روي أبو هريرة رضي الله عنه قال :
اجتمع المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم عند النبي صلي الله عليه وسلم فقال أبو بكر :
وعيشك يارسول الله ماسجدت لصنم قط ، فغضب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
وقال :تقول : وعيشك يارسول الله ماسجدت لصنم قط ، وقد كنت في الجاهلية كذا وكذا سنة 0
فقال أبو بكر رضي الله عنه : إني لما ناهزت الحلم أخذ والدي أبو قحافة بيدي ،
وانطلق بي إلي مخدع فيه الأصنام ، فقال لي : هذه آلهتك الشم العلي فاسجد لها ،
وخلاني وذهب 0 فدنوت من الصنم ،وقلت له :
إني جائع فأطعمني فلم يجبني ، فقلت إني عطشان فاسقيني ، فلم يجبني 0
فقلت له :إني عار فاكسيني ، فلم يجيبني 0
فأخذت صخرة وقلت إني ملق عليك هذه الصخرة ، فإن كنت إلهآ فامنع نفسك ،
فلم يجبني ، فألقيت عليه الصخرة فخر لوجهه ، فأقبل والدي ، وقال :
ماهذا يابني ؟
فقلت : هو الذي ترى ، فانطلق بي إلي أمي فأخبرها فقالت :
دعه فهذا الذي ناجاني به الله عز وجل 0
فقلت يا أماه : ماالذي ناجاك به الله ؟
فقالت : ليلة أصابني المخاض لم يكن عندي أحد فسمعت هاتفآ يهتف أسمع الصوت ،
ولا أرى الشخص ، وهو يقول :
ياأمة الله على التحقيق
أبشري بالولد العتيق
اسمه في السماء الصديق
لمحمد صاحب ورفيق
قال أبو هريرة : فلماانقضي كلام أبي بكر ، نزل جبرائيل علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال :
((صدق أبو بكر )) ،فصدقه ثلاث مرات 0
وبلغني أن سلمى بنت صخر ، وهي أم ابو بكر الصديق رضي الله عنه أرضعته أربع سنين ،
ثم أرادت فصاله (فطامه ) فوضعت علي ثديها صبرآ ، فلما وجد طعمه قال :
يا أماه ، أغسلي ثديك ، فقالت :
يابني ، إن لبني قد خسر وخبث (صار رديء الطعم مكروها ) طعمه ، فقال لها :
إني وجدت طعم ذلك الخبث قبل أن أتزوقة فاغسلي ثديك ، وإن كنت قد بخلت علي بلبانك ،
فإني أصد عنه فضمته إلي صدرها ، وقبلته ، ورشفته ،ثم جعلت ترقصه ، وتقول :
يارب الكعبة
أمتع به ياربه
فهو بصخر أشبه
(عبد الكعبة : اسم كان لأبي بكر رضي الله عنه في الجاهلية ،
فسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم عبد الله 0)
(فهو بصخر أشبه :تعني أباها ، وهو صخر بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة 0 )
من كتاب *أنباء نجباء الأبناء *