معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
في رحاب الجنة Support

 

 في رحاب الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 5:56 pm

[size=25]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في رحاب الجنة Wol_errorهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x600.
في رحاب الجنة Enter_is_peacefully_by_blsam-d4rncjp

[/size]


[/size]

[size=25]هنا سيتم التطرق لعدة مواضيع مهمة تتعلق بالجنة وهي : -

1- تعريف الجنة .
2- دخول الجنة .
3- أسماء الجنة .
4- صفة الجنة .
5- اصحاب الجنة .
6- سادة أهل الجنة من هذه الأمة.
7- صفة أهل الجنة ونعيمهم فيها.
8- المحاجة بين الجنة والنار.
9- الجنة خالدة وأهلها خالدون.

أسال الله ان يجعلني وإياكم ممن يقال لهم أدخلوها {ادخلوها بسلام آمنين} سورة الحجر آية رقم 46

دمتم بحفظ الله ورعايته
[b][size=25][b][size=25]-تعريف الجنة1

[/size]
[size=25]الجنة
هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته،
وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر، وما حدثنا الله به عنها،
وما أخبرنا به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحير العقل ويذهله، لأن تصور
عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه. استمع إلى قوله تبارك
وتعالى في الحديث القدسي
((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،ولا خطر على قلب بشر)) ثم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرؤوا إن شئتم { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة:17]))
وتظهر عظمة النعيم بمقارنته بمتاع الدنيا، فإن متاع الدنيا بجانب نعيم
الآخرة تافه حقير، لا يساوي شيئاً. ففي (صحيح البخاري) عن سهل بن سعد
الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها)) ولذا كان دخول الجنة والنجاة من النار في حكم الله وتقديره هو الفلاح العظيم، والفوز الكبير، والنجاة العظمى قال تعالى: {
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ
فَقَدْ فَازَ }
[ آل عمران:185]، وقال: {
وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ }
[ التوبة:72]، وقال أيضا: {
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَناتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ }
[النساء:13]

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر ص
117
[/size]




-دخول الجنة . وتشمل :-


  • تمهيد.
  • الشفاعة في دخول الجنة.

  • تهذيب المؤمنين وتنقيتهم قبل الدخول.

  • الأوائل في دخول الجنة.

  • الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

  • الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة.

  • دخول عصاة المؤمنين الجنة.

  • آخر من يدخل الجنة.

  • الذين دخلوا الجنة قبل يوم القيامة.

في رحاب الجنة Owjh004





  • تمهيد:
لا
شك أن سعادة المؤمنين لا تعادلها سعادة عندما يساقون معززين مكرمين زمراً
إلى جنات النعيم، حتى إذا ما وصلوا إليها فتحت أبوابها، واستقبلتهم
الملائكة الكرام يهنئونهم بسلامة الوصول، بعدما عانوه من الكربات، وشاهدوه
من الأهوال
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }
[الزمر:73]، أي طابت أعمالكم وأقوالكم وعقائدكم، فأصبحت نفوسكم زاكية، وقلوبكم طاهرة، فبذلك استحققتم الجنات.
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر
في رحاب الجنة H1



  • الشفاعة في دخول الجنة.
ثبت
في الأحاديث الصحيحة أن المؤمنين عندما يطول عليهم الموقف في يوم الجزاء
يطلبون من الأنبياء أن يستفتحوا لهم باب الجنة، فكلهم يمتنع ويتأبى، ويقول:
لست لها حتى يبلغ الأمر نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فيشفع في ذلك،
فيُشفّع، ففي (صحيح مسلم) عن حذيفة بن اليمان وأبي هريرة رضي الله عنهما
قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((يجمع
الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون، حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون
آدم، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا
خطيئة أبيكم، لست بصاحب ذلك..))
. الحديث

وذكر فيه تدافع الأنبياء لها، حتى يأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فيؤذن لهم.
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر
في رحاب الجنة H1



  • تهذيب المؤمنين وتنقيتهم قبل الدخول.
بعد
أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار، ثم يهذبون
وينقون، وذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم في الدنيا، حتى
إذا دخلوا الجنة كانوا أطهاراً أبراراً، ليس لأحد عند الآخر مظلمة، ولا
يطلب بعضهم بعضاً بشيء. روى البخاري في (صحيحه) عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-:
((يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص
لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في
دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله
كان في الدنيا))
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - هو أول من يستفتح الجنة بعد أن يأبى أبو البشر آدم وأولوا العزم من الرسل التعرض لهذه المهمة.
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1




  • الأوائل في دخول الجنة
أن أول من يقرع باب الجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
وأخرج الطبراني عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آتي باب الجنة فأستفتح فيقوم الخازن فيقول: لا أفتح لأحد قبلك, ولا أقوم لأحد بعدك)) وذلك
أن قيامه إليه صلى الله عليه وسلم خاصة إظهار المرتبة ومرتبته، ولا يقوم
في خدمة أحد بعده, بل خزنة الجنة دونه يقومون في خدمته، وهو كالملك عليهم,
وقد أقامه الله في خدمة عبده ورسوله، حتى مشى إليه وفتح الباب.

وأخرجه مسلم في صحيحه عنه بلفظ: ((آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك)) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنا أول من يفتح له باب الجنة, إلا أن امرأة تبادرني فأقول لها: ما لك أو ما أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتامي)) .
وفي الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((جلس
ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه, فخرج حتى إذا دنا منهم
سمعهم يتذاكرون, فسمع حديثهم, فقال بعضهم: عجباً إن لله من خلقه خليلاً
اتخذ الله إبراهيم خليلاً, وقال آخر: ماذا بأعجب من كلامه موسى كلمه
تكليماً، وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه, وقال آخر: آدم اصطفاه الله,
فخرج عليهم فسلم وقال: سمعت كلامكم وعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك،
وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله
وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة
ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أكرم الأولين
والآخرين ولا فخر))
. قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا فخر) أي: ولا فخر أعظم من هذا الفخر.

وقال بعضهم: وعندي أن معناه أني لا أقول ذلك افتخاراً واستكباراً بل على سبيل التنويه والتعريف والتذكر بنعم الله تعالى: قال تعالى: { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى: 11].
فما قاله صلى الله عليه وسلم من باب التحدث بالنعم.
نكتة:
لا بأس للعالم أن يذكر ما لديه من العلوم على سبيل التنويه ليقصد ويؤخذ
عنه ذلك لا على سبيل الافتخار, فإن ذلك مزلة إلى النار, وبم يعجب العاقل
وما لديه من العلم ليس من وسعه وقوته, وإنما هو من فضل مولاه ومنته والله
أعلم.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أنا
أول الناس خروجاً إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا، وقائدهم إذا وفدوا،
وشافعهم إذا حبسوا، وأنا مبشرهم إذا يئسوا، لواء الحمد بيدي، ومفاتح الجنة
يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم يومئذ على ربي ولا فخر, يطوف علي ألف خادم
كأنهم اللؤلؤ المكنون)).
رواه الترمذي، والبيهقي واللفظ له .

وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة)) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن السابقون الأولون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم)) أي: لم يسبقونا إلا بهذا القدر.
قال في (حادي الأرواح):(معنى (بيد) معنى سوى، وغير، وإلا ونحوها أي من أدوات الاستثناء فمعنى بيد أنهم أي: غير أنهم والله أعلم).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نحن
الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا
الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه
من الحق بإذنه)) .

وفي الصحيحين عنه مرفوعاً: ((نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولاً الجنة, بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا, وأوتيناه من بعدهم)) .
وعند الدارقطني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي)) .
والحديث
غريب كما نبه عليه الدارقطني، والحاصل أن هذه الأمة المشرفة أسبق الأمم
خروجاً من الأرض، وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف, وأسبقهم إلى ظل العرش،
وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم، وإلى الجواز على الصراط، وإلى دخول
الجنة, فالجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم،
ومحرمة على الأمم حتى تدخلها أمته, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وأخرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني
جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي، فقال أبو بكر: يا
رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي)) .

وقوله رضي الله عنه: (وددت أني كنت معك) حرص
منه على زيادة اليقين, وأن يصير الخبر عياناً لا أنه رضي الله عنه عنده شك
في ذلك – معاذ الله – نظيره قول سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم:
{ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [البقرة: 260].

ومن المعلوم أنه ليس الخبر كالعيان, وإن جزم بأن المخبر به واقع لا محالة.
المصدر البحور الزاخرة في علوم الاخر لمحمد بن أحمد السفاريني.
في رحاب الجنة H1



  • الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
أول
زمرة تدخل من هذه الأمة الجنة هي القمم الشامخة في الإيمان والتقى والعمل
الصالح والاستقامة على الدين الحق، يدخلون الجنة صفاً واحداً، لا يدخل
أولهم حتى يدخل آخرهم، صورهم على صورة القمر ليلة البدر.

روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول
زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا
يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة،
ومجامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما
من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد،
يسبحون الله بكرة وعشياً))

وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)).
وقد
صح أن الله أعطى رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع كل واحد من السبعين
هؤلاء سبعين ألفاً، ففي (مسند أحمد) بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((أعطيت
سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر،
قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين
ألفاً))

وفي (مسند أحمد) و(سنن الترمذي) و(صحيح ابن حبان) عن أبي أمامة بإسناد صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) فذكر هذا الحديث زياد ثلاث حثيات.
وقد
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم السبعين ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم،
ففي (صحيح البخاري) عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((عُرضت
عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر
معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد
كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت
فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم
ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون،
وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني
منهم. قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن
يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة))

ولعل هؤلاء هم الذين سماهم الحق بالمقربين، وهم السابقون، { وَالسابِقُونَ السابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُون } [الواقعة:10-12]، وهؤلاء ثلة من الأولين وقليل من الآخرين { ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ } [الواقعة:13-14]
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1




  • الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة

روى مسلم في (صحيحه) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً)).
وروى الترمذي عن أبي سعيد ، وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة))
وقد
بيّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في موضع آخر أن هؤلاء لم يكن عندهم
شيء يحاسبون عليه، هذا مع جهادهم وفضلهم، أخرج الحاكم في (مستدركه) عن
عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-:
((أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟ قلت:
الله ورسوله أعلم، فقال: فقراء المهاجرين، يأتون يوم القيامة إلى باب
الجنة، ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة: أو قد حوسبتم؟ فيقولون: بأي شيء
نحاسب، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك؟
قال: فيفتح لهم، فيقيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس))
وفي (صحيح البخاري) عن أسامة بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار)) .
وأصحاب الجد هم الأغنياء من المسلمين. وقد وقع في الأحاديث السابقة أن
الفقراء يسبقون الأغنياء بأربعين خريفاً، وجاء في حديث آخر بخمسمائة عام،
ووجه التوفيق بين الحديثين أن الفقراء مختلفو الحال، وكذلك الأغنياء – كما
يقول القرطبي-. فالفقراء متفاوتون في قوة إيمانهم وتقدمهم، والأغنياء كذلك،
فإذا كان الحساب باعتبار أول الفقراء دخولاً الجنة وآخر الأغنياء دخولاً
الجنة فتكون المدة خمسمائة عام، أما إذا نظرت إلى آخر الفقراء دخولاً الجنة
وأول الأغنياء دخولاً الجنة فتكون المدة أربعين خريفاً، باعتبار أول
الفقراء وآخر الأغنياء والله أعلم".
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1





  • دخول عصاة المؤمنين الجنة

إخراجهم من النار وإدخالهم الجنة بالشفاعة
روى مسلم في (صحيحه) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما
أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس
أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا
فحماً، أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل:
يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل))
.

ولمسلم من حديث جابر بن عبدالله يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أقواماً يخرجون من النار يحترقون فيها، إلا دارات وجوههم، حتى يدخلون الجنة)) .
وهؤلاء
الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة يسميهم أهل الجنة بالجهنميين، ففي
(صحيح البخاري) عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال:
((يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين)) .

وفي (الصحيح) أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير، قلت: وما الثعارير؟ قال: الضغابيس))
وروى البخاري عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين))
وفي (صحيح مسلم) من حديث أبي هريرة الطويل في وصف الآخرة: ((حتى
إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل
النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً، ممن
أراد الله أن يرحمه، ممن يقول: لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار،
يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على
النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار وقد امتحشوا (احترقوا)، فيصب
عليهم ماء الحياة، فينبتون منه، كما تنبت الحبة في حميل السيل))

وقد
ورد في أكثر من حديث أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال دينار أو
نصف دينار أو مثقال ذرة من إيمان، بل يخرج أقواماً لم يعملوا خيرا ً قط،
ففي حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يدخل
الله أهل الجنة الجنة،يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النار النار، ثم
يقول: انظروا من وجدتم في قلبه حبة من خردل من إيمان فأخرجوه))

وفي حديث جابر بن عبدالله في ورود النار: ((ثم
تحل الشفاعة، ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في
قلبه من الخير مثقال شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة، ويجعل أهل الجنة يرشون
عليهم الماء، حتى ينبتوا نبات الشيء في حميل السيل. ويذهب حراقه ثم يسأل
حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها))
.

وفي حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرج
من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة،
ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن برة، ثم
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن
الذرة)).
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1



  • آخر من يدخل الجنة
حدثنا
الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصة آخر رجل يخرج من النار ويدخل الجنة،
وما جرى من حوار بينه وبين ربه، وما أعطاه الله من الكرامة العظيمة التي لم
يُصدّق أن الله أكرمه بها لعظمها، وقد جمع ابن الأثير روايات هذا الحديث
في (جامع الأصول)، ومنه نقلنا هذه الأحاديث:

1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((إني
لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة: رجل يخرج
من النار حبواً، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها، فيخيل إليه أنها
ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل
الجنة فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا،
فيقول: أتسخر بي – أو أتضحك بي – وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة
منزلة))
أخرجه البخاري ومسلم .

ولمسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني
لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار: رجل يخرج منها زحفا، فيقال له:
انطلق فادخل الجنة، قال: فيذهب فيدخل الجنة، فيجد الناس قد أخذوا المنازل،
فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم، فيقال له: تمنَّ، فيتمنى
فيقال له: لك الذي تمنيت، وعشرة أضعاف الدنيا، فيقول: أتسخر بي وأنت
الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك حتى بدت
نواجذه))
. وفي رواية الترمذي مثل هذه التي لمسلم .

2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((آخر
من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما
جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما
أعطاه أحداً من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: يا رب، أدنني من
هذه الشجرة فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم
لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا، يا رب ويعاهده أن لا يسأله
غيرها، قال: وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها،
فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول:
أي رب، أدنني من الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها
فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك
منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه
يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم
ترفع له شجرة عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من
هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم
تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى، يا رب لا أسألك غيرها – وربه عز
وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع
أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصريني منك،
أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب، أتستهزئ مني وأنت رب
العالمين؟ فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟
قال: هكذا ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: مم تضحك يا رسول
الله؟ فقال: من ضحك رب العالمين، حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟
فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر))
أخرجه مسلم

وهذا الحديث هكذا أخرجه الحميدي وحده في أفراد مسلم، والذي قبله في المتفق عليه، وقال: إنما أفردناه للزيادة التي فيه.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن
أدنى أهل الجنة منزلة: رجل صرف الله وجهه عن النار قِبل الجنة، ومثل له
شجرة ذات ظل، فقال: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة لأكون في ظلها وساق الحديث
بنحو حديث ابن مسعود، ولم يذكر: فيقول: يا ابن آدم، ما يصريني منك؟. . إلى
آخر الحديث)).
وزاد فيه: ((ويذكره
الله، سل كذا وكذا، فإذا انقطعت به الأماني، قال الله: هو لك وعشرة
أمثاله، قال: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان:
الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، قال: فيقول: ما أعطي أحد مثل ما
أعطيت))
أخرجه مسلم هكذا عقيب حديث ابن مسعود.

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1




  • الذين دخلوا الجنة قبل يوم القيامة
أول من دخل الجنة من البشر هو أبو البشر آدم {
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا
رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا
مِنَ الْظالِمِينَ }
[ البقرة:35]، وقال: {
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ
شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالِمِينَ
}
[ الأعراف: 19]، ولكن آدم عصى ربه بأكله من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها فأهبطه الله من الجنة إلى دار الشقاء: {
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ
عَزْمًا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ
إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ
وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ
أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا
تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ
عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ
لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ
الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ
فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ }
[ طه: 115-123].

وقد رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - الجنة ففي (صحيح البخاري) عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)).
ومن الذين يدخلون الجنة قبل يوم القيامة الشهداء، ففي (صحيح مسلم) عن مسروق قال: سألنا عبدالله بن مسعود عن هذه الآية: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]. قال:
((إنا قد سألنا عن ذلك فقال:" أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة
بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم
ربهم اطلاعه، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من
الجنة حيث شئنا، ففعل بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن
يسألوا: قالوا: يا رب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك
مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا)).

ومن
مات عرض عليه مقعده من الجنة والنار بالغداة والعشي، ففي (صحيح مسلم) عن
ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن
أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل
الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك
الله إليه يوم القيامة))
.
المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1





يتبع ان شاء الله
[/b][/size]
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 5:57 pm

[size=21]-أسماء الجنة .


في رحاب الجنة H1

قال
في (حادي الأرواح): لها عدة أسماء باعتبار صفاتها، ومسماها واحد باعتبار
الذات، فهي مترادفة من هذا الوجه، وهكذا أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه،
وأسماء رسوله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء النار.


الاسم الأول: الجنة
،
وهو العام المتناول لتلك الدار جملة، وما اشتملت عليه في أنواع النعيم،
وأصل اشتقاقه من الستر والتغطية، ومنه الجنين لاستتاره في البطن, والجان
لاستتاره عن عيون الإنس، والمجن، السترة ووقاية الوجه، والمجنون لاستتار
عقله، وتواره عنه. والجان وهي الحية الصغيرة الدقيقة، ومنه سمي البستان
جنة؛ لأنه يستر ما داخله من الأشجار، ولا يطلق هذا الاسم إلا على موضع كثير
الشجر مختلف الأنواع، والجنة بالضم ما يستجن أي: يوقى به من نحو ترس،
وبالكسر الجن كما في قوله تعالى
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } [الناس: 6].



الثاني: دار السلام
وقد سماه الله بهذا الاسم في قوله تعالى: { لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ } [الأنعام: 127] وقوله: { وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }
[يونس: 25]، وهي جديرة بهذا الاسم؛ لسلامتها من كل بلية وآفة، فإن الله هو
السلام، وهي داره، فمن أسمائه الحسنى السلام. فالله سبحانه سلم هذه الدار،
وسلم أهلها من كل نكبة وداهية، وتحيتهم فيها سلام، والرب تعالى سلم عليهم
من فوقهم، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم، وكلامهم كله فيها
سلام، ولا يسمعون فيها لغوا إلا سلاماً.

وأما قوله تعالى: { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } [الواقعة:
90-91] فحقق في (حادي الأرواح) أن المعنى: سلام لك أيها الراحل في الدنيا,
سلموا من الدنيا وأنكادها, والنار وعذابها, فبشر بالسلامة عند ارتحاله من
الدنيا وقدومه على الله تعالى، كما يبشر الملك روحه عند أخذها بقوله:
((أبشري بروح وريحان, ورب غير غضبان)) . وهذا أول البشرى التي للمؤمنين في الآخرة.


الثالث: دار الخلد

،
وسميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها، واشتقاقه من الخلد وهو دوام البقاء.
تقول: خلد الرجل يخلد خلوداً وأخلده الله سبحانه وتعالى إخلاداً. وخلده
تخليداً أبقاه. وأخلدت إلى فلان: ركنت إليه.

وأخلد بالمكان أقام به، وأما الخلد بالتحريك: فالبال.
يقال: سنح في خلدي أي: خطر في روعي وبالي وقلبي، والخلد أيضاً: ضرب من الجرادين أعمى. والله أعلم.

الرابع: دار المقامة:
قال تعالى حكاية عن أهلها:
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ
رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن
فَضْلِهِ }
[فاطر: 34-35] قال مقاتل: أنزلنا دار الخلود أقاموا فيها أبداً لا يموتون ولا يتحولون. قال أهل اللغة: المقامة والإقامة بمعنى.



الخامس: جنة المأوى
، وهو مفعل من آوى يأوي أي انضم إلى المكان. قال تعالى: { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 40-41] وقال في النار: { فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 39] وقال تعالى: { عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } [النجم: 14-15].
قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: (هي الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة). وقال مقاتل: (هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء). وقال كعب: (جنة المأوى جنة فيها طير خضر ترعى فيها أرواح الشهداء).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (هي جنة من الجنات).
قال المحقق:(والصحيح أنه اسم من أسماء الجنة).

السادس: جنات عدن قيل: هو اسم لجنة من جملة الجنات.

قال المحقق: (والصحيح أنه اسم لجملة الجنات، فكلها جنات عدن).
قال تعالى: { جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ } [مريم: 61] وقال: { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا } [فاطر: 33] وقال تعالى: { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } [الصف: 12].
والاشتقاق
يدل على أن جميعها جنات عدن، فإنه من الإقامة والدوام. يقال عدن بالمكان:
إذا أقام به، وعدنت البلد: توطنته، وعدنت الإبل بمكان كذا: لزمته فلم تبرح
منه.

قال الجوهري: (ومنه جنات عدن أي: جنات إقامة. وثم قول بأن جنة عدن اسم لموضع من الجنة مخصوص) .
وهو
جنة من جملة الجنان، ... ولا مانع من كونه اسم لموضع مخصوص، ويطلق على
الكل أنه عدن أي: أقام, وخلد, واستمر، وأما أنه جنة مخصوصة من جملة الجنان
فهذا أظهر من الشمس الصابحة لورود الأحاديث الثابتة بذلك، ...

ما أخرج الطبراني في المعجم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل
الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل، فينظر الله في الساعة
الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم
ينظر في الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن لا يكون معه فيها أحد إلا
الأنبياء, والشهداء, والصديقون، وفيها ما لم يره أحد, ولا خطر على قلب بشر,
ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له؟ ألا سائل
يسألني فأعطيه؟ ألا داع يدعوني فأستجيب له؟ حتى يطلع الفجر))
. قال تعالى: { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [الإسراء: 78] فيشهده الله.

وأخرج الدارمي عن ابن عمر موقوفاً: (خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش، والقلم، وعدن، وآدم ثم قال لسائر الخلق: كن فكان) .
وأخرج الدارمي عن ميسرة: (إن الله لم يمس شيئاً من خلقه بيده غير ثلاث: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده) .
وأخرج عن كعب قال: (لم يخلق الله بيده غير ثلاث: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، ثم قال لها: تكلمي. قالت: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } [المؤمنون: 1]) .
وذكر الحاكم عن مجاهد: (أن الله تعالى غرس جنات عدن بيده فلما تكاملت أغلقت فهي تفتح كل سحر، فينظر الله إليها فيقول: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }) .
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: ((خلق
الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، ولبنة من
زبرجدة خضراء, ملاطها المسك, وحصباؤها اللؤلؤ, وحشيشها الزعفران. ثم قال
لها: انطقي. قالت:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الحشر: 9])) فهذه الجنة من الجنان كآدم في نوع الحيوان بجامع أن كلاً منها خلقه الله بيده جل شأنه وتعالى سلطانه.


قال في (حادي الأرواح): (تأمل
هذه العناية كيف خص الجنة التي غرسها بيديه لمن خلقه، ولأفضل ذريته
اعتناء, وتشريفاً, وإظهاراً لفضل ما خلقه بيده على غيره. فهذا كله يدل على
أن جنة عدن اسم لموضع من الجنان مخصوص، ويطلق على جملة الجنات، إما حقيقة
لوجود الحقيقة وهي الإقامة والدوام والاستمرار، وإما مجازاً من باب إطلاق
البعض على الكل. هذا ما ظهر لي، والله تعالى أعلم)
.



السابع من أسماء الجنة: دار الحيوان

قال تعالى: { وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ } [العنكبوت: 64] والمراد الجنة.
قال أهل التفسير: ({ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ } يعني: الجنة { لَهِيَ الْحَيَوَانُ } هي: دار الحياة التي لا موت فيها).
قال أهل اللغة:(الحيوان بمعنى: الحياة).
قال أبو عبيدة وابن قتيبة:(الحياة: الحيوان)، ...
قال أبو علي: (يعني: إنها مصادر، فالحياة فعلة كالجبلة، والحيوان كالنزوان والغليان، والحي كالعي).
وقال أبو زيد:(الحيوان
ما فيه روح، والموتان والموات ما لا روح فيه, والصواب: أن الحيوان يقع على
ضربين: أحدهما: مصدر كما حكاه أبو عبيدة، والثاني: وصف كما حكاه أبو زيد).

فعلى
قول أبي زيد يكون المعنى أنها الدار التي لا تفنى, ولا تنقطع, ولا تبيد
كما تفنى الأحياء في هذه الدار, فهي أحق بهذا الاسم من الحيوان الذي يفنى
ويموت والأول أظهر والله أعلم.

الثامن: الفردوس.

قال تعالى: { أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون: 10-11] وقال: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا } [الكهف: 107]، ...
قال كعب:(هو البستان الذي فيه الأعناب). وقال الليث: (الفردوس جنة ذات كروم يقال: كرم مفردس أي: معرش). وقال الضحاك: (واختاره المبرد أنها الجنة الملتفة بالأشجار). وقيل: (إنه ليس بعربي، وإنما هو رومي ومعناه بالعربية: البستان) قاله الزجاج وقال:(حقيقته البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين).
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

وإن ثواب الله لكل مخلد ----------------جنان من الفردوس فيها يخلد


التاسع: جنات النعيم

قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ } [لقمان: 8] وهو اسم جامع لجميع الجنات لما اشتملت عليه من النعيم المقيم.
العاشر: المقام الأمين.

قال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } [الدخان: 51] فالمقام موضع الإقامة والأمين الأمن من كل سوء ومكروه.
الحادي عشر والثاني عشر: مقعد الصدق وقدم الصدق

قال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } [القمر:
54-55] فسمى الجنة مقعد صدق لحصول ما يراد من المقعد الحسن كما يقال: مودة
صادقة إذا كانت ثابتة وموضوع هذه اللفظة في كلامهم الصحة والكمال، ومنه
قوله صلى الله عليه وسلم:
((الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة)) . ومنه الصدق في الحديث، والصدق في العمل، والصديق الذي يصدق قوله بالعمل.

وفسر
قدم الصدق بالجنة، وفسر بالأعمال التي تنال بها الجنة، وفسر بالسابقة التي
سبقت لهم من الله، وفسر بالرسول الذي على يده وهدايته نالوا ذلك. قال
المحقق
: (والتحقيق أن الجميع حق, فإنهم سبقت
لهم من الله السابقة بالأسباب التي قدرها لهم على يد رسوله, وادخر لهم
جزاءها يوم القيامة, ولسان الصدق هو لسان الثناء الصادق بمحاسن الأفعال,
وجميل الطرائق, وفي كونه لسان صدق إشارة إلى مطابقته للواقع، وأنه ثناء بحق
لا بباطل.

ومدخل
الصدق، ومخرج الصدق هو المدخل والمخرج الذي يكون صاحبه فيه ضامناً على
الله وهو دخوله وخروجه بالله ولله, وهذه الدعوة من أنفع الدعاء للعبد, فإنه
لا يزال داخلاً في أمر وخارجاً من آخر, فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجه
كذلك كان قد أدخل مدخل صدق وأخرج مخرج صدق. والله أعلم)
.

المصدر البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني .
في رحاب الجنة H1

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:00 pm

[size=21]-صفة الجنة .[/size][color=#333333] [size=21]وتشمل :-


  • ·نعيم الجنة.
  • ·مفتاح الجنة.
  • ·أبواب الجنة.
  • ·درجات الجنة.
  • ·تربة الجنة.
  • ·أنهار الجنة.
  • ·عيون الجنة.
  • ·قصور الجنة وخيامها.
  • · عيم الجنةنور الجنة.
  • ·ريح الجنة.
  • ·أشجار الجنة وثمارها.
  • ·دواب الجنة وطيورها.



  • نعيم الجنة

قال الله عز وجل: {
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا
مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ }
[البقرة: 25] {
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ
فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا }
[النساء: 57]، {
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ
آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى
سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا
بِمُخْرَجِينَ }
[الحجر: 45-48 ]، {
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ
رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن
فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }
[ فاطر: 34-35]، {
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ
وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ
آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى
وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[الدخان: 52-57]، {
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ عَلَى
سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ
مِّن مَّعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ
مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
: 10-24
{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ
وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ
كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا
أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا
لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ }
[الواقعة: 27-38]، { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً } [الغاشية: 8-11].

أخرج أبو بكر البزار من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خلق
الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة, وملاطها المسك, وقال
لها: تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك))
وهذا يروى موقوفاً عن أبي سعيد قال: (خلق
الله الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وغرسها وقال لها: تكلمي، فقالت: قد
أفلح المؤمنون، فدخلتها الملائكة فقالت: طوبى لك منزل الملوك) .

ومن حديث مسلم عن أبي سعيد الخدري: ((أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال (درمكة) بيضاء مسك خالص)) .
وعن أنس بن مالك عن النبي عليه السلام قال: ((أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك))
الجنابذ: القباب واحدها جنبذة.
وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر, مصداق ذلك في كتاب الله عز وجل { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[السجدة: 17])) .
وذكر مسلم أيضاً من حديث سهل بن (سعد) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها)) قال أبو حازم:
فحدثت به النعمان بن أبي عياش (الرزقي) فقال: حدثني أبو سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة شجرة يسير الراكب ذو الجواد
المضمر السريع مائة عام لا يقطعها))
.

وذكر الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر, اقرؤا إن شئتم: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم: { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } [الواقعة: 30] ولموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، واقرؤوا إن شئتم: { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ } [آل عمران: 185])) .
وأما ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة شجرة يستظل الراكب في ظلها مائة سنة واقرؤوا إن شئتم: { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ }, ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب)) .
وذكر الترمذي من حديث أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب)) .... وذكر ابن المبارك عن سليم بن عامر قال: ((كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: إنه لينفعنا الله بالأعراب
ومسائلهم أقبل أعرابي يوماً فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في الجنة شجرة
مؤذية, وما كنت أدري في الجنة شجرة تؤذي صاحبها, فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: وما هي؟ قال: السدر فإن له شوكاً مؤذياً, فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أو ليس يقول
: { سِدْرٍ مَّخْضُودٍ }
خضد الله شوكه, فجعل مكان كل ذي شوكة ثمرة, فإنها لتنبت تمراً تفتق التمرة
منها عن اثنين وسبعين لوناً من طعام، ما فيها لون يشبه الآخر))
ويروى ثمراً بالثاء المثلثة فيها كلها.

وقال عليه السلام: وذكر سدرة المنتهى ((وإذا ثمرها كالقلال)) ذكره مسلم بن الحجاج رحمه الله.
وذكر مسلم أيضاً عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك
والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد
أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون:
يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده
أبداً)) .

وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
أهل الجنة ليتراءون (أهل الغرف) من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر
من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله تلك
منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده, رجال آمنوا
بالله وصدقوا المرسلين))
.

وذكر مسلم أيضاً عن محمد بن سيرين قال: (أما تفاخروا وأما تذاكروا, الرجال أكثر في الجنة أم النساء) فقال أبو هريرة ألم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: ((إن
أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر, والتي بعدها على أضوأ
كوكب دري في السماء, لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان, يرى مخ سوقها من وراء
اللحم وما في الجنة أعزب)) .

وذكر الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن
أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة ضوء وجوههم على مثل ضوء القمر ليلة
البدر, والزمرة الثانية على مثل أحسن كوكب في السماء, لكل واحد منهم
زوجتان, على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائها))
.

وذكر مسلم بن الحجاج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن
أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر, والذين يلونهم على أشد
كوكب دري في السماء إضاءة, لا يبولون, ولا يتغوطون, ولا يتمخطون, ولا
يتفلون, أمشاطهم الذهب, ورشحهم المسك, ومجامرهم الأَلُوَّة، وأزواجهم الحور
العين, أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في
السماء))
.

وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن
أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر, ثم الذين يلونهم
على أشد نجم في السماء إضاءة, ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون, ولا يبولون,
ولا يتمخطون, ولا يبصقون, أمشاطهم الذهب, ومجامرهم الأَلُوَّة, ورشحهم
المسك, أخلاقهم على خلق رجل واحد, على طول أبيهم آدم عليه السلام ستون
ذراعاً في
السماء)) ويروى: على خلق.

وذكر أيضاً من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول
زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر, لا يبصقون فيها, ولا
يتمخطون فيها, ولا يتغوطون فيها, آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة,
ومجامرهم من الأَلُوَّة, ورشحهم المسك, ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها
من وراء اللحم من الحسن, لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد,
يسبحون الله بكرة وعشياً)) .

وذكر من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأكل
أهل الجنة فيها ويشربون, ولا يتغوطون, ولا يتمخطون, ولا يبولون, ولكن
طعامهم ذلك (جشاء) كرشح المسك، يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس))
.

وذكر النسائي من حديث زيد بن أرقم قال: ((جاء
رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم أتزعمون
أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ فقال: إي والذي نفسي بيده إن الرجل منهم
ليعطى قوة مائة رجل في الأكل, والشرب, والجماع, والشهوة. قال الرجل: فإن
الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة, وليس في الجنة أذى, فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: حاجة أحد منهم رشح يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر))
.

وذكر الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: ((سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الكوثر؟ قال: ذلك نهر أعطانيه الله،
يعني في الجنة, أشد بياضاً من اللبن, وأحلى من العسل, فيه طير أعناقها
كأعناق الجزر، قال عمر: إن هذه لناعمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
آكلها أنعم منها))
.... وذكر الترمذي أيضاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبداً, وكذلك أهل النار)) .

كذا قال ثلاثين، والأول أحسن إسناداً.
وذكر مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس, لا تبلى ثيابه, ولا يفنى شبابه)) .
وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري, وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينادي
مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً, وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا
أبداً, وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً, وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا
أبداً, فذلك قوله عز وجل:
{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }))


المصدر : العاقبة او الموت والحشر والنشور لعبد الحق الأشبيلي الاذى



في رحاب الجنة H1



[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:01 pm




  • [size=21]مفتاح الجنة

واعلم
أن الباب لابد له من مفتاح، وأن مفتاح الجنة هي كلمة الإخلاص، وهي شهادة
أن لا إله إلا الله, وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

أخرج الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً: ((مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله)) . قال الحافظ ابن رجب في كتابه (التوحيد): إسناده منقطع وسنده صحيح.
البخاري عن وهب بن منبه: (أنه
قيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولكن ليس من مفتاح
إلا له أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح) .

......... وفي المسند عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله)) .
قال في حادي الأرواح: (ولقد جعل الله لكل مطلوب مفتاحاً يفتح به، فجعل مفتاح الصلاة الطهارة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الصلاة الطهور)) ، ومفتاح
الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدق، ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن
السؤال، وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر،
ومفتاح الولاية المحبة، ومفتاح المحبة الذكر، ومفتاح الفلاح التقوى، ومفتاح
التوفيق الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة الدعاء، ومفتاح الإيمان التفكر
فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله سلامة القلب،
وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك، ومفتاح حياة القلب
تدبر القرآن, والتضرع بالأسحار, وترك الذنوب والأوزار، ومفتاح حصول الرحمة
الإحساس في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده، ومفتاح حصول الرزق السعي مع
الاستغفار والتقوى، ومفتاح العز طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة
قصر الأمل، ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب
الدنيا وطول الأمل، وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم لمعرفة مفاتيح الخير
والشر، فإن الله جعل للخير وللشر مفتاحاً وباباً يدخل فيه إليه، كما جعل
الشرك والكبر والإعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه
مفتاحاً للنار، والخمر مفتاح كل إثم، والغناء مفتاح الزنا، وإطلاق النظرة
في الصور مفتاح الطلب، والعشق والكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان،
والمعاصي مفتاح الكفر، والكذب مفتاح النفاق، والشح والحرص مفتاح البخل،
وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله والإعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل
بدعة وضلالة, فسبحان مسبب الأسباب والله الموفق)
وإلى المفتاح أشار في النونية بقوله :


هذا وفتح الباب ليس بممكن ........ إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتوحيد ....... تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الإسلام ...... والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به ........ من حل إشكال لذي العرفان

المصدر:- البحور الزاخرة في علوم الىخرة لمحمد بن أحمد السفاريني




في رحاب الجنة H1
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:02 pm



  • [size=21]·أبواب الجنة

قال تعالى: {
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى
إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }
[الزمر: 73]، وقال في صفة النار: { حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }
[الزمر: 71]، بغير واو, فزعمت طائفة أن هذه الواو واو الثمانية دخلت في
أبواب الجنة لكونها ثمانية بخلاف أبواب النار فإنها سبعة, وذكره الإمام
ناصر السنة ابن الجوزي في (التبصرة) وانتصر له.

... الواو عاطفة على قوله تعالى: { جَاؤُوهَا } وأن الجواب محذوف.
... (وهو اختيار أبي عبيدة، والمبرد، والزجاج، وغيرهم، قال المبرد: (وحذف الجواب أبلغ عند أهل العلم). قال أبو الفتح ابن جني: (وأصحابنا يدفعون زيادة الواو، ولا يجيزونه، ويرون أن الجواب محذوف للعلم به).
فإن قيل: ما السر في حذف الجواب في آية أهل الجنة، وذكره في آية أهل
النار؟ فالجواب: إن هذا أبلغ في الموضعين, فإن الملائكة تسوق أهل النار
إليها وأبوابها مغلقة, حتى إذا جاءوها فتحت في وجوههم ففجئهم العذاب بغتة,
فحين انتهوا إليها فتحت أبوابها بلا مهلة، فإن هذا أن الجزاء المرتب على
الشرط أن يكون عقيبه، فإنها دار الإهانة والخزي، فلم يستأذن لهم في دخولها،
وأما الجنة فدار كرامته تعالى، ومحل خواصه وأوليائه, فإذا انتهوا إليها
صادفوها مغلقة فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه
بأولي العزم من رسله فكلهم يتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم،
وسيدهم، وأفضلهم فيقول: ((أنا لها)) . فيأتي
تحت العرش، ويخر ساجداً لربه فيدعه ما شاء أن يدعه, ثم يأذن له في رفع
رأسه، وأن يسأل حاجته فيشفع إليه سبحانه في فتح أبوابها فيشفعه، ويفتحها
تعظيماً لخطرها, وإظهاراً لمنزلة رسوله وكرامته عليه وإن مثل هذه الدار
التي هي دار ملك الملوك إنما يدخل إليها بعد تلك الأهوال العظيمة التي
أولها من حين عقل العبد في هذه الدار إلى أن ينتهي إليها وما ركبه من
الأطباق طبقاً فوق طبق) .

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ } [الانشقاق: 19]: (يعني الشدائد والأهوال والموت، ثم البعث، ثم العرض).
وقال عكرمة : (حالاً بعد حال رضيعاً، ثم فطيماً، ثم غلاماً، ثم شاباً، ثم شيخاً هذا معنى الآية الكريمة).
وقيل
غير ذلك من الشدائد، والمصائب شدة بعد أخرى حتى يأذن الله سبحانه لنبيه
وخاتم رسله أن يشفع إليه في فتحها لهم, وهذا أبلغ وأعظم في تمام النعمة،
وحصول الفرح والسرور لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذي يدخله من
شاء فجنة الله غالية، ومنزلة عالية بين الناس, وبينها من العقاب، والمفاوز،
والأخطار ما لا تنال إلا به, فما لمن أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله
الأماني ولهذه الدار, فليعد عنها إلى ما هو أولى به وقد خلق لها وهي له...

تدبر قوله تعالى: { زُمَرًا } وتأمل قول خزنة الجنة لأهلها: { طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا }
أي: سلامتكم ودخولها يطيبكم، فإن الله حرمها إلا على الطيبين فيبشرونهم
بالسلامة, والطيب, والدخول, والخلود، وأما أهل النار فإنهم لما انتهوا
إليها على تلك الحالة من الهم, والغم, والخزي, والحزن فتحت لهم أبوابها,
فوقفوا عليها وزيدوا على ما هم عليه من الخزي والنكال توبيخ خزنتها
وتبكيتهم بقولهم: { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا } فاعترفوا و { قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [الزمر: 71].

وكلمة العذاب قوله تعالى: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [السجدة: 13].
وحقت بمعنى وجبت، فيبشرونهم حينئذ بدخولها والخلود فيها, وأنها بئس المأوى لهم، وتأمل قول خزنة الجنة لأهليها: { ادخلوها } وقول خزنة النار لأهلها: { ادخلو أبواب جهنم }
تجد تحته سراً لطيفاً, ومعنى بديعاً ظريفاً، وهو أنها لما كانت دار
العقوبة فأبوابها أفظع كل شيء, وأشده حراً, وأعظمه غماً, يستقبل الداخل في
العذاب ما هو أشد منها, ويدنو من الغم والخزي بدخول الأبواب فقيل: ادخلوا
أبوابها صغاراً لهم, وإذلالاً وخزياً ثم قيل لهم: لا يقتصر بكم على مجرد
ذلك, ولكن وراء ذلك الخلود في النار.

وأما
الجنة فهي دار الكرامة, والمنزل الذي أعد الله لأوليائه, فيبشرون من أول
وهلة بالدخول إلى المقاعد والمنازل والخلود فيها، وتأمل قوله تعالى: { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ }
[ص: 50-51] كيف تجد تحته معنى بديعاً، وهو أنهم إذا دخلوا لم تغلق أبوابها
عليهم, بل تبقى مفتحة كما هي خلاف النار, فإذا دخلوها أغلقت عليهم، كما
قال تعالى: { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }
[الهمزة: 8] أي: مطبقة, ومنه سمي الباب وصيداً, وهي مؤصدة في عمد ممدة, قد
جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذي يجعل خلف الباب.

قال مقاتل: (يعني أبوابها عليهم مطبقة فلا يفتح لها باب, ولا يخرج منها غم, ولا (يدخل فيها روح)
ولا يدخل فيها نسيم آخر الأبد، وأيضاً فإن في فتح الأبواب حيث شاؤوا,
ودخول الملائكة عليهم من كل باب في كل وقت, بالتحف والألطاف من ربهم,
وأيضاً إشارة إلى أنها دار من لا يحتاج إلى غلق الأبواب كما في الدنيا...

وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة ثمانية أبواب: باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون))
وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من
أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد
الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل
الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن
كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا
رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا
رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم))
قال القرطبي: (قيل الدعاء من جميعها دعاء تنويه وإكرام ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل) .

وأخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما
منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد ألا إله إلا
الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم اجعلني من
التوابين. إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))
. زاد الترمذي: ((واجعلني من المتطهرين)) . زاد الإمام أحمد وأبو داود: ((ثم رفع نظره إلى السماء فقال: اللهم اجعلني...)) الحديث.

وعند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه يرفعه: ((من
توضأ فأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. إلا فتح له ثمانية أبواب الجنة من
أيها شاء دخل))
.

وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد، وابن ماجه عن عتبة بن عبد الله السلمي مرفوعاً: ((ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل)).
المصدر:- البحور الزاخرة في علوم الىخرة لمحمد بن أحمد السفاريني


في رحاب الجنة H1

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:03 pm




  • [size=21]درجات الجنة

قال الله تعالى: {
وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا
رَّحِيمًا }
[النساء: 95-96].

قال ابن محيريز:(هي سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمر سبعين عاماً). وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله تعالى: { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ }
[الأنفال: 4] وقال بعضهم: أفضل من بعض فيرى الذي عقد فضل به فضله, ولا يرى
الذي أسفل منه أنه فضل عليه أحد من الناس قلت: وهذا من تمام نعم الله على
عبده لأن الأنفس مطبوعة على التألم بمشاهدة من هو فوقها إلا من وفقه الله،
وهنا نكتة عنَّ لي أن أنبه عليها وهي: أن العاقل ينبغي له أن يتألم بسبق
غيره له في الطاعات ووجوه الخير فيبادر إلى فعل مثل ما فعل ذلك المبادر




[center]إذا أعجبتك خلالاً منه ..... فكنه تكن مثل من يعجبك

فليس على الجود والمكرمات ...... إذا جئتها حاجب يحجبك

والله الموفق
... قوله تعالى: { فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ }
الآيتين أوقع التفضل أولاً بدرجة ثم أوقعه ثانياً بدرجات فقيل: الأول بين
القاعد, المعذور, والمجاهد. والثاني: بين القاعد بلا عذر والمجاهد. وقال
تعالى: { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } [آل عمران: 163] وقال: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } إلى قوله: { أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [الأنفال: 3-4].

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر
من الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم قالوا: يا رسول الله تلك منازل
الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله
وصدقوا المرسلين))
.

ولفظ البخاري في ((الأفق)) وهو أبين قال في ((حادي الأرواح)): (الغابر
هو: الذاهب الماضي الذي قد تدلى للغروب وفي التمثيل به دون الكوكب –
المسامت للرأس وهو أعلى فائدتان أحدهما: بعده عن العيون. والثانية: أن
الجنة درجات بعضها فوق بعض وأعلى من بعض وإن لم تسامت العليا السفلى
كالبساتين الممتدة من رأس الجبل إلى ذيله)
. انتهى.

وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة كما تراءون الكوكب في أفق السماء)) وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدري الغارب
في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات. قالوا: يا رسول الله أولئك النبيون
قال: بلى، والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين))
.

قال
في (حادي الأرواح): ورجال هذا الإسناد احتج بهم البخاري في صحيحه. وفي هذا
الحديث: (الغارب) وفي حديث أبي سعيد: (الغابر) وقوله: (الطالع) صفة للكوكب
وصفة بكونه غارباً وبكونه طالعاً.

وقد
خرج هذا المعنى في الحديث الذي رواه ابن المبارك عن فليح بن سليمان عن
هلال بن علي عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
((إن أهل الجنة ليتراءون في الغرف كما يرى الكوكب الشرقي والكوكب الغربي
في الأفق في تفاضل الدرجات. قالوا: يا رسول الله أولئك النبيون قال: بلى
والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين))
. قال: وهذا على شرط البخاري أيضاً.

وفي المسند عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي والغربي فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل)) .
وفي المسند من حديث أبي سعيد أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الجنة مائة درجة ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم)) وفيه عنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد. فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه)) .
قال المحقق: وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مائة.
وأما حديث البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أن
الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض. فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة
وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة))
.

فالجواب عنه: أنه يحتمل أن تكون هذه المائة درجة من جملة الدرج أو تكون نهايتها هذه المائة، وفي ضمن كل درجة درج دونها.
...
والثاني أوجه؛ لأن لفظ حديث البخاري معرفة الطرفين فيفيد الحصر على رأي
البيانيين، وإن استوجه المحقق الأول، واستدل له بما خرجه الترمذي عن معاذ
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((من صلى هؤلاء
الصلوات الخمس، وصام شهر رمضان كان حقاً على الله أن يغفر له هاجر أو قعد
حيث ولدته أمه. قلت: يا رسول الله ألا أخرج فأؤذن الناس؟ قال: ذر الناس
يعملون, فإن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين منهما مثل ما بين السماء
والأرض، وأعلى درجة منها الفردوس، وعليها يكون العرش، وهي أوسط شيء في
الجنة، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس))
فرواه بلفظة (في).

وأخرج أيضاً عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: ((في الجنة مائة درجة)) فذكر نحوه وعنده أيضاً عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة مائة درجة)) وذكر نحوه وقال حديث حسن غريب، وفيه عن أبي سعيد مرفوعاً: ((إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم)) ورواه
الإمام أحمد بدون لفظة (في) كما تقدم فرويت هذه الأحاديث بلفظة في
وبدونها. فإن كان المحفوظ ثبوتها فهي من جملة درجتها، وإن كان المحفوظ
سقوطها فهي الدرج الكبار المتضمنة للدرج الصغار، ولا تناقض بين تقدير ما
بين الدرجتين بالمائة وتقديرها بالخمسمائة لاختلاف السير في السرعة والبطء،
والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا تقريباً للإفهام يدل له حديث أبي سعيد
رضي الله عنه مرفوعاً: ((مائة درجة في الجنة ما بين
الدرجتين ما بين السماء والأرض، وأبعدهما بين السماء والأرض. قلت: يا رسول
الله: لمن؟ قال: لمجاهدين في سبيل الله)) .

وهذه الجنات متفاضلة، ففيها جنات عُلَى كما قال سبحانه: { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى } [ طه: 75]. وفيها درجات دون التي فوقها كما قال سبحانه: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } إلى أن قال: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } [ الرحمن: 46- 62]. والجنات بعضها فوق بعض كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم)) .
فقوله: ((من فوقهم)) يدل على ما ذكر، وهذه الجنات متباعدات كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن
في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله, ما بين الدرجتين
كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة,
وأعلى الجنة, وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة))
.

فهذا
تباعد ما بين درجات هذه المائة التي أعدت للمجاهدين، ودرجات الجنة كثيرة
لم يرد حصرها في عدد, فهذه مائة أعدت للمجاهدين, وقال صلى الله عليه وسلم: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا, فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)) وهذا يدل على أن درج الجنة لا حصر لها.

والجنات
على كثرتها وعدم إحصائها إلا أنها ترجع إلى نوعين: جنتان ذهبيتان بكل ما
اشتملتا عليه, وهما المخصوصتان بالمقربين، وجنتان فضيتان بكل ما اشتملتا
عليه وهما لأصحاب اليمين قال تعالى: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } إلى أن قال: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } [ الرحمن: 46 -62].

قال صلى الله عليه وسلم: ((جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما)) .
والمؤمنون
متفاضلون بتفاضل درجاتها، وأعلاهم وأكملهم درجة الأنبياء صلوات الله
وسلامه عليهم، كما في الحديث المذكور قريباً، قال صلى الله عليه وسلم:
((إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري
الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا: يا رسول الله،
تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال
آمنوا بالله وصدقوا المرسلين))
.

أي: نعم هي منازل الأنبياء بإيجاب الله تعالى لهم ذلك, ولكن قد يتفضل الله تعالى على غيرهم بالوصول إلى تلك الدرجة .
وأفضل الأنبياء درجة محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا
سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا عليّ. فإنه من صلى عليّ صلاة
صلى الله عليه بها عشراً. ثم سلوا الله لي الوسيلة. فإنها منزلة في الجنة
لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وأرجو أن أكون أنا هو))
.

فهذه منزلة في الجنة خاصة به صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم أول من يقرع باب الجنة فقد قال: ((أنا أول من يقرع باب الجنة))
فيكون أول من يفتح له، قال صلى الله عليه وسلم: ((آتي باب الجنة يوم القيامة. فأستفتح. فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك)) .
ثم يتفاضل المؤمنون بعد الأنبياء في الجنات، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة))
. ولعل المراد بأول زمرة السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب من
أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما تقدم في الأحاديث المذكورة فيهم أنهم
يتقدمون الأمة, وأن من صفاتهم أنهم زمرة واحدة على صورة القمر. وأقل أهل
الجنة منزلة المخرجون من النار بعد العقوبة، قال صلى الله عليه وسلم: ((يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع, فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين)) . وهؤلاء يتفاضلون في خروجهم من النار، يخرج بعضهم قبل بعض على منازلهم في الإيمان كما في حديث الرؤية الطويل الذي فيه ((أن
المجاوزين الصراط إذا رأوا أنهم قد نجو وبقي إخوانهم يقولون: ربنا إخواننا
كانوا يصلون معنا ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا
فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله صورهم على
النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه،
فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف
دينار فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في
قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا))
.

وآخر أهل النار خروجاً منها ما جاء فيه: ((إني
لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولاً، رجل يخرج من
النار حبواً، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها
ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها
فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل
الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها))
وجاء في آخر الرواية: ((فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة)) .

وهذا هو أدنى أهل الجنة منزلة كما في حديث: ((سأل
موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل
الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب, كيف وقد نزل الناس
منازلهم, وأخذوا أخذتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك
الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله, ومثله, ومثله, ومثله. فقال
في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله. ولك ما اشتهت نفسك ولذت
عينك. فيقول: رضيت رب، قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت, غرست
كرامتهم بيدي, وختمت عليها. فلم تر عين, ولم تسمع أذن, ولم يخطر على قلب
بشر. قال ومصداقه في كتاب الله عز وجل:
{ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ السجدة: 17])) .

وحظ الرجال من الجنة أعظم من حظ النساء ففي الحديث: ((أريت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع, ورأيت أكثر أهلها النساء)) .
وقال صلى الله عليه وسلم للنساء: ((تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم)) .
وأمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل أهل الجنة, فهم أول من يدخل الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: ((نحن الآخرون الأولون يوم القيامة. ونحن أول من يدخل الجنة)) . وهم أكثر أهل الجنة, إذ هم نصف أهل الجنة. ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟. قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قالوا: نعم، فقال: ((والذي
نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا
يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد
الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر))
.



المصدر: مباحث المفاضلة في العقيدة لمحمد بن عبد الرحمن الشظيفي

في رحاب الجنة H1


  • تربة الجنة

أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قلنا:
يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك
أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد قال: لو تكونون على كل حال على
الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم،
ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم. قال: قلنا: يا رسول
الله, حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك،
وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران, من يدخلها ينعم لا يبأس،
ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه, ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام
العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها
أبواب السموات، ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين))
.

قوله: ((وملاطها المسك)) قال في النهاية: (الملاط الطين الذي يجعل بين ساقي البناء يملط به الحائط أي: يخلط. ...
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو ذر رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك))
وهو قطعة من حديث المعراج. قوله: ((جنابذ اللؤلؤ)) بالجيم والنون
المفتوحين، ثم ألف، ثم ذال معجمة القباب, وفي (مشارق الأنوار) للقاضي عياض
ما نصه: وفي الحديث: ((وإذا فيها جنابذ اللؤلؤ)) كذا في كتاب مسلم، وفي
البخاري في كتاب الأنبياء من رواية غير المروزي فسروه بالقباب, واحدتها
جنبذة بالضم، والجنبذة ما ارتفع من البناء وجاء في البخاري في الصلاة
((حبائل اللؤلؤ)), وزعم قوم أنه تصحيف من جنابذ وقال: في حرف الجاء مع
الباء ((فيها حبائل اللؤلؤ)) كذا لجميعهم في البخاري وفي مسلم ((جنابذ
اللؤلؤ)) وهو الصواب وقد جاء في حديث آخر ((حافاته قباب اللؤلؤ)) والجنابذ
جمع جنبذة وهي القبة وقال من ذهب إلى صحة الرواية: إن الحبائل القلائد
العقود، أو يكون من حبال الرمل أي: فيها اللؤلؤ كحبال الرمل أي: وهو ما طال
منه وضخم، قال: أو من الحبلة وهو ضرب من الحلي معروف.

قال
ابن قرقول في (استدراكاته) على القاضي عياض: وهذا كله تخييل ضعيف، بل هو
لا شك تصحيف من الكاتب، والحبائل إنما تكون جمع حبالة، أو حبيلة. انتهى.

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صياد عن تربة الجنة فقال: درمكة بيضاء مسك خالص، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق)) .
قال سفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر رضي الله عنه قال:
((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد قد غلب أصحابك.
قال: وبأي شيء غلبوا؟ قال: سألهم اليهود: كم عدد خزنة النار؟ فقالوا: لا
ندري حتى نسأل نبينا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيغلب قوم سئلوا
عما لا يعلمون فقالوا: حتى نسأل نبينا، ولكن هم أعداء الله سألوا نبيهم أن
يريهم الله جهرة، علي بأعداء الله فإني سائلهم عن تربة الجنة، وإنها درمكة.
فلما أن جاءوا قالوا: يا أبا القاسم، كم عدة خزنة أهل النار؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيديه كلتيهما: هكذا وهكذا وقبض واحدة أي: تسعة
عشر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تربة الجنة؟ فنظر بعضهم إلى
بعض فقالوا: خبزة يا أبا القاسم فقال صلى الله عليه وسلم: الخبزة من
الدرمك)) .

فحصل من هذه الأحاديث ثلاث صفات في تربتها: قيل: زعفران، أو مسك، أو خبزة.
قال
في (حادي الأرواح): لا تعارض بينها لإمكان الجمع قال: ذهبت طائفة من السلف
إلى أن تربتها متضمنة للنوعين: المسك، والزعفران. قال: ويحتمل معنين آخرين
أحدهما: أن يكون التراب من: زعفران فإذا عجن بالماء صار مسكاً، والطين
يسمى تراباً ويدل على هذا قوله (ملاطها المسك) والملاط الطين. وفي بعض
الروايات: ((ترابها الزعفران وطينها المسك)) فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيب وانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكاً.

الثاني:
أن يكون زعفراناً باعتبار لونه، مسكاً باعتبار رائحته، وهذا من أحسن شيء
يكون البهجة والإشراق لون الزعفران ورائحة المسك. قال: وكذلك تشبيهها
بالدرمك، وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها،
قال: وهذا معنى ما ذكره سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (أرض
الجنة من فضة، وترابها مسك، فاللون في البياض لون الفضة، والرائحة رائحة
المسك) .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أرض
الجنة بيضاء عرصتها صخور الكافور، وقد أحاط به المسك مثل كثبات الرمل،
فيها أنهار مطردة، فيجتمع فيها أهل الجنة أدناهم وآخرهم فيتعارفون، فيبعث
الله ريح الرحمة، فتهيج عليهم ريح المسك))
الحديث .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قلت ليلة أسري بي: يا جبريل إنهم سيسألوني عن الجنة؟ قال: فأخبرهم: أنها من درة بيضاء، وأن أرضها عقيان)) .
قال
في (حادي الأرواح): (العقيان من الذهب فإن كان (ابن علاثة حفظه) فهي أرض
الجنتين الذهبيتين، ويكون جبريل أخبره بأعلى الجنتين والله أعلم).



المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني

في رحاب الجنة H1
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:04 pm




  • [size=21]أنهار الجنة

أخبرنا الله تبارك وتعالى بأن الجنة تجري من تحتها الأنهار،{
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَناتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن
ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ
بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ }
[البقرة:25]وأحيانا يقول: تجري تحتهم الأنهار: {
أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَناتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا
خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى
الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا }
[ الكهف:31]. وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنهار الجنة حديثا واضحاً بينا، ففي إسرائه صلوات الله وسلامه عليه: ((رأى
أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل،
ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الباطنان: فنهران في الجنة وأما
الظاهران: فالنيل والفرات))

وفي (صحيح البخاري) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رفعت
لي السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما
الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة)).

وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة)). (ولعل
المراد من كون هذه الأنهار من الجنة أن أصلها منها كما أن أصل الإنسان من
الجنة، فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه الأنهار تنبع من
منابعها المعروفة في الأرض، فإذا لم يكن هذا هو المعنى أو ما يشبهه،
فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها، والتسليم للمخبر عنها).

وقال
القاري: " إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة، لما فيها من العذوبة
والهضم، ولتضمنها البركة الإلهية، وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم
منها ". ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله - صلى الله عليه
وسلم -: { إِنا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [
الكوثر:1]، وقد رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحدثنا عنه، ففي (صحيح
البخاري) عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما
أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا
جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه- أو طينه – مسك أذفر))

شك هُدْبة. وقد فسر ابن عباس الكوثر بالخير الكثير الذي أعطاه الله
لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بشر لسعيد بن جبير راوي هذا
التفسير عن ابن عباس: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر
الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه وقد جمع الحافظ بن كثير
الأحاديث التي أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها عن الكوثر، فمن هذه
الأحاديث ما رواه مسلم في (صحيحه) عن أنس، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم
- حين أنزلت عليه { إِنا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [ الكوثر:1] قال: ((أتدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر وعدنيه الله عز وجل، عليه خير كثير)). وساق حديث أنس عند أحمد في (مسنده) عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعطيت
الكوثر، فإذا نهر يجري على ظهر الأرض، حافتاه قباب اللؤلؤ، ليس مسقوفاً،
فضربت بيدي إلى تربته، فإذا تربته مسك أذفر، وحصباؤه اللؤلؤ)).
وفي رواية أخرى في (المسند) عن أنس يرفعه: ((هو نهر أعطانيه الله في الجنة، ترابه مسك، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، ترده طيور أعناقها مثل أعناق الجزور)). وقد ساق الحافظ ابن كثير روايات أخرى كثيرة في الموضوع فارجع إليه إن شئت المزيد.

وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن، ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى.
قال تعالى: {
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن
ماء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ
مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن
رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا
فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }
[ محمد:15]. وفي (سنن الترمذي) بإسناد صحيح عن حكيم بن معاوية (وهو جد بهز بن حكيم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة بحر العسل، وبحر الخمر، وبحر اللبن، وبحر الماء، ثم تنشق الأنهار بعد))
فأنهار الجنة تنشق من تلك البحار التي ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم
-، وأخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن نهر يسمى بارق يكون على باب
الجنة، ويكون الشهداء في البرزخ عند هذا النهر، ففي (مسند أحمد)، و(معجم
الطبراني)، و(مستدرك الحاكم) عن ابن عباس بإسناد حسن أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال: ((الشهداء على بارق نهر بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً)).



[center]المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر .

في رحاب الجنة H1




  • عيون الجنة.

في الجنة عيون كثيرة مختلفة الطعوم والمشارب { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَناتٍ وَعُيُونٍ } [ الحجر:45]، { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ } [المرسلات:41]، وقال في وصف الجنتين اللتين أعدهما لمن خاف ربه { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } [ الرحمن:50]. وقال في وصف الجنتين اللتين دونهما { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضاخَتَانِ } [ الرحمن: 66].
وفي الجنة عينان يشرب المقربون ماءها صرفاً غير مخلوط، ويشرب منهما الأبرار الشراب مخلوطاً ممزوجاً بغيره.
العين الأولى: عين الكافور قال تعالى: {
إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا }
[الإنسان: 5-6]. فقد أخبر أن الأبرار يشربون شرابهم ممزوجاً من عين الكافور، بينما عباد الله يشربونها خالصاً.

العين الثانية: عين التسنيم، قال تعالىٍ: {
إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ
فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ }
[المطففين:22-28].

ومن عيون الجنة عين تسمى السلسبيل، قال تعالى: { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } [الإنسان:17-18]. ولعل هذه هي العين الأولى نفسها.
المصدر : الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1


  • قصور الجنة وخيامها

يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيبة حسنة كما قال تعالى: { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ }
[التوبة:72]. وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، قال
تعالى: { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ
عِندَنَا زُلْفَى إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ
جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }
[سبأ:37]، وقال في جزاء عباد الرحمن: { أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا } [الفرقان:75]، وقال تعالى واصفاً هذه الغرفات:
{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا
غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا
يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }
[الزمر:20]. قال ابن كثير: أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفاً في الجنة وهي القصور أي الشاهقة، { مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ } [الزمر: 20]، طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات.

وقد
وصف لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه القصور، ففي الحديث الذي يرويه
أحمد في (مسنده) وابن حبان في (صحيحه) عن أبي مالك الأشعري والترمذي عن
عليٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن
في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى
لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)
) وقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن في الجنة خياماً، قال تعالى: { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }
[ الرحمن:72]. وهذه الخيام خيام عجيبة، فهي من لؤلؤ، بل هي من لؤلؤة واحدة
مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، وفي بعض الروايات عرضها ستون ميلاً
ففي (صحيح البخاري) عن عبدالله بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون))، قال أبو عبد الصمد والحارث عن أبي عمران:((ستون ميلاً))

ورواه مسلم عن عبدالله بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن
للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلاً ٍ،للمؤمن
فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً)).

وفي رواية عند مسلم: ((في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن)) وقد
أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن صفات قصور بعض أزواجه وبعض
أصحابه، ففي (صحيحي البخاري ومسلم) عن أبي هريرة، قال: أتى جبريل النبي -
صلى الله عليه وسلم - فقال:((يا رسول الله هذه خديجة قد
أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها
ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب))
وفي (صحيح البخاري) ومسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دخلت
الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال:
هذا بلال، ورأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن
الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك، فقال عمر: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله: أعليك أغار؟))
وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم
- بالطريق الذي يحصل به المؤمن على مزيد من البيوت في الجنة، فالذي يبني
لله مسجداً يبني الله له بيتاً في الجنة، ففي (مسند أحمد) عن ابن عباس
بإسناد صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من بني لله مسجداً،
ولو كمفحص قطاة لبيضها بني الله له بيتاً في الجنة)). وفي (مسند أحمد)
و(صحيحي البخاري ومسلم) و(سنن الترمذي) و(سنن ابن ماجه) عن عثمان أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من بني مسجداً، يبتغي به وجه الله، بني الله له مثله في الجنة)).
وفي (صحيح مسلم) و(مسند أحمد) و(سنن أبي داود)، و(سنن النسائي)، و(سنن
ابن ماجه) عن أم حبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً، بني الله له بيتاً في الجنة)).

المصدر : الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.


في رحاب الجنة H1


  • عيم الجنة نور الجنة

قال القرطبي: (قال
العلماء: ليس في الجنة ليل ونهار، وإنما هم في نور دائم أبداً، وإنما
يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار
برفع الحجب وفتح الأبواب، ذكره أبو الفرج بن الجوزي. قال ابن كثير في تفسير
قوله تعالى
{ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا } [مريم:62-63] " أي في مثل وقت البكرات ووقت العشيات، لا أن هناك ليلاً ونهاراً، ولكنهم في ٍأوقات تتعاقب يعرفون مضيها بأضواء وأنوار). ويقول ابن تيمية في هذا الموضوع: (والجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قِبل العرش).

المصدر : الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.

في رحاب الجنة H1


  • ريح الجنة

أما ريحها فأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد في مسيرة مائة عام)) . وأخرجه البخاري في صحيحه بلفظ: ((ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)) .
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ألا
من قتل نفساً معاهداً له ذمة الله، وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح
رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً))
. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

قال في (حادي الأرواح): (قال محمد بن عبد الواحد: وإسناده عندي على شرط الصحيح) .
... وقد رواه الطبراني عنه مرفوعاً ((من قتل نفساً معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة، وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام)) وأخرج عن أبي بكرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام)) .
قال في (حادي الأرواح): (وهذه الألفاظ لا تعارض بينها بوجه، وقد أخرجا في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: ((لم
يشهد عمي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا قال: فشق عليه قال: أول
مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه, فإن أراني الله مشهداً
فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع قال: فهاب أن
يقول غيرها. قال: فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال:
فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أين؟ فقال: واها لريح الجنة أجده دون أحد قال:
فقاتلهم حتى قتل قال: فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة، وطعنة، ورمية
فقالت أخته: عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا
ببنانه، ونزلت هذه الآية { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } [الأحزاب: 23] قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه)) .

قال
في (حادي الأرواح) : (وريح الجنة نوعان: ريح يوجد في الدنيا تشمه الأرواح
أحياناً لا يدركه العباد، وريح يدرك بحاسة الشم للأبدان كما تشم روائح
الأزهار، وغيرها، وهذا يشترك أهل الجنة في إدراكه في الآخرة من قرب وبعد،
وأما في الدنيا فقد يدركه من شاء الله من أنبيائه، ورسله، وهذا الذي وجده
أنس بن النضر رضي الله عنه يجوز أن يكون من هذا، وأن يكون من الأول).
انتهى.

... الظاهر أنه من الثاني؛ لأنه قوله: (لريح الجنة أجده دون أحد، يشير إلى هذا)، فتأمل.
وأخرج (أبو نعيم) عن أبي هريرة مرفوعاً: ((رائحة الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام)) .
وأخرج الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء)) .
وأخرج أبو داود الطيالسي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام)) .
أخرج الطبراني، وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال: ((تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها منان بعمله، ولا عاق، ولا مدمن خمر)) .
وأخرج أبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححه عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) .
... والجمع بين هذه الأحاديث أنه يختلف ذلك باختلاف الشام، وهذا الذي أومأ إليه المحقق في (حادي الأرواح) حيث قال: (وهذه الألفاظ لا تعارض بينها والله الموفق).
قال في (حادي الأرواح) : (وأشهد
الله سبحانه عباده في هذه الدار آثاراً من آثار الجنة، وأنموذجاً منها من
الرائحة الطيبة، واللذات المشتهاه، والمناظر البهية، والفاكهة الحسنة،
والنعيم والسرور، وقرة العين).

وأخرج أبو نعيم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: ((يقول الله عز وجل للجنة: طيبي لأهلك فتزداد طيباً. فذلك البرد الذي يجده الناس بالسحر من ذلك)) ، كما جعل سبحانه نار الدنيا وآلامها وأحزانها مذكرة بنار الآخرة قال تعالى في هذه النار: { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا } [الواقعة: 73].
وأخبر الصادق صلى الله عليه وسلم أن: ((شدة الحر والبرد من أنفاس جهنم)) . فلابد أن يشهد عباده أنفاس جنته، وما يذكرهم بها، والله المستعان.
المصدر : البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني .



في رحاب الجنة H1
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:05 pm




  • [size=21]أشجار الجنة وثمارها.
وتشمل :-
1-كثرة أشجار الجنة وثمارها.
2-وصف بعض شجر الجنة.


1-كثرة أشجار الجنة وثمارها.
أشجار الجنة كثيرة طيبة متنوعة، وقد أخبرنا الحق أن في الجنة أشجار العنب والنخل والرمان، كما فيها أشجار السدر والطلح، { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا } [النبأ:31-32]، { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ } [ الرحمن:68]، { وَأَصْحَابُ
الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ
مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ }

[الواقعة:27-32]، والسدر هو شجر النبق الشائك، ولكنه في الجنة مخضود شوكه،
أي منزوع. والطلح: شجر من شجر الحجاز من نوع العضاه فيه شوك، ولكنه في
الجنة منضود معد للتناول بلا كد ولا مشقة.

وهذا الذي ذكره القرآن من أشجار الجنان شيء قليل مما تحويه تلك الجنان، ولذا قال الحق: { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } [الرحمن: 52] ولكثرتها فإن أهلها يدعون منها بما يريدون، ويتخيرون منها ما يشتهون { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } [ص:51] { وَفَاكِهَةٍ مِّما يَتَخَيَّرُونَ } [ الواقعة:20] { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِما يَشْتَهُونَ }[ المرسلات:41-42]، وبالجملة فإن في الجنة من أنواع الثمار والنعيم كل ما تشتهيه النفوس وتلذه العيون {
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا
تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
}
[الزخرف:71].

وقال
ابن كثير كلاماً لطيفاً دلل فيه على عظيم ثمار الجنة، إذ استنتج أن الله
نبه بالقليل على الكثير، والهين على العظيم عندما ذكر السدر والطلح، قال: (وإذا
كان السدر الذي في الدنيا لا يثمر إلا ثمرة ضعيفة وهو النبق، وشوكه كثير،
والطلح الذي لا يراد منه في الدنيا إلا الظل، يكونان في الجنة في غاية من
كثرة الثمار وحسنها، حتى إن الثمرة الواحدة منها تتفتق عن سبعين نوعاً من
الطعوم، والألوان، التي يشبه بعضها بعضاً، فما ظنك بثمار الأشجار، التي
تكون في الدنيا حسنة الثمار، كالتفاح، والنخل، والعنب، وغير ذلك؟ وما ظنك
بأنواع الرياحين، والأزاهير؟ وبالجملة فإن فيها ما لا عين رأت، ولا أذن
سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله منها من فضله).

وأشجار الجنة دائمة العطاء،فهي ليست كأشجار الدنيا تعطي في وقت دون وقت، وفصل دون فصل، بل هي دائمة الإثمار والظلال {
مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ
اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النارُ }
[ الرعد: 35] { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ }
[الواقعة:32-33] أي دائمة مستمرة، وهي مع دوامها لا يمنع عنها أهل الجنة.
ومن لطائف ما يجده أهل الجنة عندما تأتيهم ثمارها أنهم يجدونها تتشابه في
المظهر، ولكنها تختلف في المخبر، { كُلَّمَا
رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا
مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ
مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[ البقرة:25].

وأشجار الجنة ذات فروع وأغصان باسقة نامية { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } [ الرحمن:46-48]، وهي شديدة الخضرة: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا مُدْهَامَّتَانِ } [
الرحمن:62-64]، ولا توصف الجنة بأنها مدهامة إلا إذا كانت أشجارها مائلة
إلى السواد من شدة خضرتها، واشتباك أشجارها. أما ثمار تلك الأشجار فإنها
قريبة دانية مذللة ينالها أهل الجنة بيسر وسهولة، { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } [الرحمن:54]، { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا } [الإنسان:14]. أما ظلها فكما قال تعالى: { وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً } [النساء:57]، و { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [الواقعة:30]، { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ } [المرسلات:41].

المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

2-وصف بعض شجر الجنة.
حدثنا
الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً ينبيك عن
خلق بديع هائل يسبح الخيال في تقديره والتعرف عليه طويلاً، ونحن نسوق لك
بعض ما حدثنا به الرسول صلى الله عليه وسلم.


- الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام
هذه
شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، وقد بين الرسول - صلى الله عليه
وسلم - عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق
يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه، ففي (الصحيحين) عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها))

وفي (صحيح البخاري) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: (وظل ممدود) [الواقعة:30])).
ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال:((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها))
- سدرة المنتهى
وهذه
الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل، وأخبر الحق أن رسولنا محمداً - صلى
الله عليه وسلم - رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها عندها، وأن هذه
الشجرة عند جنة المأوى، كما أعلمنا أنه قد غشيها ما غشيها مما لا يعلمه
إلا الله عندما رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم -:{
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا
جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ
الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }
[النجم:13-17].

وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الشجرة بشيء مما رآه: ((ثم
رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان
الفيلة. قال: (أي جبريل) هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار،نهران باطنان،
ونهران ظاهران، قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في
الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات))
. رواه البخاري ومسلم. وفي (الصحيحين) أيضاً: ((ثم انطلق بي حتى انتهى
إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد
الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا
فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)).
.

- شجرة طوبى
وهذه
شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة، ففي (مسند أحمد)، و(تفسير ابن
جرير)، و(صحيح ابن حبان) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: ((طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من
أكمامها)) وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة – الحديث
الذي يرويه أحمد في (مسنده) عن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تخلق،
أمن نسجاً تنسج؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ومم
تضحكون، من جاهل سأل عالماً؟ ثم أكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم
قال: أين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: لا بل تشقق عنها ثمر
الجنة، ثلاث مرات)).

- سيد ريحان الجنة
أخبرنا الله أن في الجنة ريحاناً { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ }
[ الواقعة: 88-89]، وأخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن سيد ريحان
أهل الجنة الحناء، ففي (معجم الطبراني الكبير) بإسناد صحيح على شرط الشيخين
عن عبدالله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيد ريحان الجنة الحناء))

- سيقان أشجار الجنة من ذهب
ومن
عجب ما أخبرنا به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن سيقان أشجار الجنة من
ذهب، ففي (سنن الترمذي)، و(صحيح ابن حبان)، و(سنن البيهقي)، بإسناد صحيح،
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب))


- كيف يكثر المؤمن حظه من أشجار الجنة ؟
طلب
خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من نبينا محمد - صلى الله
عليه وسلم - في ليلة الإسراء أن يبلغ أمته السلام وأن يخبرهم بالطريقة التي
يستطيعون بها تكثير حظهم من أشجار الجنة، فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن
ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((لقيت
إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة
التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا
إله إلا الله، والله أكبر))


المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1


  • دواب الجنة وطيورها

في الجنة من الطيور والدواب مالا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى فيما يناله أهل الجنة من النعيم { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّما يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ } [الواقعة: 21-22]، وفي (سنن الترمذي) عن أنس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما الكوثر؟ قال: ((ذاك نهر أعطانيه الله – يعني في الجنة – أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر)). قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((أكلتها أنعم منها)). وأخرج أبو نعيم في (الحلية)، والحاكم في (مستدركه) عن ابن مسعود قال: ((جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله. فقال: لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة)).
. ورواه مسلم في (صحيحه) عن أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل بناقة
مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)).

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1
[/size]




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:05 pm

[size=21]-أصحاب الجنة.
وتشمل :-
[/size]



  • [size=21]·بعض الأعمال التي استحقوا بها الجنة.[/size]
  • [size=21]·طريق الجنة شاق.
  • ·أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة.
  • ·الضعفاء أكثر أهل الجنة.
  • ·هل الرجال أكثر في الجنة أم النساء ؟.
  • ·مقدار ما يدخل الجنة من هذه الأمة.
  • ·أعلى أهل الجنة منزلة.
    [/size]


[size=21]في رحاب الجنة H1


  • بعض الأعمال التي استحقوا بها الجنة

أصحاب
الجنة هم المؤمنون الموحدون، فكل من أشرك بالله أو كفر به، أو كذب بأصل من
أصول الإيمان فإنه يحرم من الجنان، ويكون في النيران.

والقرآن
يذكر كثيراً أن أصحاب الجنة هم المؤمنون الذين يعملون الصالحات، وفي بعض
الأحيان يفصل الأعمال الصالحة التي يستحق بها صاحبها الجنة. ومن المواضع
التي نص القرآن على استحقاق أهل الجنة الجنة بالإيمان والأعمال الصالحة
قوله تعالى: { وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ
هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ
فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[البقرة: 25]. وقوله: {
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَناتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ
فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً }
[النساء:
57]، وقوله: { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ لاَ
نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ } [الأعراف: 42]، وقوله: { وَعَدَ
اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ
وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[ التوبة: 72]، وقوله: {
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ
بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَناتِ النَّعِيمِ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ
وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[يونس: 9-10]. وقوله تعالى: {
أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَناتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا
خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى
الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا }
[الكهف: 31]. وقوله تعالى:
{ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ
الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَناتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى }
[طه: 75-86]. وفي
بعض الأحيان يذكر أنهم استحقوا الجنة لتحقيقهم أمراً من أمور الإيمان أو
عملاً صالحاً، وقد يفصل في الأعمال الصالحة، ويطيل في ذلك. ففي بعض الأحيان
يذكر أنهم استحقوا الجنة بالإيمان والإسلام { يَا
عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ }
[الزخرف:68-70]. وأحياناً يذكر أنهم استحقوها لأنهم أخلصوا دينهم لله: { إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَناتِ النَّعِيمِ } [ الصافات: 40-43]. وأحياناً يذكر استحقاقهم لها لقوة ارتباطهم بالله ورغبتهم إليه وعبادتهم له
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا
سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا
وَطَمَعًا وَمِما رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما
أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[السجدة: 15-18]. ومن الأعمال الصبر والتوكل:{
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ
الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ }
[ العنكبوت: 58-59]. ومنها الاستقامة على الإيمان:{
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[ الأحقاف:
13-14]، ومنها الإخبات إلى الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ
أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ هود: 23]، ومن ذلك الخوف
من الله: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جَنَّتَانِ } [ الرحمن: 46]. ومن ذلك بغض الكفرة المشركين، وعدم موادتهم {
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ
أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[ المجادلة: 22]. وفي بعض
الأحيان تفصل الآيات في ذكر الأعمال الصالحة التي يستحق بها أصحابها الجنة
تفصيلاً كثيراً، فذكر في سورة الرعد أنهم استحقوها باعتقادهم أن ما أنزل
على الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق، وبوفائهم بالعهود، وعدم نقضهم
الميثاق، ووصلهم ما أمر الله بوصله، وخشيتهم لله، وخوفهم من سوء الحساب،
وصبرهم لله، وإقام الصلاة، والإنفاق سراً وعلانية، ودرئهم بالحسنة السيئة {
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ
هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ
رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِما رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ
لَهُمْ عُقْبَى الدار }
[ الرعد: 19-24] وفي مطلع سورة المؤمنون حكم
أن الفلاح إنما هو للمؤمنين، ثم بين الأعمال التي تؤهلهم للفلاح، وأعلمنا
أن فلاحهم إنما يكون بإدخالهم الفردوس خالدين فيها أبداً. {
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ
عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ
يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[المؤمنون: 1 –
11]. وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاثة أعمال عظيمة يستحق
بها أصحابها الجنة، فقد روى مسلم في (صحيحه) عن عياض بن حمار المجاشعي أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: ((... وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال)).

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر



في رحاب الجنة H1






  • طريق الجنة شاق

الجنة
درجة عالية، والصعود إلى العلياء يحتاج إلى جهد كبير، وطريق الجنة فيه
مخالفة لأهواء النفوس ومحبوباتها، وهذا يحتاج إلى عزيمة ماضية، وإرادة
قوية، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره)) ولمسلم حفت بدل حجبت وفي (سنن النسائي) و(الترمذي) و(أبي داود) عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها،
فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فحفها بالمكاره، فقال: اذهب فانظر
إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد))

وقد علق النووي في (شرحه على مسلم) على الحديث الأول قائلاً: هذا من بديع
الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها - صلى الله عليه وسلم - من التمثيل
الحسن، ومعناه لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره، والنار بالشهوات، وكذلك
هما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنة
باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأما المكاره فيدخل
فيها الاجتهاد في العبادة، والمواظبة عليها، والصبر على مشاقها، وكظم
الغيظ، والعفو، والحلم، والصدقة، والإحسان إلى المسيء، والصبر عن الشهوات،
ونحو ذلك "

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1







  • ·أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة

جعل
الله لكل واحد من بني آدم منزلين: منزلاً في الجنة، ومنزلاً في النار، ثم
إن من كتب له الشقاوة من أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل الجنة التي كانت
لهم في النار، والذين كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار
التي كانت لهم في الجنة، قال تعالى في حق المؤمنين المفلحين بعد أن ذكر
أعمالهم التي تدخلهم الجنة: { أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ
يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون: 10-11].

قال
ابن كثير في تفسير هذه الآية: " قال ابن أبي حاتم – وساق الإسناد إلى أبي
هريرة رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات فدخل النار وَرثَ أهل الجنة منزله، فذلك قوله: { أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ } [المؤمنون: 10])) . وقال ابن جُرَيْج، عن لَيْث، عن مجاهد: { أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ } قال: ((ما من عبد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار))
. وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار، لأنهم
خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له، فلما قام هؤلاء بما وجب عليهم من
العبادة، وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له، أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو
كانوا أطاعوا ربهم عز وجل، بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في (صحيح
مسلم) عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يجيء ناس يوم القيامة من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى)) وفي لفظ له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقال: هذا فكاكك من النار)) . وهذا الحديث كقوله تعالى: { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } [مريم:63] وقوله: { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الزخرف: 72] فهم يرثون نصيب الكفار في الجنان.

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر



في رحاب الجنة H1


  • ·الضعفاء أكثر أهل الجنة

أكثر
من يدخل الجنة الضعفاء الذين لا يأبه الناس لهم، ولكنهم عند الله عظماء،
لإخباتهم لربهم، وتذللهم له، وقيامهم بحق العبودية لله، روى البخاري ومسلم
عن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى، قال: كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره))
. قال النووي في شرحه للحديث: ومعناه يستضعفه الناس، ويحتقرونه، ويتجبرون
عليه، لضعف حاله في الدنيا، والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء... وليس
المراد الاستيعاب وفي (الصحيحين) و(مسند أحمد) عن أسامة بن زيد، قال: رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قمت على باب الجنة،
فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد
أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء)).
وفي (الصحيحين) عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))
.

المصدر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1







  • ·هل الرجال أكثر في الجنة أم النساء ؟

تخاصم
الرجال والنساء في هذا والصحابة أحياء، ففي (صحيح مسلم) عن ابن سيرين قال:
اختصم الرجال والنساء: أيهم أكثر في الجنة؟ وفي رواية: إما تفاخروا، وإما
تذاكروا: الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريرة، فاحتج أبو
هريرة على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن
أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوأ
كوكب دري في السماء، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء
اللحم، وما في الجنة أعزب)).
والحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، وقد احتج بعضهم على أن الرجال أكثر بحديث: ((رأيتكن أكثر أهل النار))
. والجواب أنه لا يلزم من كونهن أكثر أهل النار أن يكن أقل ساكني الجنة
كما يقول ابن حجر العسقلاني ، فيكون الجمع بين الحديثين أن النساء أكثر
أهل النار وأكثر أهل الجنة، وبذلك يكن أكثر من الرجال وجوداً في الخلق.
ويمكن أن يقال: إن حديث أبي هريرة يدل على أن نوع النساء في الجنة أكثر
سواء كن من نساء الدنيا أو من الحور العين، والسؤال هو: أيهما أكثر في
الجنة: رجال أهل الدنيا أم نساؤها؟ وقد وفق القرطبي بين النصين بأن النساء
يكن أكثر أهل النار قبل الشفاعة وخروج عصاة الموحدين من النار، فإذا خرجوا
منها بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين كن أكثر أهل الجنة.

ويدل على قلة النساء في الجنة ما رواه أحمد وأبو يعلى عن عمرو بن العاص قال: ((بينما
نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشعب إذ قال: انظروا هل
ترون شيئا؟ فقلنا: نرى غرباناً فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنة من النساء إلا من
كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان)).


قال
في (حادي الأرواح) : فإن كن من نساء الدنيا فالنساء في الدنيا أكثر من
الرجال، وإن كن من الحور العين لم يلزم أن يكن في الدنيا أكثر، والظاهر
أنهن من الحور العين لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: ((للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب)) .

فإن قيل: كيف هذا مع حديث جابر المتفق عليه: ((شهدت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد صلى قبل أن يخطب بغير أذان ولا
إقامة، ثم خطب بعدما صلى فوعظ الناس وذكرهم، ثم أتى النساء فوعظهن ومعه
بلال فذكرهن، وأمرهن بالصدقة قال: فجعلت المرأة تلقي خاتمها, وخرصها,
والشيء كذلك, فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً فجمع ما هناك. قال: إن
منكن في الجنة ليسير، فقالت امرأة: يا رسول الله لم؟ قال: إنكن تكثرن اللعن
وتكفرن العشير))
وفي الحديث الآخر: ((إن أقل ساكني الجنة النساء)) .

فالجواب
كما في (حادي الأرواح): (إن هذا يدل على أنهن إنما كن في الجنة أكثر
بالحور العين اللاتي خلقن في الجنة, وأقل ساكنيها باعتبار نساء الدنيا,
فنساء الدنيا أقل أهل الجنة، وأكثر أهل النار)
.

المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني



في رحاب الجنة H1


  • ·مقدار ما يدخل الجنة من هذه الأمة

يدخل
من هذه الأمة الجنة جموع كثيرة الله أعلم بعددهم، ففي (صحيح البخاري) عن
سعيد بن جبير قال: حدثني ابن عباس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر،
والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت
فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق،
فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب
عليهم ولا عذاب)) والسواد الأول الذي ظنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -
أمته هم بنو إسرائيل، كما في بعض الروايات في (الصحيح) ((فرجوت أن تكون
أمتي فقيل: هذا موسى وقومه)). ولا شك أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
أكثر من بني إسرائيل، ففي الحديث: ((فإذا سواد كثير)) قال ابن حجر في رواية
سعيد بن منصور ((عظيم)) وزاد ((فقيل لي: انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد
عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر مثله))، وفي رواية ابن فضيل: ((فإذا
سواد قد ملأ الأفق، فقيل لي: انظر هاهنا، وهاهنا في آفاق السماء)) وفي
حديث ابن مسعود: ((فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال)) ، وفي لفظ لأحمد:
((فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل، فأعجبني كثرتهم وهيئتهم، فقيل: أرضيت
يا محمد؟ قلت: نعم يا رب)) وقد ورد في بعض الأحاديث أن مع كل ألف من
السبعين ألفاً سبعين ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات الله، ففي (مسند أحمد)،
و(سنن الترمذي) و(ابن ماجه) عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب
عليهم، ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) ،
ولا شك أن الثلاث حثيات تدخل الجنة خلقاً كثيراً. وقد كان رسولنا - صلى
الله عليه وسلم - يرجو أن تكون هذه الأمة نصف أهل الجنة، ففي الحديث المتفق
عليه عن أبي سعيد الخدري عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذكر بعث
النار، قال صلوات الله وسلامه عليه في آخره: ((والذي نفسي بيده إني لأرجو
أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبرنا. فقال: " أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة
"، فكبرنا. فقال: " أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبرنا. قال: " ما أنتم
في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور
أسود)) بل ورد في بعض الأحاديث أن هذه الأمة تبلغ ثلثي أهل الجنة، ففي
(سنن الترمذي) بإسناد حسن، و(سنن الدارمي)، و(البعث والنشور) للبيهقي عن
بريدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أهل الجنة عشرون
ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم)) وفي (صحيح
مسلم) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء
نبياً ما صدقه من أمته إلا رجل واحد)) والسر في كثرة من آمن من هذه الأمة
أن معجزة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكبرى كانت وحياً متلواً يخاطب
العقول والقلوب، وهي معجزة باقية محفوظة إلى قيام الساعة، ففي (الصحيحين)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر،
وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إلي، وأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً
يوم القيامة))

وأخرج عبد الله ولد الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((لما نزلت { ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل
الجنة، أنتم نصف أهل الجنة)) قال الطبراني: تفرد به ابن المبارك عن
الثوري.

واعلم
أنه لا تنافي بين هذه الروايات، وبين حديث الشطر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم
رجا أن يكونوا شطر أهل الجنة فأعطاه الله رجاءه، وزاده عليه شيئاً آخر
قاله في (حادي الأرواح).

المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني

في رحاب الجنة H1

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:07 pm




  • [size=21]·أعلى أهل الجنة منزلة

وأما أعلى أهل الجنة منزلة فهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن
كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ }
[البقرة: 253] قال مجاهد وغيره: (منهم من
كلم الله موسى، ورفع بعضهم درجات هو محمد صلى الله عليه وسلم)، وفي حديث
الإسراء المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم لما جاوز موسى قال: ((رب لم أظن أن يرفع علي أحد)) ثم علا فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاوز سدرة المنتهى.

وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا
سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى
الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي
إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له
الشفاعة))
.

وفي صحيح مسلم أيضاً عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً: ((إن
موسى عليه السلام سأل ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ فقال: (يعني الله
سبحانه وتعالى) رجل (أي: هو رجل) يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له:
ادخل الجنة. فيقول: رب كيف وقد نزل الناس منازلهم, وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال
له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب. فيقول: لك
ذلك، ومثله، ومثله، ومثله. فقال في الخامسة: رضيت رب. قال: رب فأعلاهم
منزلة. قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها فلم تر عين،
ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر))
.

وأخرج الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن
أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى خيامه، وأزواجه، ونعمه، وخدمه، وسرره
مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22-23])) . ولهذا الحديث طرق، وروي موقوفاً على ابن عمر، ومرفوعاً كما هنا والله سبحانه وتعالى أعلم.

المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني


في رحاب الجنة H1























[center]




[center][b][size=21]6-سادة أهل الجنة من هذه الأمة.[/size]
[size=21]وتشمل:-



  • سيدا كهول أهل الجنة.
  • سيدا شباب أهل الجنة.
  • سيدات نساء أهل الجنة.
  • العشرة المبشرون بالجنة.
  • بعض من نص على أنهم في الجنة غير من ذكر.
  • الجنة ليست ثمناً للعمل.


في رحاب الجنة H1


  • ·سيدا كهول أهل الجنة.

روى
جمع من الصحابة منهم علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك، وأبو جحيفة، وجابر بن
عبد الله، وأبو سعيد الخدري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:
((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين)).

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1

  • ·سيدا شباب أهل الجنة

الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثبت ذلك من طرق كثيرة تبلغ درجة التواتر ...
فقد رواه الترمذي والحاكم والطبراني وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) . ورواه الترمذي وابن حبان وأحمد والطبراني وغيرهم عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((أتيت
النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصليت معه المغرب، ثم قام يصلي حتى العشاء،
ثم خرج، فاتبعته، فقال: " عرض لي ملك استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرني في
أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))
.

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1



  • ·سيدات نساء أهل الجنة


السيد الحق هو الذي يثني عليه ربه ويشهد له، والسيدة الفاضلة هي التي يرضى
عنها ربها، ويتقبلها بقبول حسن، وأفضل النساء هن اللواتي يحزن جنات النعيم،
ونساء أهل الجنة يتفاضلن، وسيدات نساء أهل الجنة: خديجة، وفاطمة، ومريم
وآسية، ففي (مسند أحمد)، و(مشكل الآثار) للطحاوي، و(مستدرك الحاكم)، بإسناد
صحيح عن ابن عباس قال: ((خط رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في الأرض أربعة أخطط، ثم قال: تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم. قال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم
ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون)).
ومريم وخديجة أفضل الأربع، ففي (صحيح البخاري) عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة))
ومريم هي سيدة النساء الأولى وأفضل النساء على الإطلاق، فقد روى الطبراني
بإسناد صحيح على شرط مسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم – ((سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران، فاطمة، وخديجة، وآسية امرأة فرعون)) . وكونها أفضل النساء على الإطلاق صرح به القرآن: { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ } [آل عمران: 42]، وكيف لا تكون كذلك وقد صرح الحق بأنه تقبلها { بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا } [ آل عمران: 37].

وهؤلاء الأربع نماذج رائعة للنساء الكاملات الصالحات، فمريم ابنة عمران أثنى عليها ربها في قوله: {
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا
فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ
وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }
[التحريم:12]. وخديجة الصديقة التي
آمنت بالرسول - صلى الله عليه وسلم - من غير تردد، وثبتته، وواسته بنفسها
ومالها، وقد بشرها ربها في حياتها بقصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا
نصب، فقد روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى
جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت
معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من
ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)).

وآسية امرأة فرعون هان عليها ملك الدنيا ونعيمها، فكفرت بفرعون وألوهيته، فعذبها زوجها فصبرت حتى خرجت روحها إلى بارئها {
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ
قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن
فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظالِمِينَ }
[التحريم:
11]. وفاطمة الزهراء ابنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصابرة المحتسبة
التقية الورعة فرع الشجرة الطاهرة، وتربية معلم البشرية
.

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1




  • ·العشرة المبشرون بالجنة

نص
الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصاً صريحاً على أن عشرة من أصحابه من أهل
الجنة، ففي (مسند أحمد)، و(سنن الترمذي) عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - قال: ((أبو بكر في الجنة، وعمر في
الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في
الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن
زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)).
وإسناده صحيح

وروى الحديث الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والضياء في المختارة عن سعيد بن زيد بلفظ فيه شيء من الاختلاف عن سابقه، ولفظه: ((عشرة
في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في
الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد
الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة))
وإسناده صحيح.
وتذكر لنا كتب السنة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يوماً جالساً
على بئر أريس وأبو موسى الأشعري بواب له، فجاء أبو بكر الصديق فاستأذن،
فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ائذن له وبشره بالجنة ثم جاء عمر فقال: ائذن له، وبشره بالجنة ثم جاء عثمان، فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)) وروى ابن عساكر بإسناد صحيح عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة)) .
ومراده بالقائم بعده: الذي يلي الحكم بعد موته، وهؤلاء الأربعة هم أبو بكر
وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً. وروى الترمذي والحاكم بإسناد صحيح
عن عائشة رضي الله عنها ((أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: " أنت عتيق من النار))

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1



  • ·بعض من نص على أنهم في الجنة غير من ذكر

1- 2 - جعفر بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب:
من
الذين أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنهم في الجنة جعفر وحمزة، ففي
(سنن الترمذي)، و(مسند أبي يعلى)، و(مستدرك الحاكم) وغيرهم عن أبي هريرة أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين))

وروى الطبراني، وابن عدي، والحاكم عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها، فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير)). وإسناده صحيح.
وقد صح أن الرسول قال: ((سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب))
3- عبد الله بن سلام:
روى أحمد والطبراني والحاكم بإسناد صحيح عن معاذ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة)) .
4- زيد بن حارثة:
روى الروياني والضياء عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دخلت الجنة، فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة))
5- زيد بن عمرو بن نفيل:
روى ابن عساكر بإسناد حسن عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دخلت الجنة، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين))
وزيد هذا كان يدعو إلى التوحيد في الجاهلية، وكان على الحنيفية ملة إبراهيم.
6- حارثة بن النعمان:
وروى الترمذي والحاكم عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر))
7- بلال بن رباح:
روى
الطبراني وابن عدي بإسناد صحيح عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: ((دخلت الجنة، فسمعت خَشفة بين يدي، قلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل:
هذا بلال يمشي أمامك)).

وفي (المسند) بإسناد صحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دخلت الجنة ليلة أسري بي، فسمعت من جانبها وجساً، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: بلال المؤذن)).
8 – أبو الدحداح:
روى مسلم في (صحيحه) وأبو داود والترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة))
وأبو الدحداح هذا هو الذي تصدق ببستانه: بيرحاء، أفضل بساتين المدينة عندما سمع الله يقول: {
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ
أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
}
[البقرة: 245].

9- ورقة بن نوفل:
روى الحاكم بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين))
وورقة
آمن بالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءته خديجة بالرسول - صلى الله
عليه وسلم - في أول مرة، وتمنى على الله أن يدرك ظهور أمر الرسول - صلى
الله عليه وسلم - لينصره.

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1


  • ·الجنة ليست ثمناً للعمل

الجنة
شيء عظيم، لا يمكن أن يناله المرء بأعماله التي عملها، وإنما تنال برحمة
الله وفضله، روى مسلم في (صحيحه) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: ((لن يدخل أحد منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة)). وقد يشكل على هذا النصوص التي تشعر بأن الجنة ثمن للعمل، كقوله تعالى: { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17]، وقوله: { تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
[الأعراف: 43]. ولا تعارض بين الآيات وما دل عليه الحديث، فإن الآيات تدل
على أن الأعمال سبب لدخول الجنة، وليست ثمناً لها. والحديث نفى أن تكون
الأعمال ثمناً للجنة. وقد ضل في هذا فرقتان: الجبرية التي استدلت بالحديث
على أن الجزاء غير مرتب على الأعمال، لأنه لا صنع للعبد في عمله، والقدرية
استدلوا بالآيات، وقالوا: إنها تدل على أن الجنة ثمن للعمل، وأن العبد
مستحق دخول الجنة على ربه بعمله.

يقول
شارح الطحاوية في هذه المسالة: (وأما ترتب الجزاء على الأعمال، فقد ضل فيه
الجبرية والقدرية، وهدى الله أهل السنة، وله الحمد والمنة، فإن الباء التي
في النفي غير الباء التي في الإثبات. فالمنفي في قوله - صلى الله عليه
وسلم -: ((لن يدخل أحد منكم عمله الجنة)) – باء
العوض، وهو أن يكون العمل كالثمن لدخول الرجل إلى الجنة، كما زعمت المعتزلة
أن العامل مستحق دخول الجنة على ربه بعمله، بل ذلك برحمه الله وفضله.
والباء التي في قوله: { جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] وغيرها باء السبب، أي بسبب عملكم، والله تعالى هو خلق الأسباب والمسببات، فرجع الكل إلى محض فضل الله ورحمته).

المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1
[/size]

[/center]
[/size]
[/b][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:07 pm

[size=21]-صفة أهل الجنة ونعيمهم فيها.[/size][color=#333333]


  • [size=21]·نعيم أهل الجنة.
  • ·طعام أهل الجنة وشرابهم.
  • ·خمر أهل الجنة.
  • ·أول طعام أهل الجنة.
  • ·طعام أهل الجنة وشرابهم لا دنس معه.
  • ·لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون ؟.
  • ·آنية طعام أهل الجنة وشرابهم.
  • ·لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم.
  • ·فرش أهل الجنة.
  • ·خدم أهل الجنة.
  • ·سوق أهل الجنة.
  • ·زيارة أهل الجنة ربهم.
  • ·اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم.
  • ·أماني أهل الجنة.
  • ·نساء أهل الجنة.
  • ·المرأة لآخر أزواجها.
  • ·الحور العين.
  • ·غناء الحور العين.
  • ·غيرة الحور العين على أزواجهنّ في الدنيا.
  • ·يُعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل.
  • ·ضحك أهل الجنة من أهل النار.
  • ·التسبيح والتكبير من نعيم أهل الجنة .
  • ·رؤية الله ورضاه أفضل ما يُعطاه أهل الجنة.

في رحاب الجنة H1


  • نعيم أهل الجنة.
فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا
متاع
الدنيا واقع مشهود، ونعيم الجنة غيب موعود، والناس يتأثرون بما يرون
ويشاهدون، ويثقل على قلوبهم ترك ما بين أيديهم إلى شيء ينالونه في الزمن
الآتي، فكيف إذا كان الموعود ينال بعد الموت؟ من أجل ذلك قارن الحق تبارك
وتعالى بين متاع الدنيا ونعيم الجنة، وبين أن نعيم الجنة خير من الدنيا
وأفضل، وأطال في ذم الدنيا وبيان فضل الآخرة، وما ذلك إلا ليجتهد العباد في
طلب الآخرة ونيل نعيمها. وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند
الله على متاع الدنيا القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: {
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ }
[آل عمران: 198]، وقوله: {
وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا
مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ
رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى }
[ طه: 131]. وقال في موضع ثالث:
{ زُيِّنَ لِلناسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ
مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَناتٌ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ
وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد }
[ آل عمران: 14-15]. ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه من وجوه متعددة:

أولاً: متاع الدنيا قليل، قال تعالى: { قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى } [ النساء: 77].
وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم، فلينظر بم ترجع))
. ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لا تأخذ منه قطرة.
هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة. ولما كان متاع الدنيا قليلاً، فقد عاتب
الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي
سَبِيلِ اللّهِ اثاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ
الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي
الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }
[ التوبة: 38].

الثاني:
هو أفضل من حيث النوع، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم –
أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة، فإن موضع سوط في الجنة خير من
الدنيا وما فيها، ففي (صحيح البخاري) و(مسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها)) . وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس))
. وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في
الدنيا، ففي (صحيح البخاري) عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: ((لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على
الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير
من الدنيا وما فيها)) .

الثالث:
الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه
الغائط والبول، والروائح الكريهة، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله،
ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى، والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا
يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها { بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشارِبِينَ لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } [ الصافات: 46-47] وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه { أَنْهَارٌ مِّن ماء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } [ محمد: 15]، ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[ البقرة: 25]. وقلوب أهل الجنة صافية، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة،
فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب،
فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، ({ لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ } [ الطور: 23]، ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا { لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذابًا } 5]، { لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا } [مريم: 62]، { لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً } [الغاشية: 11]، إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأشواب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم { لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلاَّ قِيلاً سَلامًا سَلامًا }
[ الواقعة: 25-26]. ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على
قنطرة بين الجنة والنار، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون
الجنة وقد صفت منهم القلوب، وزال ما في نفوسهم من تباغض وحسد ونحو ذلك مما
كان في الدنيا، وفي (الصحيحين) في صفة أهل الجنة عند دخول الجنة ((لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً)) . وصدق الله إذ يقول: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }
[ الحجر: 47 ]. والغل: الحقد، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن
أهل الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم من
غل، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم. ولعلهم استفادوا هذا
من قوله تعالى: { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا }
[ الإنسان: 21]. الرابع: نعيم الدنيا زائل، ونعيم الآخرة باق دائم، ولذلك
سمى الحق تبارك وتعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به
ثم يزول، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد، { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } [النحل: 96]، { إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } [ ص: 54]، { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد: 35]، وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها {
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ
السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ
الصالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }

[الكهف: 45 – 46]. فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء
النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا
فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوي ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان،
وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع... كلها تتلاشى
وتنقضي، فالشباب يذوي ويذهب، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً، والأموال
والأولاد قد يذهبون، وقد ينتزع الإنسان من أهله وماله، أما الآخرة فلا
رحيل، ولا فناء، ولا زوال { وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ } [ النحل: 30-31].

الخامس: العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران، {
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ
فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[آل عمران: 185].



[center]المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر
في رحاب الجنة H1




  • ·طعام أهل الجنة وشرابهم.

وأما طعام أهل الجنة، وشرابهم ومصرفه فقد قال تعالى: {
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا
يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
[المرسلات: 41-42]. وقال تعالى: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24]. وقال تعالى: { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ } [الزخرف: 72-73]. وقال: { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [الرعد: 35] وقال تعالى: { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 25-26].

وأخرج مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأكل
أهل الجنة، ويشربون، ولا يتمخطون، ولا يتغوطون، ولا يبولون، طعامهم ذلك
جشاء كريح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس))
وفيه أيضاً عنه أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: فما بال الطعام؟ قال: ((جشاء ورشح كرشح المسك, يلهمون التسبيح والحمد))

قوله:
فما بال الطعام؟ قال: ((جشاء)) كذا في جميع نسخ مسلم. قال الوقشي ولعله
(فمال)؛ لأنه جاء في رواية الزبيدي (أن يهودياً) يعني حديث ابن أرقم الذي
أخرجه الإمام أحمد: قال في (مشارق الأنوار) والبال: يأتي بمعنى الحال كقوله
ما بال هذه؟ أي: ما حالها وشأنها؟ فمعناه: ما بال عقبا الطعام؟ وما شأن
عقباه؟ وأخرج الإمام أحمد، والنسائي بإسناد صحيح عن زيد بن أرقم قال: ((جاء
رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم
أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، قال: نعم. والذي نفس محمد بيده إن أحدهم
ليعطى قوة مائة رجل في الأكل، والشرب، والجماع، والشهوة. قال: فإن الذي
يأكل، ويشرب يكون له حاجة، وليس في الجنة أذى، قال تكون حاجة أحدهم رشحاً
يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه))
. ورواه الحاكم في صحيحه بنحوه.

وفي (حادي الأرواح) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة، فتشتهيه، فيخر بين يديك مشوياً)) .
وأخرج الحاكم عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن في الجنة طيراً مثل البخاتي، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إنها لناعمة يا رسول الله قال: أنعم منها من يأكلها يا أبا بكر)).
وفي (حادي الأرواح) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 18] يقول: الخمر { لَا فِيهَا غَوْلٌ } ولا صداع، وفي قوله: { وَلَا يُنزِفُونَ } [الواقعة: 19] لا تذهب عقولهم، وفي قوله: { وَكَأْسًا دِهَاقًا } [النبأ: 34] ممتلئة، وفي قوله: { رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ }
[المطففين: 25] يقول: الخمر ختم بالمسك. وقال علقمة عن ابن مسعود رضي الله
عنه: (ختامه مسك: قال: خلطه وليس بخاتم يختم). قال المحقق: (قلت يريد –
والله أعلم – أن آخره مسك، فيخالطه، فهو من الخاتمة ليس من الخاتم). وعن
مسروق: (الرحيق: الخمر، والمختوم: يجدون عاقبتها طعم المسك). وقال عبد الله
في قوله تعالى: { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ }
[المطففين: 27] قال: (يمزج لأصحاب اليمين ويشربها المقربون صرفاً) وكذلك
قال ابن عباس: (يشرب منها المقربون صرفاً، وتمزج لمن دونهم). وقال عطاء:
(التسنيم: اسم العين التي يمزج منها الخمر).

وقال في (حادي الأرواح) في قوله تعالى: { عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا }
[الإنسان: 18](قال بعضهم إنها جملة مركبة من فعل وفاعل، وسلسبيلاً: منصوب
على المفعول أي: سلسبيلاً إليها قال: وليس هذا بشيء، وإنما السلسبيل كلمة
مفردة وهي اسم للعين نفسها باعتبار صفتها).

وقال قتادة في اشتقاقها: (سلسلة لهم يصرفونها حيث شاؤا)، وهو من الاشتقاق الأكبر. وقال مجاهد: (سلسلة السبيل حديدة الجرية).
وقال
أبو العالية: (تسيل عليهم في الطرق، وفي منازلهم، وهذا من سلاستها، وحدة
جريتها). وقال آخرون: معناها طيب الطعم والمذاق. وقال أبو إسحاق: سلسبيل:
صفة لما كان في غاية السلاسة فسميت العين بذلك, وصوب ابن الأنباري أن
سلسبيل صفة للماء وليس باسم العين، واحتج بأن سلسبيل مصروف، ولو كان اسماً
للعين لمنع من الصرف، وأيضاً فإن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (معناه أنها
تسيل في حلوقهم انسلال)
.

المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني


في رحاب الجنة H1
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:08 pm

[color=#333333]


  • [b][size=21]خمر أهل الجنة

من
الشراب الذي يتفضل الله على أهل الجنة الخمر، وخمر الجنة خالي من العيوب
والآفات التي تتصف بها خمر الدنيا، فخمر الدنيا تذهب العقول، وتصدع الرؤوس،
وتوجع البطون، وتمرض الأبدان، وتجلب الأسقام، وقد تكون معيبة في صنعها أو
لونها أو غير ذلك، أما خمر الجنة فإنها خالية من ذلك كله، جميلة صافية
رائقة، { يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ
بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشارِبِينَ لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا
يُنزَفُونَ } [ الصافات: 45-47]. لقد وصف الله جمال لونها { بَيْضَاء }
ثم بين أنها تلذ شاربها من غير اغتيال لعقله، كما قال: { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشارِبِينَ } [محمد:18]، ثم إن شاربها لا يمل من شربها { لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } [ الصافات: 47]، وقال في موضع آخر يصف خمر الجنة:{
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ
وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ }
[
الواقعة: 17-19]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات: (لا تصدع رؤوسهم، ولا
تنزف عقولهم، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة، وروى الضحاك
عن ابن عباس أنه قال: في الخمر أربع خصال: السكر، والصداع، والقيء، والبول،
فذكر الله خمر الجنة، ونزهها عن هذه الخصال). وقال الحق في موضع ثالث: { يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
[المطففين: 25-26]، والرحيق الخمر، ووصف هذا الخمر بوصفين: الأول أنه
مختوم، أي موضوع عليه خاتم. الأمر الثاني: أنهم إذا شربوه وجدوا في ختام
شربهم له رائحة المسك.



[center]المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.


في رحاب الجنة H1


  • ·أول طعام أهل الجنة

أول
طعام يُتحِف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت، فقد روى البخاري ومسلم عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار
بيده، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " فأتى رجل من
اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة
يوم القيامة؟ قال: بلى قال: تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي - صلى
الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا، ثم ضحك حتى بدت
نواجذه ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال إدامهم بالام ونون. قالوا: وما
هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً)).
قال
النووي في شرح الحديث ما ملخصه: النزل: ما يعد للضيف عند نزوله، (ويتكفأها
بيده)، أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي، لأنها ليست منبسطة
كالرقاقة ونحوها، ومعنى الحديث: أن الله تعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم،
ويكون طعاماً ونزلاً لأهل الجنة، والنون: الثور، والـ (بالام): لفظة
عبرانية، معناها: ثور، وزائدة كبد الحوت: هي القطعة المنفردة المتعلقة في
الكبد، وهي أطيبها. وفي (صحيح البخاري) أن عبدالله بن سلام سأل النبي صلى
الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها: ((ما أول شيء يأكله أهل الجنة؟ فقال: زيادة كبد الحوت)). وفي (صحيح مسلم) عن ثوبان أن يهودياً سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فما
تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد الحوت. قال: فما غذاؤهم على
إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها. قال: فما شرابهم
عليه؟ قال: من عين تسمى سلسبيلا))
قال: صدقت.



المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.


في رحاب الجنة H1



  • طعام أهل الجنة وشرابهم لا دنس معه

قد
يتبادر إلى الذهن أن الطعام والشراب في الجنة ينتج عنه ما ينتج عن طعام
أهل الدنيا وشرابهم من البول والغائط والمخاط والبزاق ونحو ذلك، والأمر ليس
كذلك، فالجنة دار خالصة من الأذى، وأهلها مطهرون من أوشاب أهل الدنيا، ففي
الحديث الذي يرويه صاحبا (الصحيحين) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال نافياً هذا الظن: ((أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون فيها))
وليس هذا خاص بأول زمرة تدخل الجنة، وإنما هو عام في كل من يدخل الجنة،
ففي رواية عند مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: ((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة
البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل،
لا يتغوطون، ولا يتبولون، ولا يبزقون)).
فالذي يتفاوت فيه أهل
الجنة مما نص عليه في الحديث قوة نور كل منهم، أما خلوصهم من الأذى فإنهم
يشتركون فيه جميعاً، فهم لا يتغوطون ولا يتبولون، ولا يتفلون، ولا يبزقون،
ولا يمتخطون. وقد يقال: فأين تذهب فضلات الطعام والشراب، وقد وجه هذا
السؤال إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل أصحابه، فأفاد أن بقايا
الطعام والشراب تتحول إلى رشح كرشح المسك يفيض من أجسادهم، كما يتحول بعض
منه أيضاً إلى جشاء، ولكنه جشاء تنبعث منه روائح طيبة عبقة عطرة، ففي (صحيح
مسلم) عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
يقول: ((إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون،
ولا يتبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون"، قالوا: فما بال الطعام؟ قال:
جشاء كجشاء المسك))
.

المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.


في رحاب الجنة H1


  • لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون ؟

إذا
كان أهل الجنة فيها خالدون، وكانت خالية من الآلام والأوجاع والأمراض، لا
جوع فيها ولا عطش، ولا قاذورات ولا أوساخ، فلماذا يأكل أهل الجنة فيها
ويشربون، ولماذا يتطيبون ويمتشطون ؟

أجاب
القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائلاً: (نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن
دفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمأ، ولا تطيبهم عن
نتن، وإنما هي لذّات متوالية، ونعم متتابعة، ألا ترى قوله تعالى لآدم:{ إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى }
[ طه: 118-119]. وحكمة ذلك أن الله تعالى عرفهم في الجنة بنوع ما كانوا
يتنعمون به في الدنيا، وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله عز وجل).

المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر.



في رحاب الجنة H1


  • آنية طعام أهل الجنة وشرابهم

وأما آنيتهم فقال تعالى: { يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ }
[الزخرف: 71] والصحاف جمع صحفة، وهي القصاع قاله الكلبي، وقال الليث:
(الصحفة: قصعة مسلنطحة عريضة، والجمع: صحاف) ، والأكواب: جمع كوب هو
المستدير الرأس الذي لا أذن له, ومرت الإشارة إليها.

وقال تعالى: { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }
[الإنسان: 17-18] فالأباريق هي: الأكواب غير أن لها خراطيم, فإن لم يكن
لها خراطيم، ولا عرى فهي أكواب، وأباريق الجنة من الفضة في صفاء القوارير
يرى من ظاهرها ما في باطنها، والعرب تسمي السيف إبريقاً لبريق لونه.

قال تعالى: { وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا } [الإنسان: 15-16] فالقوارير: هو الزجاج، وشفافته، وهذا من أحسن الأشياء وأعجبها، وقطع توهم كون تلك القوارير من زجاج بقوله: { مِن فِضَّةٍ } [الإنسان: 15].
وأخرج البخاري، ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة)) .
وأخرج أبو يعلى الموصلي عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل الرؤيا فيسأل
عنه إذا لم يكن يعرفه, فإذا أثني عليه معروفاً كان أعجب لرؤياه إليه، فأتته
امرأة فقالت: يا رسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت
الجنة، فسمعت وجبة ارتجت لها الجنة، فنظرت فإذا فلان بن فلان، وفلان بن
فلان فسمت اثني عشر رجلاً. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية
قبل ذلك, فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل: اذهبوا بهم إلى نهر
البيدخ أو البيدي، فغمسوا فيه، فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر، فأتوا
بصحفة من ذهب فيها بسر، فأكلوا من بسره ما شاؤوا، فما يقلبونها من وجه إلا
أكلوا من الفاكهة ما أرادوا، وأكلت معهم)).
فجاء البشير من تلك
السرية فقال: أصيب فلان، وفلان حتى عدَّ اثني عشر رجلاً فدعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم المرأة فقال: ((قصي رؤياك)) قصتها وجعلت تقول: جيء بفلان
وفلان كما قال)) . ورواه الإمام أحمد في مسنده بنحوه. قال في (حادي
الأرواح) :(وإسناده على شرط مسلم).




المصدر :- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد أحمد السفاريني

في رحاب الجنة H1




  • لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم

[size=21]أهل
الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس، ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب
والفضة واللؤلؤ، فمن لباسهم الحرير، ومن حلاهم أساور الذهب والفضة
واللؤلؤ: قال تعالى: { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:09 pm




  • [size=21]خدم أهل الجنة

يخدم أهل الجنة ولدان ينشئهم الله لخدمتهم، يكونون في غاية الجمال والكمال، كما قال تعالى: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 17-18]، وقال في موضع آخر: { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا } [ الإنسان: 19]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان أهل الجنة { مُّخَلَّدُونَ }
أي: على حالة واحدة مخلدون عليها، لا يتغيرون عنها، لا تزيد أعمارهم عن
تلك السن، ومن فسرهم بأنهم مخرصون، في آذانهم الأقرطة، فإنما عبر عن
المعنى، لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير. وقوله تعالى: { إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا }
[الإنسان: 19]، أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم
وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم، حسبتهم لؤلواً منثوراً، ولا
يكون في التشبيه أحسن من هذا، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على
المكان الحسن). وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هؤلاء الولدان هم الذين
يموتون صغاراً من أبناء المؤمنين أو المشركين، وقد رد العلامة ابن تيمية
رحمه الله تعالى هذا القول، وبين أن الولدان المخلدون هم خلق من خلق الجنة
قال: (والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة: خلق من خلق الجنة ليسوا من
أبناء الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة،
على صورة أبيهم آدم)



[center]المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1




  • سوق أهل الجنة

أخرج مسلم في صحيحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم
وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً, فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً
وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون:
وأنتم والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً.))
. الإمام أحمد في المسند، وقال: ((فيها كثبان المسك فإذا أخرجوا إليها هبت الريح)) .

وأخرج
ابن أبي عاصم في كتاب (السنة) أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة رضي الله
عنه فقال أبو هريرة رضي الله عنه: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق
الجنة. فقال سعيد أوفيها سوق؟ قال: نعم. ((أخبرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل الجنة إذا دخلوها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم
في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله تبارك وتعالى، فيبرز لهم
عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من نور، ومنابر
من مسك، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ياقوت، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة،
ويجلس أدناهم (وما فيهم دني) على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب
الكرسي بأفضل منهم مجلساً.

قال
أبو هريرة رضي الله عنه: وهل نرى ربنا عز وجل؟ قال: نعم هل تمارون في رؤية
الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: لا. قال: فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم،
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول: يا فلان ابن
فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا. فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول: بلى
أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال: فبيناهم على ذلك
غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط قال:
ثم يقول ربنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما
شئتم. قال: فيأتون سوقاً قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى
مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع
فيه، ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً.

قال:
فيقبل ذو البزة المرتفعة، فيلقى من هو دونه (وما فيهم دني) فيروعه ما يرى
عليه من اللباس، والهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه،
وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها. قال: ثم ننصرف إلى منازلنا: فيلقانا
أزواجنا فيقلن: مرحباً وأهلاً لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما
فارقتنا عليه. فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل وبحقنا أن ننقلب
بمثل ما انقلبنا))
.

ورواه الترمذي في صفة الجنة، وابن ماجه.

المصدر:- البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني

في رحاب الجنة H1


  • زيارة أهل الجنة ربهم

ذكر الترمذي عن سعيد بن المسيب أنه لقى أبا هريرة فقال أبو هريرة: ((أسأل
الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة, فقال سعيد أفيها سوق؟ قال: نعم،
أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها
بفضل أعمالهم, ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا, فيزورون
ربهم, ويبرز لهم عرشه, ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة, فتوضع لهم منابر
من نور, ومنابر من اللؤلؤ, ومنابر من ياقوت, ومنابر من زبرجد, ومنابر من
ذهب, ومنابر من فضة, ويجلس أدناهم وما فيهم من دني على كثبان المسك
والكافور, ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً, قال أبو هريرة: قلت
يا رسول الله وهل نرى ربنا؟ قال: نعم, هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر
ليلة البدر؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم, ولا يبقى في ذلك
المجلس رجل (إلا) حاضره الله محاضرة, حتى يقول للرجل فيهم: يا فلان بن
فلان أتذكر يوم قلت كذا وكذا, فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول: يا رب
أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى فبسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه. (فبينا) هم على
ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم, فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً
قط, ويقول ربنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما (اشتهيتم),
فنأتي سوقاً قد حفت به الملائكة, (فيه) ما لم تنظر العيون إلى مثله, ولم
تسمع الآذان, ولم يخطر على القلوب, فيحمل لنا ما اشتهينا, ليس يباع فيها
ولا يشترى, وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً قال: فيقبل الرجل ذو
المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من
اللباس (فما) ينقضي آخر حديثه (حتى) يتخيل (عليه) ما هو أحسن منه, وذلك أنه
لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها, ثم ننصرف إلى منازلنا, فتتلقانا أزواجنا
فيقلن: مرحباً وأهلاً لقد جئت وإن (لك) من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه,
فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار جل جلاله (ويحق لنا) أن ننقلب ما
انقلبنا)) .

541-
وذكر الترمذي من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26] قال:
((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعداً يريد أن
ينجزكموه، قالوا: ألم يبيض وجوهنا؟ ألم ينجنا من النار؟! ألم يدخلنا
الجنة؟! قالوا: بلى، فيكشف الحجاب, فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من
النظر إليه)).



المصدر:- العاقبة أو الموت والحشر والنشور لعيد الحق الاشبيلي الأذى


في رحاب الجنة H1



  • اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم

أهل
الجنة يزور بعضهم بعضاً، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون، ويذكرون ما كان
منهم في الدنيا، وما من الله به عليهم من دخول الجنان، قال تعالى في وصف
اجتماع أهل الجنة: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [ الحجر: 47]، وأخبرنا الله بلون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم {
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنا كُنا
قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا
عَذَابَ السَّمُومِ إِنا كُنا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ
الرَّحِيم }
[ الطور: 25-27]. ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل الإيمان، ويدعونهم إلى الكفران،{
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالَ قَائِلٌ
مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ
الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنا
لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي
سَوَاء الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا
نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ }
[الصافات: 50-61]




المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1





  • أماني أهل الجنة

يتمنى
بعض أهل الجنة فيها أماني تتحقق على نحو عجيب، لا تشبه حال ما يحدث في
الدنيا، وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعض هذه الأماني
وكيفية تحققها.

فهذا
واحد من أهل الجنة يستأذن ربه في الزرع، فيأذن له، فما يكاد يلقي البذر،
حتى يضرب بجذوره في الأرض، ثم ينمو، ويكتمل، وينضج في نفس الوقت، ففي (صحيح
البخاري) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان
يتحدث – وعنده رجل من أهل البادية -: ((إن رجلاً من أهل
الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟. قال: بلى، ولكن أحب
الزرع، فبذر، فبادر الطرف نباته. واستواؤه، واستحصاده، فكان أمثال الجبال،
فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي:
والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب الزرع، وأما نحن فلسنا
بأصحاب زرع، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم –)).

وهذا آخر يتمنى الولد، فيحقق الله له أمنيته في ساعة واحدة، حيث تحمل وتضع في ساعة واحدة.
وروى الترمذي في (سننه)، وأحمد في (مسنده)، وابن حبان في (صحيحه) بإسناد صحيح عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي))


المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1


  • نساء أهل الجنة

زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنةإذا دخل المؤمن الجنة، فإن كانت زوجته صالحة، فإنها تكون زوجته في الجنة أيضاً: { جَناتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّياتِهِمْ } [ الرعد: 23]، وهم في الجنات منعمون مع الأزواج، يتكئون في ظلال الجنة مسرورين فرحين { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ } =#92d050]]، { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } [الزخرف: 70].



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1



  • المرأة لآخر أزواجها

روى
أبو علي الحراني في (تاريخ الرقة) عن ميمون بن مهران قال: خطب معاوية بن
أبي سفيان رضي الله عنه أم الدرداء، فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت أن أبا
الدرداء يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها))
ورجال هذا الإسناد موثقون غير العباس بن صالح فليس له ترجمة، ورواه أبو
الشيخ في (التاريخ) بإسناد صحيح مقتصراً منه على المرفوع، ورواه الطبراني
في (معجمه الأوسط) بإسناد ضعيف، ولكنه بمجموع الطريقين قوي، والمرفوع منه
صحيح، وله شاهدان موقوفان: الأول يرويه ابن عساكر عن عكرمة ((إن
أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت
أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج
صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة))
. ورجاله
ثقات إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن
أسماء. والآخر أخرجه البيهقي في (السنن) أن حذيفة قال لزوجته: ((إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة، فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا)) . فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينكحن من بعده، لأنهن أزواجه في الآخرة.



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1




  • الحور العين

يزوج الله المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال تعالى: { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }
[الدخان: 54]. والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض،
وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء هي واسعة العين. وقد وصف
القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال تعالى: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حدائق وأعناباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا }
[النبأ: 31-33]. والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب
المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله
إنشاءً فجعلهنّ أبكاراً، عرباً أتراباً { إِنا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا } [ الواقعة: 35-37] وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال تعالى: { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ }
[الرحمن: 56]، وهذا ينفي قول من قال: إن المراد بالزوجات اللواتي ينشئهن
الله في الجنة زوجاتهم في الدنيا إذ يعيدهن شباباً بعد الكهولة والهرم،
وهذا المعنى صحيح، فالله يدخل المؤمنات الجنة في سن الشباب، ولكنهن لسن
الحور العين اللواتي ينشئهن الله إنشاء. والمراد بالعُرُب: الغنجات
المتحببات لأزواجهنّ. وقد حدثنا القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: { وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ }
[الواقعة: 22 – 23] والمراد بالمكنون: المخفي المصان، الذي لم يغير صفاء
لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان {
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا
جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ }
[الرحمن: 56-58]، والياقوت والمرجان حجران كريمان
فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور العين بأنهن قاصرات الطرف،
وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد
شهد الله لحور الجنة بالحسن والجمال، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ
غاية الحسن والجمال { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }[
الرحمن: 70-72]. ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا، فإنهن مطهرات من الحيض
والنفاس، والبصاق والمخاط والبول والغائط، وهذا مقتضى قوله تعالى: ({ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[ البقرة: 25]. وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل
الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول زمرة
تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون، ولا يمتخطون،
آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم
المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)).
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيراً مما تعرف؟ ((ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)) رواه البخاري.

وتحديد
عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه أقل عدد، فقد ورد أن الشهيد
يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي (سنن الترمذي) و(سنن ابن
ماجه). بإسناد صحيح عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((للشهيد عند الله ثلاث خصال: يغفر له في
أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من
الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما
فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من
أقربائه))
.



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1



  • غناء الحور العين

وقد
أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين في الجنان يغنين
بأصوات جميلة عذبة، ففي (معجم الطبراني الأوسط) بإسناد صحيح عن ابن عمر عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أزواج أهل
الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن
الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن
الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنّه))

وروى سمويه في (فوائده) عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام)).



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1


  • غيرة الحور العين على أزواجهنّ في الدنيا

أخبرنا
الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين يغرن على أزواجهن في الدنيا
إذا آذى الواحد زوجته في الدنيا، ففي (مسند أحمد)، و(سنن الترمذي) بإسناد
صحيح عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك، يوشك أن يفارقك إلينا))



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1





  • يُعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل

عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا من الجماع)). قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟ قال: ((يعطى قوة مائة رجل)) رواه الترمذي.


المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1


  • ضحك أهل الجنة من أهل النار

بعد أن يدخل الله أهل الجنة الجنة ينادون خصومهم من الكفار أهل النار مبكتين ومؤنبين ({
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا
وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا
قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ
عَلَى الظالِمِينَ }
[الأعراف:44]. لقد كان الكفار في الدنيا
يخاصمون المؤمنين، ويسخرون منهم، ويهزؤون بهم، وفي ذلك اليوم ينتصر
المؤمنون، فإذا بهم وهم في النعيم المقيم، ينظرون إلى المجرمين، فيسخرون
منهم، ويهزؤون بهم، { إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي
نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي
ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ
يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ
فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ وَمَا
أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ
الْكُفارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
[المطففين: 22-36]. نعم، والله
لقد جوزي الكفار بمثل ما كانوا يفعلون، والجزاء من جنس العمل، ويتذكر
المؤمن في جنات النعيم ذلك القرين أو الصديق الذي كان يزين له الكفر في
الدنيا، وكان يدعوه إلى تلك المبادئ الضالة التي تجعله في صف الكافرين
أعداء الله، فيحدّث إخوانه عن ذلك القرين، ويدعوهم للنظر إليه في مقره الذي
يعذب فيه، فعندما يرى ما يعاينه من العذاب – يعلم مدى نعمة الله عليه،
وكيف خلصه من حاله، ثم يتوجه إليه باللوم والتأنيب {
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالَ قَائِلٌ
مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ
الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنا
لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي
سَوَاء الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا
نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[الصافات: 50-60]



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1




  • التسبيح والتكبير من نعيم أهل الجنة

الجنة
دار جزاء وإنعام، لا دار تكليف واختبار، وقد يشكل على هذا ما رواه البخاري
وغيره عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صفة أول زمرة
تدخل الجنة، قال في آخره: ((يسبحون الله بكرة وعشياً))
. ولا إشكال في ذلك إن شاء الله تعالى، لأن هذا ليس من باب التكليف، قال
ابن حجر في شرحه للحديث: قال القرطبي: (هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام !،
وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله: ((يُلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس))
ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه، ولا بد منه، فجعل تنفسهم
تسبيحاً، وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه، وامتلأت بحبه، ومن
أحب شيئاً أكثر من ذكره). وقد قرر شيخ الإسلام أن هذا التسبيح والتكبير لون
من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة، قال: (هذا ليس من عمل التكليف
الذي يطلب له ثواب منفصل، بل نفس هذا العمل من النعيم الذي تتنعم به الأنفس
وتتلذذ به)
.



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1


  • رؤية الله ورضاه أفضل ما يُعطاه أهل الجنة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن
الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك،
والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد
أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟
فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط
عليكم بعده أبداً))
متفق عليه وأعظم النعيم النظر إلى وجه الله
الكريم في جنات النعيم، يقول ابن الأثير: (رؤية الله هي الغاية القصوى في
نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منها ما
نرجو). وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة: 22-23]، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة: { كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }
[ المطففين:15]، وقد روى مسلم في (صحيحه) والترمذي في (سننه) عن صهيب
الرومي – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا
دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم
تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما
أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى))
، زاد في رواية: ((ثم تلا هذه الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26])). وفي (صحيحي البخاري ومسلم) عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن
للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها – وفي رواية طولها – ستون
ميلاً، في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن، وجنتان
من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم
وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)).

والنظر إلى وجه الله تعالى هو من المزيد الذي وعد الله به المحسنين { لَهُم ما يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ق: 35]، { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
[يونس: 26]، وقد فسرت الحسنى بالجنة، والزيادة بالنظر إلى وجه الله
الكريم، يشير إلى هذا الحديث الذي رواه مسلم ... ورؤية الله رؤية حقيقية،
لا كما تزعم بعض الفرق التي نفت رؤية الله تعالى بمقاييس عقلية باطلة،
وتحريفات لفظية جائرة، وقد سئل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة عن قوله
تعالى: { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة: 23]، فقيل: إن قوماً يقولون: إلى ثوابه. فقال مالك: كذبوا، فأين هم عن قوله تعالى: { إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }
[المطففين: 15]؟ قال مالك: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم،
وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعبر الله عن الكفار
بالحجاب، فقال: { كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }
[ المطففين:15]، رواه في (شرح السنة) ومن الذين نصوا على رؤية المؤمنين
ربهم في الجنات الطحاوي في العقيدة المشهورة باسم (العقيدة الطحاوية)، قال:
(والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
[ القيامة: 22-23]، وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه، وكل ما جاء في
ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كما قال،
ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا،
فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله - صلى الله عليه
وسلم -. وردّ علم ما اشتبه عليه إلى عالمه). وقال شارح (الطحاوية) مبيناً
مذاهب الفرق الضالة في هذه المسألة ومذهب أهل الحق: (المخالف في الرؤية
الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والإمامية. وقولهم باطل مردود
بالكتاب والسنة، وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام
المعروفون بالإمامة في الدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام
المنسوبون إلى السنة والجماعة). ثم بين أهمية هذه المسألة فقال: (وهذه
المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها، وهي الغاية التي شمر إليها
المشمرون، وتنافس المتنافسون، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه
مردودن). ثم بين أن قوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة: 22-23].



المصدر:- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر

في رحاب الجنة H1
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : في رحاب الجنة Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 68
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

في رحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب الجنة   في رحاب الجنة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 6:10 pm

[size=21]-المحاجة بين الجنة والنار.[/size] [size=21]أخبرنا
رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن الجنة والنار تحاجتا عند ربهما، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تحاجت
الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة:
فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ - زاد في رواية: وغرتهم – فقال
الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما
أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار:
فلا تمتلئ حتى يضع رجله – وفي رواية: حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله –
فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ، ويُزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من
خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً))
أخرجه البخاري ومسلم. . وللبخاري قال: ((اختصمت
الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء
الناس وسقطهم. وقالت النار - يعنى - أوثرت بالمتكبرين. فقال الله تعالى
للجنة أنت رحمتي. وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما
ملؤها - قال - فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينشئ للنار
من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد. ثلاثا، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ
ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط)).
وله في أخرى: - وكان كثيراً ما يقفه أبو سفيان الحميري، أحد رواته، قال: ((يقال لجهنم، هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ فيضع الرب قدمه عليها، فتقول: قط قط)). ولمسلم بنحو الأولى، وانتهى عند قوله: ((ولكل واحدة منهما ملؤها)) . وقال في رواية: ((فما
لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟)) وفي آخره: ((فأما النار،
فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها، فهنالك تمتلئ، ويزوي بعضها إلى بعض))
.



[center]المصدر :- الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر
[b][size=25][b][size=21]-الجنة خالدة وأهلها خالدون.
وتشمل :-
[/size]



  • [size=21]·عدم فناء الجنة.
  • ·النصوص الدالة على أن الجنة خالدة وأهلها خالدون.
  • ·القائلون بفناء الجنة.


[center]في رحاب الجنة H1




  • عدم فناء الجنة

يؤمن
أهل السنة والجماعة بأن الله عز وجل أعد لعباده المؤمنين جنة عرضها
السموات والأرض يدخلها المؤمن فينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت وأنها دار
باقية لا تفنى ولا نهاية لها { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود: 108].....

-قال
شيخ الإسلام ابن تيمية– رحمه الله -: (وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر
أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية،
كالجنة...) .

........
قال الإمامان الحافظان، أبو حاتم وأبو زرعة – رحمهما الله-: (أدركنا
العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً – فكان من
مذهبهم... الجنة حق والنار حق، وهما مخلوقان لا يفنيان أبداً) .

وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني – رحمه الله – (ويشهد أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان وإنهما باقيتان لا يفنيان أبداً) .
وقال
الإمام الحافظ ابن حزم – رحمه الله -: (الجنة حق، والنار حق، وأنهما
مخلوقتان مخلدتان هما ومن فهيما بلا نهاية... كل هذا إجماع من جميع أهل
الإسلام، ومن خرج عنه خرج عن الإسلام) .

وغير هؤلاء كثير، ممن نقل الإجماع على أبدية الجنة وعدم فنائها.
ذكر مستند الإجماع على عدم فناء الجنة:
أخبر الله تعالى بأن أهل الجنة خالدون فيها خلوداً مؤبداً، فقال تعالى: {
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
[البينة: 7- 8]. وقال تعالى: {
وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[التغابن: 9] وقال تعالى: {
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ
اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }
[النساء: 122].

ووصفهم بعدم الخروج من الجنة، فقال تعالى: {
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ
مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا
بِمُخْرَجِينَ }
[الحجر: 47-48].

ووصف نعيمهم بعدم الانقطاع، فقال تعالى: {
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ
مَجْذُوذٍ }
[هود: 108].

وقال تعالى: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } [الواقعة: 32-33].
وفي الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجاء
بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل
الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت، قال فيؤمر
به فيذبح. قال ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود
فلا موت، قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم: 39] وأشار بيده إلى الدنيا))
.

المصدر :- المصادر العقدية التي حكى فيها أبن تيمية الإجماع لمجموعة مؤلفين .



في رحاب الجنة H1





  • النصوص الدالة على أن الجنة خالدة وأهلها خالدون.

الجنة خالدة لا تفنى ولا تبيد، وأهلها فيها خالدون، لا يرحلون عنها ولا يظعنون، ولا يبيدون ولا يموتون، { لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } [ الدخان:56]، {
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَناتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً }

[ الكهف:107-108]. وقد سقنا عند الحديث عن خلود النار – الأحاديث التي
يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذبح الموت بين الجنة والنار، ثم
يقال لأهل الجنة ولأهل النار:((يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت))
. إن مقتضى النصوص الدالة أن الجنة تخلق خلقاً غير قابل للفناء، وكذلك
أهلها، ففي الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)). واستمع إلى النداء العلوي الرباني الذي ينادي به أهل الجنة بعد دخولهم الجنة: ((إن
لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن
لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدا، فذلك
قوله عز وجل:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا
أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ
وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ }
[الأعراف:43].))
.



[center]المصدر :- الجنة والنار عمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1





  • القائلون بفناء الجنة

قال
بفناء الجنة كما قال بفناء النار الجهم بن صفوان إمام المعطلة، وليس له
سلف قط، لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من أئمة المسلمين،
ولا من أهل السنة، وأنكره عليه عامة أهل السنة.

وأبو
الهذيل العلاف شيخ المعتزلة قال بفناء حركات أهل الجنة والنار، بحيث
يصيرون إلى سكون دائم لا يقدر أحد منهم على حركة. وكل هذا باطل، قال شارح
الطحاوية: (فأما أبدية الجنة، وأنها لا تفنى ولا تبيد، فهذا مما يعلم بالضرورة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، قال تعالى:
{ وَأَما الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ
مَجْذُوذٍ }
[هود:108]، أي غير مقطوع، ولا ينافي ذلك قوله:{ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } [ هود:108]) وقد ذكر شارح الطحاوية اختلاف السلف في هذا الاستثناء فقال: (واختلف
السلف في هذا الاستثناء: فقيل: معناه إلا مدة مكثهم في النار، وهذا يكون
لمن دخل منهم إلى النار ثم أخرج منها، لا لكلهم. وقيل: إلا مدة مقامهم في
الموقف. وقيل: إلا مدة مقامهم في القبور والموقف. وقيل: هو استثناء الرب
ولا يفعله، كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك، وأنت لا تراه، بل
تجزم بضربه. وقيل: (إلا) بمعنى الواو، وهذا على قول بعض النحاة، وهو
ضعيف.وسيبويه يجعل إلا بمعنى لكن، فيكون الاستثناء منقطعاً ورجحه ابن جرير
وقال: إن الله تعالى لا خلف
لوعده، وقد وصل الاستثناء بقوله: { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود:108]، قالوا:
ونظيره أن تقول: أسكنتك داري حولاً إلا ما شئت، أي سوى ما شئت، ولكن ما
شئت من الزيادة عليه. وقيل: الاستثناء لإعلامهم بأنهم – مع خلودهم – في
مشيئة الله، لأنهم لا يخرجون عن مشيئته، ولا ينافي ذلك عزيمته وجزمه لهم
بالخلود، كما
في قوله تعالى: { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } [ الإسراء:86]، وقوله تعالى: ({ فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ } [الشورى:24]، وقوله: {
قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ
فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
[يونس:16]، ونظائره كثيرة، يخبر عباده سبحانه أن الأمور كلها بمشيئته، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

وقيل: إن (ما) بمعنى (من) أي: إلا من شاء الله دخوله النار بذنوبه من السعداء. وقيل غير ذلك.
وعلى كل تقدير، فهذا الاستثناء من المتشابه، وقوله: { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود:108]. وكذلك قوله تعالى: { إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } [ص:54]. وقوله: { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد:35].وقد أكد الله خلود أهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من القرآن، وأخبر أنهم { لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى } [الدخان:56].وهذا الاستثناء منقطع، وإذا ضممته إلى الاستثناء في قوله تعالى: { إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } [هود:108]، - تبين
أن المراد من الآيتين استثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة
الخلود، كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت، فهذه موتة تقدمت على حياتهم
الأبدية، وذلك مفارقة للجنة تقدمت على خلودهم فيها).




المصدر :- الجنة والنار عمر بن سليمان الأشقر


في رحاب الجنة H1
[/size]

[/center][/center][/b][/size]
[/size][/b][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أوصاف الجنة من الداخل= وأول من ستفتح له أبواب الجنة= وأول من سيدخل الجنة= وأول أمة
» في رحاب سورة الفاتحه
» (( المشتاقون الي الجنة ))
» ما يُدخل الجنة
» الطريق إلى الجنة ..؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **المنتديـات الدينيــه** :: إسلامي عام-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only