معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
معلوماتنا تفيد أنكِ غير منضمه لأسرتنا المتواضعه

سجلي معنا ولن تندمي أبداً بإذن الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
**موسوعه عالم الجن والشياطين** Support

 

 **موسوعه عالم الجن والشياطين**

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : **موسوعه عالم الجن والشياطين** Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 69
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Empty
مُساهمةموضوع: **موسوعه عالم الجن والشياطين**   **موسوعه عالم الجن والشياطين** I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 12:52 pm



المطلب الثاني
الأدلة الدالة على وجود الجن
1- وجودهم معلوم من الدين بالضرورة :


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 024


يقول ابن تيمية (5) :
" لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن

ولا في أن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم

وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن .
أمّا أهل الكتاب من اليهود والنصارى

فهم مقرّون بهم كإقرار المسلمين

وإن وجد فيهم من ينكر ذلك
كما يوجد في المسلمين من ينكر ذلك ...

كالجهمية والمعتزلة

وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرّين بذلك .
وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً

معلوماً بالضرورة

ومعلوم بالضرورة أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة

بل مأمورون منهيون ، ليسوا صفات وأعراضاً قائمة بالإنسان أو غيره ، كما يزعمه بعض الملاحدة

فلما كان أمر الجن متواتراً عن الأنبياء تواتراً تعرفه العامة والخاصة

فلا يمكن لطائفة من المنتسبين إلى الرسل الكرام أن تنكرهم " .
وقال أيضاً : " جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن

وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب

وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد حام

وكذلك جمهور الكنعانيين واليونان من أولاد يافث

فجماهير الطوائف تقرّ بوجود الجن " (6) .
وذكر إمام الحرمين :
" أن العلماء أجمعوا في عصر الصحابة والتابعين

على وجود الجن والشياطين ، والاستعاذة بالله تعالى من شرورهم

ولا يراغم هذا الاتفاق متدين متشبث بمسكة من الدين " (7) .




2- النصوص القرآنية والحديثية :
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 024

جاءَت نصوص كثيرة تقرر وجودهم كقوله تعالى :

( قل أوحي إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجن ) [ الجن : 1 ]

وقوله :
( وأنَّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون

برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً ) [ الجن : 6 ] .
وهي نصوص كثيرة ذكرنا غالبها في ثنايا هذه الرسالة

وإن كانت كثرتها وشهرتها تغني عن ذكرها .
3- المشاهدة والرؤية :
كثير من الناس في عصرنا وقبل عصرنا شاهد شيئاً من ذلك

وإن كان كثير من الذين يشاهدونهم ويسمعونهم

لا يعرفون أنهم جنّ

إذ يزعمون أنّهم أرواح ، أو رجال الغيب

أو رجال الفضاء ...
وأصدق ما يروى في هذا الموضع رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم

للجن ، وحديثه معهم ، وحديثهم معه ، وتعليمه إياهم

وتلاوته القرآن عليهم ، وسيأتي ذكر ذلك في مواضعه .


رؤية الحمار والكلب للجن :
إذا كنا لا نرى الجن فإنّ بعض الأحياء يرونهم كالحمار والكلب

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا سمعتم صياح الديكة ، فاسألوا الله من فضله

فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمار

فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنه رأى شيطاناً ) (8) .
وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار

فتعوذوا بالله ، فإنهن يرون ما لا ترون ) (9) .
ورؤية الحيوان لما لا نرى ليس غريباً
فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية ما لا نراه

فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية

ولذلك فإنّه يرى الشمس حال الغيم

والبومة ترى الفأر في ظلمة الليل البهيم ....


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 024

المطلب الثالث
الرد على الذين يزعمون أن الجن هم الملائكة
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 024

سبق أن ذكرنا الحديث الذي يخبر فيه الرسول

صلى الله عليه وسلم :

( أن الملائكة خلقوا من نور ، وأن الجن خلقوا من نار )

ففرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأصلين

وهذا يدل على أنهما عالمان لا عالماً واحداً .
ومن نظر في النصوص المتحدثة عن الملائكة والجن

أيقن بالفرق الكبير بينهما ، فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون

ولا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون

والجن يكذبون ويأكلون ويشربون ، ويعصون ربهم

ويخالفون أمره .
نعم هما عالمان محجوبان عنا ، لا تدركهما أبصارنا

ولكنهما عالمان مختلفان في أصلهما وصفاتهما .
--------------------------------
(1) مجموع الفتاوى : 24/280 .
(2) مجموع الفتاوى : 4/346 .
(3) تفسير سورة الجن : ص 8 .
(4) ليس لهم أن يحتجوا بما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه كان ينكر مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم للجن وتكليمهم له ،
فإن إنكاره هنا للمشافهة لا للجن ، ومع ذلك فغير ابن عباس كابن مسعود – يثبت مشافهة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم. ومن حفظ حجة على من لم يحفظ .
(5) مجموع الفتاوى : 19/10 .
(6) مجموع الفتاوى 19/13 .
(7) آكام المرجان : ص 4 .
(8) رواه البخاري : 6/350 . ورقمه : 3303 . ورواه مسلم : 4/2092 . ورقمه :
2729 . وأبو داود في سننه . انظر صحيح سنن أبي داود : 3/961 . ورقمه : 4255 .
(9) صحي سنن أبي داود : 3/961 . ورقمه : 4256 .




**موسوعه عالم الجن والشياطين** A000**موسوعه عالم الجن والشياطين** A000**موسوعه عالم الجن والشياطين** A000






طعام الجن وشرابهم ونكاحهم

المطلب الأول

طعامهم وشرابهم

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039


الجن – والشيطان منهم – يأكلون ويشربون
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي
– صل الله عليه وسلم –
أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له : ( ولا تأتيني بعظم ولا روثة )
ولما سأل أبو هريرة الرسول – صلى الله عليه وسلم –
بعد ذلك عن سرّ نهيه عن العظم والروثة ، قال :
( هما من طعام الجن ، وإنّه أتاني وفد جن نصيبين – ونعم الجن –
فسألوني الزاد ، فدعوت الله لهم :
أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعماً
) (1) .


وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تستنجوا بالروث ، ولا بالعظام ، فإنّه زاد إخوانكم من الجن ) (2) .


وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أتاني داعي الجن ، فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن )
قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد فقال :
( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم
أوفر ما يكون لحماً
وكل بعرة علفٌ لدوابكم
)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) (3) .


وكون الروث طعاماً للجن أو لدوابهم ليس العلة الوحيدة للنهي عن الاستنجاء بالروث
فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم علة أخرى
فقد صرح بأن الروث رجس (4) .


وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ الشيطان يأكل بشماله
وأمرنا بمخالفته في ذلك ، روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما :
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أكل فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه
فإن الشيطان يأكل بشماله ، ويشرب بشماله
) (5) .


وفي صحيح مسلم :
( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان :
لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله ع
ند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه
قال : أدركتم المبيت والعشاء
) (6) .
ففي هذه النصوص دلالة قاطعة على أن الشياطين تأكل وتشرب .


وكما أن الإنس منهيون عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه من اللحوم
فكذلك الجن المؤمنون جعل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم
طعاماً كل عظم ذكر اسم الله عليه ، فلم يبح لهم متروك التسمية
ويبقى متروك التسمية لشياطين كفرة الجن
فإن الشياطين يستحلون الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله
ولأجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الميتة طعام الشياطين
لأنه لم يذكر اسم الله عليها .


واستنتج ابن القيم من قوله تعالى :
( إنَّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشَّيطان )
[ المائدة : 90 ]
أن المسكر شراب الشيطان ، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره
وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربه ، وإثمه وعقوبته .


ويدل على صحة استنتاج ابن القيم ما رواه النسائي عن عبد الله بن يزيد قال :
كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" أما بعد : فاطبخوا شرابكم حتى يذهب منه نصيب الشيطان
فإن له اثنين ، ولكم واحد
" (7) .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

المطلب الثاني

تزاوج الجن وتكاثرهم
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

الذي يظهر أن الجن يقع منهم النكاح
وقد استدل بعض العلماء على ذلك بقوله تعالى في أزواج أهل الجنة :
( لم يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ ) [ الرحمن : 56 ] .
والطمث في لغة العرب : الجماع
وقيل هو الجماع الذي يكون معه تدمية تنتج عن الجماع .


وذكر السفاريني حديثاً يحتاج إلى نظر في إسناده ، يقول :
( إن الجن يتوالدون ، كما يتوالد بنو آدم ، وهم أكثر عدداً ) (8) .


وسواء أصح هذا الحديث أم لم يصح
فإن الآية صريحة في أن الجن يتأتى منهم الطمث ، وحسبنا هذا دليلاً .


وأخبرنا ربنا أن الشيطان له ذرية ، قال تعالى مبكتاً عباده الذين يتولون الشيطان وذريته :
( أفتتخذونه وذريَّته أولياء من دوني وهم لكم عدو )
[ الكهف : 50 ]
وقال قتادة :
" أولاد الشيطان يتوالدون كما يتوالد بنو آدم ، وهم أكثر عدداً " (9) .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

المطلب الثالث

دعوى بعض أهل العلم أن الجن لا يأكلون

ولا يشربون ولا يتناكحون
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

وقد زعم قوم أن الجن لا يأكلون ولا يشربون ، ولا يتناكحون
وهذا القول تبطله الأدلة التي سقناها من الكتاب والسنة .


وذكر بعض العلماء أن الجن أنواع : منهم من يأكل ويشرب
ومنهم من ليس كذلك ؛ يقول وهب بن منبه :
" الجنّ أجناس ، فأمّا خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ، ولا يشربون
ولا يموتون ، ولا يتوالدون ، ومنهم أجناس يأكلون ، ويشربون
ويتوالدون ، ويتناكحون ، ويموتون ، قال :
وهي هذه السعالي والغول وأشباه ذلك
"
. أخرجه ابن جرير (10) .


وهذا الذي ذكره وهب يحتاج إلى دليل ، ولا دليل .

وقد حاول بعض العلماء الخوض في الكيفية التي يأكلون بها ، هل هو مضغ وبلع
أو تشمم واسترواح ، والبحث في ذلك خطأ لا يجوز
لأنّه لا علم لنا بالكيفية ، ولم يخبرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بها .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

المطلب الرابع

زواج الإنس من الجن (11)
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 039

لا زلنا نسمع أن فلاناً من الناس تزوج جنية ، أو أن امرأة من الإنس خطبها جني
وقد ذكر السيوطي آثاراً وأخباراً عن السلف والعلماء ت
دل على وقوع التناكح بين الإنس والجن (12) . يقول ابن تيمية (13) :
" وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ، وهذا كثير معروف " .


وعلى فرض إمكان وقوعه فقد كرهه جمع من العلماء كالحسن وقتادة والحكم وإسحاق .
والإمام مالك – رحمه الله –
لا يجد دليلاً ينهى عن مناكحة الجن ، غير أنّه لم يستحبه
وعلل ذلك بقوله :
" ولكني أكره إذا وجدت امرأة حاملاً فقيل من زوجك ؟
قالت : من الجن ، فيكثر الفساد
" (14) .


وذهب قوم إلى المنع من ذلك
واستدلوا على مذهبهم بأنّ الله امتنّ على عباده من الإنس
بأنّه جعل لهم أزواجاً من جنسهم :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً
لتسكنوا إليها وجعل بينكم مَّوَدَّةً ورحمة ً
)
[ الروم : 21 ] .


فلو وقع فلا يمكن أن يحدث التآلف والانسجام بين الزوجين لاختلاف الجنس
فتصبح الحكمة من الزواج لاغية
إذ لا يتحقق السكن والمودة المشار إليهما في الآية الكريمة .


وعلى كلٍّ فهذه مسألة يزعم بعض الناس وقوعها في الحاضر والماضي
فإذا حدثت فهي شذوذ ، قلما يسأل فاعلها عن حكم الشرع فيها
وقد يكون فاعلها مغلوباً على أمره لا يمكنه أن يتخلص من ذلك .


ومما يدل على إمكان وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى في حور الجنة :
( لم يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ ) [ الرحمن : 56 ]
فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء .


--------------------------------
(1) رواه البخاري : 7/171 . ورقمه : 3860 .
والطعم : الطعام . قال ابن حجر ( فتح الباري : 7/73 ) :
" في رواية السرخسي : ( إلا وجدوا عليها طعاماً ) .

(2) صحيح سنن الترمذي : 1/8 . ورقمه : 17 .
(3) رواه مسلم : 1/332 . ورقمه : 450 .
صحيح سنن الترمذي : 3/104 . ورقمه :2595 .
إذا كنّا نهينا عن إفساد طعام الجن فيحرم علينا من باب أولى إفساد طعام الإنس .

(4) هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه : 1/256 . ورقمه : 156 .
(5) رواه مسلم : 3/1598 . ورقمه : 2020 .
(6) صحيح مسلم : 3/1598 . ورقمه : 2018 .
(7) صحيح سنن النسائي : 3/1154 . ورقمه : 5275 .
(8) رواه ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في : العظمة ، عن قتادة .
(9) لقط المرجان : ص51 .
(10) لوامع الأنوار : 2/222 .
(11) إن شئت التوسع في هذه المسألة فارجع إلى آكام المرجان :
ص66 .

(12) لقط المرجان : ص53 .
(13) مجموع الفتاوى : 19/39 .
(14) آكام المرجان : ص67 .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Li_mo_p**موسوعه عالم الجن والشياطين** Li_mo_p
**موسوعه عالم الجن والشياطين** Li_mo_p






أعمار الجن وموتهم

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Roseln2
لا شك أن الجن – ومنهم الشياطين – يموتون ؛ إذ هم داخلون في قوله تعالى :
( كلٌّ من عليها فانٍ – ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
– فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان
)
[ الرحمن : 26-28 ] .


وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
( أعوذ بعزتك ، الذي لا إله إلا أنت ، الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون )
(1) .

أما مقدار أعمارهم فلا نعلمها ، إلا ما أخبرنا الله عن إبليس اللعين
أنه سيبقى حيّاً إلى أن تقوم الساعة :
( قال أنظرني إلى يوم يبعثون – قال إنَّك من المنظرين ) [ الأعراف : 14-15 ] .


أما غيره فلا ندري مقدار أعمارهم ، إلا أنهم أطول أعماراً من الإنس .

ومما يدّل على أنهم يموتون أن خالد بن الوليد قتل شيطانة العزى
( الشجرة التي كانت تعبدها العرب )
وأن صحابياً قتل الجني الذي تمثل بأفعى ، كما سيأتي بيانه .


--------------------------------
(1) رواه مسلم في صحيحه : 4/1906 . ورقمه : 2451 .


مساكن الجن ومجالسهم وأماكنهم
**موسوعه عالم الجن والشياطين** Roseln2
الجن يسكنون هذه الأرض التي نعيش فوقها ، ويكثر تجمعهم في الخراب والفلوات
ومواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر
ولذلك – كما يقول ابن تيمية – يأوي إلى كثير من هذه الأماكن
التي هي مأوى الشياطين : الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين .
وقد جاءت الأحاديث ناهية عن الصلاة في الحمام
لأجل ما فيها من نجاسة ، ولأنها مأوى الشياطين ، وفي المقبرة ؛ لأنها ذريعة إلى الشرك .


ويكثر تجمعهم في الأماكن التي يستطيعون أن يفسدوا فيها كالأسواق
فقد أوصى سلمان أصحابه قائلاً : " لا تكونن ، إن استطعت
أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها
فإنها معركة الشياطين ، وبها ينصب رايته
"
(1) .

والشياطين تبيت في البيوت التي يسكنها الناس ، وتطردها التسمية
وذكر الله ، وقراءة القرآن ، خاصة سورة البقرة ، وآية الكرسي منها
وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تنتشر
وتكثر بحلول الظلام ،ولذا أمرنا أن نكف صبياننا في هذه الفترة
وهو حديث متفق عليه .


والشياطين تهرب من الأذان ، وفي رمضان تُصَفّد الشياطين .

والشياطين تحب الجلوس بين الظل والشمس
ولذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس بينهما
وهو حديث صحيح مروي في السنن وغيرها .


--------------------------------
(1)رواه مسلم في صحيحه : 4/1906 . ورقمه : 2451


دواب الجن ومراكبهم

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Roseln2
في حديث ابن مسعود في صحيح مسلم :
أنَّ الجن سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم الزاد
فقال : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه
يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً ، وكل بعرة علف لدوابكم
)
(1) .

فأخبر أن لهم دوابّ ، وأن علف دوابهم بعر دواب الإنس .

وأخبرنا ربنا أن للشيطان خيلاً يجلب بها على أعدائه من بني آدم قال تعالى :
( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك )
[الإسراء : 64] .


حيوانات تصاحبها الشياطين :
**موسوعه عالم الجن والشياطين** Roseln2
من هذه الحيوانات الإبل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إن الإبل خلقت من الشياطين ، وإن وراء كل بعير شيطاناً ) .
رواه سعيد بن منصور في سننه بإسنادٍ مرسل حسن (2) .
ومن أجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم
عن الصلاة في مبارك الإبل
فعن البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تصلوا في مبارك الإبل ، فإنها من الشياطين
وصلوا في مرابض الغنم ، فإنها بركة
) (3) .


وعن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( صلوا في مرابض الغنم ، ولا تصلوا في أعطان الإبل
فإنها خلقت من الشياطين
) (4) .


وهذه الأحاديث ترد على من قال :
إنّ علة النهي عن الصلاة في مبارك الإبل نجاسة أبوالها وروثها
فالصحيح أن روث وبول ما يؤكل لحمه غير نجس .


وقد تساءَل أبو الوفاء ابن عقيل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الكلب الأسود شيطان ) ، ومعلوم أنه مولود من كلب
و ( أن الإبل خلقت من الشياطين )
مع كونها مولودة من الإبل .


وأجاب : أنّ هذا على طريق التشبيه لها بالشياطين
لأن الكلب الأسود أشرّ الكلاب وأقلعها نفعاً
والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها ، كما يقال : فلان شيطان
إذا كان صعباً شريراً (5) .


ويدل لصحة قول ابن عقيل أن الأحياء في عالمنا الأرضي مخلوقة من الماء
كما قال تعالى :
( وجعلنا من الماء كُلَّ شيٍ حَيٍّ )
[ الأنبياء : 30 ]
والشياطين مخلوقة من النار .


--------------------------------
(1)رواه مسلم : 3/332 . ورقمه : 450 .
(2) صحيح الجامع : 2/52 .
(3) رواه أبو داود . انظر صحيح سنن أبي داود : 1/37 . ورقمه : 169 .
(4) صحيح سنن ابن ماجة : 1/128 . ورقمه : 623 .
(5) آكام المرجان : ص22 . لقط المرجان : ص42 .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** Bloem_15**موسوعه عالم الجن والشياطين** Bloem_15
**موسوعه عالم الجن والشياطين** Bloem_15





قدرات الجن وعجزهم

المطلب الأول

ما أعطاه الله للجن من قدرات


**موسوعه عالم الجن والشياطين** B013

أعطى الله الجنّ قدرة لم يعطهـا للبشر ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم

فمن ذلك :



[size=25]أولاً : سرعة الحركة والانتقال :

فقد تعهد عفريت من الجن لنبي الله سليمان بإحضار عرش ملكة اليمن

إلى بيت المقدس في مدة لا تتجاوز قيام الرجل من جلوسه

فقال الذي عنده علم من الكتاب

أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك :
( قال عفريتٌ من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك
وَإِنِّي عليه لقويٌّ أمينٌ –

قال الَّذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
فلمَّا رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربي ...)

[ النمل : 39-40 ] .



ثانياً : سبقهم الإنسان في مجالات الفضاء :

ومنذ القدم كانوا يصعدون إلى أماكن متقدمة في السماء

فيسترقون أخبار السماء ، ليعلموا بالحَدَث قبل أن يكون

فلما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم زيدت الحراسة في السماء :

( وأنَّا لمسنا السَّماء فوجدناها مُلِئَتْ حرساً شديداً وشهباً –
وأنَّا كنَّا نقعد منها مقاعد للسَّمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رَّصداً )

[ الجن : 8-9 ] .

وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية استراقهم السمع

فعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم :

( إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله

كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم

قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير .

فيسمعها مسترقو السمع ، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض –
ووصف سفيان بكفه ، فحرفها وبدد بين أصابعه –
فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته

حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن

فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه

فيكذب معها مائة كذبة . فيقال :
أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا : كذا وكذا ؟
فيصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء ) (1) .



خرافة جاهلية :

ومعرفة السبب الذي من أجله يرمي بشهب السماء

قضى على خرافة كان يتناقلها أهل الجاهلية

فعن عبد الله بن عباس قال : أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

من الأنصار : أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

رمي بنجم فاستنار ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا ) ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم ، كنا نقول : ولد الليلة رجل عظيم

ومات رجل عظيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ؛ ولكنّ ربنا – تبارك وتعالى اسمه –
إذا قضى أمراً سبّح حملة العرش ، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم

حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا

ثمّ قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ماذا قال ربكم ؟
فيخبرونهم ماذا قال ، قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضاً

حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا ، فتخطف الجنّ السمع ،
فيقذفون إلى أوليائهم ، ويرمون به ، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ،
ولكنهم يَقْرِفون فيه ويزيدون ) (2) .

وقد يكون استراقهم السمع بطريق أهون عليهم من الطريق الأولى

وذلك بأن تستمع الشياطين إلى الملائكة الذين يهبطون إلى العنان
بما يكون من أحداث قدرها الله ، فعن عائشة رضي الله عنها

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( الملائكة تتحدث في العنان – والعنان الغمام – بالأمر يكون في الأرض

فتستمع الشياطين الكلمة ، فتقرها في أذن الكاهن كما تقرّ القارورة

فيزيدون معها مائة كذبة ) (3) .



ثالثاً : علمهم بالإعمار والتصنيع :


أخبرنا الله أنه سخر لنبيّه سليمان

، فكانوا يقومون له بأعمال كثيرة تحتاج إلى قدرات ، وذكاء ، ومهارات :
( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا

نذقه من عذاب السَّعير –
يعملون له ما يشاء من مَّحاريب وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدورٍ رَّاسِيَاتٍ)

[ سبأ : 12-13 ] .

ولعلهم قد توصلوا منذ القدم إلى اكتشاف مثل ( الراديو والتلفزيون )

فقد ذكر ابن تيمية أن بعض الشيوخ الذين كان لهم اتصال بالجن أخبره وقال له :
" إن الجن يرونه شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج

ويمثلون له فيه ما يطلب منه من الأخبار به ، قال فأخبر الناس به ،
ويوصلون إليّ كلام من استغاث بي من أصحابي ، فأجيبه ،
فيوصلون جوابي إليه " (4) .

رابعاً : قدرتهم على التشكل :

للجن قدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان ،
فقد جاء الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك .
ووعد المشركين بالنصر ، وفيه أنزل :

( وإذ زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم

وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وَإِنِّي جارٌ لكم )
[الأنفال : 48] .

ولكن عندما التقى الجيشان ، وعاين الملائكة تتنزل من السماء

ولى هارباً : ( فلمَّا تَرَاءتِ الفئتان نكص علـى عقبيه

وقال إني بريءٌ منكم إِنِّي أرى ما لا ترون إني أخاف الله )

[ الأنفال : 48 ] .

وقد جرى مع أبي هريرة قصة طريفة رواها البخاري وغيره ؛ قال أبو هريرة :

( وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام

فأخذته ، وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : إني محتاج ، وعليّ عيال ، ولي حاجة شديدة

قال : فخليت عنه ، فأصبحت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

يا أبا هريرة ، ( ما فعل أسيرك البارحة ؟ )

قال : قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً

فرحمته ، فخليت سبيله ، قال : ( أما إنه كذبك وسيعود ) ،
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنه سيعود ، فرصدته ، فجاءَ يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت :
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
قال : دعني فإني محتاج ، وعليّ عيال ، لا أعود ، فرحمته ، فخليت سبيله ،
فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك ؟ )

قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً ،
فرحمته ، فخليت سبيله .

قال : ( أما إنه كذبك وسيعود ) ،
فرصدته الثالثة ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت :
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهذا آخر ثلاث مرات ، إنك تزعم لا تعود ،

ثمّ تعود ! قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ،
قال : قلت : ما هنّ ؟

قال : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي

( الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم ) [البقرة : 255]

حتى تختم الآية ؛ فإنّك لن يزال عليك من الله حافظ ،
ولا يقربنّك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله ، فقال لي

رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما فعل أسيرك البارحة ؟ )
قلت : يا رسول الله زعم أنّه يعلمني كلمات ينفعني الله بها ،
فخليت سبيله ، قال : ما هي ؟ قلت : قال لي :
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية

( الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم ) [ البقرة : 255 ]
وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ،
وكانوا أحرص شيء على الخير .

قال النبي :

( أما إنه قد صدقك وهو كذوب ،
تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ )

قال : لا ، قال : ( ذاك شيطان ) (5) .



فقد تشكل هذا الشيطان في صورة إنسان .

وقد يتشكل في صورة حيوان : جمل ، أو حمار ، أو بقرة ، أو كلب ،

أو قط ، وأكثر ما تتشكل بالأسود من الكلاب والقطط .

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة ،

وعلل ذلك بأن ( الكلب الأسود شيطان ) (6) .
يقول ابن تيمية : " الكلب الأسود ش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : **موسوعه عالم الجن والشياطين** Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 69
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **موسوعه عالم الجن والشياطين**   **موسوعه عالم الجن والشياطين** I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 12:58 pm

قدرات الجن وعجزهم

المطلب الثاني


جوانب ضعف الجن وعجزهم

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Vvd

الجن والشياطين كالإنس فيهم جوانب قوة ، وجوانب ضعف
قال تعالى : ( إنَّ كيد الشَّيطان كان ضعيفاً ) [ النساء : 76 ]
وسنعرض لبعض هذه الجوانب التي عرفنا الله ورسوله بها .



أولاً : لا سلطان لهم على عباد الله الصالحين :


لم يعط الرَّب – سبحانه – الشيطان القدرة على إجبار الناس
وإكراههم على الضلال والكفر :
( إنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربك وكيلاً )
[ الإسراء : 65 ] .
( وما كان له عليهم من سلطانٍ
إلاَّ لنعلم من يؤمن بالآخرة ممَّن هو منها في شكٍ
)
[ سبأ : 21 ] .


ومعنى ذلك أن الشيطان ليس له طريق يتسلط بها عليهم
لا من جهة الحجة ، ولا من جهة القدرة ، والشيطان يدرك هذه الحقيقة :
( قال رب بما أغويتني لأزيننَّ لهم في الأرض ولأغوينَّهم أجمعين
– إلاَّ عبادك منهم المخلصين
)
[ الحجر : 39-40 ] .


وإنما يتسلط على العباد الذين يرضون بفكره ، ويتابعونه عن رضا وطواعية :
( إنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاَّ من اتبَّعك من الغاوين )
[ الحجر : 42 ] .
وفي يوم القيامة يقول الشيطان لأتباعه الذين أضلهم وأهلكهم :
( وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلاَّ أن دعوتكم فاستجبتم لي )
[ إبراهيم : 22 ] .


وفي آية أخرى :
( إنَّما سلطانه على الَّذين يتولَّونه والَّذين هم به مشركون )
[النحل :100] .


والسلطان الذي أعطيه الشيطان هو تسلطه عليهم بالإغواء والإضلال
وتمكنه منهم ، بحيث يؤزهم على الكفر والشرك ويزعجهم إليه
ولا يدعهم يتركونه ، كما قال تعالى :
( ألم تر أنَّا أرسلنا الشَّياطين على الكافرين تؤزُّهم أزاً ) [ مريم : 83 ]
ومعنى تؤزهم : تحركهم وتهيجهم .


وسلطان الشيطان على أوليائه ليس لهم فيه حجّة وبرهان
وإنما استجابوا له بمجرد دعوته إياهم ، لما وافقت أهواءَهم وأغراضهم
فهم الذين أعانوا على أنفسهم
ومكنوا عدوهم من سلطانه عليهم بموافقته ومتابعته ، فلما أعطوا بأيديهم
واستأسروا له ، سُلّط عليهم عقوبةً لهم .
فالله لا يجعل للشيطان على العبد سلطاناً
حتى يجعل له العبد سبيلاً بطاعته والشرك به
فجعل الله حينئذٍ له عليه تسلطاً وقهراً .


تسليطه على المؤمنين بسبب ذنوبهم :

ففي الحديث :
( إن الله – تعالى – مع القاضي لم يَجُر
فإذا جار تبرأ منه ، وألزمه الشيطان
) .
رواه الحاكم ، والبيهقي بإسناد حسن (1) .


ويروي لنا أبو الفرج ابن الجوزي – رحمه الله –
عن الحسن البصري – رحمه الله –
قصة طريفة ، وبغض النظر عن مدى صحتها
فهي تصور قدرة الإنسان على قهر الشيطان إذا أخلصه دينه لله
وكيف يصرع الشيطان الإنسان إذا ضلّ وزاغ .


يقول الحسن : كانت شجرة تعبد من دون الله
فجاء إليها رجل ، فقال : لأقطعن هذه الشجرة ، فجاء ليقطعها غضباً لله
فلقيه إبليس في صورة إنسان ، فقال : ما تريد ؟
قال : أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله
قال : إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها ؟ قال : لأقطعنها .


فقال له الشيطان : هل لك فيما هو خير لك ؟ لا تقطعها
ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك .
قال : فمن أين لي ذلك ؟ قال : أنا لك . فرجع ،
فأصبح فوجد دينارين عند وسادته ، ثمّ أصبح بعد ذلك ، فلم يجد شيئاً .
فقام غضباً ليقطعها ، فتمثل له الشيطان في صورته ،
وقال : ما تريد ؟ قال : أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى
قال : كذبت ما لك إلى ذلك من سبيل .


فذهب ليقطعها ، فضرب به الأرض ، وخنقه حتى كاد يقتله
قال : أتدري من أنا؟ أنا الشيطان ، جئت أول مرة غضباً لله
فلم يكن لي عليك سبيل ، فخدعتك بالدينارين
فتركتها ، فلما جئت غضباً للدينارين سلطت عليك (2) .


وقد حدثنا الله في كتابه عن شخص آتاه الله آياته ، فعلمها
وعرفها ، ثمّ إنه ترك ذلك كله ، فسلط الله عليه الشيطان
فأغواه ، وأضله ، وأصبح عبرة تروى ، وقصة تتناقل :
( واتلُ عليهم نبأ الَّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها
فأتبعه الشَّيطان فكان من الغاوين –
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنَّه أخلد إلى الأرض واتَّبع هواه
فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك
مثل القوم الَّذين كذَّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلَّهم يتفكَّرون
)
[ الأعراف : 175-176 ] .
وواضح أن هذا مثل لمن عرف الحق وكفر به كاليهود
الذين يعلمون أن محمداً مرسل من ربه
ثم هم يكفرون به .


أما هذا الذي عناه الله هنا ، فقال بعضهم : هو بلعام بن باعورا
، كان صالحاً ثم كفر
وقيل : هو أمية بن أبي الصلت من المتألهين في الجاهلية
أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤمن به حسداً
وكان يرجو أن يكون هو النبي المبعوث
وليس عندنا نص صحيح يعرفنا بالمراد من الآية على وجه التحديد .


وهذا الصنف ( الذي يؤتى الآيات ثم يكفر ) صنف خطر
به شَبَه من الشيطان ؛ لأنّ الشيطان كفر بعد معرفته الحق
ولقد تخوف الرسول صلى الله عليه وسلم هذا النوع على أمته
روى الحافظ أبو يعلى عن حذيفة بن اليمان قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن مما أتخوف عليكم رجلاً قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه
وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه
ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك
)
. قال : قلت : يا رسول الله :
أيهما أولى بالسيف : الرامي أم المرمي ؟ قال : ( بل الرامي )
قال ابن كثير : وهذا إسناد جيد (3) .


ثانياً :
خوف الشيطان من بعض عباد الله وهربه منهم :


إذا تمكن العبد في الإسلام ، ورسخ الإيمان في قلبه ،
وكان وقّافاً عند حدود الله ، فإنّ الشيطان يفرق منه ،
ويفرّ منه ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب :
( إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ) (4)
وقال فيه أيضاً :
( إني لأنظر إلى شياطين الجنّ والإنس قد فرّوا من عمر ) (5)
وفي صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب :
( والذي نفسي بيده
ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلى سلك فجاً غير فجك
) (6) .


وليس ذلك خاصاً بعمر ، فإن مَن قوي إيمانه يقهر شيطانه
ويذله ، كما في الحديث :
( إن المؤمن لينصي شيطانه كما ينصي أحدكم بعيره في السفر ) .
رواه أحمد . قال ابن كثير (7) :
بعد أن ساق هذا الحديث : " ومعنى لينصي شيطانه :
ليأخذ بناصيته ، فيغلبه ، ويقهره ، كما يفعل بالعبير إذا شرد ثم غلبه " .


وقد يصل الأمر أن يؤثر المسلم في قرينه الملازم له فيسلم
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وقد وُكّل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة )
قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال :
( وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير ) (8) .


ثالثاً : تسخير الجن لنبي الله سليمان :

سخر الله لنبيه سليمان – في جملة ما سخر – الجن والشياطين
يعملون له ما يشاء ، ويعذب ويسجن العصاة منهم :
( فسخَّرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب –
والشَّياطين كل بنَّاءٍ وغوَّاصٍ –
وآخرين مقرَّنين في الأصفاد
)
[ ص : 36-38 ] .


وقال في سورة سبأ :
( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا
نذقه من عذاب السَّعير –
يعملون له ما يشاء من مَّحاريب وتماثيل وجفانٍ
كالجواب وقدورٍ رَّاسياتٍ
)
[ سبأ : 12-13 ] .


وهذا التسخير على هذا النحو استجابة من الله لعبده سليمان
حين دعاه وقال :
( وهب لي مُلكاً لاَّ ينبغي لأحدٍ من بعدي )
[ ص : 35 ] .
وهذه الدعوة هي التي منعت نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
من ربط الجني الذي جاء بشهاب من نار ،
يريد أن يرميه في وجهه ، ففي صحيح مسلم
عن أبي الدرداء قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فسمعناه يقول : ( أعوذ بالله منك ) ثم قال :
( ألعنك بلعنة الله ثلاثاً ) ،
وبسط يده كأنه يتناول شيئاً .


فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله
‍ لقد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً ، لم نسمعك تقوله من قبل ،
ورأيناك بسطت يدك ، فقال :
( إن عدوّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ،
فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ،
ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ،
فلم يستأخر ثلاث مرات ، ثم اْردت أخذه ،
والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة
)
(9) .


وقد تكرر هذا أكثر من مرة ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
( إن عفريتاً من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع عليّ الصلاة
وإن الله أمكنني منه ، فَذَعَتُّهُ
فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد
حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون ، ( أو كلكم )
ثمّ ذكرت قول أخي سليمان :
(
رب اغفر لي وهب لي مُلكاً لاَّ ينبغي لأحدٍ من بعدي )
فرده الله خاسئاً
) (10)
ومعنى يفتك : الفتك : الأخذ غفلة . وقوله : ( ذعته ) ، أي : خنقته .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** Vv018

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Vv018

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Vv018






**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030
كذب اليهود على نبي الله سليمان :
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030


يزعم اليهود وأتباعهم الذين يستخدمون الجن بوساطة السحر
أن نبي الله سليمان كان يستخدم الجنّ به
وقد ذكر غير واحد من علماء السلف
أنَّ سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب السحر والكفر
وجعلتها تحت كرسيه ، وقالوا : كان سليمان يستخدم الجن بهذه
فقال بعضهم : لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان ،
فأنزل الله قوله :
( ولمـَّا جاءهم رسولٌ من عند الله مصدقٌ لما معهم نبذ فريقٌ
من الَّذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنَّهم لا يعلمون
)
[ البقرة : 101 ] ،
ثم بين أنهم اتبعوا ما كانت تتلوه الشياطين على عهد ملك سليمان ،
وبرأ سليمان من السحر والكفر :
( واتَّبعوا ما تتلوا الشَّياطين على مُلكِ سليمان
وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا
)
[ البقرة : 102 ] .


رابعاً : عجزهم عن الإتيان بالمعجزات :
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030

لا تستطيع الجن الإتيان بمثل المعجزات التي جاءت بها الرسل
تدليلاً على صدق ما جاءت به .


فعندما زعم بعض الكفرة أن القرآن من صنع الشياطين قال تعالى :
( وما تنزَّلت به الشَّياطين – وما ينبغي لهم وما يستطيعون –
إنَّهم عن السَّمع لمعزولون
)
[ الشعراء : 210-212 ] .


وتحدى الله بالقرآن الإنس والجن :
( قل لئِن اجتمعت الإنس والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا
ً )
[ الإسراء : 88 ] .


[size=25]خامساً :
لا يتمثلون بالرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا
:

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030

والشياطين تعجز عن التمثل في صورة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا :

ففي الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
( من رآني فإني أنا هو ، فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي ) (11) .


وفي الصحيحين عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي )
. رواه مسلم من رواية أبي هريرة . وفي صحيح البخاري :
( وإن الشيطان لا يتراءَى بي ) .


وفيه من رواية أبي سعيد :
( من رآني فقد رأى الحقّ ، فإن الشيطان لا يتكونني ) .


وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة : ( ولا يتمثل الشيطان بي ) .

وفي صحيح مسلم من حديث جابر :
( من رآني في المنام فقد رآني ، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي )
. وفي رواية أخرى عن جابر :
( فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي ) (12) .


والظاهر من الأحاديث أن الشيطان لا يتزيّا بصورة
الرسول صلى الله عليه وسلم الحقيقية ،
ولا يمنعه هذا من التمثل في غير صورة الرسول صلى الله عليه وسلم
والزعم بأنّه رسول الله ، وهذا ما فقهه ابن سيرين رحمه الله ،
فيما نقله عنه البخاري (13) .


ولذلك فلا يجوز أن يحتج بهذا الحديث على أن كل من رأى
الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أنّه رآه حقّاً ،
إلا إذا كانت صفته هي الصفة التي روتها لنا كتب الحديث .
وإلا فكثير من الناس يزعم أنّه رآه على صورة مخالفة للصورة المروية في كتب الثقات .


سادساً :
لا يستطيع الجن أن يتجاوزوا حدودهم في أجواز الفضاء :

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030

قال تعالى :
( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا
من أقطار السَّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاَّ بسلطانٍ )
– فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان –
يرسل عليكما شواظٌ من نَّارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران
)
[ الرحمن : 33-35 ] .


فمع قدراتهم وسرعة حركتهم لهم حدود لا يستطيعون أن يتعدوها ،
وإلا فإنهم هالكون .


سابعاً :
لا يستطيعون فتح باب أغلق وذكر اسم الله عليه :

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 030

روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا كان جنح الليل – أو أمسيتم – فكفوا صبيانكم
فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم
وأغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباًَ مغلقاً
)
(14) .


وفي لفظ لمسلم عن جابر :
( غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ،
وأغلقوا الباب ، وأطفئوا السراج ، فإن الشيطان لا يحلّ سقاءً
، ولا يفتح باباً ، ولا يكشف إناء
) (15) .


--------------------------------
(1) انظر صحيح الجامع : 2/130 .
(2) تلبيس إبليس : 43 .
(3) انظر تفسير ابن كثير : 3/252 .
(4) صحيح سنن الترمذي : 3/206 . ورقمه : 2913 .
(5) صحيح سنن الترمذي : 3/206 . ورقمه : 2914 .
(6) رواه البخاري : 6/339 . ورقمه : 3294 .
(7) البداية والنهاية : 1/73 ، وفي رواية أخرى :
( لينضي شيطانه )
أي يهزله ويجعله نضواً أي مهزولاً لكثرة إذلاله له
وجعله أسيراً تحت قهره وتصرفه .

(8) رواه مسلم : 4/2167 . ورقمه : 2814 .
(9) رواه مسلم : 1/385 . ورقمه : 542 .
(10) رواه البخاري : 6/547 . ورقمه : 3423 .
ورواه مسلم : 1/384 . ورقمه : 541 .

(11) صحيح سنن الترمذي : 2/260 . ورقمه : 1859 .
(12) انظر أحاديث عدم قدرة الشيطان على التمثل بالرسول
صلى الله عليه وسلم
في البخاري : 12/383 . وأرقامها : 6993-6997 .
وفي صحيح مسلم : 4/1775 . وأرقامها : 2266-2268 .

(13) صحيح البخاري : 12/383 .
(14) صحيح البخاري : 6/350 ، 10/88 .
ورقمها : 3304 ، 5623 . ورواه مسلم : 3/1595 . ورقمه : 2012 .

(15) صحيح مسلم : 3/1594 . ورقمه : 2012 .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 037**موسوعه عالم الجن والشياطين** 037

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 037


[/size]





تكليف الجن

المبحث الأول

الغاية من خلقهم


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 045

خلق الله الجن للغاية نفسها التي خلق الإنس من أجلها :

( وما خلقت الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون )
[ الذاريات : 56 ] .



فالجن على ذلك مكلفون بأوامر ونواهٍ ، فمن أطاع رضي الله عنه ،
وأدخله الجنة ، ومن عصى وتمرد ، فله النار ،
يدلّ على ذلك نصوص كثيرة .

ففي يوم القيامة يقول الله مخاطباً كفرة الجن والإنس موبخاً مبكتاً :
( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسلٌ منكم يقصُّون عليكم
آيَاتِي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا

وغرَّتهم الحياة الدُّنيا وشهدوا على أنفسهم أنَّهم كانوا كافرين )
[الأنعام : 130] .

ففي هذه الآيات دليل على بلوغ شرع الله الجن ،


وأنه قد جاءهم من ينذرهم ويبلغهم .

والدليل على أنهم سيعذبون في النار قوله تعالى :

( قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النَّار )

[ الأعراف : 38 ] ،

وقال : ( ولقد ذرأنا لجهنَّم كثيراً من الجن والإنس )
[ الأعراف : 179 ]

وقال : ( لأملأنَّ جهنَّم من الجنَّة والنَّاس أجمعين )

[ السجدة : 13 ] .
والدليل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة قوله تعالى :
( ولمن خاف مقام ربه جنَّتان – فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان )

[ الرحمن : 46-47 ] .

والخطاب هنا للجن والإنس ؛ لأن الحديث في مطلع السورة معهما

وفي الآية السابقة امتنان من الله على مؤمني الجن بأنهم سيدخلون الجنة ، ولولا أنهم ينالون ذلك لما امتن عليهم به .

يقول ابن مفلح في كتابه الفروع :

" الجن مكلفون في الجملة إجماعاً ، يدخل كافرهم النار إجماعاً ، ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقاً لمالك والشافعي رضي الله عنهما – لا أنهم يصيرون تراباً كالبهائم ، وإن ثواب مؤمنهم النجاة من النار ،
خلافاً لأبي حنيفة ، والليث بن سعد ومن وافقهم " .

قال : " وظاهر الأول أنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم ،
خلافاً لمن قال لا يأكلون ولا يشربون كمجاهد ،
أو أنهم في ربض الجنّة ،
حول الجنة كعمر بن عبد العزيز ، قال ابن حامد في كتابه :
" الجن كالإنس في التكليف والعبادات " (1) .

وقد عقد الشبلي باباً قال فيه :

" باب في أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر " .
نقل فيه عن أبي عمر بن عبد البر :
أن الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون لقوله تعالى :
( فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن : 13 ] .
وقال الرازي في تفسيره :
" أطبق الكل على أن الجن كلهم مكلفون " .

ونقل الشبلي عن القاضي عبد الجبار قوله :
" لا نعلم خلافاً بين أهل النظر في أنّ الجن مكلفون

وقد حكى عن بعض المؤلفين في المقالات أن الحشوية قالوا :
إنهم مضطرون إلى أفعالهم ، وأنهم ليسوا مكلفين " .

قال :
" والدليل على أنهم مكلفون ما في القرآن

من ذمّ الشياطين ولعنهم ، والتحرز من غوائلهم وشرهم

وذكر ما أعد الله لهم من العذاب ،
وهذه الخصال لا يفعلها الله تعالى إلا لمن خالف الأمر والنهي

وارتكب الكبائر ، وهتك المحارم ، مع تمكنه من أن لا يفعل ذلك ،
وقدرته على فعل خلافه ،
ويدل على ذلك أيضاً أنه كان من دين
النبي صلى الله عليه وسلم لعن الشياطين

والبيان عن حالهم ، وأنهم يدعون إلى الشر والمعاصي

ويوسوسون بذلك . وهذا كله يدل على أنهم مكلفون

وقوله تعالى : ( قل أوحي إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجن )

[ الجن : 1 ]
إلى قوله : ( فَآمَنَّا به ولن نشرك بربنا أحداً )

[ الجن : 2 ] (2) .

تكليفهم بحسبهم :

يقول ابن تيمية :
" الجن مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم ،

فإنهم ليسوا مماثلين للإنس في الحدّ والحقيقة ؛

فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحدّ ،

لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي ،
والتحليل والتحريم ،
وهذا ما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين " (3) .

--------------------------------
(1)لوامع الأنوار البهية : 2/222-223 .

(2) غرائب وعجائب الجن ، للشبلي : ص49 .

(3) مجموع الفتاوى : 4/233 .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 027**موسوعه عالم الجن والشياطين** 027
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 027



كيف يعذبون بالنار وقد خلقوا من النار
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 015

يورد بعض الناس شبهة فيقولون :
أنتم تقرون أن الجن خلقوا من نار

ثمّ تقولون : إنّ كافرهم يعذب في نار جهنم

ومسترق السمع منهم يقذف بشهب من نار

فكيف تؤثر النار فيهم وقد خلقوا منها ؟



الجواب :


أنّ الأصل الذي خلقوا منه النار

أمّا بعد خلقهم فليسوا كذلك ، إذ أصبحوا خلقاً مخالفاً للنار

يوضح هذا أن الإنسان خلق من تراب

ثم بعد إيجاده أصبح مخالفاً للتراب

ولو ضربت إنساناً بقطعة مشوية من الطين لقتلته

ولو رميته بالتراب لآذاه ، ولو دفنته فيه لاختنق

فمع أنه من تراب إلا أن التراب يؤذيه ، فكذلك الجن .

قال أبو الوفاء ابن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب

ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار

والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين

وليس الآدمي حقيقة ، لكنه كان طيناً

كذلك الجان كان ناراً في الأصل " (1) .



لا نسب بين الجن ورب العزة :


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 015

هذا الذي ذكرناه من أن الجن خلق من خلق الله

وعباد من جملة عباده ، خلقهم لطاعته ، وكلفهم بشريعته

يقضي على الخرافات التي تنشأ عن الانحراف في التصور

وعن ضمور العلم وكثرة الجهل

فمن ذلك ما شاع عند اليهود ومشركي العرب

من أن الله – تعالى وتقدس –

خطب من سروات الجنّ وتزوج منهم

وكان الملائكة ثمرة هذا الزواج

وقد حكى الله هذه الخرافة وبين بطلانها :
( وجعلوا بينه وبين الجنَّة نسباً ولقد علمت الجنَّة إنَّهم لمحضرون

– سبحان الله عمَّا يصفون –
إلاَّ عباد الله المخلصين )
[ الصافات : 158-160 ] .

قال ابن كثير عند تفسيره هذه الآيات :

" قال مجاهد : قال المشركون : الملائكة بنات الله

– تعالى عما يقولون – فقال أبو بكر – رضي الله عنه

- : فمن أمهاتهنّ ؟ قالوا : بنات سروات الجنّ

وبمثل قول مجاهد قال قتادة وابن زيد ...

وقال العوفي عن ابن عباس : زعم أعداء الله أنه

– تبارك وتعالى –

هو وإبليس أخوان ،
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً " (2) .

--------------------------------
(1) لقط المرجان في أحكام الجان : ص33 .
(2) تفسير ابن كثير : 4/24 .


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 043**موسوعه عالم الجن والشياطين** 043**موسوعه عالم الجن والشياطين** 043
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 043**موسوعه عالم الجن والشياطين** 043






رسل الله إلى الجن
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 025

بما أنهم مكلفون فلا بدّ أن يبلغهم الله وحيه
ويقيم عليهم الحجة ، فكيف حصل ذلك ؟
هل لهم رسل منهم ، كما للبشر رسل منهم
أم أن رسلهم هم رسل البشر ؟ .


إن قوله : ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسلٌ منكم )
[ الأنعام : 130 ]
يدلّ على أن الله أرسل إليهم رسلاً
ولكنها لم تصرح بأن هؤلاء الرسل من الجن أو من الإنس
لأن قوله : ( منكم ) يحتمل الأمرين
فقد يكون المراد أن رسل كل جنس منهم
وقد يراد أن رسل الإنس والجن من مجموعهما
فيصدق على أحدهما وهم الإنس
وقد اختلف في ذلك على قولين :


الأول :أن للجن رسلاً منهم ، وممن قال بهذا القول الضحاك
وقال ابن الجوزي : وهو ظاهر الكلام ، وقال ابن حزم :
" لم يبعث إلى الجن نبي من الإنس ألبتّة
قبل
محمد صلى الله عليه وسلم " .


الثاني :أن رسل الجن من الإنس : قال السيوطي :
" جمهور العلماء ، سلفاً وخلفاً
على أنه لم يكن من الجن قط رسول ولا نبي
كذا روي عن ابن عباس ومجاهد والكلبي وأبي عبيد "
(1) .


ومما يرجح أن رسل الإنس هم رسل الجن
قول الجن عند سماع القرآن :
( إنَّا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى )
[ الأحقاف : 30 ] ،
ولكنه ليس نصّاً في المسألة .


وهذه المسألة لا يبنى عليها عمل ، وليس فيها نص قاطع .

--------------------------------
(1)لوامع الأنوار البهية : 2/223-224 ، وانظر لقط المرجان : 73 .



************************************************** *************
*******************************


عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم

إلى الإنس والجن

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 025

رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الجنّ والإنس
، يقول ابن تيمية (1) :
" وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين
لهم بإحسان وأئمة المسلمين ، وسائر طوائف المسلمين :
أهل السنة والجماعة ، وغيرهم .


يدل على ذلك تحدي القرآن الجن والإنس
( قل لئِن اجتمعت الإنس والجنُّ على أن يأتوا
بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً
)
[الإسراء : 88].


وقد سارع فريق من الجن إلى الإيمان عندما استمعوا القرآن :
( قل أوحي إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجن
فقالوا إنَّا سمعنا قرآناً عجباً –
يهدي إلى الرشد فآمنَّا به ولن نشرك بربنا أحداً
)
[ الجن : 1-2 ] .


وهؤلاء الذين استمعوا القرآن وآمنوا
هم المذكورون في سورة الأحقاف :
( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن
فلمَّا حضروه قالوا أنصتوا فلمَّا قضي
ولَّوا إلى قومهم مُّنذرين –
قالوا يا قومنا إنَّا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً
لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريقٍ مستقيمٍ –
يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم
ويجركم من عذابٍ أليمٍ –
ومن لاَّ يجب داعي الله فليس بمعجزٍ في الأرض
وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مُّبينٍ
)
[ الأحقاف : 29-32 ] .
استمعوا للقرآن ، وآمنوا به ،
ورجعوا دعاة يدعون قومهم إلى التوحيد والإيمان
ويبشرونهم وينذرونهم .


وقصة هؤلاء الذين استمعوا للرسول صلى الله عليه وسلم
يرويها البخاري ومسلم عن ابن عباس
– رضي الله عنهما –
قال :
" انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه
عامدين إلى سوق عكاظ ،
وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء
، وأرسلت عليهم الشهب ،
فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم ؟
فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ،
وأرسلت علينا الشهب ،
قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث ،
فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ،
وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء .


فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة ،
عامدين إلى سوق عكاظ ،
وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ،
فلما سمعوا القرآن ، استمعوا له ،
فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء ،
فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا :
( إنَّا سمعنا قرآناً عجباً –
يهدي إلى الرشد فآمنَّا به ولن نشرك بربنا أحداً
)
[ الجن : 1-2 ] .


فأنزل الله على نبيه
( قل أوحي إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجن )
[ الجن : 1 ]
وإنما أوحي إليه قول الجن " (2) .


[size=25]وفود الجن الذين تلقوا العلم من الرسول
صلى الله عليه وسلم :


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 025
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 025

تلك كانت بداية معرفة الجنّ برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
استمعوا لقراءَة القرآن بدون علم الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فآمن فريق منهم ، وانطلقوا دعاة هداة .


ثمّ جاءَت وفود الجنّ بعد ذلك تتلقى العلم من الرسول
صلى الله عليه وسلم
وأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم من وقته
وعلمهم مما علمه الله ، وقرأ عليهم القرآن ،
وبلغهم خبر السماء .... وكان ذلك في مكة قبل الهجرة .


روى مسلم في صحيحه عن عامر ،
قال : سألت علقمة :
هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الجن ؟ قال : فقال علقمة :
أنا سألت ابن مسعود
فقلتُ : هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الجن ؟
قال : لا ، ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة ، ففقدناهُ ، فالتمسناهُ في الأودية والشعابِ
فقلنا : استطير أو اغتيل ،
قال فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ ،
فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء
، قال : فقلنا : يا رسول الله !
فقدناك فطلبناك فلم نجدك ،
فبتنا بشر ليلةٍ بات بها قومٌ . فقال :
( أتاني داعي الجنّ ، فذهبتُ معه ، فقرأتُ عليهم القرآن )
. قال :
فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ،
وسألوه الزاد ،
فقال :
( لكم كلُّ عظمٍ ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم
أوفر ما يكون لحماً . وكل بعرةٍ علفٌ لدوابّكم
) .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فلا تستنجوا بهما ، فإنهما طعامُ إخوانكم )
(3) .


ومما قرأه عليهم سورة الرحمن ، قال السيوطي :
" أخرج الترمذي ، وابن المنذر
وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وصححه
وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها ،
فسكتوا فقال :
( ما لي أراكم سكوتاً ،
لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ،
فكانوا أحسن مردوداً منكم ،
كنت كلما أتيت على قوله :
(
فبأي آلاء ربكما تكذبان )
قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب ،
فلك الحمد
) (4) .


ولم تكن تلك الليلة هي الليلة الوحيدة ،
بل تكرر لقاؤه صلى الله عليه وسلم بالجنّ بعد ذلك
وقد ساق ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف –
الأحاديث التي وردت بشأن اجتماعه
صلى الله عليه وسلم بالجن ،
وفي بعضها أن ابن مسعود
كان قريباً من الرسول صلى الله عليه وسلم
في إحدى تلك الليالي .


وقد ورد في بعض الروايات في صحيح البخاري :
أن بعض الجن الذين أتوه كانوا من ناحية من نواحي اليمن
من مكان يسمى ( نصيبين )
فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
( أتاني وفد نصيبين – ونعم الجن –
فسألوني الزاد
، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا روثة
إلا وجدوا عليها طعاماً
)
(5) .


--------------------------------
(1) مجموع الفتاوى : 19/9 .
(2) رواه البخاري : 1/253 .
ورقمه : 773 . ورواه مسلم : 1/331 ، ورقمه : (449) .

(3) رواه مسلم : 1/332 . ورقمه : 450 .
(4) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، للسيوطي : 7/690 .
(5) رواه البخاري : 7/171 . ورقمه : 3860 .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 126

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 126

[/size]






[size=25]دعوتهم الإنس إلى الخير وشهادتهم للمسلم

ومراتبهم في الصلاح والفساد

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 000
وفي الأحاديث أن بعض الجن كان له دور في هداية الإنس
ففي صحيح البخاري :
أن عمر بن الخطاب سأل رجلاً كان كاهناً في الجاهلية
عن أعجب ما جاءته به جنيته . قال :
( بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع
فقالت :


[center]ألم تر الجنّ وإبْلاسها ××× ويأسها بعد إنْكاسها

ولحوقها بالقلاص وأحْلاسها (1)

قال عمر : صدق ، بينما أنا نائم عند آلهتهم
إذ جاء رجل بعجل فذبحه ، فصرخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجوهرةالمكنونة
إداريه سابقه
الجوهرةالمكنونة


بلد الإقامه : السعوديه
علم بلادي : **موسوعه عالم الجن والشياطين** Female62 عدد المساهمات : 16547
نقاط : 21019
التقييم : 121
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
العمل/الترفيه : ربة بيت
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
جنسيتكِ : سعوديه

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **موسوعه عالم الجن والشياطين**   **موسوعه عالم الجن والشياطين** I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 1:22 pm


كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز في الانتقاء

سلمت يالغالي على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع

دمت ودام لنا روعه مواضيعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نبيل
نجمة المنتدى
نجمة المنتدى
ام نبيل


بلد الإقامه : مصر
علم بلادي : **موسوعه عالم الجن والشياطين** Female31 عدد المساهمات : 14863
نقاط : 21669
التقييم : 186
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 69
العمل/الترفيه : ربه منزل
المزاج : الحمدلله
جنسيتكِ : مصريه

**موسوعه عالم الجن والشياطين** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **موسوعه عالم الجن والشياطين**   **موسوعه عالم الجن والشياطين** I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 1:25 pm

أهداف الشيطان
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 116

المطلب الأول

الهدف البعيد


**موسوعه عالم الجن والشياطين** 116

هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر
هو أن يلقي الإنسان في الجحيم ، ويحرمه من الجنّة ،
( إنَّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السَّعير ) [ فاطر : 6 ] .


المطلب الثاني

الأهداف القريبة

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 116

ذلك هو هدف الشيطان البعيد ، أما أهدافه القريبة فإنها كثيرة منها :

1- إيقاع العباد في الشرك والكفر :

وذلك بدعوتهم إلى عبادة غير الله ، والكفر بالله وبشريعته :
( كمثل الشَّيطان إذ قال للإنس اكْفُرْ فلمَّا قال إني بريءٌ منك )
[ الحشر : 16 ] .


وروى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم
خطب ذات يوم ، فقال في خطبته :
( يا أيها الناس ، إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتهم مما علمني يومي هذا ، كل مال نحلته عبداً حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين
فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم
وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً
)
(1) .

2- إيقاعهم في الذنوب والمعاصي :

فإذا لم يستطع إيقاعهم في الشرك والكفر ، فإنه لا ييأس
ويرضى بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب والمعاصي ،
وغرس العداوة والبغضاء في صفوفهم ، ففي سنن الترمذي :
( ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبداً ،
ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم ، فسيرضى به
) (2) .


وفي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم
) (3)
؛ أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم ،
وإغراء بعضهم ببعض ، كما قال تعالى :
( إنَّما يريد الشَّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر
ويصدَّكم عن ذكر الله وعن الصَّلاة فهل أنتم منتهون
) [ المائدة : 91 ] .


وهو يأمر بكل شر :
( إنَّما يأمركم بالسُّوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )
[ البقرة : 169 ] .


وخلاصة الأمر : أن كل عبادة محبوبة لله بغيضة إلى الشيطان ،
وكل معصية مكروهة للرحمن محبوبة للشيطان .


3- إيقاعهم في البدعة :

وهي أحب إلى الشيطان من الفسوق والمعاصي ؛ لأن ضررها في الدين ،
قال سفيان الثوري : " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛
لأن المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها
" (4) .


4- صدّه العباد عن طاعة الله :

وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي ،
بل يصدهم عن فعل الخير ، فلا يترك سبيلاً من سبل الخير ،
يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه ، يصدّهم ويميل بهم ،
فعن سبرة بن أبي فاكه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، فقعد له بطريق الإسلام
، فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟!
فعصاه ، فأسلم .


ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك ؟
وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول
(5) .
فعصاه ، فهاجر .


ثم قعد له بطريق الجهاد ، فقال : تجاهد فهو جهد النفس والمال ،
فتقاتل فتقتل ، فتنكح المرأة ويقسم المال ؟! فعصاه ، فجاهد .


فمن فعل ذلك ، كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة ،
ومن قتل ، كان حقّاًَ على الله أن يدخله الجنّة ، وإن غرق ،
كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو وقصته دابته ،
كان حقّاً على الله أن يدخله الجنة
) (6) .


ومصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان أنه قال لرب العزة :
( قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم –
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شَمَآئِلِهِمْ
ولا تجد أكثرهم شاكرين
)
[ الأعراف : 16-17 ] .


وقوله : ( لأقعدنَّ لهم صراطك )
أي : على صراطك ، فهو منصوب بنزع الخافض ، أو هو منصوب بفعل مضمر ،
أي : لألزمنّ صراطك ، أو لأرصدَنّه ، أو لأعوجنه .


وعبارات السف في تفسير الصراط متقاربة ، فقد فسر ابن عباس :
بأنه الدين الواضح ، وابن مسعود : بأنه كتاب الله ،
وقال جابر : هو الإسلام ، وقال مجاهد : هو الحق .


فالشيطان لا يدع سبيلاً من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه .

5- إفساد الطاعات :

إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات ،
فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة ، كي يحرمهم الأجر والثواب ،
ومن ذلك أن الصحابي عثمان بن أبي العاص أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يَلبِسها عليّ " .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ذلك شيطان يقال له :
خِنْزب ،
فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثاً
)
. قال : ففعلت ذلك ، فأذهبه الله عني " (7) .


فإذا دخل العبد صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له
، ويشغله عن طاعة الله ، ويذكِره بأمور الدنيا ؛
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ،
فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ،
حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول اذكر كذا ، اذكر كذا ،
لما لم يكـن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى
) (8) .


دفع الشيطان الإنسان للمرور بين يدي المصلي :

عن أبي صالح السمّان قال : رأيت أبا سعيد الخدري في يوم الجمعة
يصلي إلى شيء يستُرهُ من الناس ، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعيط أن يجتاز بين يديه ،
فدفع أبو سعيد في صدره ، فنظر الشاب فلم يجد مساغاً إلا بين يديه ،
فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى ، فنال من أبي سعيد ،
ثم دخل مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد ،
ودخل أبو سعيد خلفه على مروان ، فقال : مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد ؟
قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستُرهُ من الناس فأراد أحدٌ أن يجتاز بين يديه فليدفعه ،
فإن أبى ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان
) (9) .


والمراد بقوله : ( فإنما هو شيطان ) ؛
أي فعله فعل شيطان كما يقول ابن حجر العسقلاني .


إلا أن ابن حجر ذكر احتمالاً آخر أصح من الأول ، فإنه قال :
( ويحتمل أن يكون المعنى : فإنما الحامل على ذلك الشيطان ، وقد وقع في رواية الإسماعيلي :
( فإن معه الشيطان ) ، ونحوه لمسلم من حديث ابن عمر بلفظ :
( فإن معه القرين ) (10) .


كل مخالفة للرحمن فهي طاعة للشيطان :

يقول تعالى :
( إن يدعون من دونه إلاَّ إناثاً وإن يدعون إلاَّ شَّيطاناً مَّريداً
– لَّعنة الله وقال لأتَّخذنَّ من عبادك نصيباً مَّفروضاً
)
[ النساء : 117-118 ] .
فكل من عبد غير الله من صنم أو وثن ، أو شمس وقمر ،
أو هوى ، أو إنسان ، أو مبدأ ، فهو عابد للشيطان ،
رضي أم أبى ؛ لأن الشيطان هو الآمر بذلك والمرغب فيه ،
ولذلك فإن عبّاد الملائكة يعبدون الشيطان في الحقيقة :
( ويوم يحشرهم جميعاً ثمَّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون
– قالوا سبحانك أنت وليُّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنَّ أكثرهم بهم مُّؤمنون
)
[ سبأ : 40-41 ]
. يعني أن الملائكة لم تأمرهم بذلك ،
وإنما أمرتهم بذلك الجن ، ليكونوا عابدين للشياطين الذين يتمثلون لهم ،
كما يكون للأصنام شياطين .


الخلاصة :

والشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان يأمر بكل شرّ ، ويحث عليه
، وينهى عن كلّ خير ، ويخوف منه ؛ كي يرتكب الأول ، ويترك الثاني .


كما قال تعالى :
( الشَّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مَّغفرةً منه وفضلاً )
[ البقرة : 268 ] . وتخويفه إيانا الفقر بأن يقول : إن أنفقتم أموالكم افتقرتم ،
والفحشاء التي يأمرنا بها : هي كل فعلة فاحشة خبيثة من البخل والزنا وغير ذلك .


6- الإيذاء البدني والنفسي :

كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب ، فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه ، ونحن نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء :

أ- مهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم :

ذكرنا في غير هذا الموضع الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الشيطان له ، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .

ب- الحلم من الشيطان :

للشيطان قدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً تزعجه وتضايقه ،
بهدف إحزانه وإيلامه .


فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة أنواع ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الرؤيا ثلاث : فبشرى ، من الرحمن ، وحديث نفس ، وتخويف من الشيطان ) .

وفي رواية عن عوف بن مالك : ( إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ؛ ليحزن بها ابن آدم ) (11) .

وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ،
وليحدّث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره
، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ،
ولا يذكرها لأحد ، فإنها لا تضره
) (12) .


ج- إحراق المنازل بالنار :

وذلك بوساطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك ، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نمتم فأطفئوا سُرُجكم ، فإن الشيطان يدلّ مثل هذه ( الفأرة ) على هذا ( السراج ) فيحرقكم ) (13) .

د- تخبط الشيطان الإنسان عند الموت :

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من ذلك فيقول :
( اللهم إني أعوذ بك من التردي ، والهدم ، والغرق ، والحريق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً ، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ) (14) .


هـ- إيذاؤه الوليد حين يولد :

في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كلّ بني آدم يمسّه الشيطان يوم ولدته أمّه إلا مريم وابنها ) (15) .

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن الحجاب ) (16) .


وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخاً من مس الشيطان ، غير مريم وابنها ) (17) .

والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها :
( وإنَّي أعيذها بك وذريتها من الشَّيطان الرَّجيم )
[ آل عمران : 36 ]
. ولذا فإن أبا هريرة قرأ هذه الآية بعد روايته للحديث السابق (18) .


فلما كانت أم مريم – عليها السلام –
صادقة في طلبها استجاب الله لها ، فأجار مريم وابنها من الشيطان الرجيم .


وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر ، ففي صحيح البخاري :
أن أبا الدرداء سأل علقمة ، وكان من أهل الكوفة ، فقال :
" أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ؟
" قال المغيرة :
" الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يعني عماراً " (19) .


و- مرض الطاعون من الجن :

أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ( فناء أمته بالطعن والطاعون ؛
وخز أعدائكم من الجنّ ، وفي كلّ شهادة
) (20)
، وفي مستدرك الحاكم : ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن ،
وهو لكم شهادة
)
(21) .

وما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال تعالى :
( واذكر عبدنا أيُّوب إذ نادى ربه أنَّي مَسَّنِيَ الشَّيطان بنصبٍ وعذابٍ )
[ ص : 41 ] .


ز- بعض الأمراض الأخرى :

قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة ، وهي حمنة بنت جحش :
( إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ) (22) .


ح- مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومسكنهم :

ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أن يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما ،
ويشركه في المبيت في منزله ، ويكون ذلك منه إذا خالف العبد هدي الرحمن ،
أو غفل عن ذكر الله ، أمّا إذا كان ملتزماً بالهدى الذي هدانا الله إليه ،
لا يغفل عن ذكر الله ، فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا .


فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يُسَمّي ،
فإذا ذكر اسم الله عليه ، فإنّه يحرم على الشيطان
، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة ، قال :
" كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيضع يده ،
وإنّا حضرنا معه مرة طعاماً ، فجاءَت جارية كأنها تدفع ،
فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ،
ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده " .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنّ الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه ،
وإنه جاء بهذه الجارية ليستحلّ بها ، فأخذت بيدها ،
فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ،
والذي نفسي بيدي إن يده في يدي مع يدها
) (23) .


وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان
وذلك بإغلاق الأبواب ، وتخمير الآنية ، وذكر اسم الله ؛
فإن ذلك حرز لها من الشيطان ،
ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ،
وأوكوا قربكم ، واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم ، واذكروا اسم الله ،
ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم
) (24) .


ويشرب الشيطان مع الإنسان إذا شرب واقفاً ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً ، فقال له : ( قِهْ ) ، قال : لمه ؟ قال : ( أيسرك أن يشرب معك الهر ؟ ) قال : لا ، قال : ( فإنه قد شرب معك من هو شرّ منه الشيطان ) (25) .

وكي تطرد الشياطين من المنزل لا تنس أن تذكر اسم الله عند دخول المنزل ، وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، حيث يقول : ( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإن دخل ، فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر الله عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء ) (26) .

ط- مس الشيطان للإنسان ( الصرع ) :

يقول ابن تيمية (27) :
" دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ،
قال الله تعالى :
( الَّذين يأكلون الرِّبَا لا يقومون إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبَّطه الشَّيطان من الْمَسِّ )
[ البقرة : 275 ] ،
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) (28) .


وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : " قلت لأبي : إن أقواماً يقولون
: إن الجني لا يدخل في بدن المصروع ، فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه " .


يقول ابن تيمية : " هذا الذي قاله مشهور ،
فإنّه يصرع الرجل ، فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويُضْرب على بدنه ضرباً عظيماً ، لو ضرب به جمل ، لأثر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس الضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يُجَرّ المصروعُ ، وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، ويحول الآلات ... ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضرورياً ، بأن الناطق على لسان الإنس ، والمحرك لهذه الأجسام ، جنس آخر غير الإنسان " .


ويقول رحمه الله " وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره ،
ومن أنكر ذلك ، وادعى أن الشرع يكذب ذلك ،
فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك " .


وذكر أنّ ممن أنكر دخول الجن بدن المصروع طائفة من المعتزلة
، كالجبائي وأبي بكر الرازي (29) .


وسنحاول أن نلقي مزيداً من الضوء على هذا الموضوع فيما بعد .

--------------------------------
(1)رواه مسلم : 4/2197 . ورقمه : 2865 .
(2) صحيح سنن الترمذي : 2/230 . ورقمه : 1753 .
(3) مشكاة المصابيح : 1/27 . ورقمه : 10 .
(4) غرائب وعجائب الجن ، للشبلي : ص 206 .
(5) الطول : الحبل الطويل ، يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره ، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ، ويرعى ولا يذهب لوجهه .
(6) صحيح سنن النسائي : 2/657 . ورقمه : 2937 .
(7) رواه مسلم : 4/1728 . ورقمه : 2203 .
(8) رواه البخاري : 2/84 . ورقمه : 608 .
وانظر رقم : 1222 ، 1231 ، 1232 . ورواه مسلم : 1/291 . ورقمه : 389 .

(9) رواه البخاري : 1/582 . ورقمه : 509 .
(10) فتح الباري : 1/584 .
(11) رواهما ابن ماجة . انظر صحيح ابن ماجة : 1/340 . ورقمهما : 3154-3155 .
(12) رواه البخاري : 12/369 . ورقمه : 6958 .
(13) صحيح سنن أبي داود : 3/958 . ورقمه : 4369 .
(14) صحيح سنن النسائي : 3/1123 . ورقمه : 5104 .
(15) رواه مسلم : 4/1838 . ورقمه : 2366 .
(16) رواه البخاري : 6/337 . ورقمه : 3286 .
(17) رواه البخاري : 6/469 . ورقمه : 3431 .
(18) انظر صحيح البخاري : 6/469 .
ورقمه : 3431 . وصحيح مسلم : 4/1838 . ورقمه : 2366 .

(19) صحيح البخاري : 6/337 . ورقمه :
3287 . وانظر أيضاً : 7/90 . ورقمه : 3742-3743 .

(20) صحيح الجامع الصغير : 4/90 .
وانظر إرواء الغليل : 6/70 ، ورقمه : 1367 .

(21) راجع إرواء الغليل : 6/70 .
(22) صحيح سنن أبي داود : 1/56 . ورقمه : 267 ، وصحيح سنن النسائي : 1/40 ، ورقمه : 110 . ولفظ النسائي : ( إنما هي ركضة من الشيطان ) .
(23) رواه مسلم : 3/1597 . ورقمه : 217 .
(24) رواه مسلم : 3/1594 . ورقمه : 2012 .
(25) سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج1 ،
ورقم الحديث : 175 . وقال فيه الهيثمي :
رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد ثقات . مجمع الزوائد : 3/79 .

(26) رواه مسلم : 3/1598 . ورقمه : 2018 .
(27) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 24/276 .
(28) صحيح البخاري : 6/336 . ورقمه : 3281 .
ورواه مسلم : 4/1712 . ورقمه : 2175 .

(29) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 19/12 .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061**موسوعه عالم الجن والشياطين** 061



قائد المعركة في الصراع

الدائر بين عالم الشياطين وعالم البشر



**موسوعه عالم الجن والشياطين** 057
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 057

إبليس هو الذي يخطط للمعركة مع بني الإنسان ويقودها ،
ومن قاعدته يرسل البعوث والسرايا في الاتجاهات المختلفة ،
ويعقد مجالس يناقش جنوده وجيوشه فيما صنعوه ،
ويثني على الذين أحسنوا وأجادوا في الإضلال وفتنة الناس .


روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر – رضي الله عنه –
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ،
يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقولُ : ما صنعت شيئاً .
قال : ثمّ يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال : فيدنو منه ،
ويقول : نعم أنت
) (1) .


وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال لابن صائد وقد لقيه في بعض طرق المدينة ؛ ( وكان يشك صلى الله عليه وسلم أنّه الدجال ) : ( ما ترى ) ؟ قال : أرى عرشاً على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( ترى عرش إبليس على البحر )
(2) .

والشيطان له خبرة طويلة مديدة في مجال الإضلال ، ولذلك فإنّه يجيد وضع خططه ،
ونصب مصايده وأحابيله ،
فهو لم يزل حيّاً يضل الناس منذ وجد الإنسان إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة :
( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون – قال فإنَّك من المنظرين – إلى يوم الوقت المعلوم )
[ الحجر : 36-38 ] .


وهو دؤوب على القيام بالشر الذي نذر نفسه له ، لا يكل ولا يمل ، ففي الحديث : ( إن الشيطان قال : وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) . رواه أحمد والحاكم بإسناد حسن (3) .

جنود الشيطان من الجن والإنس :

والشيطان له فريقان من الجنود : فريق من الجان ، وفريق من بني الإنسان .

وقد سبق ذكر حديث إرساله سراياه من الشياطين لإضلال الناس ،
وفي القرآن :
( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ... )
[الإسراء :64] فله جنود يهاجمون راكبين راجلين ، يرسلهم على العباد ،
يحركونهم إلى الشر تحريكاً
: ( ألم تر أنَّا أرسلنا الشَّياطين على الكافرين توزُّهم أزّاً )
[ مريم : 83 ] .


لكل إنسان قرين :

وكل إنسان له شيطان يلازمه لا يفارقه ، كما في حديث عائشة عند مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً ، قالت : فغرت عليه ، فجاء ، فرأى ما أصنع ، فقال : ( ما لك يا عائشة ؟ أغرت ؟ ) فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( أقد جاءك شيطانك ) . قالت : يا رسول الله ، أو معي شيطان ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : ( نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ) (4) .

وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد إلا وقد وُكّلَ به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة )
، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال
: ( وإياي ، إلا أنّ الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير ) (5) .


وفي القرآن : ( ومن يعش عن ذكر الرَّحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرينٌ )
[ الزخرف : 36 ] ، وفي الآية الأخرى :
( وقيَّضنا لهم قرناء فزيَّنوا لهم مَّا بين أيديهم وما خلفهم )
[ فصلت : 25 ] .


وللشيطان أتباع من الإنس اتخذوه وليّاً ، يسيرون على خطاه ،
ويرضون بفكره ، مع أنه العدو الأول الذي يسعى في إهلاكهم ،
وقبيح بالإنسان العاقل أن يتخذ عدوه وليّاً :
( أفتتخذونه وذريَّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظَّالمين بدلاً ) [الكهف : 50] .


ولقد خسروا باتخاذه ولياً خسراناً مبيناً : ( ومن يتَّخذ الشَّيطان وليّاً من دون الله فقد خسر خسراناً مُّبيناً ) [ النساء : 119 ] . خسروا لأن الشيطان سيدسّي نفوسهم ويفسدها ، ويحرمهم من نعمة الهداية ، ويرمي بهم في الضلالات والشبهات : ( والَّذين كفروا أولياؤهم الطَّاغوت يخرجونهم من النُّور إلى الظُّلمات أولئك أصحاب النَّار هم فيها خالدون ) [ البقرة : 257 ] ، وخسروا لأنه سيقودهم إلى النار : ( إنَّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السَّعير ) [ فاطر : 6 ] ، وهؤلاء أولياء الشيطان يتخذهم الشيطان مطية وجنوداً ، ينفذ بهم مخططاته وأهدافه .

كيده وخذلانه لأوليائه :

يتولى كثير من الناس الشيطان ،
ولكنه يكيد لهم ويوردهم الموارد التي فيها هلاكهم وعطبهم ، ويتخلى عنهم ،
ويسلمهم ، ويقف يشمت بهم ، ويضحك منهم ، فيأمرهم بالقتل والسرقة والزنا ،
ويدلُّ عليهم ، ويفضحهم ، فعل ذلك بالمشركين في معركة بدر ،
عندما جاءَهم متمثلاً في صورة سراقة بن مالك ، ووعدهم بالنصر والغلب :
( وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وإني جارٌ لَّكم ) [ الأنفال : 48 ] ،
فلما رأى عدو الله الملائكة نزلت لنصرة المؤمنين ، ولى هارباً وأسلمهم ،
كما قال حسان بن ثابت :



دلاهم بغُرُور ثمّ أسلمهم ××× إن الخبيث لمن والاه غرارُ

وكذلك فعل بالراهب الذي قتل المرأة وولدها ، فإنه أمره بالزنا ، ثمّ بقتلها ،
ثمّ دلّ أهلها عليه ، وكشف أمره لهم ، ثمّ أمره بالسجود له ،
فلما فعل فرّ عنه وتركه ، كما سيأتي بيانه .


وفي يوم القيامة يقول لأوليائه بعد دخوله ودخولهم النار :
( إِنِّي كفرت بما أشركتمون من قبل ) [ إبراهيم : 22 ] ،
فأوردهم شرّ الموارد ، ثمّ تبرأ منهم كل البراءةَ .


وستأتي قصة ذلك يدّعي أنّه عالم روحاني ،
وكيف تخلت عنه الشياطين بعد أن بلغ مبلغاً كبيراً من الشهرة ،
فأصبح حائراً لا يدري ما يفعل .


الشيطان يجند أولياءَه لخدمته ومحاربة المؤمنين :

الناس فريقان : أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان .
وأولياء الشيطان هم الكَفَرَة على اختلاف مللهم ونحلهم
إنَّا جعلنا الشَّياطين أولياء للَّذين لا يؤمنون )
[الأعراف :27] .


والشيطان يسخّر هؤلاء لتضليل المؤمنين بما يلقونه من الشبه : ( وإنَّ الشَّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنَّكم لمشركون ) [ الأنعام : 121 ] .

وما هذه الشبهات التي يقوم بها المستشرقون والصليبيون واليهود والملحدون إلا من هذا القبيل .

ويدفع الشيطان أولياءَه لإيذاء نفوس المؤمنين : ( إنَّما النَّجوى من الشَّيطان ليحزن الَّذين آمنوا ) [ المجادلة : 10 ] . فقد كان يدفع المشركين للتناجي حين وجود المسلمين على مقربة منهم ، فيظن المسلم أنه يتآمرون عليه ...

بل يدفعهم إلى حرب المسلمين وقتالهم :
( الَّذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والَّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت
فقاتلوا أولياء الشَّيطان إنَّ كيد الشَّيطان كان ضعيفاً
)
[النساء : 76] .


وهو دائماً يخوف المؤمنين أولياءَه :
( إنَّما ذلكم الشَّيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مُّؤمنين )
[ آل عمران : 175 ] ، وأولياؤه جمع كبير :
( ولقد صدَّق عليهم إبليس ظنَّه فاتَّبعوه إلاَّ فريقاً من المؤمنين )
[ سبأ : 20 ] .


--------------------------------
(1) رواه مسلم : 4/2167 . ورقمه : 2814 .
(2) صحيح مسلم : 4/2241 . ورقمه : 2025 .
(3) صحيح الجامع الصغير : 2/72 .
(4) رواه مسلم : 4/2168 . ورقمه : 2815 .
(5) رواه مسلم : 4/2168 ، ورقمه : 2814 .

**موسوعه عالم الجن والشياطين** 058**موسوعه عالم الجن والشياطين** 058**موسوعه عالم الجن والشياطين** 058
**موسوعه عالم الجن والشياطين** 058
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
**موسوعه عالم الجن والشياطين**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» **موسوعه عالم الجن والشياطين**
» كيفية تعويذ اولادنا من الجن والشياطين
» درع المسلم من السحر والحسد والشياطين
» أصل خلق الجن
» مدينة الجن تحت الارض فى تركيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: **المنتديـات الدينيــه** :: إسلامي عام-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only