معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
الفصول في سيرة الرسول Support

 

 الفصول في سيرة الرسول

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 17, 2012 10:17 am






هذا الموضوع سيكون متجدد ان شاء الله


لنتعرف سويا على هدي

الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرف بعض الشمائل والاحداث في








حياته عليه الصلاة والسلام اقتبسها واطرحها لكم من كتاب زادالمعاد










ومن كتاب الفصول في سيرة الرسول









الفصول في سيرة الرسول Mus-66











فصل: في وجوب معرفة هدي الرّسول




]ومن ها هنا يعلم اضطرار العباد فوق كلّ ضرورة إلى معرفة الرّسول






وما جاء به، فإنّه لا سبيل إلى الفلاح إلاّ على يديه، ولا إلى معرفة


الطّيّب من الخبيث على التّفصيل إلاّ من جهته، فأي حاجةٍ فرضت

]وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى الرّسول فوقها بكثيرٍ.






]وما ظنّك بِمَن إن غاب عنك هديه، وما جاء به طرفة عين فسد قلبك،
[/size


ولكن لا يحسّ بهذا إلاّ قلب حي، وما لجرح بميّت إيلامُ1.lor=#660000]]وإذا كانت السّعادة معلّقة بهديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فيجب على






كلّ مَن أَحَبَّ نجاة نفسه أن يعرفَ من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج




به عن خطّة الجاهلين.



والنّاسُ في هذا بين مستقلٍّ ومستكثرٍ ومحرومٍ، والفضل بيد الله







يؤتيه مَن يشاءُ والله ذو الفضل العظيم.





الفصول في سيرة الرسول Mus-66
1








فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الوضوء/









]فصل:في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الوضوء


وكان



يتوضّأ بالمد تارة وبثلثيه تارة، وبأزيد منه تارة1. وكان من أيسر

النّاس صبّاً لماء الوضوء، ويحذر أمته من الإسراف فيه، وصحّ عنه أنّه



توضّأ مرّة مرّة، ومرّتين مرّتين، وثلاثاً ثلاثاً.





وفي بعض الأعضاء مرّتين، وبعضها ثلاثاً، وكان يتمضمض ويستنشق


]تارة بغَرفةٍ، وتارة بغَرفتين، وتارة بثلاثٍ، وكان يصل بين المضمضة



]والاستنشاق. وكان يستنشق باليمنى وينتثرُ باليسرى، وكان يمسح

رأسه كلّه تارةً، وتارةً يقبل بيديه ويدبر بهما. ولم يصحّ عنه أنّه اقتصر

]على مسح بعض رأسه البتة، ولكن كان إذا مسح على ناصيته كمل



على العمامة، ولم يتوضّأ إلاّ تمضمض واستنشق، ولم يحفظ عنه أنّه

أخل بهما مرّة واحدة. وكذلك الوضوء مرتّباً متوالياً، ولم يخلّ به مرة


واحدة، وكان يغسل رجليه إذا لم يكونا في خفّين ولا جوربين،



ويمسح أُذنه معرأسه ظاهرهما وباطنهما.






1 المد: إناء يتسع لملء الكفين من الحبوب.







الفصول في سيرة الرسول Mus-66






وكلّ حديثٍ في أذكار الوضوء التي تقال عليه فكذب، غير التّسمية





في أوّله، وقوله : "أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد






أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التّوابّين واجعلني من




الْمُتطهِّرين". في آخره.






وحديث آخر في سنن النّسائي: "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا



إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك" .






ولم يكن يقول في أوّله: نويت. ولا أحد من الصّحابة البتّة. ولم يتجاوز


الثّلاث قط.


وكذلك لم يثبت عنه أنّه تجاوز المرفقين والكعبين.
[/size]






[b]ولم يكن يعتاد تنشيف أعضائه.




[b][b]وكان يخلّل لحيته أحياناً ولم يواظب على ذلك، وكذلك تخليل الأصابع


[b]ولم يكن يحافظ عليه.



[b][b]وأما تحريك الخاتم فروي فيه حديث ضعيف.



[b]وصحّ عنه أنّه مسح في الحضر والسّفر، ووقّت للمقيم يوماً وليلةً،


[b]وللمسافر ثلاثة أيام وليالهن، وكان يمسح ظاهر الخفين ومسح على[/size


[b]الجوربين، ومسح على العمامة مقتصراً عليها ومع النّاصية، ولكن


[b]يحتمل أن يكون خاصاً بحال الحاجة، ويحتمل العموم وهو أظهر.





[b]ولم يكن يتكلّف ضد حاله التي عليها قدماه، بل إن كانتا في الْخُفّين





[b][size=16][b]مسح، وإن كانتا مكشوفتين غسل.



[size=16][b]وكان يتيمّم بضربةٍ واحدةٍ للوجه والكفّين، ويتيمّم بالأرض التي يصلّي


[b]عليها تراباً كانت أو سبخةً أو رملاً. وصحّ عنه أنّه قال: "حيثما أدركت


[b]رجلاً من أُمَّتي الصّلاةُ فعنده مسجده وطهورُه".




الفصول في سيرة الرسول Mus-66



[center]ولَمّا سافر هو وأصحابه في غزوة تبوك قطعوا تلك الرّمال وماؤهم




[b]في غاية القلّة، ولم يُرْوَ عنه أنّه حمل معه التّراب، ولا أمر به، ولا




[b]فعله أحد من أصحابه. ومن تدبر هذا قطع بأنّه كان يتيمّم بالرّمل.

[b]ولم يصحّ عنه التّيمّم لكلّ صلاةٍ ولا أمر به، بل أطلق التّيمّم وجعله


قائماً مقام الوضوء.


-----------------------------------------------
2
الصّلاة
كان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر، ولم يقل شيئاً قبلها،
وكان دأبه في إحرامه لفظة: (الله أكبر) لا غيرها.






وكان يرفع يديه معها ممدودتي الأصابع مستقبلاً بهما القبلة إلى فروع أُذنيه،



[size=16]ورويَ إلى منكبَيْه، ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى [فوق الرّسغ والسّاعد،


ولم يصحّ عنه موضع وضعهما،


وكان يستفح تارةً بـ: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب،


اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد، اللهم نقِّني من الذّنوب والخطايا


كما يُنَقَّى الثّوب الأبيض من الدَّنَس".وتارةً يقول:


" {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ،


[بالأنعام، من الآية: 79]


{إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ

وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، [الأنعام الآيتان: 162-163].


"اللهم أنت الملك لا إله إلاّ أنت، أنت ربّي وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفتُ بذنبي،


فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنتَ، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنتَ،


واصرف عني سيّئها لا يصرف عني سيّئها إلا أنتَ، لبّيك وسعديك، والخير في يديك،

والشّر ليس إليك، أنا بك وإلينا، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".


ولكن المحفوظ أنّه في قيام اللّيل.



وتارة يقول: "اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل..." إلى آخره.



وتارة يقول: "اللهم لك الحمد، أنت نور السّموات والأرض ومَن فيهن" إلى آخره.


قال ابن القيم :فكلّ هذه الأنواع قد صحّت عنه.


وروي عنه أنّه كان يستفتح بـ: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك".


وذكره أهل (السّنن) والذي قبله أثبت منه.


ولكن صحّ عن عمر أنّه يستفتح به في مقام النّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ويجهر به، يعلّمه النّاس.



قال أحمد: أذهب إلى ما روي عن عمر،

ولو أنّ رجلاً استفتح ببعض ما روي عن النّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان حسناً.




وكان يقول بعد ذلك: "أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم"، ثم يقرأ الفاتحة.



وكان يجهر بـ: (بسم الله الرّحمن الرّحيم) تارةً، ويخفيها أكثر.


وكانت قراءته مداً، يقف عند كلّ آيةٍ ويمد بها صوته. فإذا فرغ من قراءة الفاتحة قال: "آمين".


فإن كان يجهر بالقراءة رفع بها صوته، وقالها مَنْ خلفه.


وكان له سكتتان: سكتة بين التّكبيرة والقراءة، واخلتف في الثّانية، فروي بعد الفاتحة،


وروي قبل الرّكوع.


وقيل: بل سكتتان غير الأولى، والظّاهر أنّهما اثنتان فقط. وأمّا الثّالثة فلطيفة، لأجل تراد النّفس،


فَمَن لم يذكرها، فلقصرها.


فإذا فرغ من قراءة الفاتحة أخذ في سورة غيرها، وكان يطيلها تارةً ويخفّفها لعارضٍ من سفرٍ أو غيره،


ويتوسّط فيها غالباً.


وكان يقرأ في الفجر بنحو ستين آية إلى مائة، وصلاّها بسورة (ق)، وصلاّها بسورة (الرّوم)،


وصلاّها بـ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، [التّكوير الآية:1]، في الرّكعتين كلتيهما


وصلاّها بسورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} ، [الزّلزلة الآية:1]،





وصلاّها بـ (الْمُعوّذتين)، وكان في السّفر، وصلاّها: فاستفتح سورة (المؤمنون)

حتى إذا بلغ ذكر موسى وهارون في الرّكعة الأولى، أخذته سعلة فركع.
وكان يصلّيها يوم الجمعة بـ: (آلم السّجدة) و{هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ}، [الإنسان من الآية: 1]،



لما اشتملتا عليه من المبدأ والمعاد، وخلق آدم، ودخول الجنة والنّار،



وذكر ما كان وما يكون في يوم الجمعة، كما كان يقرأ في المجامع العظام،

كالأعياد والجمعة بسورة (ق)، و(اقتربت) و(سبّح)، و(الغاشية).


فصل:



وأمّا الظّهر، فكان يطيل قراءتها أحياناً، حتى قال أبو سعيد: كانت صلاة الظّهر تقام،



فيذهب الذّاهب إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يأتي أهله فيتوضّأ،


ويدرك النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الرّكعة الأولى مما يطيلها. رواه مسلم،


وكان يقرأ فيها تارةً بقدر (آلم تنْزيل) السّجدة، وتارةً بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، [الأعلى الآية:1]،

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} ، [الشمس الآية:4]، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، [البروج الآية:1].



وأمّا العصر، فعلى النّصف من قراءة الظّهر إذا طالت، وبقدرها إذا قصرت.


وأمّا المغرب، فكان هديه فيها خلاف عمل النّاس اليوم، فإنّه صلاّها مرّة بـ: (الأعراف) في الرّكعتين،



ومرّة بـ: (الطّور)، ومرّة بـ: (المرسلات).



وأمّا المداومة على قراءة قصار المفصّل فيها، فهو من فعل مروان، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت.


قال ابن عبد البر: "روي عنه أنّه قرأ في المغرب بـ: (آلَ م ص) وبـ: (الصّافات)، وبـ: (الدّخان)،

و{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، [الأعلى الآية:1]، وبـ: (التّين)، وبـ: (المعوّذتين)، وبـ: (المرسلات)،

وهو مشهور وأنّه كان يقرأ فيها بقصار المفصّل، وكلّها آثار صحاح مشهورة".


الفصول في سيرة الرسول Mus-66

وأمّا عشاء الآخرة، فقرأ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فيها بـ: (التّين)، ووقّت لمعاذ فيها

بـ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، [الشمس الآي:1]، وبـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، [الأعلى الآية:1]،

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} ، [الشمس الآية:4]، ونحوها.

ولهذا أنكر عليه قراءته فيها بـ: (البقرة)، وقال له: "أفتّان أنت يا معاذ؟"،

فتعلّق النّقارون بهذه الكلمة، ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا ما بعدها.

وأما الجمعة، فكان يقرأ فيها بسورتي (الجمعة)، والمنافقون)، وسورتي: (سبّح) و(الغاشية).

وأمّا الاقتصار على قراءة أواخر السّورتين فلم يفعله قط.

وأمّا الأعياد، فتارة يقرأ بـ: (ق)، و(اقتربت)، كاملتين، وتارةً بـ: (سبّح) و(الغاشية).

وهذا الهدي الذي استمرّ عليه إلى أن لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ.


وأمّا قوله: "أيّكم أمّ بالنّاس فليخفّف" ،

فالتّخفيف أمر نسبي يُرجع فيه إلى ما فعله النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم لا إلى شهوات المأمومين.

وهديه الذي كان يواظب عليه، هو الحاكم في كلّ ما تنازع فيه المتنازعون.


وكان لا يعين سورة بعينها لا يقرأ إلاّ بها، إلاّ في الجمعة والعيدين.

وكان من هديه قراءة السّورة، وربّما قرأها في الرّكعتين، وأمّا قراءة أواخر السّور وأوساطها،

فلم يحفظ عنه.

وأمّا قراءة السّورتين في الرّكعة، فكان يفعله في النّافلة.

وأمّا قراءة سورةٍ واحدةٍ في ركعتين معاً، فقلّما كان يفعله.

وكان يطيل الرّكعة الأولى على الثّانية من كلّ صلاةٍ، وربّما كان يطيلها، حتى لا يسمع وقع قدم.

فإذا فرغ من القراءة، رفع يديه وكبّر راكعاً، ووضع كفّيه على ركبتيه كالقابض عليهما،

ووتّر يديه، فنحاهما عن جنبيه، وبسط ظهره ومدّه، واعتدل فلم ينصب رأسه ولم يخفضه،

بل حيال ظهره.

وكان يقول: "سبحان ربّي العظيم"، وتارةً يقول مع ذلك، أو مقتصراً عليه:

"سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" .

وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات، وسجوده كذلك، وتارةً يجعل الرّكوع والسّجود بقدر القيام،

ولكن كان يفعله أحياناً في صلاة اللّيل وحده.


فهديه الغالب تعديل الصّلاة وتناسبها. وكان يقول أيضاً في ركوعه:


"سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح".


ثم يرفع رأسه


قائلاً: "سمع الله لِمَن حمده" . ويرفع يديه، وكان دائماً يقيم صلبه، إذا رفع من الرّكوع،



وبين السّجدتين، ويقول: "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرّجل فيها صلبه في الرّكوع والسّجود".



وكان إذا استوى قال: "ربّنا ولك الحمد" ، وربّما قال: "ربنا لك الحمد" ،



وربّما قال: "اللّهمّ ربّنا لك الحمد".


وكان من هديه إطالة هذا الرّكن بقدر الرّكوع، فصحّ عنه أنّه كان يقول فيه:




"اللّهمّ ربّنا لك الحمد ملء السّموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد،




أهل الثّناء والمجد، أحقّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت،

ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ".


وصحّ عنه أنّه كان يقول فيه: "اللّهمّ! غسلني من خطايا بالماء والثّلج والبرد،



ونقّني من الذّنوب والخطايا كما يُنّقَّى الثّوب الأبيض من الدَّنَس،

وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".

ثم كان يكبّر ويخرّ ساجداً، ولا يرفع يديه.



وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه.



هذا هو الصّحيح فكان أوّل ما يقع منه على الأرض الأقرب إليها فالأقرب،



وأوّل ما يرتفع الأعلى فالأعلى، فإذا رفع، رفع رأسه أوّل، ثم يديه، ثم ركبتيه،


وهكذا عكس فعل البعير. وهو نهى عن التّشبّه بالحيوانات في الصّلاة،


فنهى عن بروك كبروك البعير، والتفات كالتفات الثّعلب، وافتراش كافتراش السّبع، وإقعاء كإقعاء الكلب،


ونقر كنقر الغُراب، ورفع الأيدي وقت السّلام كأذناب الخيل الشّمس.


وكان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة، ولم يثبت عن السّجود عليه،


وكان يسجد على الأرض كثيراً، وعلى الماء والطّين، وعلى الخمرة المتّخذة من خوص النّخل،


وعلى الحصير المتّخذ منه، وعلى الفروة المدبوغة.


وكان إذا سجد مكّن جبهته وأنفه من الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، وجافاهما حتى يُرى بياض إبطيه،


وكان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه، ويعتدل في سجوده، ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة،


ويبسط كفيه وأصابعه، ولا يفرّج بينهما، ولا يقبضهما .


وكان يقول: "سبحان ربّي الأعلى"، وأمر به.


ويقول: "سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي".

او يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح


وكان يقول: "اللهم لك سجدت، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره،


وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين".



وكان يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي كلّه دقّه وجلّه، وأوّلهُ وآخره، وعلانيته وسرَّه".


وكان يقول: "اللهم اغفر لي خطاياي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني،



اللهم اغفر لي جدّي وهزلي، وخطاياي وعمدي وكلّ ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدّمتُ وما أخّرتُ،


وما أسررتُ وما أعلنتُ أنت إلهي لا إله إلاّ أنتَ".

وأمر بالاجتهاد في الدّعاء في السّجود


ثم يرفع رأسه مكبِّراً غير رافع يديه،







[size=21][b]ثم يجلس مفترشاً يفرشُ اليسرى،





ويجلس عليها، وينصبُ اليمنى ويضع يديه على فخذيه، ،





[size=21][size=21][b]ويجعل مرفقيه على فخذيه وطرف يده على ركبته،

[size=21][size=21][b]ويقبض اثنتين من أصابعه، ويحلق حلقة،







]ثم يرفع إصبعه يدعو بها، ويحرّكها،

ثم يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني، واهدني وارزقني".

هكذا ذكره ابن عباس عنه.

وذكر حذيفة عنه أنّه كان يقول:






"ربّ اغفر لي" ، ثم ينهض على صدور

قدميه وركبتيه، معتمداً على فخذيه،

فإذا نهض افتتح القراءة ولم يسكت،

كما يسكت عند الاستفتاح.[/size]

الفصول في سيرة الرسول Mus-66






[center]
[size=21]ثم يصلّي الثّانية كالأولى


إلاّ في أربعة أشياء: السّكوت والاستفتاح، وتكبيرة الإحرام، وتطويلها.



فإذا جلس للتّشهّد، وضع يده اليسرى




على فخذه الأيسر، ويده اليمنى على


فخذه الأيمن، وأشار بالسّبابة،

وكان لا ينصبها نصباً، ولا ينيمها،


بل يحنيها شيئاً يسيراً، ويحرّكها،


ويقبض الخنصر والبنصر ويحلق الوسطى


مع الإبهام ويرفع السّبابة يدعو بها،


ويرمي بصره إليها، ويبسط


الكفّ اليسرى على الفخذ اليسرى،


ويتحامل عليها.


وأمّا صفة جلوسه، فكما تقدّم بين

السّجدتين سواء.



ويُعلّم أصحابه أن يقولوا:


"التّحيّات لله والصّلوات والطّيّبات،



السّلام عليك أيّها النّبِيّ ورحمة الله


وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلاّ الله،


وأشهد أنّ محمّداً عبده رسوله

" .

]ثم يقوم للثالثه و كان يرفع يديه

في هذا الموضع، ثم كان يقرأ الفاتحة




وحدها، ولم يثبت عنه أنّه قرأ في


الأخيرتين بعد الفاتحة شيئاً.


الفصول في سيرة الرسول Mus-66




وكان يدعو بعد التّشهّد الاخير،

وقبل السّلام،/


وكان يدعو في صلاته فيقول:


"اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب القبر.

وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات،
،

اللهم إنّي أعوذ بك من المأثم والمغرم".



وكان يقول في صلاته ـ أيضا ـ :



"اللهم اغفر لي ذنبي،




ووسّع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني



" .

وكان يقول: "اللهم إنّي أسألك

الثّبات في الأمر، والعزيمة

على الرّشد، وأسألك شكر نعمتك،


وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً،



وأسألك

لساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من
[شرّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم".


]وكان في التّشهّد لا يُجاوز بصره إشارتَه.



وكان يدخل في الصّلاة وهو يريد إطالتها، فيسمع بكاء الصّبيّ،



فيخفّفها مخافة أن يشقّ على أمّه وكذلك كان يصلّي الفرض
وهو حامل أمامة بنتَ ابنته على عاتقه،


إذا قام حملها، وإذا ركع وسجد وضعها

،


وكان يصلّي فيجيء الحسن والحسين، فيركبان على ظهره،



فيطيل السّجدة كراهية أن يلقيه



عن ظهره، وكان يصلّي فتجيء عائشة، فيمشي، فيفتح لها الباب




ثم يرجع إلى مصلاّه.


وكان يردّ السّلام بالإشارة.





وثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

أنّه قال: "إنّما أنا بشر مثلكم أنسى كما تَنْسَوْنَ، فإذا نسيتُ فذكِّروني".


وكان سهوه من تمام النّعمة على أمّته، وإكمال دينهم، ليقتدوا به،


فقام من اثنتين في الرّباعية

.

فلمّا قضى صلاته، سجد قبل السّلام فأخذ منه أن مَن ترك شيئاً من،



أجزاء الصّلاة التي ليست بأركانٍ


جد له قبل السّلام، وأخذ من بعض


طرقه أنّه إذا ترك ذلك، وشرع في ركنٍ لم يرجع. وسلّم من ركعتين في





إحدى صلاتي العشي، ثم تكلّم

ثم أتمّها، ثم سلّم، ثم سجد، ثم سلّم.



وصلّى وسلّم، وانصرف وانصرف





وقد بقي من الصّلاة ركعة،


فقال له طلحة: نسيتَ ركعة.

فرجع فدخل المسجد، فأمر بلالاً فأقام

فصلّى للنّاس ركعةً. ذكره أحمد.


وصلّى الظّهر خمساً، فقالوا ]

صليتَ خمساً، فسجد بعد ما سلّم.




هذا مجموع ما حُفظ عنه، وهي خمسة مواضع.


ولم يكن من هديه تغميض عينيه


في الصّلاة، وكرهه أحمد وغيره،


وقالوا: هو من فعل اليهود وأباحه جماعة، والصّواب أنّ الفتحَ

إن كان لا يخلّ بالخشوع، فهو أفضل،

وإن حال بينه وبين الخشوع لما في قبلته

من الزّخرف وغيره، فهناك لا يكره.





وكان إذا سلّم استغفر ثلاثاً،


ثم قال: "اللهم أنتَ السّلام ومنك السّلام، تبارك يا ذا الجلال
والإكرام".


ولا يمكث مستقبل القبلة إلاّ مقدار ما يقول ذلك، ويسرع[



الانفتال إلى المأمومين.


وكان ينفتل عن يمينه وعن يساره،



ثم كان يقبل على المأمومين بوجهه،

ولا يخصّ ناحية منهم دون ناحيةٍ.


وكان إذا صلّى الفجر جلس في مصلاّه



حتى تطلع الشّمس حسناء

.

]

وكان يقول في دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ:

الله وحده لا شريك له،





له الملك، وله الحمد، وهو على




كلّ شيء قدير


"اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ ولا معطي


لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ

،


ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، لا إله إلاّ الله،


ولا نعبدُ إلاّ إيّاه، له النّعمة، وله الفضل،

وله الثّناء الحسن، لا إله إلاّ الله مخلصين


له الدّين، ولو كره الكافرون".

وندب أمته إلى أن يقولوا في دبر كلّ


صلاةٍ مكتوبةٍ: سبحان الله.


ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله، ثلاثاً وثلاثين،


والله أكبر. ثلاثاً وثلاثين؛


وتمام المائة: لا إله إلاّ الله


وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،


وهو على كلّ شيء قدير.

]وذكر ابن حبّان في (صحيحه) عن الحارث

بن مسلم قال: قال رسول الله ـ


]صلّى الله عليه وسلّم ـ: "إذا صلّيت

الصّبح، فقل قبل أن تتكلّم: اللهم أجرني



من النّار. سبع مرات، فإنّك إن متَّ من




يومك كتب الله لك جواراً من النّار،


وإذا صلّيتَ المغرب، فقل قبل أن تتكلّم




اللهم ]أجرني من النّار، سبع مرات،



فإنّك إن متَّ من ليلتك، كتب الله لك


جواراً من النّار".




الفصول في سيرة الرسول Mus-66
3
فصل


وكان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

يحافظ على عشر ركعاتٍ في



الحضر دائماً، وهي التي قال فيها


ابن عمر: حفظتُ عن رسول الله ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ عشر ركعاتٍ:

ركعتين قبل الظّهر، وركعتين بعدها،

وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد


العشاء في بيته، وركعتين قبل

صلاة الفجر.


ولَمّا فاتته الرّكعتان بعد الظّهر


قضاهما في وقت النّهي بعد العصر،

وكان يصلّي أحياناً قبل الظّهر أربعاً،


وأمّا الرّكعتان قبل المغرب، فصّح عنه



أنّه قال: "صلّوا قبل المغرب ركعتين".


وقال في الثّالثة: "لِمَن شاء"، كراهة


أن يتّخذها النّاس سُنّة، وهذا هو

الصّواب؛ أنّها مستحبّة، وليست

بسُنّةٍ راتبةٍ.

وكان يصلّي عامّة السّنن والتّطوّع الذي لا سبب له في بيته لا سيما

سُنّة المغرب، فإنّه لم ينقل عنه أنّه فعلها في المسجد البتة، وله فعلها

[b][color=red]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 17, 2012 12:55 pm

فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في قيام اللّيل[/size]


لم يكن ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
يدع صلاة اللّيل حضراً ولا سفراً،
وإذا غلبه نومٌ أو وجعٌ، صلّى من
النّهار اثنتي عشرة ركعة،

فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعات الفرض، والسُّنن الرّاتبة التي
كان يحافظ عليها، جاء مجموع ورده
الرّاتب باللّيل والنّهار أربعين ركعة،

كان يحافظ عليها دائماً، وما زاد

على ذلك فغير راتبٍ.

فينبغي للعبد أن يواظب على

هذا الورد دائماً إلى الممات،
فما أسرع الإجابة، وأعجل فتح

الباب لِمَن يقرعه كلّ يوم وليلة

أربعين مرّة، والله المستعان.
وكان إذا استيقظ من اللّيل قال:

"لا إله إلاّ أنتَ سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك

رحمتك،

اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي

بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمةً إنّك أنتَ
الوهّاب".




الفصول في سيرة الرسول Mus-148

وكان وتره أنواعاً منها: هذا.


ومنها: أن يصلّي ثماني ركعات
يسلّم بعد كلّ ركعتين، ثم يوتر
بخمسٍ سرداً متواليات، لا يجلس

إلاّ في آخرهن.

ومنها: تسع ركعات يسرد منهن

ثمانياً، لا يجلس إلاّ في الثّامنة،

يجلس فيذكر الله، ويحمده ويدعوه،

ثم ينهض ولا يسلّم، ثم يصلّي التّاسعة، ثم يقعد
فيتشهّد

ويسلّم،

ثم يصلّي بعدها ركعتين بعد ما يسلّم.

ومنها: أن يصلّي سبعاً، كالتّسع المذكورة، ثم يصلّي

بعدها
ركعتين جالساً.

ومنها: أن يصلي مثْنَى مثنَى،

ثم يوتر .

[size=25]وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه

وسلّم ـ يسّر بالقرآن في صلاة تارةً، ويجهر بارةً، ويطيل [/size]

القيام تارةً، ويخفّفه تارةً.[/size]



الفصول في سيرة الرسول Mus-148
وكان يصلّي التّطوّع باللّيل والنّهار


على راحلته في السّفر، قِبَل أيِّ


وجه توجهت به، فيركع ويسجد


عليها إيماءً،ويجعل سجوده أخفض


من ركوعه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:07 am

ما شاء الله
موضوع فى غايه الاهميه
وبه تعاليم رااائع
ارجو تثبيت الموضوع للاهميه
بوركتى بحفظ الرحمن
وجعل ما سطرتى فى موازين حسناتك
دائما مواضيعك مميزة
تستحقين احلا تقييييييييييييييييييييييم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرح
عضوه vib
عضوه vib
فرح


بلد الإقامه : ✿ In Oman's heart ✿
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female54 عدد المساهمات : 7139
نقاط : 7932
التقييم : 80
تاريخ التسجيل : 12/05/2010
العمر : 34
العمل/الترفيه : ❀estudiante❀
المزاج : praise be to Allah

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:21 am

جزاك الله خيرا
الفصول في سيرة الرسول 954951
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 9:33 am

جزاكم الله خيرا احبتي
ام نبيل *فروحه
مروركم وردكم افضل تقييم عندي
شكراا لكم من كل قلبي

مازال هناك المزيد في هذا الموضوع اسأل الله ان ينفع به ويرزقنا اتباع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

كونوا بالقرب اتشرف بتواجدكم

بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 10:16 am

فصل في هديه صلى الله عليه في الجمعة
وذكر خصائص يومها



"خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة،


فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أدخل الجنة،


وفيه أخرجَ منها، ولا تقوم السّاعة إلاّ في

يوم الجمعة".
ورواه في (الموطّأ)، وصحّحه التّرمذي ـ

أيضاً ـ بلفظٍ: "خير يومٍ طلعت فيه الشّمس،

فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيبَ عليه وفيه مات، ،

وفيه تقوم السّاعة، وما من دابةٍ إلاّ وهي مصيخة

يوم الجمعة من حين

تصبح حتى تطلع الشّمس شفقاً من السّاعة،

إلاّ الجنّ والإنس، وفيها ساعةٌ لا يُصادفها عبد مسلم، وهو يصلّي يسأل الله
شيئاً إلاّ

أعطاه الله إيّاه".

قال كعب: ذلك في كلّ سنة يوم.


فقلت: بل كلّ جمعة. فقرأ التّوراة فقال:

صدق رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.

الفصول في سيرة الرسول Ff141


قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام،


فحدّثته بمجلسي مع كعبٍ، فقال لقد علمت أيَّ ساعةٍ هي. قلت:
:



فأخبرني بها. قال: هي آخر ساعةٍ في


يوم الجمعة. فقلت: كيف؟

وقد قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:

"لا يُصادفها عبد مسلم وهو يصلّي"


وتلك السّاعة لا يصلى فيها؟

فقال ابن سلام: ألم يقل رسول الله ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ: "مَن جلس مجلساً

ينتظر الصّلاة فهو في صلاةٍ حتى يصلّي؟".

وفي لفظٍ في (مسند أحمد) في حديث

أبي هريرة قال: قيل للنَّبِي ـ صلّى الله عليه

وسلّم ـ: لأيّ شيء سمي يوم الجمعة؟

قال: "لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم،

وفيها الصّعقة والبعثة، وفيها البطشة،

وفي آخره ثلاث ساعات، منها ساعة

مَن دعا الله فيها استجيب له".






الفصول في سيرة الرسول Ff141


وذكر ابن إسحاق عن عبد الرّحمن بن كعب






بن مالك قال: كنت قائد أبي حين كفّ بصره،


فإذا خرجت به إلى الجمعة، فسمع الأذان


لها، استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة،


فكنت حيناً أسمع ذلك منه، فقلت:


إنّ عجزاً أن لا أسأله؟ فقلت: يا أبتاه! أرأيت استغفارك لأسعد بن

زرارة كلّما سمعت

الأذان بالجمعة؟ قال: أي بني كان أسعد أوّل مَن جمّع بنا بالمدينة قبل



مقدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ،

في هزْمِ النّبيت من حرة بني بَيَاضة، في

نقيع يقال له: نقيع الخضمات. قلت وكم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون رجلاً. :


قال البيهقي: هذا حسن صحيح الإسناد.

انتهى.
ثم قدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ المدينة، فأقام بقباء يوم
الإثنين والثّلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس


مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة،



فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف،

فصلاّها في المسجد الذي في بطن الوادي

قبل تأسيس مسجده.


الفصول في سيرة الرسول Ff141

وكان من هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ


تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه


بخصائص منها:


أنّه يقرأ في فجره بـ: (آلم السّجدة) و


{هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ} ،


[الإنسان، من الآية: 1]،


فإنّهما تضمنتا ما كان وما يكون في يومها.


ومنها: استحباب كثرة الصّلاة فيه على


النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ،


وفي ليلته؛ لأنّ كلّ خيرٍ نالته أمّته في الدّنيا والآخرة، فعلى يديه،


وأعظم كرامة تحصل


لهم يوم الجمعة،: فإنّ فيه بعثهم إلى


منازلهم في الجنة، وهو يومُ المزيد لهم


إذا دخولها، وقربُهم من ربّهم يوم المزيد،


وسبقهم إلى الزّيادة بحسب قربهم من


الإمام يوم الجمعة، وتبكيرهم إليها.


ومنها: الاغتسال في يومها، وهو أمر


مؤكّد جدّاً، ووجوبه أقوى من وجوب


الوضوء من مسّ الذّكر، والرّعاف، والقيء،

ووجوب الصّلاة على النّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في التّشهّد الأخير.


ومنها: الطّيب والسّواك، ولها مزية فيه

على غيره.


ومنها: التّبكير، والاشتغال بذكر الله تعالى،


والصّلاة إلى خروج الإمام.


ومنها: الإنصات للخطبة وجوباً.


ومنها: قراءة (الجمعة) و(المنافقين)


أو (سبّح) و(الغاشية).


ومنها: أن يلبس فيه أحسن ثيابه.


ومنها: أنّ للماشي إليها بكلّ خطوةٍ


عملُ سنة، أجر صيامها وقيامها.


ومنها: أنّه يكفّر السيّئات.

ومنها: ساعة الإجابة.




الفصول في سيرة الرسول Ff141



كان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا خطب






احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه،


حتى كأنّه منذر جيشٍ يقول: صبّحكم ومسّاكم.

وكان يقول في خطبته: "أمّا بعد"

ويقصرُ الخطبة، ويطيل الصّلاة.

وكان يشير في خطبته بإصبعه السّبّابة

عند ذكر الله ودعائه.

وكان يأمر بالدّنوّ منه والإنصات، ويخبر:

"أنّ الرّجل إذا قال لصاحبه: أنصت. فقد لغا.

ومَن لغا فلا جمعة له".


الفصول في سيرة الرسول Ff141



وكان إذا صلّى الجمعة دخل منْزله،


فصّلى ركعتين سنّتها، وأمر مَن صلاّها

أن يصلّي بعدها أربعاً. قال شيخنا:

إذا صلّى في المسجد صلّى أربعاً.


وإن صلّى في بيته صلّى ركعتين.



الفصول في سيرة الرسول Alweed6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 10:26 am

فصل في هديه صلى الله عليه في سفره وعيادته فيه
...

فصل:في هديه-صلّى الله عليه وسلّم


-في سفره وعباداته فيه


كانت أسفاره ـ صلّى الله عليه وسلّم


ـ دائرة بين أربعة أسفارٍ: سفرٍ لهجرته،


وسفرٍ للجهاد، وهو أكثرها، وسفرٍ


للعمرة، وسفرٍ للحج.

الفصول في سيرة الرسول Ff141


وكان إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه،


ولما حجّ سافر بِهِنَّ جميعاً، وكان إذا سافر، خرج من أوّل النّهار،


وكان يستحبّ الخروج يوم الخميس،


ودعا الله أن يبارك لأمّته في بكورها،


وكان إذا بعث سريّةً أو جيشاً، بعثهم من أوّل

النّهار، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة


أن يؤمّروا أحدهم، ونهى أن يسافر الرّجل وحده،



وذكر عنه أنّه كان يقول حين ينهض


للسّفر: "اللهم إليك توجّهت، وبك


اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني وما

لا أهتمّ له، اللهم زودني التّقوى،


واغفر لي ذنْبِي، ووجّهني للخير أينما توجّهت".

الفصول في سيرة الرسول Ff141

وكان إذا قدمت له دابته ليركبها يقول:


"بسم الله" حين يضع رجله في الرّكاب،


فإذا استوى على ظهرها قال:


"الحمد لله الذي سخّر لنا هذا وما كان


له مُقرنين، وإنا إلى ربّنا لمنقلبون" ،


ثم يقول : "الحمد لله، الحمد لله،


الحمد لله". ثم يقول: "الله أكبر،


الله أكبر، الله أكبر". ثم يقول:


"سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي،


إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنتَ".


الفصول في سيرة الرسول Ff141


وكان يقول: "اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى،


ومن العمل ما ترضى،


اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، وَاطْوِ عنّا بُعْده،


اللهم أنتَ الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللهم




إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في
الأهل



والمال" .


وإذا رجع قالهن، وزاد: "آيبون، تائبون عابدون لربّنا حامدون".،



وكان هو وأصحابه إذا عَلَوْا الثّنايا كبّروا،


وإذا هبطوا الأودية سبّحوا.


وكان إذا أشرف على قريةٍ يريد دخولها


يقول: "اللهم ربّ السّموت السّبع


وما أظللن، وربّ الأرضين السّبع


وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن،


وربّ الرّياح وما ذرين، أسألك خير


هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها،


وأعوذ بك من شرّها، وشرِّ أهلها،


وشرّ ما فيها".

الفصول في سيرة الرسول Ff141

وكان يقصر الرّباعية،


وكان من هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم


ـ الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه
أنّه صلّى السّنة قبلها

ولا بعدها إلاّ سنّة الفجر والوتر، ولكن


لم يمنع من التّطوّع قبلها ولا بعدها،


فهو كالتّطوّع المطلق، لا أنّه سنة


راتبة للصّلاة.


وكان من هديه ـ صلّى الله عليه

وسلّم ـ صلاة التّطوّع على راحلته اين

توجّهت به، وكان يُومئ في ركوعه،


وكان إذا أراد أن يرتحل قبل أن تزيغ


الشّمس أخّر الظّهر إلى العصر، فإن



زالت قبل أن يرتحل صلّى الظّهر،


ثم ركب.
وكان إذا أعجله السّير أخّر المغرب


حتى يجمع بينها وبين العشاء،


ولم يكن من هديه الجمع راكباً

ولا حال نزوله.



الفصول في سيرة الرسول 501
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 10:50 am

فصل في هديه صلى الله عليه في قراءة القرآن

...







كان له حزب لا يخلّ به، وكانت قراءته ترتيلاً حرفاً حرفاً، ويقطِّع

قراءته آيةً آيةً،




ويمدّ عند حروف المدّ، فيمد الرّحمن ويمدّ الرحيم.،



وكان يستعيذ في أوّل القراءة، فيقول

"أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم".
:




وربّما قال: "اللهم إنّي أعوذ بك من


الشّيطان الرّجيم من هَمْزِهِ ونفخه ونَفثه" .


وكان يحبّ أن يسمع القرآن من غيره وأمر ابن مسعود،

فقرأ وهو يسمع وخشع حتى ذرفت عيناه.،،





وكان يقرأ قائماً وقاعداً ومضطجعاً


ومتوضّئاً ومحدثاً إلاّ الجنابة، وكان يتغنى به


، ويرجّع صوته أحياناً.

وحكى ابن المغفّل ترجيعه آ آ آ ثلاث مرات، ذكره البخاري.



والتّغنِّي على وجهين:

أحدهما: ما اقتضته الطّبيعة من غيرتكلّف


، فهذا جائز وإن أعان طبيعته بفضل تزيين،


كما قال أبو موسى للنَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم


"لو علمتُ أنّك تستمع لحبّرتُه لك تحبيراً"


، أي: لحسّنتُه لك تحسيناً، وهذا هو


الذي كان السّلف يفعلونه، وعليه تحمل للأدلّة كلّها.



والثّاني: ما كان صناعة من الصّنائع،


كما يتعلم أصوات الغناء بأصناف الألحان على أوزان مخترعة،


فهذه هي التي كرهها السّلف،وأدلّة الكراهة تتناول هذا.





الفصول في سيرة الرسول Ff141


فصل في هديه صلى الله عليه في زيارته المريض

...




كان يعود مَن مَرِضَ من أصحابه، وعاد غلاماً كان يخدمه من أهل

الكتاب وعاد عمّه وهو مشرك، ،



وعرض عليهما الإسلام فأسلم اليهودي.


الفصول في سيرة الرسول Bloem_01


وكان يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله،


وكان يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول: ،



"اللّهمّ ربّ النّاس، أذهب البأس واشفِ أنتَ الشّافي،


لا شفاء إلاّ شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً" .



وكان يدعو للمريض ثلاثاً، كما قال:


"اللّهمّ اشفِ سعداً" ثلاثاً،


الفصول في سيرة الرسول Bloem_01


وكان إذا دخل على المريض يقول : "لا بأس، طهور



إن شاء الله "،وربّما قال:"كفارة وطهور".


وكان يرقي مَن كان به قرحة أو جرح أو شكوى


فيضع سبابته بالأرض،


ثم يرفعها ويقول: "بسم الله تربة أرضنا


بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن الله ربّنا".


وهذا في (الصّحيحين)،


وهو يبطل اللّفظة التي جاءت في حديث السّبعين ألفاً: "لا يرقون"

وهو غلط من الرّاوي.


ولم يكن من هديه أن يخصّ يوماً بالعيادة ولا وقتاً،


، بل شرع لأمّته عيادة المريض ليلاً ونهاراً.


الفصول في سيرة الرسول Bloem_01



وكان يعود من الرّمد وغيره، وكان أحياناً يضع يده على جبهة


[size=21]المريض ثم يمسح
،

صدره وبطنه، ويقول: "اللهم اشفه وكان يمسح وجهه أيضاً، وإذا


أيس من المريض قال: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون ".



الفصول في سيرة الرسول Bloem_03
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالجمعة أبريل 20, 2012 1:16 pm


فصل في هديه صلى الله عليه في الزكاة






فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الزّكاة



كان هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فيها أكمل هديٍ في وقتها وقدرها [/size]


ونصابها

ومَن تجب عليه، ومصرفها، قد راعى فيها مصلحة أرباب الأموال، ومصلحة
المساكين، وجعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ طهرةً للمال ولصاحبه، وقيد النّعمة
بها على الأغنياء، فما زالت النّعمة بالمال عن مَن أدّى زكاته، بل [/size]


يحفظه عليه[/size]


وينمّيه.


ثم إنّه جعلها في أربعة أصنافٍ من المال وهي أكثر الأموال دوراً بين

الخلق،


وحاجتهم إليها ضرورية:


أحدها: الزّرع والثّمار.


والثّاني: بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم.



الثّالث: الجوهران اللّذان بهما قوام العالم، وهما: الذّهب والفضّة.


الرّابع: أموال التّجارة على اختلاف أنواعها.




ثم إنّه أوجبها في كلّ عامٍ، وجعل حول الثّمار والزّرع عند كمالهما

واستوائهما،


وهذا أعدل ما يكون، إذ وجوبها كلّ شهرٍ أو جمعةٍ مما يضرّ بأرباب

الأموال،





ووجوبها في العمر مرّة مما يضرّ بالمساكين.[/size]

ثم إنّه فاوت


بين مقادير الواجب بحسب السّعي في التّحصيل، فأوجب الخمس


[center]فيما
صادفه الإنسان مجموعاً محصَّلاً وهو الرّكاز، ولم يعتبر له حولاً.



وأوجب نصفه وهو العشر فيما كان مشقّة تحصيله فوق ذلك، وذلك [/center]
في

الثّمار والزّروع التي يباشر حرثها، ويتولّى الله سقيها بلا كلفة من
العبد،
وأوجب نصف العشر فيما يتولى العبد سقيه بالكلفة والدّوالي والنّواضح
ونحوهما، وأوجب نصف ذلك وهو ربع العشر فيما كان النّماء فيه


موقوفاً على


عملٍ متّصلٍ من ربّ المال، متتابع بالضّرب في الأرض تارةً،

وبالإدارة تارةً،

وبالتّربّص تارةً.


ثم إنّه لما كان لا يحتمل كلّ مالٍ المواساة، جعل للمال الذي تحتمله

المواساة نصباً مقدّرة المواساة فيها، لا تجحف بأرباب الأموال،


وتقع موقعها


من المساكين، فجعل للورق مائتي درهم،

وللذّهب عشرين مثقالاً،


وللحبوب والثّمار خمسة أوسقٍ وهي خمسة أحمال من أحمال إبل

العرب،


وللغنم أربعين شاة،

وللبقر ثلاثين، وللإبل خمساً، لكن لما كان نصابها

لا يحتمل المواساة من جنسه، أوجب فيه شاة.
فإذا تكررت الخمس خمس مرّات، وصارت خمساً وعشرين، احتمل
نصابها


واحداً منها، ثم إنّه لما قد قدّر سنّ هذا الواجب في الزّيادة والنّقصان
بحسب


كثرة الإبل وقلّتها من ابن مخاض وبنت مخاض، وفوقه ابن لبون

وبنت لبون،


وفوقه الحقّ والحقّة، وفوقه الجذع والجذعة، وكلّما كثرت الإبل زاد
السّن إلى


أن يصل السّن إلى منتهاه، فحينئذٍ جعل زيادة عدد الواجب في مقابلة
زيادات


عدد المال، فاقتضت حكمته أن جعل في الأموال قدراً يحتمل المواساة،
ولا يجحف بها، ويكفي المساكين، فوقع الظّلم من الطّائفتين، الغني
بمنعه


ما أوجب عليه، والآخذ بأخذه ما لا يستحقّه، فتولد من بين
الطّائفتين ضرر

عظيم على المساكين1.

والله ـ سبحانه ـ تولّى قسمة الصّدقة بنفسه، وجزّأها ثمانية أجزاء يجمعها



صنفان:


أحدهما: مَن يأخذ لحاجةٍ، فيأخذ بحسب شدّة الحاجة وضعفها،



وكثرتها وقلّتها،

وهم الفقراء، والمساكين، وفي الرّقاب، وابن السّبيل.

والثّاني: مَن يأخذ لمنفعته وهم: العاملون عليها، والمؤلَّفة قلوبهم،
والغارمون لإصلاح ذات البين، والغزاة في سبيل الله، فإنّ لم يكن
الآخذ محتاجاً،

ولا منفعة فيه للمسلمين، فلا سهم له في الزّكاة.

الفصول في سيرة الرسول Ff141
فصل

وكان إذا علم من الرّجل أنّه من أهلها أعطاه، وإن سأله منها مَن لا

يعرف حاله


أعطاه بعد أن يخبره أنّه لا حظّ فيها لغنيٍّ، ولا لقويٍّ مكتسب.

وكان من هديه تفريقها على المستحقّين في بلد المال، وما فضل

عنهم منها


حمل إليه ففرقه، وكذلك كان يبعث سعاته إلى البوادي، ولم يكن

يبعثهم إلى


القرى، بل أمر معاذاً أن يأخذها من أهل اليمن ويعطيها فقراءهم.

ولم يكن من هديه أن يبعث سعاته إلاّ إلى أهل الأموال الظّاهرة من

المواشي


والزّرع والثّمار، وكان يبعث الخارص يخرص على أهل النّخيل تمر

نخيلهم،


وعلى أهل الكروم كرومهم، وينظر كم يجيء منه وسقاً، فيحسب

عليهم من


الزّكاة بقدره، وكان يأمر الخارص أن يدع الثّلث أو الرّبع، فلا

يخرصه لما يعرو


النّخيل من النّوائب.


وكان هذا الخرص لكي تحصى الزّكاة قبل أن تؤكل الثّمار، وتفرق،

وليتصرف


فيها أربابها بما شاؤوا ويضمنوا قدر الزّكاة.

ولم يكن من هديه أخذها من الخيل، ولا الرّقيق، ولا البغال، ولا
الحمير،


ولا الخضروات، ولا المباطخ، ولا المقاثي والفواكه التي لا تكال،

ولا تدخر،


إلاّ العنب والرّطب، فلم يفرق بين رطبه ويابسه، وكان إذا جاء
الرّجل بالزّكاة


دعا له، فتارةً يقول: "اللهم بارك فيه وفي إبله" ، وتارةً يقول:

"اللهم صلِّ عليه".

الفصول في سيرة الرسول Ff141

ولم يكن من هديه أخذ كرائم الأموال بل وسطه، وكان ينهى

المتصدّق


أن يشتري صدقته، وكان يبيح للغنيّ أن يأكل منها إذا أهداها إليه

الفقير،


وكان أحياناً يستدين لمصالح المسلمين على الصّدقة، وكان يسم إبل

الصّدقة

بيده، وإذا عراه أمر استسلف الصّدقة من أربابها، كما استسلف من

العبّاس




صدقة عامين.


وفرض زكاة الفطر عليه، وعلى مَن يمونه من صغيرٍ وكبيرٍ صاعاً

من تمرٍ أو


شعيرٍ أو أقط أو زبيبٍ، وروي عنه: "صاعاً من دقيقٍ" ، وروي

عنه:



"نصف صاعٍ من برٍّ". مكان الصّاع من هذه الأشياء، ذكره أبو داود،


الفصول في سيرة الرسول Ff141


وفي (الصّحيحين) أنّ معاوية هو الذي قوّم ذلك.


وكان من هديه إخراجها قبل صلاة العيد، وفي (الصّحيحين) عن
ابن عمر


قال: أمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بزكاة الفطر أن تؤدّى
قبل


خروج النّاس إلى الصّلاة.


وفي (السنن) عنه: "مَن أدّاها قبل الصّلاة، فهي زكاة مقبولة،

ومَن أدّاها


بعد الصّلاة، فهي صدقة من الصّدقات".


ومقتضى هذين الحديثين أنّه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، وأنّها

تفوت


بالفراغ من الصّلاة، وهذا هو الصّواب، ونظيره ترتيب الأضحية على
صلاة الإمام،


لا على وقتها، وأنّ مَن ذبح قبلها، فهي شاة لحمٍ.

وكان من هديه تخصيص المساكين بها، ولم يكن يقسمها على
الأصناف الثّمانية،

ولا فعله أحد من أصحابه، ولا مَن بعدهم.




الفصول في سيرة الرسول Ff141

فصل في هديه صلى الله عليه في صدقته التطوع






[b]كان أعظم النّاس صدقةً بما ملكت يده، ولا يستكثر شيئاً أعطاه لله، ولا يستقله، وكان لا يسأل



r=black]]أحدٌ[/size]




شيئاً عنده إلاّ أعطاه، قليلاً كان أو كثيراً، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور


الآخذ بما أخذه،




وكان إذا عرض له محتاج، آثره على نفسه




وكان يتَنوع في أصناف إعطائه وصدقته، فتارةً بالهدية، وتارةً بالصّدقة، وتارةً بالهبة، وتارةً
بشراء الشّيء،




ثم يعطي البائع السّلعة والثّمن، ويقبل الهدية، ويكافئ عليها بأكثر منها،




وكان مَن خالطه لا يملك نفسه عن السّماحة، ولذلك كان أشرح الخلق صدراً، وأطيبهم نفساً،


فإنّ




للصّدقة والمعروف تأثيراً عجيباً في شرح الصّدر،




وأعظم أسباب شرح الصّدر التّوحيد، وعلى حسب كماله وقوّته وزيادته




يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} ،


r=black]][الزّمر، من الآية: 22].[/size]




ومنها: النّور الذي يقذفه الله في القلب، وهو نور الإيمان، وفي التّرمذي مرفوعاً: "إذا دخل


النّورُ




r=black][القلبَ انفسح وانشرح". الحديث.[/size]




]ومنها: العلم، فإنّه شرح الصّدر، ويوسّعه، وليس هذا لكلّ علمٍ، بل للموروث عن الرّسول ـ


[b]صلّى الله عليه وسلّم ـ.




[b]ومنها: الإنابة إلى الله، ومحبّته بكلّ القلب، وللمحبّة تأثير عجيب في انشراح الصّدر، وطيب




النّفس،




وكلّما كانت المحبّة أقوى كان الصّدر أشرح، ولا يضيق إلاّ عند رؤية البطّالين.




ومنها: دوام الذّكر، فللذّكر تأثير عجيب في انشراح الصّدر.




]ومنها: الإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنّفع بالبدن، وأنوا




الإحسان.



[b]ومنها: الشّجاعة، فإنّ الشّجاع منشرح الصّدر.




[b]وأمّا سرور الرّوح ولذّّتّها، فمحرّم على كلّ جبّان، كما هو محرّم على كلّ بخيلٍ، وعلى كلّ



]معرضٍ عن الله،




غافلٍ عن ذكره، جاهلٍ به وبدينه، متعلق القلب بغيره، ولا عبرة




[b]بانشراح صدر هذا لعارضٍ، ولا يضيق صدر هذا لعارضٍ، فإنّ العوارض تزول بزوال


أسبابها، وإنّما المعوّل


على الصّفة



التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهي الميزان.


ومنها: ـ بل من أعظمها ـ إخراج دغل القلب من الصّفات المذمومة.

ومنه ترك فضول النّظروالكلام


والاستماع والخلطة، والأكل والنّوم.




[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 10:41 am


فصل في هديه صلى الله عليه في الصيام



لما كان المقصود من الصّيام حبس النّفس

عن الشّهوات، لتستعدّ لطلب ما فيه غاية سعادتها، وقبول ما تزكو به مما فيه

حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظّمأ

من حدتها، ويذكّرها بحال الأكباد



الجائعة من المساكين، وتضييق

مجاري الشّيطان من العبد بتضييق

مجاري الطّعام والشّراب، فهو لجام

المتّقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار المقرّبين، وهو لربّ العالمين من بين

الأعمال، فإنّ الصّائم لا يفعل شيئاً

وإنّما يترك شهوته، فهو ترك المحبوبات

لمحبّة الله، وهو سرٌّ بين العبد وربّه،

إذ العباد قد يطّلعون على ترك المفطرات الظّاهرة، وأمّا كونه ترك ذلك لأجل

معبوده فأمرٌ لا يطّلع عليه بشرٌ، وذلك




حقيقة الصّوم.


وله تأثير عجيب في حفظ الجوارح

الظّاهرة، والقوى الباطنة عن التّخليط

الجالب لها المواد الفاسدة، واستفراغ

المواد الرّديئة المانعة لها من صحّتها،

فهو من أكبر العون على التّقوى، كما

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ

عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ



َبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ،



[البقرة الآية: 183





وأمر ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من

اشتدّت شهوته للنّكاح، ولا قدرة له

عليه بالصّيام، وجعله وجاء هذه الشّهوة.

وكان هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلاً

للمقصود، وأسهله على النّفوس،

ولما كان فطم النّفوس عن شهواتها ومألوفاتها من أشقّ الأمور، تأخر فرضه



إلى ما بعد الهجرة، وفرض أوّلاً على وجه التّخيير بينه وبين أن يُطعم كلّ يوم مسكيناً،





ثم حتم الصّوم، وجعل الإطعام للشّيخ





الكبير والمرأة إذا لم يطيقا، ورخّص




للمريض والمسافر أن يفطرا، ويقضيا، والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، وإن خافتا علىولديهما زادتا مع



القضاء إطعام مسكين لكلّ يومٍ، فإنّ



فطرهما لم يكن لخوف مرضٍ، وإنّما كان

]مع الصّحّة، فجبر بإطعام مسكين، كفطر الصّحيح في أوّل الإسلام



وكان من هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم




ـ في شهر رمضان الإكثار من أنواع


العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان يكثر فيه من الصّدقة





والإحسان، وتلاوة القرآن، والصّلاة،





والذّكر، والاعتكاف.



وكان يخصّه من العبادات بما لا يخصّ

به غيره، حتى إنّه ليواصل فيه أحياناً



ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة.



وكان ينهى أصحابه عن الوصال

،

فيقولون له: إنّك تواصل؟

فيقول: "لست كهيئتكم إنّي أبيت عند





ربّي يطعمني ويسقيني". نهى عنه



رحمةً للأمّة، وأذن فيه إلى السّحر










وكان من هديه أن لا يدخل في صوم

رمضان إلاّ برؤيةٍ محقّقةٍ، أو بشهادة

شاهدٍ، فإن لم يكن رؤية ولاة شهادة
،

أكمل عدة شعبان ثلاثين، وكان إذا حال


ليلة الثّلاثين دون منظره سحاب أكمل

شعبان ثلاثين، ولم يكن صوم يوم الإغمام،


ولا أمرَ به، بل أمر بإكمال عدة شعبان ولا يناقض هذا قوله: "فإن غُمّ عليكم


فاقدروا له" فإنّ القدر: هو الحساب


المقدور، والمراد به الإكمال


وكان من هديه الخروج منه بشهادة

اثنين، وإذا شهد شاهدان برؤيته بعد


خروج وقت العيد، أفطر، وأمرهم

بالفطر، وصلّى العيد من الغد في وقتها.



وكان يعجل الفطر، ويحثّ عليه،


ويتسحر ويحثّ عليه، ويؤخّره ويرغب




في تأخيره، وكان يحضّ على الفطر


على التّمر، فإن لم يجده فعلى الماء.


ونهى الصّائم عن الرّفث والصّخب



والسّباب، وجواب السّباب، وأمره أن






يقول لِمَن سابّه: إنّي صائم.









وسافر في رمضان، فصام، وأفطر،



وخيّر أصحابه بين الأمرين، وكان




يأمرهم بالفطر إذا دنوا من العدوّ،



ولم يكن من هديه تقدير المسافة



التي يفطر فيها الصّائم بحدٍّ، وكان

الصّحابة حين ينشؤون السّفر يفطرون





من غير اعتبار مجاوزة البيوت،





ويخبرون أنّ ذلك هديه وسنته ـ





صلّى الله عليه وسلّم ـ.







وكان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، فيغتسل بعد الفجر ويصوم.



وكان يقبّل بعض أزواجه وهو صائم في رمضان، وشبّه قبلة الصّائم بالمضمضة

بالماء، ولم يصحّ عنه ـ صلّى الله عليه


وسلّم ـ التّفريق بين الشّاب والشّيخ.



وكان من هديه إسقاط القضاء عَمَن




أكل أو شرب ناسياً، وأنّ الله هو الذي


أطمعه وسقاه، والذي صحّ عنه تفطير


الصّائم به: هو الأكل والشّرب، والحجامة والقيء، والقرآن دلّ على الجماع،


ولم يصحّ عنه في الكحل شيء




وصحّ عنه أنّه يستاك وهو صائم

،

وذكر أحمد عنه أنّه كان يصبّ على


رأسه الماء وهو صائم، وكان يتمضمض ويستنشق وهو صائم، ومنع الصّائم من المبالغة في الاستنشاق

.

ولا يصحّ عنه أنّه احتجم وهو صائم.





فصل

وكان يصوم حتى يقال: لا يفطر. ويفطر

حتى يقال: لا يصوم





وما استكمل صيام شهر غير رمضان،





وما كان يصوم في شهر أكثر مِمّا كان



يصوم شعبان، ولم يكن يخرج عنه شهر





حتى يصوم منه، وكان يتحرى صيام



الإثنين والخميس.



وقال ابن عبّاس: كان رسول الله ـ





صلّى الله عليه وسلّم ـ لا يفطر أيام



البيض في حضرٍ ولا سفر. ذكره النّسائي. وكان يحضّ على صيامها.



وأمّا صيام عشر ذي الحجّة، فقد اختلف





عنه فيه، وأمّا صيام ستة أيام من



شوّال، فصحّ عنه أنّه قال: "صيامها مع رمضان يعدلُ صيام الدّهر".





وأمّا يوم عاشوراء، فإنّه كان يتحرى


صومه على سائر الأيام.



ولما قدم المدينة وجد اليهود تصومه





وتعظمه، فقال: "نحن أحقّ بموسى



منكم" فصامه وأمر بصيامه، وذلك قبل


فرض رمضان، فلمّا فرض رمضان




قال: "مَن شاء صامه ومَن شاء تركه".



وكان من هديه إفطار يوم عرفة بعرفة




ثبت عنه ذلك في (الصّحيحين)،


وروي عنه أنّه نهى عن صوم يوم


عرفة بعرفة رواه أهل (السّنن).

وصحّ عنه أنّ: "صيامه يكفّر السّنةالماضية والباقية". ذكره مسلم

.

ولم يكن من هديه صيام الدّهر. بل



قد قال: "مَن صام الدّهر لا صام



ولا أفطر".

وكان يدخل على أهله، فيقول:



هل عندكم شيء؟" ، فإن قالوا: لا.

قال: "إنّي إذاً صائم".


وكان أحياناً ينوي صوم التّطوّع،



ثم يفطر.





وكان إذا نزل على قومٍ وهو صائم أتمّ صيامه، كما فعل لما دخل على أمّ سليم
،






ولكن أُمّ سليم عنده بمنْزلة أهل بيته

.

وفي (الصّحيح) عنه أنّه قال: "إذا


دُعي أحدكم إلى طعامٍ وهو صائمٌ،

فليقل: إنّي صائمٌ".


وكان من هديه كراهة تخصيص يوم

الجمعة بالصّوم.









عدل سابقا من قبل ام علي في الثلاثاء أبريل 24, 2012 1:27 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأحد أبريل 22, 2012 4:52 pm





[center]

فصل في هديه صلى الله عليه في الاعتكاف





فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في ]

الاعتكاف[ ]


لما كان صلاح القلب، واستقامته في طريق سيره إلى[ ]


الله تعالى متوقفاً على جمعيته على الله، وَلَمِّ شعثه


بإقباله بالكليّة على الله، فإنّ شعث القلب لا يلمّه إلاّ


الإقبال على الله، وكانت فضول الشّراب والطّعام،


وفضول مخالطة الأنام، وفضول المنام، وفضول الكلام


مما يزيده شعثاً، ويشتّته في كلّ وادٍ، ويقطعه عن


سيره إلى الله تعالى، ويضعفه، أو يعوقه ويوقفه، ]


اقتضت حكمة العزيز الرّحيم بعباده أنّ شرع لهم من[


الصّوم


ما يذهب فضول الطّعام والشّراب، ويستفرغُ من القلب أخلاط الشّهوات


المعوّقة له عن سيره إلى الله، وشرعه بقدر المصلحة بحيث ينتفع به العبد في ]



] دنياه ]



وأخراه، ولا يضرّه، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده

وروحه عكوف القلب على الله، والانقطاع عن الخلق، والاشتغال به وحده، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه ]


بالخلق، فيعده بذلك لأنْسِه به يوم الوحشة في القبر.


ولما كان هذا المقصود إنّما يتمّ مع الصّوم، شرع


الاعتكاف في أفضل أيّام الصّوم وهو العشر الأخير من رمضان، ولم يذكر الله ـ سبحانه ـ الاعتكاف إلاّ مع الصّوم، ]


ولا فعله رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إلاّ مع الصّوم.
وأمّا الكلام، فإنّه شرع للأمّة حبسَ اللّسان عن كلّ ما[
]لا ينفع في الآخرة،

]وأما فضول المنام، فإنّه شرع لهم من قيام اللّيل
ما هو من أفضل السّهر وأحمده عاقبةً، وهو السّهر
المتوسط الذي ينفع القلب والبدن، ولا يعوق العبد عن مصلحته، ومدار رياضة أرباب الرّياضات والسّلوك على[
هذه الأركان الأربعة، وأسعدهم بها مَن سلك فيها[
المنهاج المحمدّي، فلم ينحرف انحراف الغالين،
ولا قصّر تقصير المفرطين[

كان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يعتكف العشر الأواخر
من رمضان حتى توفّاه الله ـ عزّ وجلّ ـ، وتركه مرّة فقضاه
في شوّال، واعتكف مرّة في العشر الأول، ثم الأوسط،
ثم العشر الأواخر يلتمس ليلة القدر، ثم تبيّن له أنّها[
]في العشر الأواخر، فداوم على الاعتكاف حتى لحق[
]بربّه ـ عزّ وجلّ ـ، وكان يأمر بخباء، فيضرب له في
المسجد يخلو فيه لربّه ـ عزّ وجلّ ـ، وكان إذا أراد[
الاعتكاف صلّى الفجر، ثم دخله، فأمر به مرّة، فضُرب له، ]
فأمر أزواجه بأخبيتهن فضربت، فلمّا صلّى الفجر، نظر[
]فرأى تلك الأخبية، فأمر بخبائه فقُوض، وترك الاعتكاف[
في رمضان حتى اعتكف العشر الأوّل من شوّال،[
وكان يعتكف كلّ سنة عشرة أيّام، فلمّا كان العام الذي
قُبِضَ فيه، اعتكف عشرين يوماً، وكان يعارضه جبريل
بالقرآن كلّ سنة مرّةً، فلمّا كان ذلك العام عارضه به
مرّتين، وكان يُعرض عليه القرآن أيضاً في كلّ سنةٍ ]
مرّة، فعرض عليه تلك السّنة مرّتين، وكان إذا اعتكف
دخل قبته وحده، وكان لا يدخل بيته إلاّ لحاجة الإنسان، ويخرج رأسه إلى بيت عائشة فترجله وهي حائض،
وكان بعض أزواجه تزوره وهو معتكف، فإذا قامت تذهب،
قام معها يقلبها، وكان ذلك ليلاً، ولم يكن




يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها، ]
وكان إذا اعتكف طرح له فراشه وسريره في معتكفه. ]
وكان إذا خرج لحاجته، مرّ بالمريض وهو في طريقه
فلا يعرجُ عليه ولا يسأل عنه، واعتكف مرّة في قبّةٍ[
]تركيّةٍ، وجعل على سدتها حصيراً، كلّ هذا تحصيل[
لمقصود الاعتكاف عكس ما يفعله الجهّال من اتّخاذ[
المعتكف موضع عشرة، ومجلبة للزّائرين، فهذا لونٌ والاعتكاف المحمّدي لونٌ.




[/center]


عدل سابقا من قبل شامخه بديني في الإثنين أبريل 23, 2012 3:02 pm عدل 4 مرات (السبب : تعديل اشياء بسيطه في ترتيب الموضوع)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالإثنين أبريل 23, 2012 2:30 pm

فصل في هديه صلى الله عليه في حجته وعمرته
...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في حجّه وعُمَره

اعتمر ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعد الهجرة أربع عمر كلّهن في


ذي القعدة:

الأولى: عمرة الحديبية سنة ستّ، فصده المشركون عن البيت،

فنحرَ وحلق حيث صُدَّ هو وأصحابه وحَلُّوا.

الثّانية: عمرة القضية في العام المقبل دخلها، فأقام بها ثلاثاً

ثم خرج.

الثّالثة: عمرته التي قرنَها مع حجّته.


الرّابعة: عمرته من الجعرانة،وكانت عُمره كلّها في أشهر الحجّ

مخالفاً لهدي المشركين فإنّهم يكرهون العمرة فيها، وهذا

دليل على أنّ الاعتمار في أشهر الحجّ

أفضل منه في رجب بلا شكّ، وأمّا في رمضان، فموضع نظر،

وقد صحّ عنه أنّ: "عمرة في رمضان تعدل حجّة".

وقد يقال: كان رسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يشتغل في

رمضان من العبادات بما هو أهمّ من العمرة مع ما في ترك

ذلك من الرّحمة لأمّته، فإنّه لو فعل لبادرت الأمّة إلى ذلك،

فكان يشقّ عليها الجمع بين العمرة والصّوم، وكان يترك كثيراً

من العمل وهو يحبّ أن يعمله خشية المشقّة عليهم.

ولم يحفظ عنه أنّه اعتمر في السّنة إلاّ مرّة واحدة، ولا خلاف

أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لم يحجّ بعد الهجرة إلاّ حجّة

واحدة سنة عشر، ولَمّا نزل فرض الحجّ، بادر إليه رسول الله

ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من غير تأخير، فإنّ فرضه تأخّر إلى

سنة تسع أو عشر.

وأمّا قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}،

[البقرة، من الآية: 196]، فإنّها وإن نزلت سنة ستٍّ، فليس

فيها فريضة الحجّ وإنّما فيها الأمر بإتمامه وإتمام العمرة، بعد

الشّروع فيهما.

ولما عزم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ على الحجّ أعلم النّاس

أنّه حاجٌّ، فتجهّزوا للخروج معه، وسمع بذلك مَن حول المدينة، فقدموا يريدون الحجّ مع رسول الله ـ صلّى الله

عليه وسلّم ـ،

ووافاه في الطّريق خلائق لا يُحصَون، وكانوا من بين يديه ومن

خلفه، وعن يمينه وعن شماله مدّ البصر، وخرج من المدينة

نهاراً بعد الظّهر لستٍّ بقين من ذي القعدة بعد أن صلّى الظّهر

بها أربعاً، وخطبهم قبل ذلك خُطبة علّمهم فيها الإحرام،

وواجباته وسننه، فصلّى الظّهر، ثم ترجل، وادّهن، ولبس

إزاره ورداءه، وخرج فنَزل بذي الحليفة، فصلّى بها العصر

ركعتين.
ثم بات بها، وصلّى بها المغرب والعشاء، والصّبح والظّهر، وكان


نساؤه كلّهن معه، وطاف عليهن تلك اللّيلة.

فلمّا أراد الإحرام، اغتسل عسلاً ثانياً لإحرامه، ثم طيّبته

عائشة بيدها بذريرة وطيب فيه مسك في بدنه ورأسه حتى

كان وبيصُ المسك يُرى في مفارقه ولحيته، ثم استدامه، ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلّى الظّهر

ركعتين، ثم أهلّ

بالحجّ والعمرة في مصلاّه.

ولم يُنْقَل أنّه صلّى للإحرام ركعتين.

وقلّد قبل الإحرام بدنه نعلين، وأشعرها في جانبها الأيمن،

فشقّ صفحة سنامها، وسلّت الدَّم عنها.
وإنّما قلنا: إنّه أحرم قارناً. لبضعة وعشرين حديثاً صريحة صحيحة

في ذلك، ولبّد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ رأسه بالغسل

هو بالمعجمة: وهو ما يغسل به الرّأس من خطمي ونحوه يلبد

به الشّعر حتى لا ينتشر، وأهلّ في مصلاّه، ثم ركب ناقته،

فأهلّ أيضاً، ثم أهلَّ أيضاً لما استقلّت به على البيداء،

وقول ابن حزم: إنّ ذلك قبل الظهر بيسير وهم منه، والمحفوظ أنّه


إنّما أهلّ بعد الظّهر، ولم يقل أحد قط: إنّ إحرامه كان قبل

الظّهر.

فلا أدري من أين له هذا.

ثُمّ لبّى، فقال: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك،

إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك".

ورفع صوته بهذه التّلبية حتى سمعها أصحابه، وأمرهم بأمر الله

له أن يرفعوا أصواتهم بالتّلبية.
وكان حجّه على رحلٍ لا محملٍ وزاملته تحته، وقد اختلف في

جواز ركوب المحرم في المحمل والعمارية ونحوهما.


وخيّرهم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عند الإحرام بين الأنساك

الثّلاثة، ثم ندبهم عند دنوهم من مكّة إلى فسخ الحجّ والقران

إلى العمرة لِمَن لم يكن معه هدي، ثم حتم ذلك عليهم عند

المروة.

وولدت أسماء بنت عميس محمّد بن أبي بكر، فأمرها أن

تغتسل، وتستثفر بثوبٍ وتحرم وتهلَّ.

ففيه جواز غسل المحرم، وأنّ الحائض تغتسل، وأنّ الإحرام

يصحّ من الحائض.

ثم سار رسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو يُلَبّي بتلبيته

المذكورة، والنّاس معه يزيدون فيها وينقصون، وهو يقرّهم.

فلمّا كان بالرّوحاء، رأى حمار وحش عقيراً قال: "دعوه، فإنّه

يوشك أن يأتي صاحبه". فجاء صاحبه، فقال: "شأنكم به" ، فأمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أبا بكرٍ،

فقسمه بين الرّفاق.

ففيه جواز أكل المحرم صيد الحلال إذا لم يصد لأجله.

ويدلّ على أنّ الصّيد يُملك بالإثبات.

ثم مضى حتى إذا كان بين الرّويثَةِ والْعَرْج إذا ظبي حاقف في

ظلٍّ فيه سهم، فأمر رجلاً أن يقف عنده لا يريبه أحد، والفرق

بينه وبين الحمار أنّه لم يعلم أنّ الذي صاده حلال.
ثم سار حتى إذا نزل بالْعَرْج وكانت زاملتُه وزاملة أبي بكرٍ واحدة

مع غلامٍ لأبي بكرٍ، فطلع الغلام وليس معه البعير، فقال:

أين بعيرك؟ قال: أضللته البارحة. فقال أبو بكرٍ: بعيراً واحداً

وتُضله! فطفق يضربه ورسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم

ـ يبتسم، ويقول: "انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع" .

ثم مضى حتى إذا كان بالأبواء، أهدى له الصّعب بن جثامة

عَجُز حمار وحشٍ، فردّه، وقال: "إنّا لم نردّه عليك إلاّ أنّا حُرم ".

فلّما مَرَّ بوادي عُسفان قال: "يا أبا بكرٍ أيّ وادٍ هذا؟". قال:

وادي عُسفان. قال: "لقد مَرَّ به هود وصالح على بكرين

أحمرين خُطُهما اللّيف، وأزرهما العَباء، وأرديتهما النّمار يلبُّون

يحجّون البيت العتيق" . ذكره أحمد.


فلما كان بسَرف حاضت عائشة، وقال لأصحابه بسَرف:

"مَن لم يكن معه هدي، فَأَحَبَّ أن يجعلها عمرة، فليفعل،

ومَن كان معه هدي فلا". وهذه رتبة أخرى فوق رتبة التّخيير

عند الميقات، فلمّا كان بمكّة أمر أمراً حتماً مَن لا هدي معه أن يجعلها عمرة، ويحلّ من إحرامه، ومَن معه هدي

أن يقيم على إحرامه،

ولم ينسخ ذلك شيء البتّة، بل سأله سراقة بن مالك


عن هذه العمرة التي

أمرهم بالفسخ إليها: هل هي لعامهم

ذلك أم للأبد؟ فقال: "بل للأبد" ، قال: ثم نهض رسول الله ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ إلى أن نزل بذي طُوى وهي المعروفة

بآبار الزّاهر، فبات بها ليلة الأحد لأربعٍ خلون من ذي الحجّة،

وصلّى بها الصّبح، ثم اغتسل من يومه، ونهض إلى مكّة،

فدخلها نهاراً من أعلاها من الثّنية العليا التي تشرف على

الحجون، وكان في العمرة يدخلها من أسفلها، ثم سار حتى

دخل المسجد، وذلك ضحىً.
وذكر الطّبري أنّه دخل من باب بني عبد مناف الذي يُسمّى

باب بني شيبة، وذكر أحمد أنّه كان إذا دخل مكاناً من دار

يعلى استقبل البيت، ودعا، وذكر الطّبري أنّه كان إذا نظر

إلى البيت قال: "اللهم زدْ هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً".

وروي عنه أنّه كان عند رؤيته يرفع يديه، ويكبّر، ويقول:

"اللهم أنتَ السّلام، ومنك السّلام، حيّنا ربّنا بالسّلام،

اللهم زدْ هذا البيت تشريفاً وتعظيماً، وتكريماً ومهابةً، وزدْ مَن

حجّه أو اعتمره تكريماً وتشريفاً وتعظيماً وبرّاً". وهو مرسل.

فلمّا دخل المسجد، عمد إلى البيت، ولم يركع تحيّة المسجد،

فإنّ تحية المسجد الحرام الطّواف، فلمّا حاذى الحجر، استلمه،

ولم يزاحم عليه، ولم يتقدّم عنه إلى جهة الرّكن اليماني، ولم

يرفع يديه، ولم يقل: نويتُ بطوافي هذا الأسبوع كذا وكذا،

ولا افتتحه بالتّكبير، ولا حاذى الحجر بجميع بدنه، ثم انفتلَ عنه

وجعله على شقّه الأيمن، بل استقبله واستلمه، ثم أخذ على يمينه، ولم يدع عند الباب، ولا تحت الميزاب، ولا عند ظهر
الكعبة وأركانها، ولا وقّت للطّواف ذكراً معيّناً، بل حفظ عنه بين الرّكنين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ

حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، [البقرة، الآية: 201].

ورَمَلَ في طوافه هذه الثّلاثة الأشواط، وقاربَ بين خُطاه،

واضطبعَ بردائه، فجعله على أحد كتفيه، وأبدى كتفه الآخر

ومنكبه، وكلّما حاذى الحجر الأسود أشار إليه، واستلمه

بِمِحْجَنه وقبّل المحجن، وهو عصاً محنية الرّأس.

وثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه استلم الرّكن اليماني،

ولم يثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه قبّله، ولا قبّل يده

عند استلامه، وثبتَ عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه قبّل

الحجر الأسود، وثبت عنه أنّه استلمه بيده، فوضع يده عليه،

ثم قبّلها، وثبت عنه أنّه استلمه بمحجنه، فهذه ثلاث

صفات. وذكر الطّبري بإسنادٍ جيّدٍ أنّه إذا استلم الرّكن قال:

"بسم الله والله أكبر" ، وكلّما أتى على الحجر الأسود قال:

"الله أكبر" ، ولم يستلم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، ولم يمسّ

من الأركان إلاّ اليمانيين فقط.
فلمّا فرغ من طوافه جاء إلى خلف المقام، فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ

مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} ، [البقرة، من الآية: 125]، فركع ركعتين، والمقام بينه وبين البيت،

وقراءته الآية بيان منه المراد منها لله بفعله.

فلمّا فرغ من صلاته أقبل على الحجر، فاستلمه، ثم خرج إلى

الصّفا من الباب الذي يقابله، فلمّا دنى منه قرأ: {إِنَّ الصَّفَا

وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} ، [البقرة، من الآية: 158]، "أبدأ بما
بدأ الله به".

وللنّسائي: "ابْدؤوا" على الأمر.

ثم رقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحّد الله

وكبّره، وقال: "لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملكُ

وله الحمدُ، وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده

، أنجزَ وعده، ونصر عبدهُ، وهزم الأحزاب وحده" ، ثم دعا بين

ذلك قال مثل هذا ثلاث مرّات، ثم نزل إلى المروة يمشي،

فلمّا انصبّتْ قدماه سعى حتى إذا جاوز الوادي وأصعد،

مشى، وذلك قبل الميلين الأخضرين في أوّل المسعى،

والظّاهر أنّ الوادي لم يتغيّر عن وضعه.

فكان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا وَصَلَ المروة رقى عليها،

واستقبل البيت، وكبّر الله ووحّده، وفعل كما فعل على الصّفا.
فلمّا أكمل سعيه عند المروة، أَمَرَ كّل مَن لا هدي معه أن

يحلّ حتماً، وأمرهم أن يحلّوا الحلّ كلّهن وأن يبقوا كذلك إلى

يوم التّروية، ولم يحلّ من أجل هديه.

وهناك قال: "لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لما سقتُ

الهديَ، ولَجَعَلْتُها عمرة".

وهناك دعا للمحلّقين بالمغفرة ثلاثاً، وللمقصّرين مرّة.

وأمّا نساؤه فأحللن، وكن قارنات إلاّ عائشة، فإنّها لم تحلّ من

أجل تعذر الحلّ بالحيض، وأمر مَن أهلّ كإهلاله أن يقيم على

إحرامه إن كان معه هدي، وأن يحلّ إن لن يكن معه هدي.

وكان يصلّي مدّة مقامه إلى يوم التّروية بمنْزله بالمسلمين

بظاهر مكّة، فأقام أربعة أيام يقصر الصّلاة، فلمّا كان يوم

الخميس ضحى توجّه بِمَن معه من المسلمين إلى منى،

فأحرم بالحجّ مَن كان أحلّ منهم من رحالهم، ولم يدخلوا إلى المسجد، بل أحرموا ومكّة خلف ظهرهم.

فلمّا وصل إلى منى نزل وصلّى بها الظّهر والعصر وبات بها،

فلمّا طلعت الشّمس، سار إلى عرفة، وأخذ على طريق

ضبّ على يمين طريق النّاس اليوم، وكان من الصّحابة الملبِّي، ومنهم المكبِّر، وهو يسمع ولا ينكر، فوجد القبّة قد ضربت

له بنمرة بأمره، وهي قرية شرقي عرفات، وهي خراب اليوم،

فنَزل فيها حتى إذا زالت الشّمس أمر بناقته القصواء فرحلت،

ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عُرَنَة.

فخطب النّاس وهو على راحلته خطبةً عظيمةً، قرّر فيها

قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشّرك والجاهلية، وقرّر

فيها تحريم المحرّمات التي اتّفقت الملل على تحريمها وهي

الدّماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت

قدميه، ووضع فيها ربا الجاهلية كلّه وأبطله.
وأوصاهم بالنّساء خيراً وذكر الحقّ الذي لهنّ وعليهن،

وأنّ الواجب لهم الزّرق، والكسوة بالمعروف، ولم يقدر ذلك

تقديراً، وأباح للأزواج

ضربهن إذا أدخلن إلى بيوتهن مَن يكرهه أزواجهن.

وأوصى فيها الأمّة بالاعتصام بكتاب الله، وأخبر أنّهم لن يضلّوا

ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنّهم مسؤولون عنه،

واستنطقهم بماذا يقولون، وبماذا يشهدون؟ فقالوا: نشهد

إنّك قد بلّغتَ وأدّيتَ ونصحتَ. فرفع إصبعه إلى السّماء،

واستشهد الله عليهم ثلاث مرّاتٍ، وأمرهم أن يبلغ شاهدهم

غائبهم وخطب خطبةً واحدةً ولم تكن خطبتين جلس بينهما.

فلمّا أتمّها، أمر بلالاً فأذّن، ثم أقام، فصلّى الظّهر ركعتين أسرّ

فيهما القراءة وكان يوم الجمعة، فدلّ على أنّ المسافر

لا يصلّي الجمعة، ثم أقام، فصلّى العصر ركعتين أيضاً، ومعه

أهل مكّة، فصلّوا بصلاته قصراً وجمعاً، وفيه أوضح دليل على

أنّ سفر القصر لا يتحدّد بمسافةٍ معلومةٍ.


فلمّا فرغ من صلاته، ركب حتى أتى الموقف، فوقف في

ذيل الجبل عند الصّخرات، واستقبل القبلة، وجعل حبل

المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدّعاء

والتّضرّع والابتهال إلى غروب الشّمس، وأمر النّاس أن

يرفعوا عن بطن عُرَنَةَ، وأخبر أنّ "عرفة كلّها موقف" ، وأرسل

إلى النّاس أن يكونوا على مشاعرهم، ويقفوا بها، فإنّها من

إرث أبيهم إبرهيم، وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره،

كاستطعام المسكين، وأخبرهم: "أنّ خير الدّعاء يوم عرفة".


وهنا أنْزلت عليه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُ مْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}

، [المائدة، من الآية: 3].
وهناك سقط رجل عن راحلته، فمات فأمرَ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم

ـ أن يكفن في ثوبيه، ولا يمس بطيبٍ وأن يغسل بماءٍ وسدرٍ، ،

ولا يغطى رأسه ولا وجهه،

وأخبر أنّ الله تعالى يبعثه يوم القيامة يلبِّي.

<<
منع المحرم من تغطية وجهه. وبإباحته، قال ستة من الصّحابة، واحتج المبيحون

بأقوال هؤلاء، وأجابوا عن قوله: "لا تخمّروا وجهه" بأنّ هذه اللّفظة غير محفوظة.>>


فلما غربت الشّمس واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصّفرة،

أفاض من عرفة، وأردف أُسامة بن زيد خلفَهُ، وأفاض بالسّكينة

وضمّ إليه زمام ناقته حتى إنّ رأسها ليضرب طرف رحله،

وهو يقول: " أيّها النّاس عليكم السّكينة، فإنّ البرّ ليس

بالإيضاع". أي: بالإسراع.

وأفاض من طريق المأزمَيْنِ، ودخلَ عرفة من طريق ضبّ،

وهكذا


كانت عادته ـ صلوات الله وسلامُهُ عليه ـ في الأعياد أن

يخالف الطّريق، ثم جعل يسير العَنَق وهو ضرب من المسير

ليس بالسّريع ولا البطيء فإذا وجد فجوة ـ وهو المتسع

ـ نصّ سيره، أي: رفعه فوق ذلك، وكلما أتى ربوة من الرّبى

أرخى للنّاقة زمامها قليلاً حتى تصعد.

وكان يلبِّي في مسيره ذلك لا يقطع التّلبية، فلمّا كان في أثناء الطّريق نزل، فبال وتوضّأ وضوءاً خفيفاً، فقال له

أسامة: الصّلاة

يا رسول الله. قال: "المصلّى أمامك ".

ثم سار حتى أتى مزدلفة فتوضأ وضوء الصّلاة، ثم أمرَ بالأذان،

فأذن المؤذّن، ثم أقام، فصلّى المغرب قبل حطّ الرّحال،

وتبريك الجمال، فلمّا حطّوا رحالهم أمرَ، فأقيمت الصّلاة،

ثم صلّى العشاء بإقامةٍ بلا أذانٍ، ولم يصلّ بينهما شيئاً، ثم

نام حتى أصبح.

ولم يحي تلك اللّيلة، ولا صحّ عنه في إحياء ليلتي العيدين

شيء، وأذن في تلك اللّيلة لضعفة أهله أن يتقدموا إلى منى

قبل طلوع الفجر، وكان عند غيبوبة القمر، وأمرهم أن لا يرموا

الجمرة حتى تطلع الشّمس.

وأمّا الحديث الذي فيه أنّ أمّ سلمة رمت قبل الفجر، فحديث

منكر أنكره أحمد وغيره، ثم ذكر حديث سَوْدة، وأحاديث غيره،
ثم قال:
"ثُمَّ تأملنا فإذا أنّه لا تعارض بين هذه الأحاديث، فإنّه أمَر الصّبيان

أن لا يرمُوا الجمرة حتى تطلع الشّمس، فإنّه لا عذر لهم في

تقديم الرّمي، أمّا من قدمه من النّساء: فرمين قبل طلوع

الشّمس للعُذر، والخوف عليهن من المزاحمة، وهذا الذي

دلّت عليه السّنة: جواز الرّمي قبل طلوع الشّمس لعذرٍ من

مرضٍ أو كبرٍ، وأمّا القادر الصّحيح فلا يجوز له ذلك. والذي دلّت

عليه السّنة إنّما هو التّعجيل بعد غيبوبة القمر لا نصف اللّيل،

وليس مع مَن حدّه بالنّصف دليل".

فلمّا طلع الفجر صلاّها في أوّل الوقت ـ لا قبله قطعاً ـ

بأذانٍ وإقامةٍ،ثم ركب حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام،

فاستقبل القبلة، وأخذ في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير والتّهليل

والذّكر حتى أسفر جدّاً، ووقف ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

في موقفه، وأعلم النّاس أنّ مزدلفة كلّها موقف، ثم سار مردفاً للفضل وهو يلبِّي في مسيره، وانطلق أُسامة على

رجليه

في سُبّاقِ قريش.

وفي طريقه ذلك أمر ابن عبّاس أن يلقط له حصى الجمار

سبع حصيات، ولم يكسّرها من الجبل تلك اللّيلة، كما يفعله

مَن لا علم عنده، ولا التقطها باللّيل، فالتقط له سبعاً من

حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفّه، ويقول: "أمثال هؤلاء

فارموا، وإيّاكم والغلوّ في الدّين، فإنّما أهلك مَن كان قبلكم

الغلوّ في الدّين". فلمّا أتى بطن محسِّر حرّك ناقته وأسرع

السّير، وهذه كانت عادته في المواضع التي نزل بها بأس

الله بأعدائه، فإنّ هناك أصاب أصحاب الفيل ما قصّ الله،

ولذلك سُمِّي وادي محسِّر؛ لأنّ الفيل حسّر فيه، أي:

أعيي وانقطع عن الذّهاب إلى مكّة.
وكذلك فعل في سلوكه الْحجر. ومحسّر: برزخ بين منى

ومزدلفة، لا من هذه، ولا من هذه، وعُرَنة: برزخ بين

عرفة

والمشعر الحرام فبين كلّ مشعرين برزخ ليس مهما، فمنى

من الحرم وهي مشعر، ومحسّر من الحرم، وليس بمشعرٍ، ومزدلفة: حرم ومشعر، وعُرَنَة

ليست مشعراً، وهي من الحلّ، وعرفة: حلّ ومشعر.

وسلك الطّريق الوسطي بين الطّريقين وهي التي تخرج

على الجمرة الكبرى حتى أتى منى، فأتى جمرة العقبة،

فوقف في أسفل الوادي، وجعل البيت عن يساره، ومنى

عن يمينه، واستقبل الجمرة وهو على راحلته، فرماها راكباً

بعد طلوع الشّمس واحدةً بعد واحدةٍ، يكبّر مع كلّ حصاةٍ

وحينئذٍ قطع التّلبية وبلال وأُسامة معه أحدهما آخذ بخطام

ناقته، والآخر يظلّه بثوبه من الحرّ.

وفيه جواز استظلال المحرم بالمحمل ونحوه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 24, 2012 2:44 pm


[size=16]فصل

ثم رجع إلى منى، فخطب خطبةً بليغةً أعلمهم فيها بحرمة
يوم النّحر وتحريمه وفضله، وحرمة مكّة على جميع البلاد،

وأمر بالسّمع والطّاعة لِمَن قادهم بكتاب الله، وأمر النّاس بأخذ مناسكهم عنه، وقال: "لعلّي لا أحجّ بعد عامي هذا"
، وعلّمهم مناسكهم، وأنزل المهاجرين


والأنصار منازلهم، وأمر النّاس أن لا يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعضٍ، وأمر بالتّبليغ عنه،

وأخبر أنّه "رُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى من سامعٍ" ، وقال في خطبته:

"لا يجني جانٍ إلا على نفسه". وأنزل المهاجرين عن يمين

القبلة، والأنصار عن يسارها، والنّاس حولهم، وفتح الله له

أسماع النّاس حتى سمعه أهل منى في منازلهم، وقال في خطبته تلك


: "أعبدوا ربّكم، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم،

وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربّكم" . وودع حينئذٍ النّاس،

فقالوا: حجة الوداع.

ثم انصرف إلى المنحر بمنى، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده وكان ينحرها قائمة معقولة يدها اليسرى، وكان عددها

عدد سني عمره

، ثم أمسك، وأمر عليّاً أن ينحر ما بقي من المائة، ثم

أمره أن يتصدّق بجلالها وجلودها ولحومها في المساكين، وأمره

أن لا يعطي الجزار في جزارتها شيئاً منها، وقال: " نحن نعطيه من عندنا

" ، وقال: "مَن شاء اقتطع".

فإن قيل ففي (الصّحيحين) عن أنس في حجّته: ونحر ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ بيده سبع بُدُن قياماً؟


قيل: يخرج على أحد وجوه ثلاثة:

أحدها: أنّه لم ينحر بيده أكثر من سبع بُدُنٍ، وأنّه أمر مَن نحر

إلى تمام ثلاث وستّين، ثم زال عن ذلك المكان وأمر عليّاً، فنحر

ما بقي.

الثّاني: أن يكون أنس لم يشاهد إلاّ السّبع، وشاهد جابر تمام

النّحر.

الثّالث: أنّه نحر بيده منفرداً سبعاً، ثم أخذ هو وعليّ الحربة معاً

فنحرا كذلك تمام ثلاث وستّين، كما قال غُرْفَة بن الحارث

الكندي1: أنّه شاهد النّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يومئذٍ

قد أخذ بأعلى الحربة، وأمر عليّاً فأخذ بأسفلها، ونحرا بها البُدْن،

ثم انفرد عليّ بنحر الباقي من المائة. والله أعلم.

ولم ينقل أحد أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، ولا أصحابه جمعوا

بين الهدي والأضحية، بل كان هديهم هو ضحاياهم، فهو هدي بمنى، وأضحية بغيرها،

ونحر ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بمنحره بمنى، وأعلمهم أنّ "منى

كلّها منحر "، وأن "فجاج مكّة طريق ومنحر".

وفيه دليل على أنّ النّحر لا يختصّ بمنى، بل حيث نحر من فجاج

مكّة أجزأه، لقوله: "وقفت ها هنا وعرفة كلّها موقف" .

وسئل أن يُبْنَى له بمنى مظلّة من الحرّ، فقال: "لا. مِنى مناخ

مَن سبق".


وفيه دليل على اشتراك المسلمين فيها، وأنّ مَن سبق إلى

مكانٍ، فهو أحقّ به حتى يرتحل عنه، ولا يملك بذلك.

فلمّا أكمل نحره، استدعى بالحلاق، فحلق رأسه، وقال: "يا معمر أمكنك رسول الله من شحمة أذنه، وفي يدك

الموسى" . فقال:

أمّا والله يا رسول الله إنّ ذلك لمن نعمة الله عليَّ ومنّه. قال:

"أجل". ذكره أحمد. وقال له: "خذ". وأشار إلى جانبه الأيمن،

ثم قسمه بين مَن يليه، ثم أشار إليه، فحلق الأيسر، ثم قال:

"ها هنا أبو طلحة؟ " فدفعه إليه.

ودعا للمحلّين بالمغفرة ثلاثاً، وللمقصّرين مرّة، وهو دليل على


أنّ الحلق نسكٌ ليس بإطلاق من محظور.



فصل


ثم أفاض إلى مكّة قبل الظّهر راكباً، فطاف طواف الإفاضة، ولم

يطف غيره، ولم يسع معه، هذا هو الصّواب، ولم يرمل فيه،

ولا في طواف الوداع، وإنّما رمل في طواف القدوم.

ثم أتى زمزم وهم يسقون، فقال: "لولا أن يغلبكم النّاس لنَزلت فسقيت معكم" ، ثم ناولوه الدلوّ، فشرب


وفي (الصّحيح) عن ابن عبّاس: طاف رسول الله ـ صلّى الله


عليه وسلّم ـ في حجّة الوداع على بعيرٍ يستلم الرّكن بمحجن،

وفيه مثله من حديث جابر، وفيه: لأن يراه النّاس، وليشرف، وليسألوه، فإنّ النّاس غشوه. وهذا ليس بطواف

الوداع، فإنّه

طافه ليلاً، ولا طواف القدوم، فإنّه رمل فيه، ولم يقل أحد:

رملت به راحلته، ثم رجع إلى منى.

واختلف هل صلّى الظّهر بها أو بمكّة؟وطافت عائشة في ذلك

اليوم طوافاً واحداً، وسعت سعياً واحداً أجزأها عن حجّها

وعمرتها.
وطافت صفية ذلك اليوم، ثم حاضت فأجزأها ذلك عن طواف

الوداع، فاستقرّت سنته ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا حاضت

المرأة قبل الطّواف أن تقرن وتكتفي بطوافٍ واحدٍ، وسعيٍ واحدٍ،

وإن حاضت بعد طواف الإفاضة أجزأها عن طواف الوداع.

ثم رجع إلى منى من يومه ذلك فبات بها، فلمّا أصبح انتظر زوال الشّمس، فلمّا زالت مشى إلى الجمرة ولم يركب

فبدأ بالجمرة الأولى التي


تلي مسجد الخيف، فرماها بسبع حصياتٍ واحدة

بعد واحدةٍ يقول مع كلّ حصاةٍ: الله أكبر، ثم تقدّم عن الجمرة

أمامها حتى أسهل فقام مستقبل القبلة، ثم رفع يديه، ودعا

دعاءً طويلاً بقدر سورة البقرة، ثم أتى الوسطى، فرماها كذلك.


ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فوقف مستقبل القبلة


رافعاً يديه يدعو قريباً من وقوفه الأوّل، ثم أتى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي وجعل البيت عن يساره، فرماها

بسبع حصيات كذلك، ثم رجع، ولم يقف عندها.

فقيل: لضيق المكان، وقيل: ـ وهو أصّح ـ إنّ دعاءه كان في

نفس العبادة، فلمّا رماها، فرغ الرّمي، والدّعاء في صلب العبادة أفضل.

ولم يزل في نفسي هل كان يرمي قبل الصّلاة أو بعدها، والذي


يغلب على الظّنّ أنّه قبلها؛ لأنّ جابراً وغيره قالوا: كان يرمي

إذا زالت الشّمس.


فصل


فقد تضمنت حجته ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ستّ وقفاتٍ

للدّعاء: على الصّفا، وعلى المروة، وبعرفة، وبمزدلفة،


وعند الجمرة الأولى، وعند الجمرة الثّانية.

وخطب بمنى خطبتين، يوم النّحر وتقدمت، والثّانية في أوسط


أيام التّشريق، واستأذنه العبّاس أن يبيت بمكّة ليالي منى

من أجل سقايته، فأذن له، واستأذنه رعاء الإبل في البيتوتة

خارج منى عند الإبل، فأرخص لهم أن يرموا يوم النّحر، ثم

يجمعوا رمي يومين بعده يرمونه في أحدهما.

قال مالك: "ظننتُ أنّه قال: في أوّل يومٍ منهما، ثم يرمون يوم

النّفر".

وقال ابن عيينة في هذا الحديث: "رخص للرّعاء أن يرموا يوماً،


ويَدَعُوا يوماً، فيجوز للطّائفتين بالسّنة ترك المبيت بمنى".

وأمّا الرّمي، فإنّهم لا يتركونه، بل لهم أن يؤخرّوه إلى اللّيل،

ولهم أن يجمعوا رمي يومين في يومٍ.

ومَن له مالٌ يخاف ضياعه، أو مريض يخاف من تخلفه عنه،

أو كان مريضاً لا يمكنه البيتوتة، سقطت عنه بتنبيه النّصّ على

هؤلاء.

ولم يتعجل في يومين، بل تأخّر حتى أكمل الرّمي في الأيام


الثّلاثة، وأفاض يوم الثّلاثاء بعد الظّهر إلى المحصب، وهو الأبطح،

وهو

خيف بني كنانة، فوجد أبا رافعٍ قد ضرب قبّته هناك، وكان

على ثقله توفيقاً من الله ـ عزّ وجلّ ـ دون أن يأمره به رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فصلّى به الظّهر

والعصر، والمغرب

والعشاء، ورقد رقدةً، ثم نهض إلى مكّة، فطاف للوّداع ليلاً سحراً.



فصل



ويرى كثير من النّاس أنّ دخول البيت من سنن الحجّ

، اقتداءً بالنَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، والذي تدلّ عليه سنته

أنّه لم يدخله في حجّته، ولا في عمرته، وإنّما دخله عام الفتح،


وكذلك الوقوف في الملتزم الذي روي عنه أنّه

فعله يوم الفتح.

وأمّا ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه،

عن جدّه أنّه وضع صدره ووجهه وذراعيه وكفّيه وبسطهما، وقال: هكذا رأيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم

ـ يفعله. فهذا يحتمل أن يكون وقت الوداع،

وأن يكون في غيره، ولكن قال مجاهد وغيره

: يستحب أن يقف في الملتزم بعد طواف الوداع،

وكان ابن عبّاس يلتزم ما بين الرّكن والباب.

وفي (صحيح البخاري) أنّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لما أراد


الخروج، ولم تكن أمّ سلمة طافت بالبيت وهي شاكية، وأرادت الخروج، فقال لها: "إذا أقيمت صلاة الصّبح،

فطوفي على بعيرك والنّاس يصلّون". ففعلت ولم تصلّ حتى خرجت، وهذا محال

أن يكون يوم النّحر، فهو طواف الوداع بلا ريب، فظهر أنّه صلّى

الصّبح يومئذٍ بمكّة، وسمعته أمّ سلمة يقرأ بـ: (الطّور) ثم ارتحل راجعاً إلى المدينة.

فلمّا كان بالرّوحاء لقي رَكْباً، فسلّم عليهم، وقال : "مَن القوم؟ "، فقالوا: المسلمون. قالوا: فمَن القوم؟ فقال:

"رسول الله ـ


صلّى الله عليه وسلّم ـ"، فرفعت إليه امرأة صبيّاً لها من محفةٍ، فقالت: يا رسول الله ألهذا حجٌّ؟


قال: "نعم، ولك أجر


[size=16]".



فلَمّا أتى ذا الحليفة، بات بها، فلمّا رأى المدينة كبّر ثلاث مرّات،


وقال: "لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد،


وهو على كلّ شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون، لربّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم

الأحزاب وحده".



ثم دخلها نهاراً من طريق المعرس وخرج من طريق الشّجرة.


[/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2012 10:51 am


فصل: في هديه ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ في الهدايا والضّحايا

والعقيقة






وهي مختصة بالأزواج الثّمانية المذكورة في (سورة الأنعام)، وهذا

مأخوذ من القرآن من أربع آيات: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} ،

[المائدة، من الآية: 1].




الثّانية: {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} ،



[الحج، من الآية: 34].




الثّالثة: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} ، [الأنعام، من الآية:



142]، الآية،






والتي تليها

.




الرّابعة: قوله: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} ، [المائدة، من الآية: 95].


فدلّ على أنّ الذي يبلغ الكعبة من الهدي هو هذه الأزواج الثّمانية

،


وهذا




استنباط علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه





والذّبائح التي هي عبادة ثلاث: الهدي والأضحية والعقيقة، فأهدى ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ الغنم، وأهدى الإبل، وأهدى عن نسائه البقر

والهدي في مقامه، وفي حجّته، وفي عمرته، وكانت سنته تقليد

الغنم

دون إشعارها، وإذا بعث بهديه وهو مقيم، لم يحرم منه شيئاً كان

منه حلالاً،



وإذا أهدى الإبل قلّدها وأشعرها، فيشق صفحة سنامها الأيمن يسيراً

حتى

يسيل الدّمّ، وإذا بعث بهدي أمر رسوله إذا أشرف على عطب شيء منه أن ينحر،


ثم يضع نعله في دمه، ثم يجعله على حد صفحته ولا يأكل منه، ولا

أحد من




رفقته، ثم يقسم لحمه، ومنعه من هذا الأكل سدّاً للذّريعة لئلا يقصر

في حفظه.


وشرك بين أصحابه في الهدي البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة،

[size=21]وأباح


لسائق الهدي ركوبه بالمعروف إذا احتاج حتى يجد غيره، وقال عليّ:


يشرب من لبنها ما فضل عن ولدها.

وكان هديه نحر الإبل قياماً معقولة يدها اليسرى، وكان يسمّي الله


عند نحره ويكبّر





وكان يذبح نسكه بيده وربّما وكّل في بعضه، وكان إذا ذبح الغنم ,





وضع قدميه على صفاحها، ثم سمّى وكبّر ونحر، وأباح لأمّته أن


يأكلوا من




هداياهم وضحاياهم، ويتزودوا منها، ونهاهم أن يدّخروا منها بعد


ثلاثٍ لدافةٍ



دفت عليهم ذلك العام،



وربّما قسم لحم الهدي، وربّما قال: "مَن شاء اقتطع ". واستدلوا به

على جواز النّهبة في النّثار في



العرس ونحوه، وفرّق بينهما بما



لا يتبيّن، وكان من هديه ذبح هدي العمرة عند المروة، وهدي القران

بمنى،



ولم ينحر هديه قطّ إلاّ بعد أن حلّ، ولم ينحره أيضاً إلاّ بعد طلوع
الشّمس وبعد الرّمي


، فهذه أربعة أمور مرتّبة يوم النّحر أوّلها: الرّمي، ثم النّحر، ثم
الحلق ثم الطّواف،

، ولم يرخص في النّحر قبل طلوع الشّمس البتّة.



فصل


وأمّا هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الأضاحي، فإنّه لم يكن يدع

الأضحية،


وكان يضحّي بكبشين ينحرهما بعد الصّلاة، وأخبر أنّ مَن ذبح قبلها، فليس


من النّسك في شيء، وإنّما هو لحم قدمه لأهله هذا الذي ندين الله

به، لا


الاعتبار بوقت الصّلاة. وأمرهم أن يذبحوا الجذع من الضّأن، والثني مما سواه،


وروي عنه أنّه قال: "كلّ أيّام التّشريق ذبح ". ولكنه منقطع. وهو

مذهب عطاء والحسن والشّافعي واختاره

ابن المنذر.
وكان من هديه اختيار الأضحية واستحسانها وسلامتها من العيوب،


وكان من هديه أن يضحّي في المصلّى، وذكر أبو داود عنه أنّه ذبح
يوم النّحر

كبشين أقرنين أملحين موجوءين، فلمّا وجّههما قال


" {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}


ـ [الأنعام، من الآية: 79] ـ {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ

وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ


الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ـ[الأنعام،

الآية: 163]



ـ اللهم منك ولك عن محمّدٍ وأمّته، بسم الله والله أكبر". ثم ذبح.


وأمر النّاس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذّبحة، وإذا قتلوا أن يحسنوا
القتلة، وقال:



"إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء".

ومن هديه أنّ الشّاة تجزئ عن الرّجل وعن أهل بيته.


فصل في هديه صلى الله عليه في العقيقة

في (الموطّأ) أنّه سئل عنها فقال: "لا أحبّ العقوق" ، كأنّه كره
الاسم، وصحّ



[size=21]عنه من حديث عائشة: "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة".
وقال: "كلّ غلامٍ



رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم السّابع، ويحلق رأسه ويسمّى". والرّهن

في اللّغة الحبس:

، قيل: محبوساً عن الشّفاعة لأبويه، والظّاهر أنّه مرتهن في
نفسه محبوس

من خيرٍ يراد به، ولا يلزم منه أن يعاقب في الآخرة.

وقد يفوت الولد خيرٌ بسبب تفريط الأبوين، كترك التّسمية عند الجماع،
وذكر أبو داود في (المراسيل

) عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم

ـ قال في عقيقة الحسن والحسين: "أن يبعثوا إلى بيت القابلة بِرِجْلٍ،

وكلوا وأطعموا

ولا تكسروا منها عظماً".قال الميموني: تذاكرنا لِكمْ يسمّى الصّبي؟

فقال أبو عبد الله: يروى عن أنس أنّه

يسمى لثلاثة، وأمّا سمرة، فقال: يسمّى اليوم السّابع.







[/size]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 5:58 pm

]
فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الأسماء والكنى



ثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه قال: "إنّ أخنع اسمٍ عند الله

ـ


عزّ وجلّ ـ



رجلٌ تسمّى ملك الأملاك، لا مالك إلاّ الله".

وثبت عنه: "إنّ أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرّحمن،

وأصدقها حارث وهمام،

وأقبحها حرب ومرّة ".

وثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه قال: "لا تسمّين علامك يساراً

ولا رباحاً ولا نجيحاً

ولا أفلح، فإنّك تقول: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا".

وثبت عنه أنّه غيّر اسم عاصية، وقال: "أنتِ جميلة" ، وكان اسم

جويرية برّة، فغيّره

باسم جويرية، وقالت زينب بنت أمّ سلمة: نهى رسول الله ـ صلّى الله

عليه وسلّم ـ

أن يسمّى بهذا الاسم، وقال: "لا تزكّوا أنفسكم الله أعلم بأهل البرّ منكم

" .

وغيّر اسم أبي الحكم بأبي شريح، وغيّر اسم أصرم بزرعة، وغيّر

اسم حزن جدّ ابن المسيّب

بسهل، فأبى، وقال: السّهل يُوطأ ويمتهن.

وقال أبود: وغيّر النَّبِيّ ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ اسم العاص وعزيز
وعتلة وشيطان

والحكم وغراب وحُباب وشهاب، فسمّاه هشاماً، وسمّى


حرباً سلماً، وسمّى المضطجع المنبعِث، وأرضاً عَفْرة سمّاها خضرة

وشِعب الضّلالة سمّاه شعب الهدى،

وبنو مغوية سمّاهم بني رِشدة.

الفصول في سيرة الرسول 08e9b361fc287ca454416f8f30da0528



ولما كانت الأسماء قوالب للمعاني دالّة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون

بينها وبينها

ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنْزلة الأجنبي المحض،

فإنّ الحكمة تأبى

ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسمّيات،

وللمسميّات تأثر عن أسمائها


في الحسن والقبح، والخفّة والثّقل، واللّطافة والكثافة، كما قيل:

وقلّ أن أبصرت عيناك ذا لقبٍ


إلاّ ومعناه إن فكرت في لقبه



وكان ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ يحبّ الاسم الحسن، وأمر إذا أبردوا إليه



بريداً أن يكون حسن الاسم،


حسن الوجه، وكان يأخذ المعاني من أسمائها في المنام واليقظة [/size]


كما رأى أنّه هو وأصحابه في دار عقبة بن رافع، فأتوا برطبٍ من

رطب ابن طاب، فَأَوَّلَهُ
[

أنّ العاقبة لهم في الدّنيا، والرّفعة في الآخرة، وأنّ الدّين الذي اختاره

الله لهم قد أرطب وطاب

.
الفصول في سيرة الرسول 08e9b361fc287ca454416f8f30da0528

وتأوّل سهولة الأمر يوم الحديبية من مجيء سهيل، وندب جماعة إلى

حَلْبِ شاةٍ،

فقام رجلٌ يحلبها، فقال: "ما اسمك؟" ، قال: مرّة. فقال: "اجلس"،

فقام آخر: فقال:

"ما اسمك؟ "، قال: أظنّه: حرب. قال: "اجلس" ، فقام آخر، فقال:

"ما اسمك؟" ،

قال: يعيش، قال: "احلبها".[/size]


وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء، ويكره العبور فيها، كما مرّ بين

جبلين، فسأل

اسمهما، فقالوا: فاضح ومخزي، فعدل عنهما.

ولما كان بين الأسماء والمسميّات من الارتباط والتّناسب والقرابة ما

بين قوالب الأشياء وحقائقها،

وما بين الأرواح والأجسام، عَبَرَ العقل من كلّ منهما إلى الآخر،

كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشّخص، فيقول: ينبغي أن


يكون اسمه كيت وكيت،




فلا يكاد يخطيء، وضد هذا العبور من اسمه إلى مسمّاه،


كما عبر النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عن اسم سهيل إلى سهولة

أمرهم، وأمرأمّته

بتحسين أسمائهم، وأخبر أنّهم يدعون يوم القيامة بها، وتأمّل كيف

اشتقّ للنَّبِيّ

ـ
صلّ الله عليه وسلّم ـ من وصفه اسمان مطابقان لمعناه وهما: أحمد،

ومحمّد،

فهو لكثرة ما فيه من الصّفات المحمودة وشرفها وفضلها على صفات

غيره أحمد،

وكذلك تكنيته لأبي الحكم بأبي جهل، وكذلك تكنية الله ـ عزّل وجلّ ـ

لعبد العزّى بأبي

لهبٍ لما كان مصيره إلى ذات لهبٍ، ولما قدم النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه

وسلّم ـ المدينة،


واسمها يثرب، سمّاها طيبة لما زال عنها من معنى التّثريب. ولما كان

الاسم الحسن

يقتضي مسمّاه قال ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لبعض العرب: "يا بني

عبد الله إنّ الله قد

أحسن اسمكم واسم أبيكم". فانظر كيف دعاهم إلى عبودية الله بذلك.
وتأمّل أسماء السّتة المتبارزين يوم بدر، فالوليد له بداية الضّعف،

وشيبة له نهايته، وعتبة من العتب،
.
وأقرانهم علي وعبيدة والحارث، العلوّ والعبودية والسعي الذي هو


الحرث ولذلك كان أحبّ الأسماء إلى الله
،


ما اقتضى أحبّ الأوصاف إليه، فإضافة العبودية إلى اسمه (الله) و

(الرّحمن) أحبّ إليه من إضافتها إلى

(القادر) و(القاهر) وغيرهما، وهذا لأنّ التّعلّق الذي بين العبد وربّه
إنّما هو العبودية المحضة،

والتّعلّق بين الله وبين العبد بالرّحمة المحضة،

فبرحمته كان وجوده

وكماله، والغاية التي أوجده لأجلها أن يتألّهه وحده محبّةً وخوفاً

ورجاءً. ولما كان كلّ عبدٍ

متحركاً بالإرادة، والهمّ مبدأ الإرادة، وترتّب على إرادته حرثه
وكسبه، كان أصدق الأسماء

همام وحارث. ولما كان الملك الحقّ لله وحده، كان أخنع اسم عند الله،
وأغضبه له اسم

(شاهان شاه"، أي: ملك الملوك، وسلطان السّلاطين، فإنّ ذلك ليس

لأحدٍ غير الله عزّ وجلّ ـ

ـ فتسمية غيره بهذا باطلٌ، والله لا يحبّ الباطل. وقد ألحق
بعضهم بهذا


قاضي القضاة، ويليه في القبح سيّد النّاس، لأنّ ذلك ليس لأحدٍ إلاّ الله
لرسول الله صلّ عليه وسلّم ـ


ولما كان مسمّى الحرب والمرارة أكره شيء للنّفوس، كان أقبح
الأشياء حرباً ومرّةً.

وعلى قياسه حنظلة وحزن وما أشبههما. ولما كانت أخلاق الأنبياء


أشرف الأخلاق،

كانت في أسمائهم أحسن الأسماء، فندب النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
أمّته إلى

التّسمِّي بأسمائهم، كما في سنن أبي داود والنّسائي عنه: "تسمّوا
بأسماء الأنبياء"

، ولو لم يكن فيه إلاّ أنّ الاسم يذكر بمسمّاه، ويقتضي التّعلّق بمعناه،

لكفى به مصلحةً.

الفصول في سيرة الرسول 08e9b361fc287ca454416f8f30da0528

وهذا كما أنّ من المدح يكون ذمّاً موجباً لسقوط الممدوح عند النّاس،

فإنّه يمدح بما

ليس فيه، فتطالبه النّفوس بما مدح به، وتظنّه عنده، فلا تجده كذلك

فينقلب ذمّاً،

ولو ترك لغير مدحٍ لم تحصل تلك المفسدة، وأمر آخر وهو اعتقاد

المسمّى أنّه كذلك،

فيقع في تزكية نفسه كما نهى أن تسمّى برّة، فعلى هذا تكره التّسمية

بالرّشيد والمطيع والطّائع وأمثال ذلك.

وأمّا تسمية الكفار بذلك، فلا يجوز التّمكين منه ولا دعاؤهم بشيء من

ذلك.



وأمّا الكنية، فهي نوع تكريم، وكنى النَّبِيّ ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ


صهيباً بأبي يحيى،

وعليّاً بأبي ترابٍ، وكنى أخا أنس وهو صغير بأبي عمير، وكان هديه


تكينة مَن له ولد،

ومَن لا ولد له، ولم يثبت عنه أنّه نهى عن كنيةٍ إلاّ الكنية بأبي القاسم،


فاختلف فيه،

فقيل: لا يجوز مطلقاً، وقيل: لا يجوز الجمع بينها وبين اسمه، وفيه
حديث صحّحه التّرمذي وقيل
[size=21]،


: يجوز الجمع بينهما، لحديث عليّ، إن ولد لي من بعدك ولد أسمّيه

باسمك،

وأكنّيه بكنيتك؟ قال: "نعم". صحّحه التّرمذي، وقيل: المنع منه

مختصّ بحياته.

والصّواب أنّ التّكنّي بكنيته ممنوع منه، والمنع في حياته أشدّ،

والجمع بينهما ممنوع منه، وحديث عليّ في صحّته نظر، والتّرمذي

فيه

نوع تساهل في التّصحيح. وقد قال عليّ:

إنّها رخصة له. وهذا يدلّ على بقاء المنع لِمَن سواه. وحديث عائشة:

"ما الذي أحلّ

اسمّي، وحرم كنيتي" غريب، لا يعارض بمثله الحديث الصّحيح.


وكره قومٌ من السّلف الكنية بأبي عيسى، وأجازه آخرون، فروى أبو

داود عن زيد بن أسلم

أنّ عمر ضرب ابناً له تكنّى بأبي عيسى وأنّ المغيرة تكنّى بأبي

عيسى، فقال عمر:

أما يكفيك أن تكنّي بأبي عبد الله؟ فقال: إنّ رسول الله ـ صلّ الله عليه

وسلّم ـ

كنّاني بذلك، فقال: إنّ رسول الله ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ قد غفر الله

له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر،

وإنّا لفي جلجلتنا، فلم يزل يكنّي بأبي عبد الله حتى هلك

.
ونهى عن تسمية العنب كرماً، وقال: "الكرم قلب المؤمن" ، وهذا لأنّ
هذه اللّفظة تدلّ

على كثرة الخير والمنافع، وقال: "لا يغلبنكم الأعراب على اسم

صلاتكم ألا وإنّها العشاء،

وإنّهم يسمّونها العتمة ". وقال: "لو يعلمون ما في العتمة والصّبح
لأتوهما ولو حبواً ".

والصّواب أنّه لم ينهَ عن إطلاق هذا الاسم بالكلّيّة، وإنّما نهى عن أن
يهجر اسم العشاء،

وهذا محافظة منه على الاسم الذي سمّى الله به العبادات، فلا تهجر

، ويؤثر عليها غيرها، كما فعله المتأخّرون ونشأ به من الفساد ما الله
به عليم، وهذا

لمحافظته على تقديم ما قدّمه الله.

الفصول في سيرة الرسول 2f7c199acba7283e6997bc6f4aa0a580
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالخميس مايو 10, 2012 3:35 pm

فصل في هديه صلى الله عليه في الذكر ,والتسميه وآداب الاكل والشرب
...
فصل:في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الذّكر


كان أكمل النّاس ذكراً لله ـ عزّ وجلّ ـ، بل كان كلامه كلّه في ذكر الله
وما والاه،




وكان أمره ونهيه وتشريعه ذكراً منه لله، وإخباره عن أسماء الرّبّ

وصفاته،


وأحكامه وأفعاله، ووعده ووعيده ذكراً منه له، وثناؤه عليه بآلائه

وتمجيده


وتسبيحه وتحميده ذكراً منه له، وسكوته ذكراً منه له بقلبه، فكان

ذكره لله


يجري مع أنفاسه قائماً وقاعداً، وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه

وسيره


ونزوله، وظعْنِه وإقامته.




وكان إذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه

النّشور".

ثم ذكر أحاديث رويت فيما يقول إذا استيقظ، وإذا استفتح الصّلاة،
وإذا


خرج من بيته، وإذا دخل المسجد، وما يقول في المساء والصّباح،
وعند


لبس الثّوب، ودخول المنْزل، ودخول الخلاء، والوضوء والأذان،

ورؤية الهلال،

والأكل، والعطاس.


فصل


ثبت عنه ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ أنّه سنّ الأذان بترجيعٍ وغير

ترجيعٍ، وشرع


الإقامة مثنى وفرادى، ولكن كلمة الإقامة: "قد قامت الصّلاة" لم


يصحّ عنه




إفرادها البتّة، وكذلك الذي صحّ عنه تكرار لفظ التّكبير في أوّل

الأذان، ولم يصحّ


عنه الاقتصار على مرّتين، وشرع لأمّته عند الأذان خمسة أنواع:


أحدها: أن يقولوا كما يقول المؤذّن إلاّ في الحيعلة، فأبدلها بـ: "لا

حول ولا قوّة


إلاّ بالله"، ولم يجيء عنه الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعلة،

وهذا


مقتضى الحكمة، فإنّ كلمات الأذان ذكر، وكلمة الحيعلة دعاء إلى

الصّلاة،


فسّن للسّامع أن يستعين على هذه الدّعوة بكلمة الإعانة.


الثّاني: أن يقول: "رضيت بالله ربّاً، والإسلام ديناً، وبمحمّدٍ

رسولاً"، وأخبر أنّ


مَن قال ذلك "غفر له ذنبه".


الثّالث: أن يصلّي على النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعد فراغه من

إجابة


المؤذّن، وأكملها ما علّمه أمّته، وإن تحذلق المتحذلقون.

الرّابع: أن يقول بعد الصّلاة عليه: "اللهم ربّ هذه الدّعوة التّامّة،
والصّلاة القائمة،

آتِ محمّداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً ".


الخامس: أن يدعوَ لنفسه بعد ذلك، وفي (السّنن) عنه: "الدّعاء لا

يُرَدُّ بين


الأذان والإقامة"، قالوا: فما نقول يا رسول الله؟ قال: "سلوا الله

العافية في

الدّنيا والآخرة". حديث صحيح.
وكان يكثر الدّعاء في عشر ذي الحجة، ويأمر فيه بالإكثار من
التّهليل والتّكبير


والتّحميد، ويذكر عنه أنّه كان يكبّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى
العصر من آخر


أيّام التّشريق، فيقول : "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله
أكبر، الله أكبر،


ولله الحمد ". وهذا وإن كان لا يصحّ إسناده، فالعمل عليه، ولفظه
هكذا بشفع


التّكبير، وأمّا كونه ثلاثاً، فإنّما روي عن جابر وابن عبّاس، مَن
فعلهما ثلاثاً نسقاً


فقط، وكلاهما حسن، قال الشّافعي: وإن زاد، فقال: الله أكبر كبيراً،

والحمد لله

كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. كان حسناً.





فصل

وكان إذا وضع يده في الطّعام قال: "بسم الله"، وأمر بذلك، ويقول

إن نسي:


"بسم الله في أوّله وآخره" . حديث صحيح. والصّحيح وجوب

التّسمية عند


الأكل، وتاركها شريكه الشّيطان في طعامه وشرابه، وأحاديث الأمر

بها صحيحة صريحة، ولا معارض لها،


ولا إجماع يُسوِّغ مخالفتها.

وهل تزول مشاركة الشّيطان بتسمية أحد الجماعة؟
فنصّ الشّافعي على إجزاء تسمية الواحد، وقد يقال: لا ترتفع

مشاركة الشّيطان


للآكل إلاّ بتسميته هو. وللتّرمذي وصحّحه عن عائشة: كان رسول الله ـ


صلّى الله عليه وسلّم ـ يأكل طعاماً في ستة من أصحابه، فجاء
أعرابي، فأكله بلقمتين، فقال رسول الله


ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: "أمّا إنّه لو سمّى لكفاكم".

ومعلومٌ أنّه ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ هو وأصحابه سمّوا


ويذكر عنه أنّه كان إذا شرب تنفس في الإناء ثلاثة أنفاس يحمد الله

في كلّ نفسٍ، ويشكره في آخرهن


.


وما عاب طعاماً قطّ، بل إن كرهه تركه وسكت. وربّما قال: "أجدُني

أعافه".


أي: لا أشتهيه.


وكان يمدح الطّعام أحياناً كقوله: "نعم الإدام الخل". لِمَن قال: ما

عندنا إلاّ خل.


تطييباً لقلب مَن قدمه، لا تفضيلاً له على سائر الأنواع، وكان إذا

قرب إليه


الطّعام وهو صائم قال: "إنّي صائم"، وأمر مَن قدّم إليه الطّعام

وهو صائم




أن يصلّي، أي: يدعو لِمَن قدّمه، وإن كان مفطراً أن يأكل منه.

وإذا دعي إلى طعامٍ، وتبعه أحدٌ، أعلم به ربّ المنْزل، فقال: "إنّ هذا
تبعنا،


فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت رجع"، وكان يتحدث على طعامه،

كما


قال لربيبه: "سمِّ الله، وكُلْ مِمّا يليك" . وربّما كان يكرّر على

أضيافه عرض


الأكل عليهم مراراً كما يفعله أهل الكرم، كما في حديث أبي هريرة
في اللّبن.


وكان إذا أكل عند قومٍ، لم يخرج حتى يدعو لهم. وذكر أبو داود عنه
في قصة


أبي الهيثم: فأكلوا فلمّا فرغوا قال: "أثيبوا أخاكم". قالوا: يا رسول

الله، وما


إثابته؟، قال: "إنّ الرّجل إذا دخل بيته، فأكل طعامه، وشرب شرابه

فدعوا له،


فذلك إثابته".


وصحّ عنه أنّه دخل منْزله ليلة، فالتمس طعاماً، فلم يجده فقال:

"اللهم أطعم

مَن أطعمني، واسق مَن سقاني".
وكان يدعو لِمَن يضيّف المساكين، ويثني عليهم، وكان لا يأنف من

مؤاكلة أحدٍ


صغيرٍ كان أو كبيراً، حرّاً أو عبداً، ويأمر بالأكل باليمنى، وينهى عن

الشّمال،


ويقول: "إنّ الشّيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله". ومقتضاه

تحريم الأكل بها، وهو الصّحيح



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
εïз رفـــه εïз
نائبة المديره
نائبة المديره
εïз رفـــه εïз


بلد الإقامه : السعودية
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female62 عدد المساهمات : 3066
نقاط : 4478
التقييم : 105
تاريخ التسجيل : 22/12/2010
العمر : 42
العمل/الترفيه : ربة منزل
المزاج : رضى والحمدلله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالجمعة مايو 18, 2012 4:25 pm

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 3:28 pm


...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ


عند دخوله منزله


لم يكن يفجأ أهله بغتةً يتخونهم، ولكن كان


يدخل على علمٍ منهم، وكان يسلّم عليهم،

وإذا دخل بدأ بالسّواك، وسأل عنهم، وربّما قال: "هل عندكم من


غداءٍ؟ "، وربّما سكت حتى


يحضر بين يديه ما تيسر.


وثبت عنه أنّ رجلاً سلّم عليه وهو يبول، فلم

يردّ عليه، وأخبر أنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ

يمقت على الحديث على الغائط، وكان لا

يستقبل القبلة، ولا يستدبرها بغائطٍ، ولا بولٍ،

ونهى عن ذلك.



فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في السلام والاستئذان




في (الصّحيحين) عنه: "إنّ أفضل الإسلام إطعام الطّعام، وأن تقرأ السّلام


على

مَن عرفتَ ومَن لم تعرف".[/size


[size=21]وفيهما : "إنّ آدم لما خلقه الله قال له:


اذهب إلى أولئك النّفر من الملائكة


فسلّم عليهم، واستمع ما يحيّونك،


فإنّها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك. فقال: السّلام عليكم. فقالوا: السّلام عليكم

ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله".


وفيهما: "أنّه أمر بإفشاء السّلام، وأنّهم


إذا أفْشَوا السّلام تحابوا، وأنّهم لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنوا

حتى


يتحابوا".


وقال البخاري في (صحيحه): قال عمار:


ثلاث مَن جمعهن فقد جمع الإيمان:



الإنصاف من نفسك، وبذل السّلام للعالم، والإنفاق من الإقتار.

وقد تضمنت هذه الثّلاث أصول الخير



وفروعه، فإنّ الإنصاف يوجب عليه أداء




حقوق الله كاملة، وأداء حقوق النّاس


كذلك، ويعاملهم بما يحبّ أن يعاملوه به، ويدخل فيه إنصافه من نفسه، فلا

يدّعى

لها ما ليس لها، ولا يخفيها بتدسّيه لها بمعاصي الله.


والمقصود أنّ إنصافه من نفسه يوجب


عليه معرفة ربّه، ومعرفة نفسه، وأن

لا يزاحمَ بها مالكها، ولا يقسم إرادته


بين مراد سيّده ومرادها، وهي قسمة


ضيزى

وبذل السّلام يتضمن التّواضع، لا يتكبّر


على أحدٍ، والإنفاق من الإقتار لا يصدر


إلاّ عن قوّة ثقةٍ بالله وقوّة يقينٍ، وتوكّلٍ ورحمةٍ، وزهدٍ وسخاء نفس،

وتكذيب


بوعد مَن يعده الفقر، ويأمره بالفحشاء.


وثبت عنه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّه مرّ بصبيان، فسلم عليهم، وذكر

التّرمذي أنّه

مرّ بجماعة نسوة، فألوى بيده بالتّسليم،


وقال أبو داود عن أسماء بنت يزيد: مرّ


علينا النَّبِيّ ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ في نسوة، فسلّم علينا. وهي رواية

حديث التّرمذي، والظّاهر أنّ القصّة


واحدةٌ، وأنّه سلّم عليهن بيده.

وفي البخاري: أنّ الصّحابة ينصرفون من الجمعة، فيمرّون على عجوزٍ في

طريقهم، فيسلّمون عليها. فتقدّم لهم


طعاماً من أصول


السّلق والشّعير، وهذا هو الصّواب في


مسألة السّلام على النّساء يسلّم على العجوز، وذوات المحارم دون غيرهن.

وفي (صحيح البخاري): "يسلّم الصّغير





على الكبير، والمارّ على القاعد، والرّاكب


على الماشي، والقليل على الكثير".


وفي التّرمذي : "يسلّم الماشي على

القائم".


وفي (مسند البزار) عنه: "والماشيان


أيّهما بدأ فهو أفضل".


وفي (سنن أبي داود) عنه: "إنّ أولى

النّاس بالله مَن بدأهم بالسّلام".



وكان من هديه السّلامُ عند المجيء إلى القوم، والسّلام عند الانصراف عنهم،


وثبت عنه أنّه قال: "إذا قعد أحدكم



فليسلّم، وإذا قام فليسلّم، فليست


الأولى بأحقّ من الآخرة".


وذكر أبو داود عنه: "إذا لقي أحدكم


صاحبه، فليسلّم عليه، فإن حال بينهما


شجرة أو جدار، ثم لقيه، فليسلّم عليه


أيضاً" .

وقال أنسّ: كان أصحاب رسول الله ـ


صلّى الله عليه وسلّم ـ يتماشون،


فإذا لقيتهم شجرة أو أكمة تفرّقوا يميناً وشمالاً، وإذا التقوا من ورائها سلّم

بعضهم على بعضٍ.


ومن هديه أنّ الدّاخل إلى المسجد



يبتدئ بركعتين، ثم يجيء فيسلّم،



فتكون تحيّة المسجد قبل تحيّة أهله،


فإنّ تلك حقّ الله، والسّلام عليهم حقّ


لهم، وحقّ الله تعالى في مثل هذا أولى بالتّقديم بخلاف الحقوق المالية، فإنّ

فيها نزاعاً، والفرق


بينهما حاجة الآدمي، وعدم اتّساع المال لأداء الحقّين. وعلى هذا،


فيُسَنُّ لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيّات مرتّبة:


إحداها: أن يقول عند دخوله: بسم الله والصّلاةُ والسّلامُ على رسول الله. ثم

يصلّي تحيّة المسجد، ثم يسلّم على


القوم. وكان إذا دخل على أهله باللّيل


سلّم تسليماً لا يوقظ النّائم، ويسمع


اليقظان، ذكره مسلم. وذكر التّرمذي عنه: "السّلام قبل الكلام". ولأحمد عن

ابن عمر مرفوعاً: "السّلام قبل السّؤال،


فمَن بدأ بالسّؤال قبل السّلام، فلا تجيبوه".


ويُذكر عنه: "لا تأذنوا لِمَن لم يبدأ


بالسّلام".

وكان إذا أتى باب قومٍ لم يستقبل الباب،


ولكن من ركنه الأيمن، أو الأيسر، فيقول: "السّلام عليكم". وكان يسلّم

بنفسه على

مَن يواجهه ويحمل السّلام للغائب،


ويتحمل السّلام كما تحمّله من الله


لخديجة. وقال للصّدِّيقة الثّانية: "هذا


جبريل يقرأ عليك السّلام" . وكان من


هديه انتهاء السّلام إلى: "وبركاته"


وكان يبدأ مَن لقيه بالسّلام، وإذا سلّم


عليه أحدٌ ردّ عليه مثلها أو أحسن على


الفور إلاّ لعذرٍ مثل قضاء الحاجة، ولم يكن


يردّ بيده، ولا برأسه، ولا بإصبعه إلاّ في الصّلاة، فإنّه ثبت عنه الرّدّ فيها

بالإشارة.

وكان هديه في الابتداء: "السّلام عليكم ورحمة الله"، ويكره أن يقول

المبتدئ:


عليك السّلام. وكان يردّ على المسلم: "وعليكم السّلام "، بالواو، ولو

حذف


الرّادّ الواو. فقالت طائفة: لا يسقط به


فرض الرّدّ؛ لأنّه مخالف للسّنة؛ ولأنّه


لا يعلم هل هو ردّ أو ابتداء تحيّة.

وذهبت طائفة إلى أنّه ردٌّ صحيحٌ،


نصّ عليه الشّافعي، واحتجّ له


بقوله تعالى: {قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ} ، [هود، من الآية: 69]، أي:

سلام عليكم


لا بدّ من هذا، ولكن حسن الحذف في


الرّدّ لأجل الحذف في الابتداء، واحتجّ له


بردّ الملائكة على آدم المتقدّم.








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 5:21 pm

فصل في تشميت العاطس ...




الفصول في سيرة الرسول 080530040156872الفصول في سيرة الرسول 080530040156872

ثبت عنه ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ أنّه قال:


"إنّ الله يحبّ العطاس، ويكره التّثاؤب، فإذا


عطس أحدكم وحمد الله كان حقّاً على كلّ


مسلمٍ سَمِعَهُ أن يقول له: يرحمك الله، وأمّا التّثاؤب فإنّما هو من

الشّيطان، فإذا تثاءب


أحدكم، فليردّه ما استطاع، فإنّ أحدكم إذا

تثاءب ضحك الشّطيان" . ذكره البخاري.



وفي (صحيحه) أيضاً: "إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل له

أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل:

يهديكم الله ويُصلح بالكم".

وفي (صحيح مسلم): "إذا عطس أحدكم





فحمد الله، فشمّتوه، وإن لم يحمد الله،


فلا تشمّتوه".


وفي (صحيحه): "حقّ المسلم على المسلم


ستٌّ: إذا لقيته فسلّم عليه، وإذا دعاك فأجبه،


وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس وحمد الله فشمِّته، وإذا مات

فاتبعه، وإذا مرض فعده".


وللتّرمذي عن ابن عمر: علمنا رسول الله ـ


صلّ الله عليه وسلّم ـ عند العطاس أن نقول: "الحمد لله على كلّ حالٍ

".
وذكر مالك عن نافع عن ابن عمر: إذا عطس


أحدكم، فقيل له: يرحمك الله. فليقل: يرحمنا الله وإيّاكم، ويغفر لنا

ولكم.

وظاهر الحديث المبدوء به أن التّشميت فرض


عينٍ اختاره ابن أبي زيد، ولا دافع له.



الفصول في سيرة الرسول 080530040156872الفصول في سيرة الرسول 080530040156872


ولما كان العاطس قد حصل له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة
المحتقنة، شرع له ـ


صلّ الله عليه وسلّم ـ حمد الله على هذه

النّعمة مع بقاء

أعضائه على هيئتها بعد هذه الزّلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض

لها.

وكان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه،





وخفض بها صوته، ويذكر عنه: أنّ التّثاؤب الرّفيع، والعطسة الشّديدة


من الشّيطان.


وصحّ عنه أنّه عطس عنده رجلٌ، فقال:


"يرحمك الله"، ثم عطس أخرى، فقال له:


"الرّجل مزكوم"، لفظ مسلمٍ.


ولفظ التّرمذي أنّه قاله بعد العطسة الثّالثة.


وقال: حديث صحيح. ولأبي داود عن أبي هريرة موقوفاً: شمِّت

أخاك ثلاثاً، فما زاد فهو زكام.


فإن قيل: الذي فيه زكام أولى أن يُدْعَى له!.


قيل: يُدْعى له كما يدعى للمريض، وأمّا سنّة العطاس الذي يحبّه الله

وهو نعمة، فإنّه إلى تمام الثّلاث.


وقوله: "الرّجل مزكومٌ" تنبيه على الدّعاء له بالعافية، وفيه: اعتذار


من ترك تشميته.




الفصول في سيرة الرسول 080530040156872الفصول في سيرة الرسول 080530040156872



وصحّ عنه أنّ اليهود كانوا يتعاطسون عنده


يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله. فيقول:

"يهديكم الله ويصلح بالكم".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2012 3:28 am

بارك الله فيكي غاليتي رفه

شكراا لتوادك الرائع.....تسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
نائبة المديره
نائبة المديره
ام علي


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : الفصول في سيرة الرسول Female31 عدد المساهمات : 7341
نقاط : 9788
التقييم : 140
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 42
المزاج : الحمد لله

الفصول في سيرة الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصول في سيرة الرسول   الفصول في سيرة الرسول I_icon_minitimeالأربعاء مايو 23, 2012 3:43 am

الفصول في سيرة الرسول 8121


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في آداب السّفر



صحّ عنه أنّه قال: "إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين"، الحديث


فعوض أمّته بهذا عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطّير،




والاستقسام بالأزلام، الذي نظيره هذه القرعة التي يفعلها إخوان


[size=21]المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب. ولهذا سمّي [/size]





استقساماً، فعوضهم بهذا الدّعاء ـ




الذي هو توحيد وتوكّل،



[size=21]ولأحمد عن سعد مرفوعاً: "إنّ من سعادة ابن آدم استخارة الله [/size]



ورضاه بما قضى الله،




وإنّ من شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما



قضى الله".





الفصول في سيرة الرسول Ok.php.61a55dcbde

فتأمّل كيف وقع المقدور مكتنفاً بأمرين: التوكّل الذي هو مضمون

الاستخارة


قبله، والرّضى بما يقضي الله بعده.
وكان إذا ركب راحلته كبّر ثلاثاً، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ
لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} ، [الزّخرف،


الآيتان: 13-14].




ثم يقول: "اللهم إنّي أسألك في سفري هذا البرّ والتّقوى، ومن

العمل ما ترضى،

اللهم هوِّن علينا السّفر، واطوِ عنّا بُعْدَهُ، اللهم أنتَ الصّاحب في

السّفر،

والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا".


وكان إذا رجع قال: "آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربّنا

حامدون".



الفصول في سيرة الرسول Ok.php.61a55dcbde



وذكر أحمد عنه أنّه إذا دخل البلد قال: "توباً توباً، لربّنا أوباً، لا

يغادر حوباً".



وكان إذا وضع رجله في الرّكاب لركوب دابته قال: "بسم الله" فإذا

استوى

على ظهرها قال: "الحمد لله" ، ثم يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا

هَذَا وَمَا

كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }، [الزّخرف، من الآية: 13].



وكان إذا ودع أصحابه في السّفر يقول لأحدهم: "أستودع الله دينك

وأمانتك


وخواتيم عملك" ، وقال له رجلٌ: إني أريد سفراً. قال : "أوصيك

بتقوى الله،

والتّكبير على كلّ شرفٍ" . وكان هو وأصحابه إذا علو الثّنايا كبّروا،

وإذا هبطوا

سبّحوا، فوضعت الصّلاة على ذلك. وقال أنس: كان النّبِيّ ـ صلّ

الله عليه

وسلّم ـ إذا علا شرَفاً من الأرض أو نشزاً قال: "اللهم لك الشّرف

على كلّ

شرفٍ، ولك الحمد على كلّ حالٍ". وكان يقول: "لا تصحب الملائكة

رفقة



فيها كلب ولا جرس".

الفصول في سيرة الرسول Ok.php.61a55dcbde


وكان يكره للمسافر وحده أن يسير باللّيل، وقال: "لو يعلم النّاس ما

في

الوحدة ما سار أحد وحده بليلٍ"، بل كان يكره السّفر للواحد، وأخبر

أن:

"الواحد شيطان والاثنان شيطانان، والثّلاثة ركب"، وكان يقول: "إذا نزل

أحدكم منْزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق. فإنّه لا

يضرّه

شيء حتى يرتحل ".

الفصول في سيرة الرسول Ok.php.61a55dcbde
وكان يقول: "إذا سافرتم في


الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتهم في السّنّة،

فأسرعوا

عليها السّير، وإذا عرَّستم، فاجتنبوا الطّريق، فإنّها طرق الدّواب،



ومأموى

الهوام باللّيل".

الفصول في سيرة الرسول Ok.php.61a55dcbde


وكان ينهى عن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن يناله العدو.



وكان ينهى المرأة أن تسافر بغير محرمٍ ولو مسافة بريدٍ، ويأمر

المسافر



إذا قضى نهمته من سفره أن يعجل الرّجوع إلى أهله، وينهى أن يطرق


الرّجل أهله ليلا ً إذا طالت غيبته عنهم، وإذا قدم من سفرٍ تلقى

بالولدان من أهل بيته،

وكان يعتنق القادم من سفرٍ، ويقبّله إذا كان من أهله.

قال الشّبعي: كان أصحاب رسول الله ـ صلّ الله عليه وسلّم ـ إذا

قدموا من

سفر تعانقوا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصول في سيرة الرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أساليب التعليم من سيرة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -
» سيرة سعد بن ابى وقاص
» سنة الرسول الكريم يوم العيد ..افعال الرسول الكريم يوم العيد !!
» وفــــــــــــــاة الرسول
» مقتطفات من سيرة السيده عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **المنتديـات الدينيــه** :: رسول الله صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only