حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت
السؤال :
هل يجوز التخاطب مع الرجال عن طريق الإنترنت بكلام في حدود الأدب ؟
الجواب :
الحمد لله
من المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل
ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما
يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " .
وفي هذا يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات
الشيطان } [ النور / 21 ] ، ومن الثاني : قوله تعالى { و لا تسبوا الذين
يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [ الأنعام / 108 ] ،
وفيها ينهى الله تعالى المؤمنين عن سبِّ المشركين لئلا يفضي ذلك إلى
سبهم الربَّ عز وجل .
وأمثلة هذه القاعدة في الشريعة كثيرة ، ذكر ابن القيم رحمه الله جملة
وافرة منها وفصَّل القول فيها في كتابه المستطاب " أعلام الموقعين " ،
فانظر منه ( 3 / 147 - 171 ) .
ومسألتنا هذه قد تكون من هذا الباب ، فالمحادثة - بالصوت أو الكتابة -
بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع
في حبائل الشيطان .
ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد
الشيطان : وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .
ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن
بشروط :
1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة
للإسلام .
2. عدم ترقيق الصوت ، أو تليين العبارة .
3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن
العمر أو الطول أو السكن …الخ .
4. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة - بالنسبة
للرجل - ، وأخوات - بالنسبة للمرأة - حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى
قلوب المخاطِبين .
5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
****************************
حكم تعلم النساء قراءة القرآن على يد رجل في غرفة على الإنترنت
هل يجوز للمرأة أن تتعلم القرآن الكريم مع مجموعة من الأخوات على يد
شيخ في غرفة على الإنترنت ؟ وهل يجوز لها الحفظ أثناء الدورة
الشهرية ؟
الجواب
الحمد لله
أولاً :
الأولى والأسلم أن يكون تعلمكن للقرآن على يد امرأة ؛ لما في ذلك من
البعد عن الفتنة وأسبابها ، فإن لم يتيسر ذلك ، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن
طريق المسجل أو الكمبيوتر ، مع تعاون هؤلاء الأخوات على أمر المراجعة
والمتابعة ، فهذا حسن ، وهو أولى من التعلم على يد رجل .
ثانياً :
إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريس النساء وتعليمهن ، إما لعدم وجود
معلمة ، أو لكونه مجوداً متقناً ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك
إذا روعيت الضوابط التالية:
1- أن يكون المعلم كبير السن ، معروفاً بالصلاح والاستقامة .
2- أن لا يكون هناك خضوع بالقول من إحداهن .
3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .
4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت
إحداهن .
5- ألا تكون هناك محادثة خاصة بينه وبين واحدة من النساء أثناء الدرس
أو بعده .
وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي
العلماء ، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول .
قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15): "وصوت الأجنبية
ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح ، ويحرم التلذذ بسماعه ، ولو كان بقراءةٍ، خشيةَ الفتنة ، وتُسرُّ بالقراءة إن كان يسمعها أجنبي"
انتهى بتصرف .وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : "وصوت المرأة ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة , وندب تشويهه إذا قُرع بابها فلا تجيب بصوت رخيم , بل تغلظ صوتها بظهر كفها على الفم" انتهى .ثالثاً :يجوز للحائض قراءة القرآن وحفظه وترديده عن غيب ، دون مس للمصحف ، كما يجوز لها مس المصحف بحائل ، ومس كتاب التفسير وقراءة القرآن منه .وينظر جواب السؤال سؤال رقم (2564) .
والله أعلم .
الاسلام سؤال وجواب