تعصب إبليس لأصله الذي خلق منه ، فقال :( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) . فكان مصيره العذاب في النار التي خلق منها !
وتعصب فرعون لــذاته فقال : ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي )
فكان مصــيره أن أجرى الله الأنهار من فوقه !!
وتعصب الملأ من قريش لمعبوداتهم من الحجارة ، فقالوا :( أجعل الآلهة إلهآ واحداً
إن هذا لشيْ عجاب ) فسقطوا صرعى قليب بدر يوم الفرقان لتردمهم الرمال والحجارة !!
المتعصب مصاب في بصيرته بالقصر والضيق فلا يرى من الأشياء إلا ظاهرها ،
ولا ينفذ لما وراءها من حقيقة وباطن .كلت حواسه وتبلد عقله ، وارتكنت نفسها لهواها.
( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تـعمى القلوب التي في الصدور ) الحج 46.
( إن شـر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم
ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون )الأنفال 22 ـ 23.
المتعصبون خطوا خطوط فتفرقت بهم سبل ، وأرصد لهم الشيطان أدلته ، فظنوا أنهم
يحسنون صنعا ، وما دروا أنهم على طريق الهلاك صرعى .
روى النسائي في سننه ، وأحمد والـدارمي في مسنديهما ، والحاكم في المستدرك عن
عبد الله بن مسعود ، قال : ( خط لنا رســول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال :
"هذا سبيل الله ، ثم خط خـطوطا عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : " هذه سبل على
كل سبيل منها شيطان يدعو إليها ثم قرأ ) وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الأنعام 153 .
المتعصبون أرداهم قول باللسان دون فهم ، وعمل بالأركان دون " استقم " .
عن أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله قل لي في
الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك .قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم .
لو تأمل المتعصبون لعلموا إن طريق الاستقامة القدر الأوحد لمن أراد السلامة والنجاة
والنجاة يوم القيامة ، وبغير ذلك الطريق الذي أراده الله عز وجل لعباده الراغبـــين في
والحصول على ثوابه وتجنب عـقابه سيكون التردي والتخبط طريق الهلاك
والضياع .( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا
تحزنوا وأبشروا بالـجنة التي كنتم توعدون .نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تـدعون . نزلاً من غفور رحيم ) فصلت 30 .