عملية استئصال المرارة بالمنظار لا تستغرق سوى دقائق وتتم عن طريق فتحات صغيرة في جدار البطن تتراوح بين 5 -10ملم
تعتبر
عملية استئصال المرارة بالمنظار إحدى تداعيات التطورات الحديثة والتقنيات
العلمية المتلاحقة، حيث تعتبر جراحة المناظير الحل الأمثل لإجراء العديد
من العمليات الجراحية في وقتنا الحالي مما يقلل من المضاعفات التي تحدث.
استئصال المرارة لا تؤثر على عملية الهضم
-
المرارة هي عبارة عن حويصلة كمثرية الشكل طولها حوالي 10سم وهي موجودة تحت
الفص الأيمن من الكبد في الجانب الأيمن العلوي من البطن تتجمع فيها
إفرازات الكبد، وعند الأكل تنقبض المرارة لتنزل العصارة المتجمعة بها إلى
الإثني عشر لتختلط بالطعام ويتم الهضم.
و
إذا ما اسؤصلت المرارة فإن عصارة الكبد تنزل مباشرة إلى الأمعاء لتختلط
بالطعام وعادة لا يؤثر استئصال المرارة على عملية الهضم لكونها لا تفرز
شيئاً من هذه العصارة.
ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن واستفراغ من أعراض الإصابة
* وما سبب التهاب المرارة، وهل هناك أعراض تدل على ذلك؟
-
عادة ما يكون سبب التهاب المرارة وجود حصى بها ولكن أحياناً قليلة يحصل
التهاب دون وجود حصى. أما الأعراض التي قد يشتكي منها المريض هي ألم في
الجانب الأيمن العلوي من البطن مع ألم في الظهر والكتف الأيمن. وقد تكون
مصحوبة باستفراغ. وعادة ما تحدث الآلام بعد الأكل الدسم والذي يحتوي على
دهون وأحياناً يستمر الألم عدة ساعات وقد يكون مصحوباً بارتفاع درجة
الحرارة.
تكون الحصى في القناة المرارية يكون في منتهى الخطورة
* لقد ذكرت أن وجود الحصى سبباً في التهاب المرارة، فما سبب تكوّن الحصى بالمرارة؟
-
تتكون الحصوات المرارية عندما تختزن العصارة الصفراوية في المرارة وتتحول
إلى مادة صلبة نتيجة لزيادة نسبة الكوليسترول أو لوجود خلل في أملاح
الصفراء والبيليروبين (صبغ العصارة المرارية), وقد تتكون هذه الحصوات إما
في المرارة نفسها، أما إذا تكونت في القناة المرارية فالأمر يختلف تماماً
ويصبح في منتهى الخطورة مما يهدد حياة الإنسان ويسبب التهاب الأعضاء
الحيوية مثل الكبد والبنكرياس.. وهناك نوعان من الحصوات المرارية هي حصوات
الكوليسترول وحصوات صبغية ويعتبر النوع الأول هو الشائع بنسبة 80% وتختلف
حجم الحصوة من حبة الملح لتصل إلى حجم كرة الجولف وهناك أجسام تكون حصوة
واحدة وأجسام أخرى تكون بالمئات.
وتتكون
حصوات الكوليسترول بسبب احتواء الصفراء على نسبة كبيرة من الكوليسترول
ونسبة كبيرة من البيليروبين (أحمر الصفراء) ونقص في أملاح الصفراء أو وجود
خلل بالمرارة لأسباب أخرى أما الحصوات الصبغية فيصاب بها مرضى التليف
الكبدي أو لعدوى تحدث فى الصفراء, أو لأسباب وراثية في الدم مثل الأنيميا.
ولا يمكن الجزم بالرغم من ذلك بالأسباب المؤدية لهذا النوع.
الأشعة الصوتية تشخص
التهاب المرارة
* وكيف يمكن تشخيص التهاب المرارة ؟
-
يتم عمل الأشعة الصوتية على تشخيص التهاب المرارة، وما إذا كان موجود حصى
بها بشكل دقيق. وعلى المريض أن يصوم لمدة ثماني ساعات قبل عمل الأشعة،
وتظهر هذه الأشعة وجود الحصى والتهاب المرارة كما أنها تظهر إذا ما كان
هناك مضاعفات ناتجة عن ذلك.
تجمع صديدي.. غرغرينا بجدار المرارة... حدوث انفجار بالمرارة
* وهل يجب استئصال المرارة عند التهابها؟
-
بالحقيقة يمكن علاج المغص المراري والتهاب المرارة عن طريق الأدوية، ولكن
عادة ما يتكرر الإلتهاب والمغص وأحياناً تحدث مضاعفات كأن يحدث إنسداد
لقنوات العصارة المرارية يؤدي إلى حدوث يرقان (إصفرار بالجسم) أو أن يحدث
إنسداد لقنوات البنكرياس، مما يؤدي إلى التهاب بالبنكرياس أو أن يحدث
إنسداد بقناة المرارة نفسها مما يؤدي إلى تجمع صديدي بها وغرغرينا بجدار
المرارة وحدوث إنفجار بالمرارة وتجمع صديدي داخل البطن.
ومن المعروف أن الإلتهاب المزمن للمرارة قد يؤدي إلى حصول سرطان بالمرارة على مر السنين.
تتم العملية تحت تأثير مخدر عام
* وكيف تتم عملية استئصال المرارة بالمنظار؟
-
عند وجود حصى بالمرارة يتم استئصال المرارة مع الحصى، ويتم ذلك عن طريق
جراحة المناظير، وتتم العملية تحت تأثير مخدر عام عن طريق فتحات صغيرة في
جدار البطن يتراوح طولها بين 5 ملم -10ملم، حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة
داخل البطن وتنقل الصورة إلى جهاز تلفزيون فيقوم الجراح بإدخال أدوات
جراحية دقيقة عبر هذه الفتحات ويتم استئصال المرارة بواسطتها ثم تسحب
المرارة مع الحصى إلى خارج البطن.
تجنب حدوث التهابات بالصدر أو جلطات بالأوردة
* وما الذي يميز عملية استئصال المرارة بالمنظار؟
-
عملية استئصال المرارة بالمنظار لها العديد من المميزات منها أن الجروح
الصغيرة بالبطن ما بين 5 ملم -10ملم ولا تستغرق العملية سوى دقائق، ويتم
إعطاء مخدر موضعي في الجروح بعد العملية لكي لا يشعر المريض بأي ألم، ويتم
خياطة الجرح بطريقة تجميلية لكي لا يترك أثراً. وكما هو معلوم فإن الجروح
الصغيرة تقلل احتمالات حدوث التهاب أو فتق بالجرح كما يحدث بالجراحة
التقليدية، وهي مفيدة جداً لكبار السن والمرضى الذين يعانون من السمنة.
وتجنب حدوث التهابات بالصدر أو جلطات بالأوردة بعد العملية، لأن المريض
يتحرك ويتنفس دون ألم مباشرة بعد العملية، كما يُسمح للمريض بالأكل بعد
العملية ببضع ساعات، ويمكن للمريض أيضاً أن يعود إلى البيت في نفس يوم
العملية وللعمل خلال بضعة أيام.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والسلامة