من باب التبشير والتهنئه باخير

قال الله تعالى: ( فبشر عباد*
الذين يستمعوم القول فيتبعون أحسنه) (الزمر 17-18) وقال تعالى:( يبشرهم ربهم برحمه منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم)(التوبه 21) وقال تعالى: ( وأبشروا
بالجنه التى كنتم توعدون)(فصلت30) وقال تعالى:
( فبشرناة بغلام حليم)(الصافات101)
وقال الله تعالى:(ولقد جاءت رسلنا ابراهيم
بالبشرى)(هود69) وقال الله تعالى:(
وامرأته
قائمه فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب)(هود71) وقال
الله تعالى: فنادته الملائكه وهو قائم يصلى فى

المحراب أن الله
يبشرك بيحيى)(ال عمران 39) وقال الله تعالى( اذ قالت الملائكه يا مريم ان
الله يبشرك بكلمه منه اسمه المسيح)
(ال عمران45) والايات فى الباب كثيرة

الشرح :

قال المؤلف- رحمه الله تعالى

والبشارة تكون فى الامور التى تسر , وسميت بذلك لأن الانسان كان
اذا بشر بما يسره ظهر أثر ذلك على وجهه وفى بشرته, وقد تكون البشارة مثل قوله
تعالى( فبشرهم بعذاب أليم) (الانشقاق24)

والبشارة فيما يسر تكون فيما
يسر فى الأخرة, وفيما يسر فى الدنيا , أما البشارة فيما يس فى الأخرة فكثيرة, ذكرها
الله فى مواضع كثيرة مثل قوله تعالى :( وبشر الذين أمنو وعملوا الصالحات أن لهم
جنات تجرى من تحتها الأنهار)(البقرة25) وقوله :( لهم
البشرى فى الحياة الدنيا وفى الأخرة) (يونس64)
وقوله:(يبشرهم ربهم برحمه منه ورضوان وجنات لهم
فيها نعيم مقيم* خالدين
فيها أبدا ان الله عنده أجر
عظيم)(التوبه 21,22) وقال تعالى: ( وأخرى تحبونها نصر
من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين)(الصف13) , هذا
كله فيما يتعلق بأمور
أخرى.

ومن
الأمور التى تبشر بالخير فى أمور الأخرة: الرؤيا الصالحه يراها الرجل او ترى له ,
مثل أن يرى انسان اذا رؤيا له فى المنام
مثلا: بشر فلانا بأنه من أهل الجنه فيبشرة, فهذه
بشرى
كذلك أيضا الانسان
اذا رأى نفسه أنه ينقاد للخير والعمل الصالح ويرغب فيه ويحبه, وأنه يكره الشر, فهذه
أيضا بشرى, لأن الله
تعالى قال: (فأما من أعطى واتقى *
وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى)(الليل5-7)

وأما البشارة فيما يتعلف بأمر الدنيا
فمثل قوله تعالى عن ابراهيم الخليل :(انا نبشرك بغلام
عليم)(الحجر53) وفى أيه (فبشرناه بغلام حليم)(الصافات101) والذى
بشر بشر به فى الأيه الأولى غير الذى بشر به فى الأيه الثانيه, التى فيها: انا
نبشرك بغلام عليم, هذا
اسحاق والتى فيها: فبشرناه بغلام حليم, هذا اسماعيل , عليهما
السلام.

اسحاق أبو بنى
اسرائيل ,لأن ابنه يعقوب, ويعقوب هو اسرائيل الذى من ذريته موسى وعيسى عليهم
السلام, وأكثر الأنبياء المذكورين فى القرأن كلهم من ذريه
اسرائيل.
أما التى ذكر الله
فيها فبشرناة بغلام حليم_ وهى التى فى سورة الصافات- فهذا اسماعيل أبو العرب, وليس
فى ذريته رسول الا رسول واحد ولكنه ختم جميع الرسالات وبعث الى الناس كافه من بعثته
الى يوم القيامه, وغيره من الأنبياء كان يبعث الى قومه خاصه, هذا الرسول الذى من
بنى اسماعيل هو محمد صلوات الله عليه وسلامه عليه.

وكذلك قال الله تعالى عن ابراهيم
:( وامرأته قائمه فضحكت فبشرناها باسحاق زمن وراء اسحاق يعقوب) هذا أيضا
بشارة للأنثى.
فالحاصل أن
البشارة فى امور الأخرة وفى أمور الدنيا, وينبغى للأنسان أن يكون متفائلا مسبشرا
بالخير , والا يرى الدنيا أمامه كالحه مظلمه فيستحر
ويقنط.

وينبغى للأنسان أيضا
اذا حصل له خير أن يهنىْ به أن يبشر اذا كان مستقبلا , ويهنىء به بالخير اذا وقع ,
ويبشر باخير فى المستقبل. بش أخاك ,أدخل السرور عليه ,حتى لو رايت مثلا انسانا
مغتما قد ضاقت عليه الدنيا وتكالبت عليه الأمور, فقل له:
أبشر بالفرج لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول:((اعلم أن النصر مع الصبر وأن
الفرج مع الكرب وأن العسر يسرا,))
هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام, ما ينطق عن
الهوى.

هذا من كتاب شرح رياض
الصالحين
للامام أبى زكريا محى
الدين يحيى بن شرف النووى
شرح
وتعليق أصحاب الفضيله
الشيخ
محمد بن صالح العثيمين
الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن بار
اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال

من باب التبشير والتهنئه باخير Salam_red

اسعدى مروك الكرين

الجوهرة
فى امان الله

ماشاء الله ام الحبيبة مشكورة يا امي علي الموضوع الرائع