شكرا لكم لاٍتاحتي الفرصة لتحدث بالمايك الاٍسلامي اخترت التحدث عن موضوع الجهاد لأن ما تشهده الأمة الاٍسلامية اليوم من ضعف وتمزق ونزاعات سواء الداخليةأو الخارجية واقع مؤلم وحزين يرهق ويعذب كل مسلم ذا ضمير حي له غيرة على دينه ، فليس من العدل أن ننشغل بمواضيع في مجالات اخرى مثل : الجمال والطبخ وتفاهات الدنيا وزينتها ونحن نعرف معاناة أطفال ونساء وشيوخ الشعوب العربية المستعمرة
لا أخفيكم القول اخواتي
بالنسبة لي لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية سعيدة وأنا أعلم مدى حزن الآخرين لأني مسلمة ولا يجوز لي شرعا ذالك فصور الظلم على جميع مستوياته عالقة في ذهني ووينزف منها فؤادي حتى صرت لا أحتمل سماع أو مشاهدة القنواة الاٍخبارية
فصور القتل والتدمير للأبرياء والحرب الصليبية التي يشنها أعداء الدين على الأمة الاٍسلامية سواء في فلسطين أو افغانستان أو العراق تغض مضجعي لماذا يحدث هذا كله ؟ لا شك أن الجواب هو بعدنا عن الله عز وجل والكيفية التي يريدنا الله تبارك وتعالى أن نحيى بها قال تعالى :
( لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وحلول القوانين الوضعية التي سنها الغرب وأملاها على حكام العرب التابعين لهم لتطبيقها على الشعوب العربية عوض القانون الشرعي والحكم بما جاء به القرآن والسنة لأنهم يعلمون كل العلم لو رجع المسلم لكاتب ربه وسنة نبيه وعض عليها بالنواجد وطبق كل ما جاء فيها سواء في الحياة الخاصة أو العامة سيهزم الجمع ويولون الأدبار فلن تبقى دولةتسمى اٍسرائيل على أرض العرب ويندثر الظلم ونظرا لخوفهم وترقبهم لهذا اليوم فاٍن الكفار يسعون جاهدين لمحاربة كل ما يقربنا من الله عن طريق مخططات الفساد التي طبقوها بتعاون تام مع الولاة الفاجرين وهذه بعض مظاهره :
- تميع الشباب المسلم بدس السموم الفكرية بالأفلام المدبلجة و الصور الخليعة و الأغاني والاٍعلام الفاسد .
- محاربة القيم الآخلاقية المحمدية وتعويضها بالقيم الغربية مما ساهم في انتشار العنف والقتل والمخدرات والسفور والخيانة
- تفكيك الأسرة المسلمة . بالنزاعات المفتعلة لأنها ا تنبني عن معايير عقدية صحيحة بل بنية هشة جدا اي تيار من تيارات ابليس تنجرف معه .
- سرقة الموارد الاٍقتصادية لشعوب العربية وتوجيهها نحو الاقتصاد التسويقي بارخص الأثمان
المديونية ليعم الفقر ويصبح المسلم يفكر فقط بلقمةالعيش وينسى القضايا الكبرى التي على اساسها خلق وتحمل الخلافة في الأرض
- افسادالمناهج التعليمية بالتركيز على العلم الغير النافع وترك العلم النافع ووضع حضر على الدروس والتخصصات الدينية ومنعها من تنوير الطلبة بحقيقة ما جاء في الكتاب والسنة خاصة الأبواب الحيوية التي تنمي شخصية المسلم القوي كزرع فيه الغيرة عن الدين ووجوب الدفاع عنه وامثلة كثيرة تدل على ذالك :
فمن خلال تجربة شخصية :
(كنت ادرس بالجامعة شعبة دراسات اسلامية وهناك مادة تسمة علوم الحديث ندرس فيها بشكل عميق كل ابواب كتاب صحيح البخاري ولما وصلت حصة باب الجهاد قرر لنا الأستاذ كتاب هامشي نقتنيه من المكتبات فلما ذهبنا في الغد للمكتبات تفاجئنا بعدم وجود الكتاب وقمت بسؤال صاحب المكتبة فأجابني قائلا ان جميع المكتبات بالمدينة تلقوا اتصال يأمرهم بحذف الكتاب ومنع بيعه لطلبة وزد على ذالك خلال الحصة المرتقبة لكي يشرح لنا الأستاذ الدرس دخل معنا افراد من المخابرات وافتعلوا حادث بالمدرج الجامعي وصاروا يصرخون لغاية ما عصبوا الأستاذ وخرج ) ومثال آخر ان الخطب المساجد لأغلبية الأئمة هي كذالك مقننة ولا يسمح لهم بالتحدث عن الجهادبشكل عميق
*انشغال القنواة الفضائية والأرضية بما يغضب الله وترك الرسالة الشريفة للاٍعلام الحر ،فاذكر يوم ضرب العراق هناك قنوات تعزف المراقص واخرى تبث مباراة كرة القدم (انعدمت الغيرة لهذا الحد )وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
أخواتي اذا كانت بعض الدول مثل فلسطين وغيرها مستعمرة بشكل مباشر وتواجه وحدها هذا الظلم فهناك دول عربية اخرى مستعمرة بشكل غير مباشر فعدونا واحد فاليهود الصهاينة متغلغلين فينا من خلال حكامنا المنافقين فمنهم من انتقم منه الله عز وجل من خلال ثورات الربيع العربي ومنهم من ينتظر دوره ولن يتحقق النصر وحلم كل مسلم يتحرير ارضنا العربية الا بالجهاد الحقيقي الذي من واجبنا ان نغرسه في دماء اطفالنا وجيلنا الصاعد والعمل على ذالك بجدية واتخاذ القضايا العامة للامة قضايا شخصية والسبيل الى ذالك العلم فالعلم ثم العلم
( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) فالجهاد المنشود لا يمكن ان يقوم الا عن علم
(اٍنما يخشى الله من عباده العلماء) ولن نستطيع ان نمسح دمعة أختنا آمة الله والعديد من امثالهاالا بالوحدة العربية الاٍسلامية التي شعارها لا اٍله اٍلا الله محمدرسول الله .
وفي الختام رغم اني اعلم ان هذا الموضوع كبير وكبير جدا ولن يسعني لا الوقت والحبر ان اكتب كل ما اشعر به اسمحولي ان اعطي نبدة فقهية عن الجهاد:
* الجهاد لغة واصطلاحا
لغة : بدل الجهد والوسع والطاقة
اصطلاحا : هو القتال لاٍعلاء كلمة الله عزوجل
والجهاد أقسام :
*الجهاد بالسيف ويشمل الدفاع عن الدين والنفس والوطن والعرض والمال مصداقا لقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ) قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (13 ولن يكون هذا النوع من الجهاد حتى يمر المسلم من مرحلة الجهاد الأول وهو جهاد النفس وتطهيرها وتزكيتها وتقوية عقيدتها ( يجب الفهم أولا والعلم لماذا نجاهد وما الغاية والكيفية واٍستعداد والهذف الدنيوي والأخروي ) قال تعالى :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِين)
لا منقول