذف الرعب والخوف في
قلوب شياطين الإنس الذين يمثلون جراثيم تريد الفتك بالبشرية ومسيرتها.

وهذه الكلمة جاءت في القرآن بمعنى الخوف، لا بمعنى الهيمنة والظلم والجبروت: "فَأَتَاٰهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ" [الحشر: 2].
قال ابن كثير: "أي: الخوف والهلع والجزع، وكيف لا يحصل لهم ذلك وقد حاصرهم الذي نصر بالرعب مسيرة شهر صلوات الله وسلامه عليه؟!".
لقد أتت الكلمة في سياق
حرب دفاعية عن الحق، هجومية على الباطل، لا عدوان فيها ولا إرهاب، فبعد
هزيمة المسلمين في أحد نزل في القرآن الكريم:
"سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ" [آل عمران - 151].

وهزيمة أحد كانت تمثل
إجماعًا لقوى الشرك كلها في الجزيرة العربية لاستئصال محمد والمؤمنين به،
فشنوا هجومًا كاسحًا على محمد وأصحابه في مدينتهم الوادعة.

وقد استطاع المشركون
إيقاع خسائر كبيرة بالمسلمين وقتلوا عددًا كبيرًا من حفاظ القرآن الكريم،
مما ترك آثارًا في النفوس، فأراد الله أن يواسي المؤمنين المظلومين، وأن
يشعرهم أن المرحلة القادمة ستكون لمصلحتهم، وأنه سيلقي الرعب في قلوب
المعتدين مهما تكاثروا وتنمّروا.

إن تحريف الكلم عن موضعه شيء مألوف عند أعداء محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وعند التمحيص لا نجد لتلك التهم أثرًا في سيرته.

بُعثت رحمة

ويخرج النبي محمد صلى
الله عليه وسلم من معركة أحد جريحًا قد كُسرت رباعيته، وشُج وجهه، فيقول له
بعض الصحابة رضي الله عنهم: لو دعوت عليهم يا رسول الله؟ فيقول:
"إني لم أُبعث لعانًا، ولكني بُعثت رحمة للعالمين، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"، وهكذا قال يوم فتح مكة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ورأى في بعض غزواته امرأة مقتولة فغضب، وقال: "ألم أنهكم عن قتل النساء؟! ما كانت هذه لتقاتل".

وفي يوم فتح مكة
أيضًا، جاء عمير بن وهب إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وشفع لصاحبه
وابن عمه صفوان بن أمية -وكان صفوان من ألد أعداء الإسلام- وقال عمير للنبي
محمد صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه قد خرج
هاربًا منك؛ ليقذف بنفسه في البحر فأمّنه -أي أعطه الأمان- فقال النبي محمد
صلى الله عليه وسلم:
"قد أمّنته" فقال عمير: يا رسول الله أعطني آية -علامة- يعرف بها أمانك، فأعطاه الرسول عمامته التي دخل بها مكة!.

فخرج عمير بها حتى أدرك
صفوان وهو يريد أن يركب البحر، فقال: يا صفوان فداك أبي وأمي، الله الله
في نفسك أن تهلكها، هذا أمان رسول الله قد جئتك به، فقال له صفوان: ويحك،
اغرب عني فلا تكلمني، فقال عمير: أي صفوان، فداك أبي وأمي، إن رسول الله
أفضل الناس، وأبر الناس، وأحلم الناس، عِزُّهُ عزُّك، وشرفُه شرفُك، فقال
صفوان: إني أخاف على نفسي، فقال عمير: هو أحلم من ذاك وأكرم.

فرجع معه وذهبا إلى
رسول الله محمد فقال صفوان للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا يزعم أنك قد
أمنتني؟ فقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
: "صدق"، فقال صفوان: فاجعلني فيه -أي في الإيمان- بالخيار شهرين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "بل لك تسير أربعة أشهر".



ملأ الحب قلبه

الشاهد الأعظم في سيرة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن عدوانيًّا ولا منتقمًا ولا
مرعبًا، إنما كان الذي يملأ قلبه، هو حب الخير والهدى للناس.

إن النبي المنتصر صلى
الله عليه وسلم -والذي دانت له الجزيرة العربية- لم يكن طالب ثأر ولا
منتقمًا من أحد، لقد كانت الرغبة المستولية على مشاعره الرقيقة أن يفتح
أقفال العقول والقلوب، وأن ينقذ التائهين الحيارى؛ لذا كان يَلقى العدوان
بالعفو، ويقابل السيئة بالحسنة، فلا تقر عيناه إلا برؤية الناس داخلين في
دين الحق الذي جاء به.

إنه رسول يريد قيادة
العباد إلى ربهم بالحسنى، وليس بشرًا شهوانيًّا ينزع إلى القهر والتسلط
والانتقام، فسيرته تؤكد أنه ما انتقم لنفسه قط، ولا طلب لها علوًّا في
الأرض، ولا قهر أحدًا وأكرهه على الدخول في دينه.

لقد كان أسلوبه في
التربية وتعهد الأتباع هو غرس الرحمة فيهم، وإشعاع مشاعر الحب في الله
بينهم، فقد وضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم جملة مبادئ توحد النفس
التائهة، وتجمع الشمل المتفرق، وتوضح الهدف الغائم، وتعود بالناس إلى
الرحمة التي فقدوها، وتتناول ما عراهم من أسباب التناحر والتصارع
والكراهية.

لقد كان يقول لهم صلى الله عليه وسلم: "ارحموا تُرحموا" أخرجه الإمام أحمد،
وكان يقول معلمًا ومرشدًا صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"
أخرجه أبو داود والترمذي،
ويقول أيضًا صلى الله عليه وسلم: "من لا يَرحم لا يُرحم" أخرجه البخاري ومسلم.
وليس المقصود بالرحمة رحمة الإنسان فقط، بل الرحمة لكل الخلق، ففي شرح الحديث قال ابن بطال:
"فيه الحض على استعمال
الرحمة لجميع الخلق، فيدخل المؤمن والكافر والبهائم -المملوك منها وغير
المملوك- ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام والسقي، والتخفيف في الحمل،
وترك التعدي بالضرب!".


أخوة وتراحم

إن الإسلام مذ بدأت
مسيرته لم يعرف الغلظة والاستكبار، ولم يعرف حرب الأجناس ولا تعصبات
الأعراق، لقد جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصيغة تسوي بين كل
الأجناس، فهم أبناء آدم وحواء، وقال إن أهل الشرق لا يتفضلون على أهل
الغرب، فالعربي لا يتفضل على الأعجمي، والأعجمي لا يتفضل على العربي إلا
بالعمل الصالح والتقوى، جاء في خطبة الوداع في يوم الحج -وهو يوم يجتمع فيه
المسلمون من كل مكان في الأرض- وأمام جماهير المسلمين قال النبي محمد صلى
الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس ألا ‏إن
ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا ‏لعجمي على
عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلّغت؟

قالوا: بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم".
هذه المعالم تربّى
عليها المسلمون الأوائل، وعندما استطاعوا فتح العالم - والهيمنة على أزمّة
الأمور فيه- ما اعتزوا بعنصر ولا لون ولا دم، بل كانوا أبعد الناس عن تلك
المهاترات، كانوا ينشرون الأخوة والتراحم بين الناس، وكانت رسالتهم إيصال
هذا الوحي إلى البشر كافة دون امتياز أو منزلة خاصة بهم؛ فدينهم علّمهم أن
منزلة كل إنسان بمدى عمله وبلائه ووفائه؛ لذا كانوا يرحّبون بكل داخل في
الدين الجديد ويقدمونه على أنفسهم، وشواهد التاريخ كثيرة في هذا الشأن.

إن الإسلام -كالعِلم-
لا وطن له، فلا عنصر يحتكره، ولا أرض تحدّه، فوطنه الفسيح هو العقل الحر،
والقلب الإنساني الكريم؛ لذا كانت الدعوة الجديدة رحمة جديدة تغمر الأرض
كلها، وليست إرهابًا نازلاً من السماء.









[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:31 pm



[center]هدي النبي في تربية الزوجة




هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الزوجة



الخطبة الأولى
إن
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
أما بعد فيا أيها المسلمون: لقد أمرنا الله تعالى برعاية الأهل والقيام
عليهم، وأخبرنا أن القيامَ عليهم وأمرُهم بالمعروف ونهيُهم عن المنكر هو
وقايةٌ لهم من عذاب الله، فقال جل وعلا
" يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ"
وتقع
المسؤوليةُ على كل ذي مسئوليةٍ أيا كان من زوج أو أب أو أخ أو راعٍ يقومُ
على رعايةِ أهله، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه
وسلم
قال: إن الله سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاه، أحفِظ ذلك أم ضيع، حتى يسألَ الرجلْ على أهل بيته" [رواه
النسائي] فأهلُ بيتك أيها المسلمُ هي مسئوليةٌ ستسأل عنها يوم القيامةِ
وتحاسبُ على التقصير فيها، لأنها أمانةٌ من ضمن الأماناتِ التي حُمِّلتهَا
ونأت عن حملها السماواتِ والأرضِ والجبال، عباد الله: إن الأسرةَ المسلمةَ
ترتكز في بدايتها على شخصين كريمين، الزوجُ والزوجة، ونظراً في التفريطِ
الواضحِ في تربيةِ الزوجاتِ من قِبَل أزواجهن وكثرةِ إهمالهن والتفريطِ في
شؤونهن الدينيةِ والتقصيرِ في تعليمهن، شاعت الفواحشُ في كثير من الزوجات،
وانتشرت المنكراتُ في حياتهن، وكثُرة الخيانات مع أزواجهن، وعمّ الجهل في
أوساطهن، وما ذاك إلا بسبب تفريطِ الرجالِ في تعليمهنِ أمورَ دينهن. لقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم زوجاتهِ أمورَ العقيدة، ويخبرهن بتوحيد
الله وعظمته سبحانه، كان عليه الصلاة والسلام فيما يقول لعائشةَ رضي الله
عنها " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ، فتقول له عائشة:
أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ" فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً
يَسِيراً؟" أي كيف تقولُ يا رسولَ الله من حوسب يوم القيامةِ عُذِّب، والله
يقول عن صاحب اليمين الذي يُؤتَى كتابه بيمينه " فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
حِسَاباً يَسِيراً " فيقول النبي صلى الله عليه وسلم موضحاً ومعلماً
وشارحاً لها أمرا من أمور العقيدة " لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ، إِنَّمَا
ذَاكِ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ"
وكان مما يعلمه عليه الصلاة والسلام لزوجاته الأذكارْ والاستعاذةَ من
الشرور كأذكار الصباح والمساء، وكيف تستعيذُ بالله من الشرور، عن عائشة رضي
الله عنها قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم أشار إلى
القمر، فقال: يا عائِشَةُ اسْتَعِيذِي بالله مِنْ شَرِّ هذا، فإنَّ هذا هوَ
الغاسقُ إذا وَقَبَ " [رواه أحمد] لقد فسر لها تلك الآية من سورة الفلق "
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ " وأوضح لها المراد لما أخذ بيدها وأشار
إلى هذا القمر، وأنه آية الليل في السماء، وأمرها أن تستعيذ بالله من شره؛
فإن الشرور تحدث في الليل كما تحدث في النهار، وكان يربي صلى الله عليه
وسلم نسائه على الخوف من الله تعالى فإذا ظهر سحاب في السماء أو أقبلت ريح
من هنا وهاهنا دخل وخرج وتغير لونه وانزعج، تقول عائشة رضي الله عنها "
وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْماً أَوْ رِيحاً، عُرِفَ ذلِكَ فِي وَجْهِهِ،
فتقول له: يَا رَسُولَ اللّهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ
فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ
عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ ؟ فبماذا كان رده صلى الله عليه
وسلم؟ لقد انتهز هذا السؤال ليخوفها بالله، ويبين لها كيف يكون المؤمنُ في
عدم أمنه من مكر الله، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ
يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ
عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا" هذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"[رواه مسلم]

وهكذا
يكون تخويف الزوجة بالله، وتوضيحُ عذابِ الله لها، وأن المسلمَ لا يأمن مكر
الله جل وعلا، وحتى لا تستعجلَ الزوجةُ في الإجابة عن شيء أو تتسرعْ في
الحكم على شيء كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لزوجاته
تحذيرهِن من القول على الله بغير علم، وهنا يعلِّم الزوج زوجته مفهوماً
مهماً من المفاهيم الإسلاميةِ وقاعدةً من القواعد العظيمة في الدين، وهي:
عدمُ جوازِ القولِ على الله بغير علم، أو الحكمِ على الأشياء بغير دليل
شرعي، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دُعِيَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه
وسلم إِلَى جَنَازَةِ صَبِي مِنَ الأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللّهِ طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلِ
السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ:
أَوَ
غَيْرَ ذلِكَ، يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلاً،
خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ
أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ"

[رواه مسلم]
قال
الإمام النووي: أجمع علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو
من أهل الجنة، والجواب عن هذا الحديث أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع
من غير دليل أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة" ونظراً
لكثرة آفات اللسان عند النساء؛ فإن على الزوجِ المسلمِ أن يراعي ذلك في
زوجته، فإن الله تعالى قد ذكرهن داخلاتٍ في القوم وذكرهن منفصلاتٍ عنهم
فقال جل وعلا
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ
وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ "

فهؤلاء
النساءِ داخلاتٍ في القوم، ثم كرر التنبيه سبحانه وخصهن بالنهي أيضاً،
ولذلك ترى الغيبةَ والنميمةَ في أوساط النساء كثيرة، فماذا فعلْتَ أيها
الزوجُ في موعظةِ ومقاومةِ هذه الأخلاق الرديئة؛ إن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يكن يرضى من زوجاته شيئاً ولو كان قليلاً يسيراً، جاء في الحديث
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، تَعْني قَصِيرَةً

[ولم يكن الباعثُ لكلامها الازدراءُ والسخرية وإنما كان الغيرة] فقَالَ لها موجها ومؤدبا ومحذرا:
لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَت بِهَا الْبَحْرُ لَمَزَجَتْهُ[ لمزجته وطغت عليه من شدة وعظم هذه الكلمة] قالت: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَاناً [ أي أنها مثلت له حركة أو قولاً ] فقالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّي حَكَيْتُ إِنْسَاناً وَإِنَّ لِي كَذَا وكَذَا" [
أي ما يسرني أن أتحدث بعيبه" [ رواه أبو داود] وروى النسائي بإسناد صحيح
في كتاب عشرة النساء، عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت:
ابنةُ يهودي [ أي أن حفصة قالت لصفية هي ابنةُ يهودي ] فبكت صفية، فدخل
عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي
تبكي، فقال: ما يُبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: أني ابنة يهودي، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنك
لابنة نبي، وإن عمك نبي، وإنك لتحت نبي [ أي: إنك من سلالة موسى وهارون،
فجدك موسى نبي، وأخوه هارونَ عمك نبي، وإنك لتحت نبي صلى الله عليه وسلم ]
فبم تفخر عليك، ثم قال: اتقي الله يا حفصة "
[ رواه النسائي ]

هذا هو
النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه لزوجاته وكيف يكون الموقف ممن زلَّ
لسانها في حق أختها، ولو كان الدافع قوياً، ومما ينبغي على الزوجِ المسلم
في تربية لزوجته: مقاومةَ ما يحصل لديها من المنكرات، مما تتخذه من اللباس
أو الزينة ونحوِ ذلك، فقد روى البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله
عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها اشترت نمرقة [ أي ستارة ] فيها
تصاوير [ من ذوات الأرواح ] فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على
الباب فلم يدخل، فعرفت عائشة في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله! أتوب
إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت؟ قال:
ما بال هذه النمرقة؟ فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتتوسدها، فقال عليه الصلاة والسلام: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، ثم قال: إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة "
وهكذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة بالفعل والقول، وليس
بالضرب كما يفعل بعض الأزواج أو بتقبيح الوجه أو بالكلام الفاحش البذيء،
وقارنوا يا عباد الله بين هذه التصرفات النبوية الشريفة اللبيبة، وبين ما
يفعله بعض الناس اليوم، عندما يذهبون بزوجاتهم إلى السوق فيتركونهن في
السوق ويعطونهن الأموال بناءً على طلبهن ورغبتهن، ثم تشتري المرأةُ ما
تشتري من غير رقيب ولا حسيب من الأمور التي فيها منكراتٌ ومحرمات، من
الألبسةِ التي فيها التصاويرِ أو صلبان، أو الآنية المطلية بالذهب والفضة،
أو التماثيلِ من ذوات الأرواح لتوضع في البيوت للزينة، أو غيرِ ذلك من
الأمور المحرمة، التي قد تُزين بها المرأةُ بيتها، والزوج ساكتٌ، بل إنه لا
ينتبه فضلاً عن أن ينظر ويدقق، وليس هناك متابعةٌ ولا محاسبة، بل لم تعد
القضيةُ قضيةَ تصاويرٍ منقوشةٍ أو مرسومة، لقد تعدت المسألةُ إلى أمور
محرمةٍ تدخُلِ البيوت، أمورٍ فيها إهدارٌ للعرض الذي صانه الله، والشرفِ
والكرامة التي جاءت بهما الشريعة، أمورٌ فيها إفساد للأولاد والبيت عموماً،
أشياءٌ من اللهو المحرم الذي يبعث عليه الشيطان، كل ذلك يدخل بيت الزوج عن
طريق الزوجة أو غيرها، ولا يحرك ساكناً، ولا يمنع منكراً، فما هذه
العيشة؟! وأي حياةٍ هذه؟! وعلى أيِّ شيء تقوم الأسرة ؟ " أَفَمَنْ أَسَّسَ
بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ" لقد كان رسول الله عليه وسلم يربي زوجاته على العبادة، كان
يوقظهن صلى الله عليه وسلم ويقول" أيقظوا صواحب الحجرات، أيقظوهن، ربَّ
كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ يوم القيامة" هكذا كان ينذر عليه الصلاة والسلام
ويخوف، كان بيته شعلةً من النشاط الدائم في طاعة الله .. ذكرٌ بالنهار،
وقيامٌ بالليل.. والآيات تتنزل على بيته وحجراته" وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى
فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ " وكانت المتابعة على
العبادة، سواءٌ كانت بدنية أو مالية، فيقول عليه الصلاة والسلام " يا عائشة
! لا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك " أي :لا تبخلي
بالصدقة وتمنعيها، إذاً: كانت المتابعة حتى في قضايا المستحبات، وليس فقط
في قضايا الواجبات أو النهيِ عن المحرمات فقط، وكان صلى الله عليه وسلم
يراعي أمور اللسان وفلتاته، حتى قضايا الفحش في الأعداء، فقد جاء في الحديث
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنَّ اليهودَ أتوُا النبيَّ صلى الله
عليه وسلم فقالوا: السامُ عليك، قال: وعليكم، فقلت: السامُ عليكم ولعنَكمُ
اللَّهُ وغَضِبَ عليكم، فقال رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: مَهلاً يا
عائشة، عليكِ بالرفق، وإياكِ والعُنف أَوِ الفُحش، قالت: أوَ لم تَسمعْ ما
قالوا؟ قال: أَوَ لم تَسمعي ما قلتُ؟ ردَدْتُ عليهم، فيُستجابُ لي فيهم،
ولا يُستَجاب لهم فيَّ " [رواه البخاري] فحتى في الأعداء لا يكون الإنسان
فاحشاً ولا متفحشاً إلا فيما دعت إليه المصلحة الشرعية الواضحة، كما حصل في
بعض المواقف، أما أن يُطلق الإنسان لسانه في كل شيء فهذا مذموم،
فالتُنَبَّه الزوجة حتى لا تكون متفحشةً في القول فتكونَ مذمومة أو مكروهة
مبغوضة من خلق الله منبوذة، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني في ظل
ما يعتني به الغيرة، والغيرة أمر طبعي عند النساء، وهي: الحمية والأنفة،
وقد كانت تربيته صلى الله عليه وسلم لزوجاته في قضيةِ الغيرة تربيةً عظيمة،
تدل على حكمته صلى الله عليه وسلم، وعلاجِه للأمور بالرفق والتأني، فعن
أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات
المؤمنين، فأرسلت إليه أخرى بصحفة فيها طعام، وكان صلى الله عليه وسلم عند
عائشة، فضربت عائشةُ يدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت الصحفة
فانكسرت، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى،
فجعل يجمع فيها الطعام الذي انسكب على الأرض، ويقول عليه الصلاة والسلام
لمن معه" غارت أمكم، غارت أمكم، كلوا" فهذا تعليقه صلى الله عليه وسلم،
غارت أمكم, إنه غاية العدل والهدوء والاتزان منه صلى الله عليه وسلم في
علاج هذا الأمر، لقد كان صلى الله عليه وسلم يراعي زوجاته، ويدقق في
الملاحظة والعبارة والكلمات، كان يراعي مشاعر الزوجة ويعرف هل الزوجةُ
راضيةٌ عليه أم ساخطة، هل هي متضايقة أو مسرورة، لم يكن عليه الصلاة
والسلام من نوع الرجال الذي لا يبالي بزوجته، أرضيت أم سخطت، أفرحت أم
اغتمت، كلا! بل إنه صلى الله عليه وسلم كان يتابع كل هذا في بيته ومع
زوجاته، هاهو يقول لعائشة رضي الله عنها " إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ
عَنِّي رَاضِيَةً ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ: فَقُلْتُ:
وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذلِكَ؟ قَالَ: أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي
رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنتِ
غضْبَى قُلتِ: لاَ. وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ
وَاللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ" [رواه البخاري]
وكان عليه الصلاة والسلام له مواقف طريفةٌ مع زوجاته في هذه المراعاة، كما
حدَّث النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبيّ صلى الله عليه وسلم،
فسمع صوت عائشة عالياً، وهي تقول: والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من
أبي، فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها، وقال: يا ابنة فلانة! أراك ترفعين صوتك
على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فأمسكه رسول الله، وخرج أبو بكر
مغضباً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! كيف رأيتني أنقذتك
من الرجل؟ ثم استأذن أبو بكر بعد ذلك، وقد اصطلح رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعائشة فقال: أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب، فقال رسول
الله: قد فعلنا" [رواه النسائي] وقد كان من مراعاته لزوجاته عليه الصلاة
والسلام: إباحةُ اللهو البريء والمتعةِ المباحة للزوجة.. فكان يلاعبهن
ويسامرهن ويلاطفهن، وكان يُسرِّب إلى عائشة جواري صغيراتِ السنِ في مثلِ
سنها، فيلعبن معها باللعب، وكان عليه الصلاة والسلام يتحاشا تنفير هؤلاء
الضيوف من عند زوجته، وسابق زوجته صلى الله عليه وسلم، هكذا كانت ملاطفته
عليه الصلاة والسلام لزوجته، وهي جزء من تربيته عليه الصلاة والسلام، فكان
يراعي كل ذلك، اللهم اجعلنا من القائمين بحقوق أهلينا، الآمرين بالمعروف
والناهين عن المنكر ، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه
هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد
لله خلق فسوى، وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى ، أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وأزواجه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان وسار على سنته إلى
يوم الدين، أما بعد أيها المسلمون: إن هذا التقصير الذي يوجد من قبلنا في
حقوق أهلينا أمر مؤسف، يعود ضرره ووباله علينا، فكم من إنسان أرْدَتْه
زوجته المهالك! وكم من إنسان جرته زوجته إلى الفتن والمحرمات! فينجرُّ إلى
المهلكة ويكون عبداً لزوجته، فلا يكون الزوج قاسياً فظاً غليظاً، ضرابا
لنسائه مقبحا الوجه كاسرا العظم، ولكن لتكن التربيةُ تربيةَ النبي صلى الله
عليه وسلم فهذه السنة ، وهذه معالمه ظاهرةً بينة، فعليك الاتباع، والأخذ
بهذه السنن، والقيام على الأهل، والاحتساب عليهم في إنكار المنكرات، وأمرهم
بالمعروف والعبادة والتقوى والطاعة، والحج والعمرة والصدقة، ومتابعتهم في
الصلاة، اللهم إنا نسألك أن توفقنا للقيام بحقوق أهالينا وإحسان تربيتهم،
اللهم قنا وأهلينا ناراً وقودها الناس والحجارة، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا
من أهل بيوت الطهر والعفاف، وأن تطهر بيوتنا من المنكرات والسيئات، اللهم
اجعلنا ممن يقيم حدودك في بيوتهم، اللهم اجعلنا ممن أقاموا شريعتك في
مساكنهم، اللهم طهر بيوتنا ومجتمعاتنا من النفاق والرياء والكذب والفحش يا
رب العالمين، واجعلنا من عبادك الأخيار، اللهم ارحمنا برحمتك إنك أنت أرحم
الرحمين، واغفر لنا يا غفار إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم انصر إخواننا
المجاهدين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم والاعتداء يا رب العالمين، اللهم
انشر السنة والتوحيد في أرجاء الأرض إنك أنت أكرم الأكرمين، وأقر أعيننا
بنصرة دينك يا رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.










[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:34 pm




[center]هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في النِّكَاحِ والْمُعَاشَرَةِ



1ـ صح عنه أنه قال: ((حَبب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة))، [صحيح النسائي]، وقال: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج))
[ق]، وقال: ((تزوَّجوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ)) [صحيح أبي داود].

2ـ وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة، وحسن الخلق، وكان يقول: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)) [صحيح الترمذي].
3ـ وكان إذا هويت
إحداهن شيئًا لا محذور فيه تابعها عليه، وكان يُسَرِّب إلى عائشة بنات
الأنصار يلعبن معها، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها
وشرب، وكان يتكئ في حجرها ويقرأ القرآن، ورأسه في حجرها، وربما كانت
حائضًا، وكان يأمرها فتتزر ثم يباشرها.

4ـ وكان إذا صلى العصر دار على نسائه؛ فدنا منهن واستقرأ أحوالهن، فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النَّوبة فَخَصَّهَا بالليل.
5ـ وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة، وكان ربما مَدَّ يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن.
6ـ وكان يأتي أهله آخر
الليل وأوله، وإذا جامع أول الليل فكان ربما اغتسل ونام، وربما توضأ ونام،
وكان قد أُعطي قوة ثلاثينَ في الجماع وغيره، وقال:
((ملعون من أتى المرأة في دبرها))

[صحيح أبي داود]،
وقال: ((لو
أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتنا؛ فإنه إن يُقَدَّر بينهما ولدٌ في ذلك لم يضره شيطان أبدًا))
[ق].

7ـ وقال: ((إذا
أفاد أحدكم امرأة أو خادمًا أو دابة فليأخذ بناصيتها ولْيَدْعُ اللَّه
بالبركة ويسمي الله عز وجل، وليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جُبلَتْ
عليه، وأعوذ بك من شَرِّهَا وَشَرِّ ما جُبِلَتْ عليه))
[صحيح أبي داود].

8ـ وكان يقول للمتزوج: ((بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما على خير)) [صحيح أبي داود].
9ـ وكان إذا أراد سفرًا أَقْرَعَ بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، ولم يقض للبواقي شيئًا.
10ـ ولم يكن من هديه الاعتناءُ بالمساكنِ وتشييدها وَتَعْلِيَتِهَا وزخرفتِها وتوسيعها.
11ـ وطلَّق صلى الله عليه وسلم وراجع، وآلى إيلاء مؤقتًا بشهر، ولم يظاهر أبدًا.



* * *
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:35 pm



[center]هدي الرسول عليه الصلاة والسلام فيِ بَيْعهِ وَشِرَائِهِ وَتَعَامُلاَتِهِ



1ـ باع واشترى، وكان شراؤه أكثر من بيعه بعد الرسالة. وآجر واستأجر، ووكل وتوكل، وكان توكيله أكثر من توكله.
2ـ واشترى بالثمن الحالِّ والمؤجَّل، وَتَشَفَّعَ وشُفِّع إليه، واستدان برهن وبغير رهن، واستعار.
3ـ ووهب
واتَّهب، وأهدى وقَبِل الهدية وأثاب عليها، وكان إذا أهديت له هدية كافأ
بأكثر منها، وإن لم يُرِدْهَا اعتذر إلى مُهْدِيهَا، وكانت الملوك تُهدي
إليه، فيقبل هداياهم، ويقسمها بين أصحابه.

4ـ وكان
أحسنَ الناس معاملةً، وكان إذا استسلف من أحد سلفًا قضى خيرًا منه، ودعا
بالبركة في أهله وماله. واقترض بعيرًا فجاء صاحبه يتقاضاه، فأغلظ للنبي صلى
الله عليه وسلم فَهَمَّ به
أصحابه فقال: ((دَعُوهُ؛ فإن لصاحب الحق مقالاً)) [ق].

5ـ كان
لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وأمر من اشتد غضبه أن يطفئ جمرة الغضب
بالوضوء، وبالقعود إن كان قائمًا، والاستعاذة بالله من الشيطان.

6ـ وكان لا يتكبر على أحد، بل يتواضع لأصحابه ويبذل السلام للصغير والكبير.
7ـ وكان يمازح ويقول في مزاحه الحق، ويورِّي ولا يقول في توريته إلا الحق.

وسابق بنفسه على الأقدام، وَصَارَعَ بعض أصحابه، وخصف نعله بيده، ورقع ثوبه
بيده، ورفع دلوه وحلب شاته وفلى ثوبه، وخدم أهله ونفسه، وحمل مع أصحابه
اللَّبِنَ في بناء المسجد.

9ـ وكان أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا.
10ـ وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثمًا.
11ـ ولم يكن ينتصر من مظلمة ظلمها قطُّ ما لم ينتهك من محارم الله شيء، وكان من أشدهم غضبًا إذا انتهك من محارم الله شيء.
12ـ وكان يَشِيرُ وَيَسْتَشِيرُ ويعود المريض ويشهد الجنازة، ويجيب الدعوة، ويمشي مع الأرملة والمسكين والضعيف في قضاء حوائجهم.
13ـ وكان يدعو لمن تقرَّب إليه بما يحب، وقال:
((من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء)) [صحيح الترمذي]،
وعاد غلامًا كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد عمه وهو مشرك، وعرض عليهما الإسلام؛ فأسلم اليهودي.















[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:37 pm



كان من هديه تعظيم يوم الجمعة وتشريفه وتخصيصه بخصائص؛ منها: الاغتسال في
يومها، وأن يلبس فيه أحسن ثيابه، والإنصات للخطبة وجوبًا، وكثرة الصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم.

2ـ وكان يخرج إذا
اجتمعوا فيسلم عليهم، ثم يصعد المنبر ويستقبلهم بوجهه ويسلم عليهم، ثم
يجلس، ويأخذ بلال في الأذان، فإذا فرغ منه قام فخطب من غير فصل بين الأذان
والخطبة، وكان يخطب معتمدًا على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر.

3ـ وكان يخطب قائمًا، ثم يجلس جلسة خفيفة، ثم يقوم فيخطب الثانية.
4ـ وكان يأمر بالدنو منه والإنصات، ويخبر أن الرجل إذا قال لصاحبه: أنصت، فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له.
5ـ وكان إذا خطب احمرتْ عيناه وَعَلاَ صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذرُ جيشٍ.
6ـ وكان يقول في خطبته: ((أما بعد)) ويقصر الخطبة ويطيل الصلاة.
7ـ وكان يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم إذا عرض له أمر أو نهي.
8ـ وكان يقطع خطبته
للحاجة تعرض، أو لإجابة من يسأله، ثم يعود إلى خطبته فيتمها، وكان ربما
نزل عن المنبر لحاجة ثم يعود، وكان يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته، فإذا
رأى منهم ذا فاقة أو حاجة، أمرهم بالصدقة وحضهم عليها.


9ـ وكان يشير بإصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله وكان يستسقي بهم إذا قحط المطر في خطبته.
10ـ وكان إذا صلى الجمعة دخل منزله، فصلى ركعتين سُنَّتَهَا، وأمر من صلاها أن يصلي بعدها أربعًا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:39 pm



[center]هديه صلى الله عليه وسلم فيِ الذِّكْرِ



هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم

فيِ الذِّكْرِ

كان
أكمل الناس ذكرًا لله عز وجل، بل كان كلامه كُلُّهُ في ذكر الله وما والاه،
وكان أمره ونهيه وتشريعه ذكرًا منه لله، وسكوته ذكرًا منه له بقلبه، فكان
ذكره لله يجري مع أنفاسه قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه وفي مشيه وركوبه وسيره
ونزوله وَظَعْنِهِ وإقامته.

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْذِكرِ إذَا أَصْبَحَ أَو أَمْسَى:
1ـ وكان إذا أصبح قال: ((أصبحنا
على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين))
[الصحيحة]. وكان يقول: ((اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) [صحيح الترمذي]. وقال: ((إذا
أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، الهم إني أسألك
خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهدايته، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر
ما بعده. ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك))
[صحيح الجامع].

2ـ وقال: ((سيد
الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا
عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك عَلَيَّ، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من
قالها حين يصبح موقنًا بها فمات من يومه، دخل الجنة، ومن قالها حين يمسي
موقنًا بها، فمات من ليلته دخل الجنة))
[خ].

3ـ وقال: ((من
قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة
حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي،
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه))
[ق].

4ـ وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات: ((اللهم
إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في
ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من
بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال
من تحتي))
[صحيح أبي داود].

5ـ وقال: ((ما
من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه
شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره
شيء))
[صحيح أبي داود].

6ـ وقال له أبو بكر: علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال له قل: ((اللهم
فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه ومالكه،
أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشِرْكه، وأن
أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم. قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت
وإذا أخذت مضجعك))
[صحيح أبي داود].

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر إذَا خَرَجَ مِنْ بَيِتِهِ أَو دَخَلَ:
1ـ كان إذا خرج من بيته يقول: ((بسم
الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ أو أزِلَّ
أو أُزَلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظِلَمَ أو أجهلَ أو يُجْهَلَ علي))
[صحيح الترمذي].

2ـ وقال: ((من
قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا
بالله؛ يقال له: هُديتَ وكُفيتَ، ووقيتَ، وتنحى عنه الشيطان))
[صحيح الترمذي].

3ـ وإذا خرج إلى الفجر قال: ((اللهم
اجعل في قلبي نورًا، واجعل في لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في
بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا،
واجعل من تحتي نورًا، اللهم أعظم لي نورًا))
[ق].

4ـ وقال: ((إذا
وَلَجَ الرجُّل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ
الْمَخْرَجِ، بسم الله وَلَجْنَا، وعلى الله ربنا توكَّلنا ثم ليسلم على
أهله))
[الصحيحة 225].

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر عِنْدَ دُخُول المَسجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنِهُ:
1ـ كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم)) [صحيح أبي داود].
2ـ وقال: ((إذا
دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم افتح
لي أبواب رحمتك، فإذا خرج؛ فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))
[صحيح أبي داود].

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ ذِكْر رُؤيةِ الْهِلاَل:
1ـ كان إذا رأى الهلال يقول: ((اللهم أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَّلامة والإسلام، ربي وربك الله)) [صحيح الترمذي].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر عِنْدَ العُطاس والتثاؤب:
1ـ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن
الله يحب العُطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقًا على
كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب؛ فإنما هو من الشيطان؛
فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب، ضحك منه
الشيطان))
[خ].

2ـ وكان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض أو غضَّ بها صوته. [صحيح أبي داود].
3ـ وكان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: ((يرحمنا الله وإياكم، ويغفر لنا ولكم)) [صحيح الأدب المفرد].
4ـ وقال: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم)) [خ].
5ـ وقال: ((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمِّتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه)) [م]. وكان إذا زاد العاطس عن ثلاث مرات لم يشمته وقال: ((هذا رجل مزكوم)).
6ـ وصح عنه: أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده، يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول: ((يهديكم الله ويصلح بالكم)) [صحيح الترمذي].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَقُولُ مَنْ رَأَىَ مُبْتَلَىَ:
* قال: ((ما
من رجل رأى مبتلى، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على
كثير ممن خلق تفضيلاً، إلا لم يصبه ذلك البلاء كائنًا ما كان))
[صحيح الترمذي].

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ سَمَاعِ نَهِيق الْحِمَار وَصِيَاح الدِيَكة:
أمر أمته إذا سمعوا نهيق
الحمار أن يتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، وإذا سمعوا صياح الديكة أن
يسألوا الله من فضله [صحيح أبي داود].

هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ مَنْ اشتَدَّ غَضَبُه:
أمر من اشتد غضبه بالوضوء، والقعود إن كان قائمًا، والاضطجاع إن كان قاعدًا، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الذكر في ذي الحجة:

كان يكثر الدعاء في عشر ذي الحجة، ويأمر فيه بالإكثار من التهليل والتكبير والتحميد.


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة:
كان يُعلم أصحابه خطبة الجمعة:
((الحمد
لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله،
وأن محمدًا عبده ورسوله))
، ثم يقرأ الآيات الثلاث: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} الآية، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} الآية، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} الآيتين.


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الاستخارة:
وكان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآن فقال: ((إذا
هم أحدُّكُم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني
أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر،
وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ
ويسمي حاجته ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجله وآجله ـ
فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في
ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجله وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه
واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به))
[خ].








[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:41 pm


خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم

[center]الكاتب: (الشبكة الإسلامية)

في
الوقت الذي يظنّ فيه البعض أن أسباب النصر مقتصرة على من ملك القوّة
والعتاد، في الأسلحة والرجال، وغيرها من الأسباب الحسّية، تأتي السنّة
لتكشف عن جانب آخر من أسباب النصر، ألا وهو النصر بالأمور المعنوية كالرعب
والهيبة، وهي إحدى الخصوصيّات التي منحها الله لنبيّه – صلى الله عليه وسلم
-، وأسهمت بشكلٍ فعّال في نشر الدعوة، والدفاع عن الملّة، وقذف الرعب في
قلوب الأعداء.


فقد روى الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر...).
ويظهر أثر هذه
الهيبة بجلاء على الصعيدين الفردي والجماعي، فأما الفردي فقد كان فيها
عصمةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الناس، ووقايةٌ له من مكائدهم،
تحقيقاً لقوله تعالى:

{والله يعصمك من الناس} (المائدة : 67 ).
ولو استعرضنا سيرته
عليه الصلاة والسلام لوجدنا عدداً من الحوادث التي تؤكّد هذه القضيّة على
المستوى الشخصي، فعلى الرغم من صولة قريشٍ وجبروتها، وقسوتها وطغيانها، إلا
أن ذلك لم يكن ليقف أمام شخصيّة النبي – صلى الله عليه وسلم – المهيبة،
والتي كان وقعها على أهل الكفر والعناد أشدّ من وقع الأسنّة والرماح، فقد
اجتمعت قريش تسخر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتستهزيء به، فقال
لهم: (تسمعون يا معشر قريش: أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح)
فبلغ بهم الرعب مبلغاً عظيماً، ووقعت هذه الكلمة في قلوبهم وكأنّ على
رؤوسهم الطير، حتى أن أشدّهم جرأة عليه يحاول أن يسترضيه بأحسن ما يجده من
القول، فيقول له " انصرف يا أبا القاسم راشداً ؛ فو الله ما كنت جهولاً "
رواه أحمد.


ولمّا سمع عتبة بن ربيعة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} (فصلت : 13) أصابه الرعب وقال: حسبك حسبك.
وفي غزوة ذات
الرقاع، نزل جيش النبي - صلى الله عليه وسلم – في وادٍ كثير الشجر، وتفرّق
الناس يبحثون عن الظلّ، وانفرد عليه الصلاة والسلام بشجرة ليرتاح تحتها،
فعلّق بها سيفه وافترش الأرض، وبينما هو نائم جاءه أعرابيٌّ يريد قتله،
فأخذ السيف المعلّق وقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: من يمنعك مني؟
فأجابه بقوله: (الله)، فارتعد الرجل وسقط السيف من يده، وسرعان ما تحوّل
الاستكبار والتهديد إلى توسّل ورجاء حين أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم –
السيف وقال له: (من يمنعك مني؟)، والقصّة في صحيح البخاري.

وحين دار الحوار
المشهور بين هرقل وبين أبي سفيان، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعوته،
قال هرقل: " ليبلغنّ ملكه ما تحت قدميّ "، فلما سمع ذلك أبو سفيان قال
لأصحابه بعد خروجهم : " إنه ليخافه ملك بني الأصفر ".

وأما على الصعيد الجماعي، فقد انتصر النبي -
صلى الله عليه وسلم – في غزوة بدر بعد أن قذف الله الرعب في قلوب أعدائه،
كما قال الله تعالى:

{إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} (الأنفال : 12).
ولما انتهت غزوة أحد،
وتوجّه المشركون إلى مكّة، ندموا حين لم يقضوا على المسلمين قضاءً تامّاً،
وتلاوموا فيما بينهم، فلما عزموا على العودة ألقى الله في قلوبهم الرعب،
ونزل في ذلك
قوله تعالى:

{سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب} (آل عمران : 151) أخرجه ابن أبي حاتم.
وتحدّث القرآن
الكريم في سورة كاملة، عن الهزيمة الكبرى التي لحقت بيهود بني النضير،
عندما أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أراضيهم، فكانت الدائرة
عليهم وتخريب بيوتهم بسبب ما أصابهم من الرعب، كما قال الله عنهم:

{فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين} (الحشر : 2).
ولما ضرب المؤمنون الحصار على بني قريظة،
سارع أهلها بالاستسلام، وفتحوا أبواب حصونهم، ونزلوا على حكم رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – فيهم، بعد أن انهارت معنويّاتهم وقذف الله الرعب في
قلوبهم، قال سبحانه: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب
من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا، وأورثكم
أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرًا}
(الأحزاب : 26 – 27 ).

وفي غزوة تبوك تسامع أهل الروم ومن معهم من القبائل العربية الموالية بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتالهم، فتفرّقوا
من بعد اجتماعهم، وآثروا السلامة في نفوسهم وأموالهم وأراضيهم، مما دفعهم
إلى مصالحة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفع الجزية، على الرغم من
تفوّقهم العددي والحربي، وهو جزءٌ من الرعب الذي يقذفه الله في قلوب
أعدائه.

ولم يكن هذا الأمر هو
الوحيد من خصوصيّاته - صلى الله عليه وسلم – الحربيّة، فقد كانت له
خصوصيّاتٌ أخرى تتعلّق بهذا الجانب، منها: إحلال الغنائم له دون من سبقه من
الأمم، فقد كان الناس في السابق يعتبرون الغنائم كسباً خبيثاً لأنها أُخذت
من العدو، وكان مصيرها أن تُجمع ثم تنزل نارٌ من السماء فتحرقها، كما في
قصة نبي الله يوشع عليه السلام التي رواها البخاري.

أما الأمة المحمّدية،
فقد أباح الله لها الغنائم رحمة بها، وتخفيفاً عنها، وكرامةً لنبيّها - صلى
الله عليه وسلم –، قال عليه الصلاة والسلام: (... ذلك بأن الله تبارك
وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا) رواه مسلم.

ومن خصوصيّاته - صلى
الله عليه وسلم – الحربية، أن الله تعالى أحلّ له مكة ساعةً من نهار، وذلك
يوم الفتح، فأباح له القتال فيها، ولم يبح ذلك لأحد قبله ولا لأحدٍ بعده،
فقد حرّم الله هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى
يوم القيامة، كما في حديث البخاري.

وبذلك يتّضح كيف كان لخصوصيّاته عليه الصلاة والسلام أثرٌ بالغٌ في تمكين المؤمنين ونصرتهم من جهة، وهيبة جانبهم من جهة أخرى.





[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:44 pm



[center]صلى الله عليه وسلم فيِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ



هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم

[center]فيِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
1ـ كان له حزب يقرؤه ولا يَخِلُّ به.
2ـ وكانت قراءته ترتيلاً، لا هَذًّا ولا عجلة بل قراءة مفسرة حرفًا حرفًا.
3ـ وكان يُقَطِّع قراءته ويقف عند كل آية، وكان يرتل السورة حتى تكون أطولَ من أطولِ منها.
4ـ وكان يمد عند حروف المـد، فيمـد {الرَّحْمَنِ}، ويمد {الرَّحِيم}.
5ـ وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته فيقول: ((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، وربما كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)) [صحيح الكلم].
6ـ وكان يقرأ القرآن قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئًا ومحدثًا، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة(1).
7ـ وكان يتغنى بالقرآن، ويقول: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) [خ]، وقال: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) [صحيح أبي داود].
8ـ وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره.
9ـ وكان إذا مر بآية سجدة كَبَّرَ وَسَجَدَ، وربما قال في سجوده: ((سجد وجهيِ للذي خلقه وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سمعَه وبصرَه بحوله وقوته)) [صحيح النسائي]، وربما قال: ((اللهم احطط عني بها وزرًا، واكتب لي بها أجرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود)) [صحيح الترمذي]، ولم ينقل عنه أنه كان يكبر للرفع من هذا السجود، ولا تشهد ولا سلم البتة.











[/center][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:46 pm


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم

[center]فيِ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةِ:
1ـ هديه فيها أكمل الهدي في
وقتها وقدرها ونصابها، ومن تجب عليه ومصرفها، راعى فيها مصلحة أرباب
الأموال ومصلحة المساكين، ففرض في أموال الأغنياء ما يكفي الفقراء من غير
إجحاف.

2ـ وكان إذا علم من الرجل
أنه من أهلها أعطاه وإن سأله منها مَنْ لا يعرف حاله أعطاه بعد أن يخبره
أنه لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب.

3ـ وكان من هديه تفريقها على المستحقين في بلد المال، وما فضل عنهم منها حُمِلَ إليه ففرقه.
4ـ ولم يكن يبعثهم إلا إلى أهل الأموال الظاهرة من المواشي والزروع والثمار.
5ـ وكان يبعث الخارص يخرص
على أهل النخيل ثمر نخيلهم، وعلى أهل الكروم كرومهم، وينظر كم يجيء منه
وسقًا، فيحسب عليهم من الزكاة بقدره.
ـ والخرص: الحزر والتخمين ـ.
6ـ ولم يكن من هديه أخذها
من الخيل ولا الرقيق، ولا البغال ولا الحمير، ولا الخضراوات، ولا المطابخ
ولا المقاتي والفواكه التي لا تكال ولا تدخر، إلا العنب والرطب، فلم يفرق
بين رطبه ويابسه.

7ـ ولم يكن من هديه أخذ كرائم الأموال، بل وسطه.
8ـ وكان ينهى المتصدق أن يشتري صدقته، وكان يبيح للغني أن يأكل منها إذا أهداها إليه الفقير.
9ـ وكان يستدين لمصالح المسلمين على الصدقة أحيانًا، وكان يستسلف الصدقة من أربابها أحيانًا.
10ـ وكان إذا جاء الرجل بالزكاة دعا له، يقول: ((اللهم بارك فيه وفي إبله)) [صحيح النسائي]، وتارة يقول: ((اللهم صَلِّ عليه)) [ق].
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ زَكَاةِ الْفِطْرِ:
1ـ فرض زكاة الفطر صاعًا من تمر أو شعير أو أقط أو زبيب.
2ـ وكان من هديه إخراجها قبل صلاة العيد، وقال: ((من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)) [صحيح أبي داود].
3ـ وكان من هديه تخصيص المساكين بها، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية.
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ صَدَقةِ التَّطَوُّعِ:
1ـ كان أعظم الناس صدقة بما ملكت يده وكان لا يستكثر شيئًا أعطاه لله، ولا يستقله.
2ـ وكان لا يسأله أحدٌ شيئًا عنده إلا أعطاه، قليلاً كان أو كثيرًا.
3ـ وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخذ بما أخذه.
4ـ وكان إذا عرض له محتاجٌ آثره على نفسه، تارةً بطعامه، وتارةً بلباسه.
5ـ وكان من خالطه لا يملك نفسه من السماحة.
6ـ وكان ينوع في أصناف
إعطائه وصدقته، فتارةً بالهدية، وتارةً بالصدقة، وتارةً بالهبة، وتارةً
بشراء الشيء ثم يعطي البائع السلعة والثمن، وتارةً يقترض الشيء فيرد أكثر
منه، وتارة يقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها.



* * *
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:52 pm


* * *

[center]هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ مُعَامَلَةِ الْمُنَافِقِينَ


هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ مُعَامَلَةِ الْمُنَافِقِينَ:
1ـ كان يَقْبَلُ علانيتهم وَيِكِلُ سرائرهم إلى الله، ويجاهدهم بالحجة، ويُعرض عنهم، ويُغلظ عليهم، ويبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم.
2ـ وترك قتلهم، تأليفًا للقلوب، وقال: ((لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه)).
3ـ وَنُهِيَ أن يصلي عليهم، وأن يقوم على قبورهم.





[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:54 pm


هديه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل





الطفل هو رجل المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، ومن
ثم اهتم النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات
الأولى لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
الرجل باختيار الزوجة الصالحة، التي ستكون أما ومدرسة للطفل، كما رغب
المرأة في إيثار الزوج الصالح، الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل
ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا نافعا في بناء المجتمع والأمة ..

ومن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته للطفل أن يُستقبل في أوائل حياته بالفرح والبشر، فعن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: ( مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ) ( البخاري ).
كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( أحب الأسماء إلى الله تعالى، عبد الله وعبد الــرحــمـن ) ( مسلم )، وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته، ومكرمة له تساعده على الابتهاج حين يُدْعى باسم حسن ..
وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العناية بالطفل
والاهتمام به، من خلال توجيهات نبوية كريمة، في كل مرحلة من مراحل نموه،
بدءاً بغرس المعاني الإيمانية، وتعويده على العبادة، ومرورا بالنواحي
الخُلقية والنفسية ..
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن عباس : (
يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم
يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف
)( أحمد ).
ومن صور اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل أمره للوالدين
بتعويد طفلهما على طاعة الله، حتى ينشأ حسن الصلة بالله عز وجل، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ) ( أحمد ).
ومن الأمور الهامة التي أكد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها،
الاستقرار النفسي للطفل، ومن ثم أكد على العدل والتسوية بين الأولاد، فحذر
الآباء من إثارة الغيرة بين الأبناء، بتفضيل بعضهم على بعض، بأي صورة من
صور التفضيل المادي أو المعنوي، لما في ذلك من أثر سيء على الطفل ..
فحينما أراد النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن يُشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ على هِبة لأحد أولاده، قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( يا بشير
ألك ولد سوى هذا ؟، فقال له: نعم، فقال له: أكلهم وهبت له مثل هذا ؟،
قال: لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ: فلا تُشهدني إذاً ، فإني لا
أشهد على جور(ظلم)
)( مسلم )..
حتى القُبلة حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على العدل فيها مع الأبناء.. فعن أنس
ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً كان جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره، ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها إلى جنبه،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فما عدلت بينهما ) ( البيهقي ) ..
وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين القدوة الصالحة في
التعامل مع الأطفال، بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة ..
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : ( خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين ،
فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين
ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول
الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول
الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت
بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك،
قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري) فكرهت أن أعجله حتى
يقضي حاجته
) ( الحاكم ).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي(أي أسرع) مما أعلم من وجد أمه من بكائه )( البخاري ).
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلاعب ويداعب أبناء الصحابة، ويدخل السرور عليهم.. فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان لي أخ يقال له أبو عمير ، كان إذا جاءنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: يا أبا عمير ، ما فعل النغير ) ( البخاري )، النغير: طائر صغير كالعصفور.
إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأطفال وملاطفته لهم، والترويح
عن أنفسهم ـ وهو من هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علو منزلته وعظم
مسؤولياته، تبين لنا مدى اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل ..
ومع اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالناحية النفسية للأطفال ومداعبته
لهم، فإنه كان لا يترك فرصة أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم أو
تأديب، إلا أرشده ووجهه برفق وحب.. فعن عمر بن أبي سلمة قال: (
كنت غلاماً في حجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في
الصحفة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا غلام، سم الله، وكل
بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت طعمتي بعد
)( البخاري )..طعمتي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك .
ومن مظاهر اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل، تأكيده على
إعطائه حقه، ليشعره بقيمته في الحياة، ويعوده على الشجاعة في أدب، ويؤهله
مستقبلا أن يعرف حقه ويطلبه ولا يتعداه، ومن ثم يحافظ على حقوق الآخرين
..عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ : (
أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه
غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟، فقال
الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده)
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
)( البخاري )..
وقد يغضب الأب أو الأم على طفله وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطورة عليه،
فقد تُستجاب الدعوة، ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا
الباب على الوالدين، شفقة ورحمة بالطفل ووالديه، فقال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ : ( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) ( مسلم )..
إن الناظر في سيرته وأحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أنه أعطى الطفل
نصيبا من وقته، وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع
الأطفال أباً حنونا، ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب، وينصح ويربي ..
فكان جل همه واهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يصنع رجالا، وأن يبني
أمة، وبمثل هذه التربية، والتوجيهات القولية والفعلية من النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ أنشأ جيلاً مثالياًً في إيمانه وعباداته، وأخلاقه ومعاملاته،
وظهرت فيه أسماء كثيرة من الأطفال الأبطال، كان لهم تأثيرهم الواضح في
المجتمع الإسلامي الأول، مثل: عبد الله بن الزبير،
وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن
الجموح، وسمرة بن جندب، ورافع بن خديج والحسن والحسين
ـ رضي الله عنهم ـ .. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ، وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:56 pm


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وترحاله
يمنح السفر الإنسان لحظة يبتعد فيها عن مجريات العمل ومتاعب الحياة اليومية، ولذا قال الشافعي رحمه الله:-
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج همٍ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد

ومن المعلوم أن السياحة في الأرض والتأمل في عجائب الدنيا عند السفر مما
يزيد العبد المؤمن معرفة بالله جل وعلا، ويقيناً بأن لهذا الكون رباً
ومدبراً يستحق العبادة وحده دون ما سواه، قال تعالى: { وفي الأرض آيات للموقنين }
( الذاريات:20)، ويعتبر السفر من جملة حاجات الإنسان التي جاءت الشريعة
بتنظيمها، فينبغي لمن أراد السفر أن يحافظ على هدي النبي صلى الله عليه
وسلم، الذي جاءت السنة ببيانه:-
فقد كانت أسفاره صلى الله عليه وسلم دائرة بين أربعة أسفار: سفر لهجرته، وسفر للجهاد، وسفر للعمرة وسفر للحج.
وكان عليه الصلاة السلام قبل أن يخرج يودع أهله وأصحابه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول: ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) رواه الترمذي ، وكان يوصيهم بتقوى الله في كل حين.
وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالجماعة في السفر، وينهى عن الوحدة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليلٍ وحده ) رواه البخاري ، فعلى المسافر أن يصطحب معه رفيقاً يكون له عوناً على سفره، يرغبه في الخير ويبعده عن الشر، إن نسي ذكره، وإن تعب شد من أزره.
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه إذا خرجوا لسفر أن يجعلوا عليهم
أميراً، حتى يكون رأيهم واحداً، ولا يقع بينهم الاختلاف، وكل ذلك حرصاً
منه عليه الصلاة والسلام على لزوم الجماعة وتجنب أسباب الفرقة.
وكان يستحب – صلى الله عليه وسلم - الخروج يوم الخميس في أول النهار، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : " لقلَّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس " رواه البخاري ، وكان عليه السلام يدعو الله تبارك وتعالى أن يبارك لأمته في بكورها.
وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة من الأذكار والأدعية للمسافر:-
منها أنه إذا ركب على دابته، واستقر عليها قال: (
الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا
لمنقلبون، ثم يقول: الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الله أكبر، الله
أكبر، الله أكبر، سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت )
رواه أبو داود ثم يقول:
( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم
هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة
في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب،
في المال والأهل )
رواه مسلم .
ومما ورد عنه من الأذكار أثناء المسير أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا
علا شرفاً – وهو المكان المرتفع- كبَّر الله تعالى، وإذا هبط وادياً سبح
الله تعالى، ففي حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ( كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا ) رواه البخاري .
ومن جملة الأدعية في هذا الشأن، أنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل قرية أو شارف على دخولها، قال:-
( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن، ورب
الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية،
وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها )
رواه النسائي ، وكان إذا نزل منزلاً قال: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) رواه مسلم .
وكان إذا قضى حاجته من سفره، ورجع إلى أهله، ذكر دعاء السفر السابق، وزاد: ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) رواه البخاري .
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في السفر أخذه بما رخصه الله له، ومن
ذلك قصر الصلاة الرباعية ركعتين، والفطر إذا شق عليه الصوم، والمسح على
الخفين مدة ثلاث أيام بلياليهن، ولم يحفظ عنه أنه صلى في أسفاره السنن
الرواتب، إلا سنة الفجر والوتر، فإنه لم يكن يدعهما في حضر ولا سفر.
ومن جملة ما نهى عنه – صلى الله عليه وسلم- في السفر: اصطحاب الكلب والجرس، وفي هذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس ) رواه مسلم .
ومما نهى عنه عليه الصلاة والسلام سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب عليه
من حصول الفتنة والأذية لها، فقد قال – صلى الله عليه وسلم: ( لا تسافر امرأة إلا ومعها محرم ) رواه البخاري .
وكذلك نهى – صلى الله عليه وسلم – أن يطرق المسافر أهله ليلاً، ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( إذا طال أحدكم الغيبة ، فلا يطرق أهله ليلاً ) رواه البخاري ، وعنه أيضاً أنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم ) رواه البخاري .
فالزم هدي نبيك صلى الله عليه وسلم في حياتك كلها، تنعم بالسعادة في الدنيا والآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 2:59 pm


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه
من نعم الله تعالى التي امتن بها على عباده، وميزهم بها عن سائر المخلوقات، نعمة اللباس، قال تعالى: { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً } (الأعراف:26)، وقال تعالى: {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تَقِيكم بأسكمْ } (النحل:81).
واللباس شأنه شأن غيره من أمور الحياة اليومية التي ينبغي على المسلم أن
يلتزم فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان هديه في اللباس أعظم
الهدي وأكمله، فكان عليه الصلاة والسلام يلبس ما تيسر له من اللباس، سواء
أكان صوفاً، أم قطناً أم غير ذلك، من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة.
وكان له ثوب يلبسه في العيدين وفي الجمعة، وكان إذا وفد عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر عِلْية قومه بذلك.
وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بنظافة ثيابه، ويحرص على تطييبها، ويوصي
أصحابه بذلك، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلَّم أن حسن السمت، والزيِّ
الحسن من شمائل الأنبياء وخصالهم النبيلة.
وكان أحب ألوان الثياب إليه - الثياب البيضاء – فكان يؤثرها على غيرها من الثياب، قال صلى الله عليه وسلم: ( البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم ) رواه الترمذي ، ولم يكن ذلك مانعاً من أن يتخير أي لون آخر، فقد ورد عنه أنه لبس حُلة حمراء كما نقل ذلك البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه ) رواه البخاري .
وبين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آداباً يحسن بالمسلم أن يتحلى
بها عند لبسه لثيابه فمن ذلك التسمية، فقد كان عليه الصلاة والسلام يبدأ
بها في أعماله كلها ، ومنها البدء باليمين عند اللبس وبالشمال عند الخلع،
لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في شأنه كله ) رواه البخاري ، وهو يدل على استحباب البدء باليمين في كل ما كان من باب التكريم والزينة.
ومن الآداب الإتيان بالذكر المشروع عند لبس الثياب فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبه أو قميصه، حَمِدَ الله تعالى قائلاً: ( الحمدُ لله الذي كَساني هذا ورَزَقَنِيه من غير حولٍ مني ولا قُوة) رواه أبو داود .
وإذا لبس ثوباً جديداً دعا الله قائلاً: ( اللهم لَكَ الحمدُ أَنتَ كَسَوتَنِيه أسألك من خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع له، وأعوذ بك مِنْ شرِّه وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ ) رواه الترمذي .
ومن جملة هديه صلى الله عليه وسلم في لباسه عدم إطالة الثوب والإزار،
فكان إزاره لا يتجاوز الكعبين، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين ) رواه أبو داود ، وقال: ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري .
واتخذ صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة، وكان يضعه في خنصر يده اليسرى، وتارة يضعه في يده اليمنى، ونهى عن التختم بالذهب.
ونهى عليه الصلاة والسلام عن لبس الحرير من الثياب، ونهى عن لبس ثوب
الشهرة الذي يتميز به الإنسان على غيره حتى يشتهر به، فصح عنه صلى الله
عليه وسلم أنه قال: ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا ) رواه ابن ماجه .
وحرم النبي صلى الله عليه وسلم، تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل ) رواه أبو داود .
هذه طائفة من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في اللباس، فلا تفوت على نفسك فرصة تطبيق وإحياء سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن أجمل اللباس وأفضله لباس التقوى، كما قال تعالى: { ولباس التقوى ذلك خير } (الأعراف:26)، وصدق الشاعر حين قال:
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي :  هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

 هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هَدْي خَير العِبـَـــاد ..     هَدْي خَير العِبـَـــاد ..  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 3:06 pm



[center]هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل

مسير الظفيري

أولاً : عدم إحضار شخص للدعوة إلا بإذن
من الداعي : عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل من الأنصار ،
يكنى أبا شُعَيْبٍ ، فقال لغلام له قَصَّابٍ : اجعل لي طعاما يكفي خمسة ،
فإني أريد أن أدعو النبي صلى الله عليه وسلم ، خامس خمسة ، فإني قد عرفت
في وجهه الجوع . فدعاهم ، فجاء معهم رجل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: " إن هذا قد تبعنا ، فإن شئت أن تأذن له ، فأذن له ، وإن شئت أن يرجع
رجع " فقال : بل قد أذنت له ." [1] ، وفي الحديث : أن من تطفل في الدعوة
كان لصاحب الدعوة اختيار في حرمانه فإن دخل بغير إذنه كان له إخراجه ،
وأن من قصد التطفل لم يمنع ابتداء ، لأن الرجل تبع النبي صلى الله عليه
وسلم فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعـوة بالإذن ، وأن الطفيلي
يأكل حراما .[2]

ثانياً : الحرص على الاجتماع للطعام وعدم
التفرق : عن وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : فلعلكم تفترقون ؟
قالوا : نعـم قال : فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه
" [3].وقال " طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة
وطعام الأربعة يكفي الثمانية " [4]

ثالثاً : عدم الأكل من معاقرة الأعراب ومن
طعام المتباريين : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن معاقرة الأعراب " [5]. وعنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم " نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل " [6]، " وهي عقرهم الإبل
وكان الرجلان يتباريان في الجود والسخاء فيعقر هذا إبلاً ويعقر الآخر حتى
يعجز أحدهما رياء وسمعة ولا يقصدون به وجه الله فصار شبيها بما ذبح لغير
الله ." [7]

رابعاً : الحرص على أن يأكل طعامك تقي : عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا
تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي " [8] .

خامساً : عدم الأكل على الخوان : وهو مرتفع
يهيأ ليؤكل الطعام عليه كالطاولة : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "
ما أكل نبي الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له
مرقق "[9] السكرجة : إناء صغير يوضع فيه الشيء القليل كالسلطة والمقبلات
. ولا يعني هذا أنه يحرم الأكل على الطاولة أو ما ارتفع ولكن الأفضل
الأكل على الأرض لأنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم .

سادساً : عدم الأكل منبطحاً أو الجلوس على
ما حرم : عن عمر رضي الله عنه " أن رسول الله نهى عن الجلوس على مائدة
يشرب عليها الخمر وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه" [10] .
سابعاً : عدم الأكل متكئاً : عن أبي جحيفة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أما أنا فلا آكل متكئاً"[11].
وعن ابن عمرو قال : " مارُئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئاً
قط ، ولا يطأ عَقِبَهُ رَجُلان " [12] .
قال شمس الحق العظيم آبادي شارح أبي داود : " ولايطأ عقبه رجلان " أي لايطأ الأرض خلفه رجلان .
والحق أنه صلى الله عليه وسلم لايمشي قدام القوم بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم تواضعا .[13]

قال ابن القيم رحمه الله : والاتكاء على ثلاثة أنواع :
أحدها : الاتكاء على الجنب.
والثاني : التربع .
والثالث : الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى.
والثلاث مذمومة " [14].

قال ابن القيم رحمه الله : " ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان
يجلس للأكل متوركاً على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر قدمه اليمنى
تواضعاً لربه عز وجل وأدباً بين يديه واحتراماً للطعام وللموآكل فهذه
الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها "[15].
وعن أنس قال: " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم : بتمر فرأيته يأكل
وهو مقع من الجوع " [16].قال النووي رحمه الله : المقعي الذي يلصق
أليتيه بالأرض وينصب ساقيه . اهـ وهو غير الاتكاء المنهي عنه.
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله : وإذا ثبت كون الاتكاء مكروهاً أو خلاف الأولى فالسنة أن يجلس على اليسرى" [17] .

ثامناً: التواضع في الجلوس : عن عبد الله بن
بسر قـال : كـان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقـال لهـا الغـراء [18]
يحملها أربعة رجال فلما أضحوا ، وسجدوا الضحى ، أتي بتلك القصعة – يعني :
وقد ثرد فيها - ، فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه
وسلم [19]فقال أعرابي : ما هذه الجِلْسة ؟ فقـال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " إن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً " ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا من حواليها ودعوا ذِرْوَتَها
يبارك فيها "[20] .

تاسعاً : غسل اليدين : عن عائشة رضي الله
عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو
جنب توضأ وإذا أراد أن يأكل غسل يديه "[21] .

عاشراً : كان لايعيب طعاما : عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : " ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط إن
اشتهاه أكله وإن كرهه تركه "[22] .

الحادي عشر : وكان صلى الله عليه وسلم ينهى
عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة فعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا
تأكلوا في صحافهما ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج فإنه لهم في الدنيا وهو
لكم في الآخرة "[23] .

الثاني عشر : وكان صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن
كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه "[24].
قال ابن القيم رحمه الله : " ومراتب الغذاء ثلاثة : أحدها : مرتبه
الحاجة والثانية : مرتبة الكفاية ، والثالثة : مرتبة الفضلة ، فأخبر صلى
الله عليه وسلم : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه ، فلا تسقط قوته ولا تضعف
معها ، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه ، ويدع الثلث الآخر للماء ،
والثالث للنفس وهذا من أنفع ما للبدن والقلب ، فإن البطن إذا امتلأ من
الطعام ضاق عن الشراب ، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب
والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل ، هذا إلى ما يلزم من فساد القلب
وكسل الجوارح عن الطاعات ، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع ،
فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن . هذا إذا كان دائماً أو
أكثرياً ، وأما إذا كان في الأحيان ، فلا بأس به ، فقد شرب أبو هريرة
بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال : والذي بعثك بالحق لا أجد له
مسلكاً ، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا، والشِّبَعُ المفرط
يُضْعِفُ القِوى والبدن وإن أخصبه ، وإنما يَقْوى البدن بحسب ما يقبل من
الغذاء لا بحسب كثرته ، ولما كان في الإنسان جزء أرضي ، وجزء هوائي ،
وجزء مائي ؛ قسم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على
الأجزاء الثلاثة "[25]
قال الشاعر :

فإن الداء أكثر ما تراه $$$ يكون من الطعام أو الشراب
الثالث عشر :
التسمية في أول الطعام وعند النسيان . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نسي أن يذكر الله في أول طعامه
، فليقل حين يذكر : بسم الله في أوله وآخره، فإنه يستقبل طعاماً جديداً ،
ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه "[26].وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أكل أحدكم فليقل : بسم الله فإن نسي
فليقل بسم الله في أوله وآخره "[27]. وعنها قالت : كان النبي صلى الله
عليه وسلم يأكل الطعام في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو سَمَّى لكفاكم "[28] .
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت
تضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم
جاء أعرابي كأنه يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء
بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ،
فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ، ثم ذكر اسم الله
تعالى وأكل"[29] .

الرابع عشر : وكان صلى الله عليه وسلم يأكل
بيمينه ، فعن حفصة رضي الله عنها قالت : : " كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجعل يمينه لأكله ، وشربه ، ووضوئه ن وثيابه ، وأخذه ، وعطـائه ،
وشمـاله لما سوى ذلك ".[30]
وعن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الرجل بشماله وأن يمشي في نَعْلٍ واحدة "[31]
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم بشماله فقال : " كل بيمينك " قال: لا أستطيع قال : " لا
استطعت "، ما منعه إلا الكِبْرُ ، فما رفعها إلى فيه [32]. وقال : " إذا
أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله
ويشرب بشماله "[33] .

الخامس عشر : عن كعب بن مالك رضي الله عنه
قال : كان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ، ويَلْعَقُ يده قبل أن
يمسحها[34]. قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله : " بأصابعه الثلاث الإبهام
والسبابة والوسطى"[35]
قال ابن القيم رحمه الله : " وكان يأكل بأصابعه الثلاث ، وهذا أنفع
ما يكون من الأكلات، فإن الأكل بأصبع أو أصبعين لا يسلتذ به الآكل ، ولا
يمريه ولا يشبعه إلا بعد طول ... والأكل بالخمسة والراحة يوجب ازدحام
الطعام ...ولا يجد له لذة ولا استمراء ، فأنفع الأكل أكله صلى الله عليه
وسلم ، وأكل من اقتدى به بالأصابع الثلاث "[36] .

السادس عشر : عن سلمى رضي الله عنها قالت : "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يؤخذ من رأس الطعام "[37] .
وعن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت غلاماً
في حَجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم و كانت يدي تطيش في الصحفة ،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام ، سمِ الله، وكل بيمينك ،
وكل مما يليك ، فما زالت تلك طعمتي بَعْدُ "[38] .
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
البركة تنـزل وسط الطعام ، فكلوا من حافتيه ولاتأكلوا من وسطه "[39].وعن
أنس قال : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلت الصحفة ، وقال :
إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركةُ "[40] .

السابع عشر : عن جابر رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقعت لقمة أحدكم ، فليأخذها،
فليمط ما كان بها من أذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان "[41] .

الثامن عشر: عدم التجشؤ : عن ابن عمر رضي
الله عنه قال : تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " كف عنا
جشاءك ، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا ، أطولهم جوعاً يوم القيامة "[42] .

التاسع عشر : وكان من هديه صلى الله عليه
وسلم أن ينتظر الطعام الساخن حتى يبرد ، فعن أسماء بنت أبي بكر – رضي
الله عنها- أنها كانت إذا ثردت غطته شيئاً حتى يذهب نوره ودخانه ، ثم
تقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنه أعظم للبركة
"[43] .

العشرون : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا
وقع الذباب في شراب أحدكم ؛ فليغمسه ، ثم لينزعه ؛ فإن في أحد جناحيه داء
وفي الآخر دواء"[44] .

الواحد والعشرون : قال صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة "[45].

الثاني والعشرون : قال صلى الله عليه وسلم :
" إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه ، فليجلسه معه ، فإن
لم يجلسه معه ؛ فليناوله أكلة أو أكلتين "[46].

الثالث و العشرون : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا طبخ أحدكم قِدراً فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها "[47]

الرابع والعشرون : وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يعجبه الثُّفْل "[48]. قال عبد الله : يعني ما بقي من الطعام.

الخامس والعشرون : وعن جبلةَ بن سُحَيْمٍ
قال : أصابنا عامُ سَنَةٍ قَحْطٍ مع ابن الزبير فرُزِقْنا تمراً ، وكان
عبد الله بن عمر رضي الله عنه يمر ونحن نأكل فيقول : " لا تقارنوا ،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القران ثم يقول : إلا أن يستأذن
الرجل أخاه "[49]. وقال صلى الله عليه وسلم :" من أكل مع قوم تمراً فلا
يقرن ، إلا أن يأذنوا له "[50]. القران : أن يأكل تمرتين معاً فأكثر. قال
البيهقي رحمه الله : " قال شعبه : الإذن من قول ابن عمر"[51] .

السادس والعشرون : قال صلى الله عليه وسلم
:" من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا ، وليعتزل مسجدنا ، وليقعد في بيته
"[52] . وقال : " من أكل من هذه البقلة : الثوم والبصل والكرات ، فلا
يقربنا في مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم "[53].
وقال صلى الله عليه وسلم : " من أكلهما فليتمهما طبخاً "[54]. " وقد
ألحق العلماء بالمساجد ، المجامعَ العامةَ ، كمصلى العيد ، والجنازة ،
ومكان الوليمة ، وألحقوا بالثوم والبصل كل ماله رائحة كريهة مما يتأذى
بها الناس "[55].
قال ابن القيم رحمه الله : " ويذهب رائحته – البصل والثوم – مضغ ورق السذاب عليه " [56] .

السابع والعشرون : عن أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً لَعَقَ أصابعه الثلاث "[57]
وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري
في أيتهن البركة "[58]. قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - : " أي لا
تُعْلَمُ البركة في أية واحدة منهن ... وعليه فالذي يظهر أن الأكمل أن
يلعق كل أصبع متوالية ... وأن اللعق ثلاث لكل من تلك الثلاث ... يبدأ
بالوسطى لأنها أكثر تلويثاً إذا هي أطول ، فيبقى فيها من الطعام أكثر من
غيرها ولأنها لطولها أول ما تنـزل الطعام ثم بالسبابة ثم بالإبهام "[59] .

وقال : " تنبيه : في الأحاديث المذكورة الرد على من كره لعق الأصابع
استقذاراً ، ومن ثم قال الخطابي : عاب قوم أفسدَ عقولَهم التَّرَفُّهُ
لَعْقَ الأصابع وزعموا أنه مستقبح ، كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق
بالأصابع والصحفة جزءاً مما أكلوه ، فإذا لم يستقذر كله ، فلا يستقذر
بعضه ، وليس فيه أكثر من مصها ببطن الشفة ، ولا يشك عاقل أنه لا بأس بذلك
، وقد يُدْخِلُ الإنسان أصابعه في فيه فيدلكه ولم يستقذر من ذلك أحد ،
انتهى ملخصاً . – يعني كلام الخطابي - ويؤيده أن الاستقذار إنما يتوهم في
اللعق أثناء الأكل ، لأنه يعيدها في الطعام وعليها آثار ريقه ، وهذا غير
سنة كما مر . واعلم أن الكلام فيمن استقذر ذلك من حيث هو لا مع نسبته
للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا خشي عليه الكفر ، إذ مَن استقذر شيئاً
من أحواله صلى الله عليه وسلم مع علمه بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم
كفر "[60].

قال ابن القيم رحمه الله : وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه ، ولم
يكن لهم مناديل يمسحون بها أيديهم ، ولم يكن عادتهم غسل أيديهم كلما
أكلوا [61] .

الثامن والعشرون : عن أنس بن مالك رضي الله
عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً
ويقول : " إنه أروى وأمرأ وأبرأ "[62] . قال ابن القيم رحمه الله :
الشراب في لسان الشارع وحملة الشرع : هو الماء ومعنى تنفسه في الشراب
إبانته القدح عن فيه وتنفسه خارجه ثم يعود إلى الشراب كما جاء مصرحاً به
في الحديث الآخر: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في القدح ولكن ليبن الإناء
عن فيه "[63]. وعن أبي المثنى الجهني أنه قال : كنت عند مروان بن الحكم
فدخل عليه أبو سعيد الخدري فقال له مروان : أسمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الشراب ، قال : فقال أبو سعيد : نعم ، قال
: فقال له رجل : يا رسول الله إني لا أروى من نفس واحد ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :" فأبن القدح عن فيك ثم تنفس " قال : فإني أرى
القذاة فيه قال :" فأهرقها "[64]. وعن ابن عباس رضي الله عنه : أن
النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه[65]. وعنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينفخ في الطعام والشراب .[66] إلا
لحاجة فيجوز والله أعلم.

التاسع والعشرون : في صحيح مسلم من حديث أبي
سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر – وفي لفظ نهى –
عن الشرب قائماً[67] ، قيل لأنس : فالأكل ؟ قال : ذاك أشر وأخبث ، ولمسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : فمن نسي فليستقيء [68]. وعن ابن
عباس رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بزمزم فأتيته
بدلو من ماء زمزم فشرب وهو قائم [69]. قال ابن القيم رحمه الله : وكان
من هديه الشرب قاعداً ، هذا كان هديه المعتاد ، وصح عنه أنه نهى عن الشرب
قائماً ، وصح عنه أنه أمر الذي شرب قائماً أن يستقيء ، وصح عنه أنه شرب
قائماً [70]. وقال : والصحيح في هذه المسألة : النهي عن الشرب قائماً
وجوازه لعذر يمنع من القعود [71]. قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله :

إذا رُمْتَ تَشْرَبْ فاقْعُـدْ تَفُزْ $$$ بِسُنَّةِ صَفْوَةِ أهلِ الحِجـــازْ
وقـد صَحَّحُـوا شُرْبَهُ قائِماً $$$ ولكنه لبيانِ الجــــــوازْ [72]
قال
الحافظ في الفتح [73]: وسلك العلماء في ذلك مسالك ... وقد أشار الأثرم
إلى ذلك أخيراً فقال : إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على
التحريم وبذلك جزم الطبري ، وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه ، أو كان
حراماً ثم جوزه ، لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً، فلما
تعارضت الأخبار بذلك ، جمعنا بينها بهذا ".

الثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب من في السقاء [74] . قال ابن
الأثير : السقاء : ظرف الماء من الجلد ويجمع على أسقية [75] .

الواحد والثلاثون : عن سهل بن سعد الساعدي
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُتِيَ بشراب فشرب منه
وعن يمينه غلامٌ ، وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام : " أتأذن لي أن أعطي
هـؤلاء ؟" فقال الغلام : لا والله يا رسول الله ، لا أوثر بنصيبي منك
أحداً ، قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده "[76].

الثاني والثلاثون : عن عبد الله بن أبي أوفى
رضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصابهم
عطش فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقيهم ، فقيل : ألا تشرب يا رسول
الله ؟ قال : "ساقي القوم آخرهم "[77]

الثالث والثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أكل طعاماً ، فما تخلل[78]
فليلفظ، ومالاك بلسانه فليبلع ، من فعل ذلك فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج
"[79].

الرابع والثلاثون : عن معاذ بن أنس رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أكل طعاماً فقال
: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما
تقدم من ذنبه "[80]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليرضى من العبد يأكل
الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها "[81]. وعنه صلى الله
عليه وسلم قال : " إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه،
وأطعمنا خيراً منه ، وإذا سقي لبناً فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا
منه ، فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب ؛ إلا اللبن"[82].وعن أبي
أمامة رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع
العشاء من بين يديه قال : " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً غير
مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا "[83]. وعن أنس : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشة قال : " الحمد لله أطعمنا وسقانا
وكفانا وآوانا ، فكم من لا كافي له ولا مؤوي"[84] . وقال : " الحمد لله
الذي يطعِم ولا يطعَم ، مَنَّ علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكل بلاءٍ
حسن أبلانا ، الحمد لله الذي أطعَمَ الطعام ، وسقى من الشراب ، وكسا من
العُري ، وهدى من الضلالة ، وبَصَّرَ من العمى، وفَضَّلَ على كثيرٍ ممن
خلق تفضيلاً ، الحمد لله رب العالمين "[85] .

الخامس والثلاثون : عن أنس قال : كان إذا
أفطر عند قوم قال : أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار ، وتنزلت
عليكم الملائكة [86] . يقصد النبي صلى الله عليه وسلم . وعنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكل طعامكم الأبرار ، وأفطر عندكم
الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة "[87]. وقال صلى الله عليه وسلم : " من
لا يشكر الناس لا يشكر الله "[88]. وقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم
بارك لهم فيما رزقتهم ، واغفر لهم وارحمهم "[89] .

السادس والثلاثون : عن سويد بن النعمان رضي
الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ،
فلما كنا بالصهباء دعا بطعام ، فما أتي إلا بسويق ، فأكلنا فقام إلى
الصلاة فتمضمض ومضمضنا [90]. وعن صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من بات
وفي يده غمر[91] فأصابه شيء ، فلا يلومن إلا نفسه "[92] .

السابع والثلاثون : التسوك بعد الطعام : قال صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "[93]

الثامن والثلاثون : الوضوء من لحم الإبل :
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
توضؤوا من لحـوم الإبل ، ولا تتوضؤوا من لحوم الغنم ، وصلوا في مرابض الغنم
، ولا تصلوا في مبارك الإبل "[94]. قال النووي - رحمه الله - : وهذا
المذهب أقوى دليلاً ، وإن كان الجمهور على خلافه ، وقد أجاب الجمهور عن
هذا الحديث بحديث جابر : كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ترك الوضوء مما مست النار . ولكن هذا الحديث عام ، وحديث الوضوء من
لحم الإبل خاص ، والخاص مقدم على العام والله أعلم [95] . وحديث ابن عباس
- w - : " الوضوء مما يخرج وليس مما يدخل " ضعيف [96].


------------------------------
[1] البخاري في كتاب البيوع باب ما قيل في اللحام والجزار ..
[2] اللؤلؤ والمرجان 2/608 باب ما بفعل بالضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام .
[3] أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني .
[4] مسلم.
[5] أبو داود وقال الألباني : حسن صحيح .
[6] أبو داود والحاكم وصححه الألباني .
[7] الأكمل من هدي النبي المرسل ص 293 .
[8] أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به.
[9] البخاري والترمذي .
[10] أبو داود وابن ماجة والحاكم وحسنه الألباني.
[11] البخاري والترمذي .
[12] أبو داود.
[13] عون المعبود 10/246 .
[14] زاد المعاد 1/148 .
[15] زاد المعاد 4/221 .
[16] مسلم .
[17] أشرف الوسائل ص 207.
[18] لبياضها .
[19] أي قعد على ركبتيه جالساً على ظهر قدميه.
[20] أبو داود بإسناد جيد كما قال النووي ، وصححه الألباني .
[21] النسائي وأحمد وابن حبان.
[22] البخاري والترمذي.
[23] رواه أحمد والستة.
[24] الترمذي وصححه الألباني .
[25] زاد المعاد 4/ 18-19.
[26] ابن حبان وابن السني وصححه الألباني .
[27] الترمذي وصححه الألباني .
[28] أبو داود والترمذي.
[29] مسلم.
[30] أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
[31] مالك ومسلم.
[32] مسلم الحديث رقم 5236 .
[33] صحيح الجامع 383.
[34] أحمد ومسلم الحدي رقم 5265 .
[35] أشرف الوسائل 204 .
[36] زاد المعاد 4/322.
[37] البيهقي في الشعب وحسنه الألباني
[38] متفق عليه .
[39] أبو داود والترمذي واللفظ له وصححه الألباني .
[40] مسلم والترمذي.
[41] مسلم.
[42] الترمذي وصححه الألباني.
[43] السلسلة الصحيحة 659 .
[44] البخاري.
[45] أحمد والنسائي وابن ماجه.
[46] البخاري ومسلم.
[47] صحيح البخاري 676.
[48] أحمد والحاكم .
[49] متفق عليه .
[50] صحيح الجامع 6088 .
[51] الآداب الشرعية 177.
[52] البخاري ومسلم .
[53] مسلم .
[54] مسلم .
[55] زاد المعاد 4/294 الهامش.
[56] زاد المعاد4/290 ، و السذاب : هو الفيجن ، منه بري ، ومنه بستاني ،
انظر تذكرة داود 1/171 ، ومعجم الصيدلة ص 364 ، وتاج العروس مادة ( سذب )
، وقال منير بعلبكي في المورد : السذاب : نبتة طبية ، ذات مذاق مُرٍّ
اهـ وهي بالإنجليزية : صلى الله عليه وسلمUE ، وانظر الجامع لمفردات
الأدوية لابن البيطار 3/5 .
[57] الترمذي ومسلم وهو صحيح مختصر الشمائل 120 واللعق : اللحس.
[58] مسلم واللفظ له والبخاري 2035.
[59] أشرف الوسائل 203-304.
[60] أشرف الوسائل 205.
[61] زاد المعاد 1/149.
[62] مسلم .
[63] رواه ابن ماجة بلفظ " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء " زاد المعاد 4/230.
[64] البيهقي في الآداب حديث 540 ورواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
[65] الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
[66] أحمد والطبراني.
[67] مسلم 3773 .
[68] مسلم 2026.
[69] البيهقي في الآداب حديث 533 .
[70] زاد المعاد / 229.
[71] زاد المعاد 1/149.
[72] نصائح للشباب 150.
[73] 10/86-87 .
[74] أحمد والبخاري.
[75] النهاية لابن الأثير 1/788.
[76] متفق عليه ، واللفظ لمسلم ، حديث رقم : 526 ، فتله : أي وضعه في يده.
[77] صحيح الجامع 3588 والبيهقي في الآداب حديث 554.
[78] والتخلل : هو استعمال الخِلال ( العود ) لإخراج ما بين الأسنان من الطعام ، النهاية لابن الأثير 1/528 ومختار الصحاح96.
[79] الآداب للبيهقي حديث 557 وأبو داود بلفظ : من أكل فما تخلل.
[80] أبو داود وحسنه الألباني .
[81] مسلم.
[82] الترمذي وقال: هذا حديث حسن .
[83] البيهقي في الآداب حديث 555 والبخاري أبو داود.
[84] البيهقي في الآداب حديث 556 ومسلم وأبو داود.
[85] ابن حبان وسنده قوي، رقم : 5219 .
[86] صحيح الجامع 4677 .
[87] البيهقي في الآداب 571.
[88] صحيح الجامع 6541 .
[89] البيهقي في الآداب حديث 570.
[90] البخاري.
[91] دسم و زهومة .
[92] صحيح الجامع 6115 .
[93] أحمد والنسائي والبيهقي وصححه الألباني .
[94] مسلم 360.
[95] شرح مسلم 4/49.
[96] الصلاة للطيار 48.








تم بحمد الله وفضله
منقول للافادة
[size=25]ارجو التثبيت
[size=25]تقبل الله منا ومنكن صالح الاعمال

[/size][/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هَدْي خَير العِبـَـــاد ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  هَدْي خَير العِبـَـــاد .. ]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **المنتديـات الدينيــه** :: رسول الله صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only