ماذالديك حتى تكبر على الله وعلى خلقه

ماذا لديك حتى تتكبر على الله وعلى خلقه
ــــــــــــــــــــ

( إذا كنت في أول حياتك خرجت من مجاري البول ، وفي آخر حياتك
فأنك بعد موتك جيفة لا تختلف عن جيفة حمار وبين هذه وتلك تحمل
الأذى في بطنك فباي حق تتكبر على الله )

النفس البشرية تتبلد في كثير من أوقاتها ما لم يتعهدها الإنسان بتذكيرها
بقدرة الله وعظمته ، وإذا استمر في تبلده فإنه ينسى خالقه ويعتبر الدنيا
دنياه والخلق عبيدا له وجميع الأشياء طوع هواه لا يمنعه مانع ، متى ما أراد
شيئا ناله ، ومتى ما كره شيئا أزاله من طريقة حتى ولو كان هذاالشيء هو
أخوه الإنسان

هذا الإنسان المتكبر ليس عظيما ولا صاحب قدرة خارقة ولا صاحب سلطة مطلقة
كما تصور له نفسه بل هو إنسان غافل وساذج بل واكثر سذاجة من الحمار لأن
وضعه هذا خارج نطاق العقل والتفكير السليم

لو نظر هذا الغافل إلى نفسه وجسمه وعينه وأنفه ولسانه واذنه وفتش عن أسس
التكوين فيها فلم يجد إلا قدرة الله وعظمته ، أما هو فمهما بلغ من الجاه والمال
فلم يساوي عند الله ولا عند خلقه ولا حتى في منطق الحياة جناح بعوضة بل
هو أحقر من جناح البعوضة وأحقر من أي حيوان لأنه يسعى بتكبره وتجبره
إلى عقابه وبئس االمصير بينما الحيوانات ينظر الله في امرها يوم القيامة ثم
يحولها إلى تراب ، وهناك يتمنى أن يكون مثل أحقر بهيمة لكي يتحول إلى تراب
ولكن أنى له ذلك ،

قال تعالى :

{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ
الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا } [النبأ : 40]

النظرة إلى النفس

النفس البشرية تتاثر بما حولها نتيجة الإتصال بينها وبينه عبر أعضاء الحواس
بما تحمل من دوافع فطرية ، فيمتزج ذلك التاثير مع الدوافع الفطرية فيتكون نتيجة
لذلك الدوافع المكتسبة فينتج من ذلك الحزن والسرور ، والفرح والغضب والمحبة
والكره ، فمن أوجد ذلك التاثير ومن أوجد تلك العلاقة بين النفس وما حولها ومن
أوجد تلك الإتصلات بين النفس وعالمها الخارجي إنه الله جلت عظمته ، إذن ماذا
عندك أيها الإنسان لكي تتكبر ؟ وما هو دورك في هذه العملية لكي يكون مبررا لتكبرك
على الله وعلى خلقه فتخيل نفسك بدون شعور ولا إحساس فإنك لن تكون إلا قشرة
معلقة بالهواء لا قيمة لها

النظر في الجسم

هناك مشاهد كثيرة في جسم الإنسان تدل على قدرة الله وليس في ذلك للإنسان شيئ
في إتقان ذلك فالرأس يتحرك في كل الإتجاهات بواسطة الرقبة لأنه أعلى شيء في
الجسم وهذا يجعله معرض أكثر من غيره من الأعضاء للصدمات الفجائية في
الوسط البيئي فهذه عملية متقنة لم تأتي صدفة

ويليه الكتفان فتجدهما يتحركان في جميع التجاهات لكن المرفقين لا يتحركان إلى في
إتجاه واحد بينما الكف يتحرك في جميع الإتجاهات ولكن في دائرة ضيقة محسوبة
ومثل ذلك الأصابع

وفخذ الإنسان يتحرك في كل الإتجاهات بينما الركبة لا تتحرك إلا في اتجاه واحد
والقدم يتحرك في كل الإتجاهات ولكن في دائرة حركة ضيقة ، ثم ان القدم يمتد إلى
الأمام بشكل فيزيائي يتناسب مع ثقل الجسم من الأمام أكثر منه من الخلف لأن خلف
الجسم شبيه بالعمود بينما الجهة الأمامية تتمثل بزوائد وهذه الزوائد تحتوي على ثقل
فمن أوجد هذه التقنية وهذه الحكمة في حركة جسم الإنسان وتكوينه وإذا نظرنا
لكل جزئية من هذا الإتقان لوجدنا أنه له فائدة وهذا معناه أن هذا الإتقان جاء من فكرة
ولم يأتي عبثا ولا صدفة فتخيل أنك كتلة جسمية عمودية كالخشبة واسأل نفسك
كيف ستمارس حياتك في هذا العالم ، وقد قال تعالى في كتابه العزيز

أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ
كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ
ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) ـ سورة القيامة

إذن ماذا عندك يا هذا المتكبر حتى تتكبر وما هو دورك في هذا الاتقان
غير أنك منتفع لا أكثر
ـــــــــــــــــــ

النظر في العين

العين هي عدسة وشبكية تحتوي على ملايين الأجسام المخروطية التي نميز
الألوان بواسطتها وهي متصله بالدماغ بواسطة شبكة عصبية تنقل إليه المؤثرات
البصرية من البيئة ليتم ترجمتها إلى معاني عقلية ، فمن الذي أوجد هذا الاتقان
وإذا كنت أي الانسان المتكبر أعجز من أن تدرك هذا أو تحاكي مثله فما ذا لديك
حتى تتكبر وماذا لديك لتنازع الله في كبريائه فتخيل نفسك بدون عين واسأل
نفسك كيف ستكون حياتك
ــــــــــــــــــ

النظر في الأنف

الأنف هو حاسة الشم الذي يقوم باتمييز بين الروائح البيئية ، وهو الممر للهوا البيئي
من الخارج إلى الرئة ومنها إلى الدورة الدموية وهذا فيه تفصيل ليس هذا مكانه ، وهذا
الهواء لا يمر من الأنف كما هو في البيئة ، فإن هناك في جدار الأنف يوجد شعيرات تقوم
بتنقية الهواء من الأجسام الصغيرة التي يحملها وهناك شعيرات دموية تقوم بتدفئة
الهواء لكي لا يسبب إلتهابا في الحلق وفي الرئة ، فمن الذي يقوم بهذه العملية المعقدة
وهل هذه التقنية وجدت صدفة وهل وجدت زائدة عن الحاجة هذا هو الخالق العزيز
المتكبر فماذا عندك أيها الإنسان لك تتكبر على خلق الله ، أما تستحي من الله وأنت تتكبر
وتنازع الله في علوه وانت أحقر من بعوضة
ــــــــــــــــــــــــ

النظر في اللسان

اللسان عضو الذوق الذي نميز به طعم الأشياء قبل ان تدخل إلى المعدة ومنها إلى الدورة
الدموية عبر عملية كيميائية معقدة اسمها ( عملية الهضم ) ، فباللسان نستطيع تمييز
طعم الأشياء إن كانت حامظة أو حلوة أو قلوية لاذعة ، وهو عضو تحريك الطعام في الفم
عند تكسيره بالأسنان ، وهو عضو الكلام الذي يتحرك بإيقاع دقيق يتناسب مع الحروف
الهجائية في أي لغة من لغة العالم فمن الذي أوجد هذه التقنية المذهلة سواء في الذوق
أو في تحريك الطعام أو في الإيقاعات الحرفية الهجائية ، إن هذه العملية التقنية لا يستطع
الإنسان أن يعملها في حاسب آلي حتى لو كان هذا الحاسب الآلي في حجم الكرة الأرضية
إذن على ماذا تتكبر أيها الإنسان الساذج وماذا لديك لكي تنظر لنفسك نظرة إعجاب وتفاخر
فتخيل نفسك بدون لسان ، واسأل نفسك كيف ستتعامل مع المذاقات وكيف ستميز بين
بين الماء النافع وبين الأحماض القاتلة وكيف ستتفاهم مع من حولك وكيف ستعبر عن أفكارك
حقا إن المتكبرين ناقصي العقول
ـــــــــــــــــــــ

النظر في الأذن

الأذن هو الوسيلة الإستشعارية عن بعد ، فبه نعرف صوت أي حركة من حولنا كصوت
الإنسان وهبوب الرياح وخرير المياه وهدير الموج وتساقط الصخور حتى نبتعد عن
أخطارها ، وبها نميز الأصوات حيث تتعامل مع الموجات الصوتية وترسلها إلى
الدماغ لترجمتها ثم لتخزينها في عملية عقلية معقدة اسمها ( الذاكرة السمعية )
وبها نميز الجهات التي قدم من الصوت ، فمن الذي أوجد هذه التقنية الإستشعارية
بهذا الإحكام والترتيب الدقيق ؟ إنه الله تعالى الكبير المتكبر العلي القدير
فمن أنت أيها الانسان الضعيف الذي لا يستطيع إنقاذ نفسه من قرصة ذباب أو لسعة
نحلة أو لدغة حيوان زاحف حقير حتى تتكبر على الله وعلى خلقه

هنا مجال قدرة الله واسعة ، وآيات الله كثيرة ، ولكن لم نذكر اكثر من حواس الإنسان
نفسه ولم أذكر أشياء دقيقة تعمل بتقنية عالية كالكبد والطحال والرئة والكلى والأمعاء
أيضا لم نذكر الآيات الكونية كالمجرات والمجموعات الشمسية فيها ، أيضا لم نذكر
آيات الله في الكائنات الجرثومية الدقيقة والتي لا تقل دهشة عن الآيات الكونية
هذا هو الخالق جل وعلا فمن تكون انت أيها الإنسان حتى تتكبر وماذا عندك
لتميز نفسك عن غيرك

قد يكون لك نجاحات في العمل الدنيوي كالمال والوجاهة والعلم وهذا ليس مبرر للتكبر
على الله وعلى خلقه ، لأن هذا كما أتيح لك فهو متاح لغيرك

ما شاء الله حبيبتي
موضوع ذا اهمية بمكان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من تواضع لله رفعه ومن تكبر وطغى وضعه"
جعلنا الله من المتواضعين الخاشعين التائبين
ماذالديك حتى تكبر على الله وعلى خلقه 470844

ماذالديك حتى تكبر على الله وعلى خلقه 470844

ماذالديك حتى تكبر على الله وعلى خلقه 135464

ماذالديك حتى تكبر على الله وعلى خلقه 554560

يعطيك العافيه
ام ياسين
شكرا لك على مروورك الكريم
دمتي برضئ الله

بارك الله فيكي يالجوهرة على الموضوع المييز

و جعله الله تعالى في موازين حسناتك

اللهم لا تجعل في قلوبنا مثقال ذرة من كبر


يعطيك العافيه ام ياسمين شكرا لك على مروورك الكريم دمتي برضئ الله

» الابتلاء سنّة الله في خلقه
» هل اراد الله سبحانه وتعالى المعصيه من خلقه(لشيخ الاسلام ابن تيميه)
» كلمات جميله جدا في الله تعالى جل وعلى
» الذى اعطى كل شئ خلقه ثم هدى
» كان خلقه القرآن عليه الصلاه والسلام